تشاؤم الوردي ..وتفاؤل الحلاوجي

تشاؤم الوردي ..وتفاؤل الحلاوجي


عندما دعا الدكتور علي الوردي الى تبسيط اللغة الادبية فانه أنطلق في رؤيته الى أن الموسيقى اللفظية التي يعتمد عليها الشعر العربي جعلت حظ المعاني فيه جد قليل ويضيف ( رحمه الله ) أنه لايعني أن الشعر خال من المعنى ، بل أنه عاب على الادباء تمسكهم بالتقاليد الادبية القديمة وقلة اهتمامهم بما يحدث في هذا العصر من انقلاب اجتماعي وفكري عظيم
لقد قامت الدنيا ولم تقعد على دعوته تلك وانبرى له مشايخ الادب يتهمون ويسفهون اقواله
لقد نسي منتقدوه في خضم الجدل انه اراد من الادباء (الكتابة للجماهير لا للطبقة الخاصة والكتابة للحياة الجديدة التي تقضي علينا ان نغير من اسلوب لغتنا كما غيرنا من اسلوب مساكننا وملابسنا وغير ذلك ) .
لست الان بصدد غربلة اقواله بل مايهمني حقا" هو تعليله الذي أورده في كتابه ( أسطورة الادب الرفيع)
حيث يقول
( لان العقل البشري لايستطيع ان يعنى بامرين متناقضين في آن واحد الا نادرا" ولأن اللفظ والمعنى متناقضان بطبيعتهما فان الشاعر لايستطيع التركيز والاجادة في كليهما معا" )
وهنا لابد أن أضع رؤيتي بعد سماعي لرؤية هذا الفاضل المكرم لان مارآه غير مستطاع رأيته مقدور عليه ، اليوم في الواحة نقرأ لكثير من الشعراء المتألقين وقد نفروا من الطريقة التي نفر منها الوردي (رحمه الله) نفسه بل واستخفوا ممن يحشر الالفاظ حشرا" في أمارة ( المعاني الفضفاضة) ، ويصح القول أن شعراء التفاؤل هؤلاء ممن أجادوا ربط المعنى بالمبنى بل وخاطبوا عموم الناس وأطربوا خاصتهم ، ولكني لاأستطيع أن أطلق عليهم الا ظاهرة تمثل الاقلية في الفضاء العام للثقافة العربية .
لقد وصف الوردي امثال هذه الثلة بانهم ( نادرون)
وهو المتشائم من ادباء زمنه ولو انه عاصرنا في الواحة لربما أضاء لنا شمعة التفاؤل كما أفعل اليوم .
انني اجد من المهم ان نؤشر ونشجع وندل القراء لما نريده في مشروع ( اعادة الصياغة ) وهو كفيل بتحويل الامنيات الى امكانات
انني هنا اخالف الوردي اذ يقول ان القيود اللفظية ( القافية والوزن والاعراب ) اذا ماركز عليها الشاعر واشتدت عنايته بها ضعفت عنايته بالمعنى قليلا او كثيرا
وأرى أن ابداع المعنى قد حققه بعض شعراء الواحة من الرافضين لفكرة الوردي وان بدا أن الكثير من شعراءنا أيدوا قوله ، كما ورد على لسان نزار قباني يوم قال ( أنها عبودية ملّحنة )
اقول هنا آن الاوان ليصدح شعراء القافية في سوق الابداع والانتماء الى واقع مايدور حولنا
آن الاوان لنثبت ان للشعر العربي رجاله وحماته
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون لاثبات الحضور الفكري ومن أجل أن لايصفنا واصف باننا نبيع التمر في سوق البصرة ونتشبث بالاحلام ونسطر
ومن أجل كل ماسبق ، أضع عندكم سادتي وقفات للتأسيس وحراسة رؤيتنا في اعادة الصياغة كما أراها
وهي اسس تنتظر منكم سادتي التنفيذ بعد مناقشتها
1\
وقفة في أن الشاعر لسان بيئته
2\
وقفة في ان دعوتنا تبدأ بالتخلص مما لاطائل منه
3\
وقفة في أن دعوتنا تؤشر الى أمراض الشعر المعاصر
4\
وقفة في ان دعوتنا لاتتخلف عن زماننا بل ربما ستسبقه
5\
وقفة في ان شاعرنا هو مصور امين للواقع المفجع وللقيم السائدة
6\
وقفة في التخلص من ازدواجية شخصية شعرائنا
7\
وقفة مع ( المؤسساتية) الشعرية والخارطة الادبية
8\
وقفة حول اقامة ( حلف ) ثقافي عالمي
9\
خلاصة واليات التنفيذ

سلام الـلـه عليكم
الأخ الفاضل الاديب والمفكر الاستاذ خليل حلاوجي

أسعد الـلـه صباحك , لقد ابهجت صباحي , بهذه الوقفة الادبية الجميلة , والتصدي لموضوع هام جدا , في الأدب عموما , وفي الشعر على وجه الخصوص , المفاضلة بين الاغراق في الاهتمام في المبنى , من جهة , وبين الاغراق في التعبير عن الاحساس , لدرجة نسيان مبادىء البناء , من جهة ثانية , وافرحتني بتفاؤلك ببعض شعراء الواحة الكبار , ممن برعوا في المبنى , كما برعوا في تحميل المبنى روعة الاحاسيس , وظرفة الحداثة والمعاصرة .
لقد اجدت واحسنت .

اخوكم
السمان

تشاؤم الوردي ..وتفاؤل الحلاوجي
عندما دعا الدكتور علي الوردي الى تبسيط اللغة الادبية فانه أنطلق في رؤيته الى أن الموسيقى اللفظية التي يعتمد عليها الشعر العربي جعلت حظ المعاني فيه جد قليل ويضيف ( رحمه الله ) أنه لايعني أن الشعر خال من المعنى ، بل أنه عاب على الادباء تمسكهم بالتقاليد الادبية القديمة وقلة اهتمامهم بما يحدث في هذا العصر من انقلاب اجتماعي وفكري عظيم
لقد قامت الدنيا ولم تقعد على دعوته تلك وانبرى له مشايخ الادب يتهمون ويسفهون اقواله
لقد نسي منتقدوه في خضم الجدل انه اراد من الادباء (الكتابة للجماهير لا للطبقة الخاصة والكتابة للحياة الجديدة التي تقضي علينا ان نغير من اسلوب لغتنا كما غيرنا من اسلوب مساكننا وملابسنا وغير ذلك ) .
لست الان بصدد غربلة اقواله بل مايهمني حقا" هو تعليله الذي أورده في كتابه ( أسطورة الادب الرفيع)
حيث يقول
( لان العقل البشري لايستطيع ان يعنى بامرين متناقضين في آن واحد الا نادرا" ولأن اللفظ والمعنى متناقضان بطبيعتهما فان الشاعر لايستطيع التركيز والاجادة في كليهما معا" )
وهنا لابد أن أضع رؤيتي بعد سماعي لرؤية هذا الفاضل المكرم لان مارآه غير مستطاع رأيته مقدور عليه ، اليوم في الواحة نقرأ لكثير من الشعراء المتألقين وقد نفروا من الطريقة التي نفر منها الوردي (رحمه الله) نفسه بل واستخفوا ممن يحشر الالفاظ حشرا" في أمارة ( المعاني الفضفاضة) ، ويصح القول أن شعراء التفاؤل هؤلاء ممن أجادوا ربط المعنى بالمبنى بل وخاطبوا عموم الناس وأطربوا خاصتهم ، ولكني لاأستطيع أن أطلق عليهم الا ظاهرة تمثل الاقلية في الفضاء العام للثقافة العربية .
لقد وصف الوردي امثال هذه الثلة بانهم ( نادرون)
وهو المتشائم من ادباء زمنه ولو انه عاصرنا في الواحة لربما أضاء لنا شمعة التفاؤل كما أفعل اليوم .
انني اجد من المهم ان نؤشر ونشجع وندل القراء لما نريده في مشروع ( اعادة الصياغة ) وهو كفيل بتحويل الامنيات الى امكانات
انني هنا اخالف الوردي اذ يقول ان القيود اللفظية ( القافية والوزن والاعراب ) اذا ماركز عليها الشاعر واشتدت عنايته بها ضعفت عنايته بالمعنى قليلا او كثيرا
وأرى أن ابداع المعنى قد حققه بعض شعراء الواحة من الرافضين لفكرة الوردي وان بدا أن الكثير من شعراءنا أيدوا قوله ، كما ورد على لسان نزار قباني يوم قال ( أنها عبودية ملّحنة )
اقول هنا آن الاوان ليصدح شعراء القافية في سوق الابداع والانتماء الى واقع مايدور حولنا
آن الاوان لنثبت ان للشعر العربي رجاله وحماته
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون لاثبات الحضور الفكري ومن أجل أن لايصفنا واصف باننا نبيع التمر في سوق البصرة ونتشبث بالاحلام ونسطر
ومن أجل كل ماسبق ، أضع عندكم سادتي وقفات للتأسيس وحراسة رؤيتنا في اعادة الصياغة كما أراها
وهي اسس تنتظر منكم سادتي التنفيذ بعد مناقشتها
1\
وقفة في أن الشاعر لسان بيئته
2\
وقفة في ان دعوتنا تبدأ بالتخلص مما لاطائل منه
3\
وقفة في أن دعوتنا تؤشر الى أمراض الشعر المعاصر
4\
وقفة في ان دعوتنا لاتتخلف عن زماننا بل ربما ستسبقه
5\
وقفة في ان شاعرنا هو مصور امين للواقع المفجع وللقيم السائدة
6\
وقفة في التخلص من ازدواجية شخصية شعرائنا
7\
وقفة مع ( المؤسساتية) الشعرية والخارطة الادبية
8\
وقفة حول اقامة ( حلف ) ثقافي عالمي
9\
خلاصة واليات التنفيذ

========

أخانا الخليل الجليل

أخيرا ضبطناك متفائلا
الحمد لله

أخي الكريم
أحييك على هذا العرض الراقي ،

وأحب هنا أن أبين اختلافي مع المقدمة التي أقام عليها الأستاذ الفاضل الدكتور الوردي قضيته ، وهي (أن اللفظ والمعنى متناقضان)
، كابن جنى القائل : " كأن العرب إنما تحلى ألفاظها وتدبجها وتشبها، وتزخرفها ، عناية بالمعاني التي ورائها ، وتوصلا بها إلى إدراك مطالبها(الخصائص 1: 220)

ويعلل لذلك " لأنها طريق إلى إظهار الأغراض والمعاني ، وكلما اشتدت العناية بالألفاظ كانت أذهب في الدلالة على القصد كما يقول ؛

لأن الألفاظ وعاء الأفكار مثل : " إصلاح الوعاء وتحصينه ، وتزكيته وتقديسه ، وإنما المبغى بذلك منعاً لاحتياط للموعى عليه (السابق) .
إن ابن جنى يقرر أن التعامل إنما يكون مع الألفاظ بحسن اختيارها وجوده التأليف بينها ، في الخطابة والشعر ، مدركاً الصلة بين الشكل والمعنى لدلالة الأول على الثاني .

كما شبهوا العلاقة بين اللفظ والمعنى بالعلاقة بين الروح والجسد فقالوا إن الكلام: جسده اللفظ وروحه المعنى". الحصري القيرواني:جمع الجواهر:329)


فأين التناقض المزعوم؟

ومن هنا نفهم كلمة مالارميه الشهيرة:": " إن الشعر لا يكتب بالأفكـار ، إنما يكتب بالكلمات ". (رينيه ويليك : مفاهيم نقدية ، ص 471 -عالم المعرفة)
وهي تنطلق أيضا من أن عناية المبدعين بالكلمات هي التي ستؤدي إلى تجسيد الأفكار، لهذا كانت كلمته بداية ما يعرف بالنقد اللغوي .



ودمت بكل الخير والكثير من التفاؤل.

محبك: مصطفى

الاستاذ محمد حسن السمان

تحية لمرورك هنا فوق أسطر التفاؤل

هلا شاركتني في نقاطي التسعة تصويبا ً ونقدا ً ... ياخير مؤازر

\
بالغ تقديري

[quote=د. مصطفى عراقي;203012]========
أخانا الخليل الجليل
أخيرا ضبطناك متفائلا
الحمد لله
أخي الكريم
أحييك على هذا العرض الراقي ،
\\

الاستاذ الهمام ... لانك في متصفحي ... الفرح لايقبل أن يغادرني


أفكارك ... دعها تختمر في جمجمتي ... لابحث لها عن جواب شاف

سروري ... أمجد ... بمرورك الانور

\\
الاستاذ الهمام ... لانك في متصفحي ... الفرح لايقبل أن يغادرني
أفكارك ... دعها تختمر في جمجمتي ... لابحث لها عن جواب شاف
سروري ... أمجد ... بمرورك الانور

================

دمت بفرحٍ أيها المفضالُ

في ارتقاب واشتياق


مصطفى

========
أحب هنا أن أبين اختلافي مع المقدمة التي أقام عليها الأستاذ الفاضل الدكتور الوردي قضيته ، وهي (أن اللفظ والمعنى متناقضان)
، كابن جنى القائل : " كأن العرب إنما تحلى ألفاظها وتدبجها وتشبها، وتزخرفها ، عناية بالمعاني التي ورائها ، وتوصلا بها إلى إدراك مطالبها(الخصائص 1: 220)
ويعلل لذلك " لأنها طريق إلى إظهار الأغراض والمعاني ، وكلما اشتدت العناية بالألفاظ كانت أذهب في الدلالة على القصد كما يقول ؛
لأن الألفاظ وعاء الأفكار مثل : " إصلاح الوعاء وتحصينه ، وتزكيته وتقديسه ، وإنما المبغى بذلك منعاً لاحتياط للموعى عليه (السابق) .
إن ابن جنى يقرر أن التعامل إنما يكون مع الألفاظ بحسن اختيارها وجوده التأليف بينها ، في الخطابة والشعر ، مدركاً الصلة بين الشكل والمعنى لدلالة الأول على الثاني .
كما شبهوا العلاقة بين اللفظ والمعنى بالعلاقة بين الروح والجسد فقالوا إن الكلام: جسده اللفظ وروحه المعنى". الحصري القيرواني:جمع الجواهر:329)
فأين التناقض المزعوم؟
ومن هنا نفهم كلمة مالارميه الشهيرة:": " إن الشعر لا يكتب بالأفكـار ، إنما يكتب بالكلمات ". (رينيه ويليك : مفاهيم نقدية ، ص 471 -عالم المعرفة)
وهي تنطلق أيضا من أن عناية المبدعين بالكلمات هي التي ستؤدي إلى تجسيد الأفكار، لهذا كانت كلمته بداية ما يعرف بالنقد اللغوي .
ودمت بكل الخير والكثير من التفاؤل.
محبك: مصطفى

نعم الشعر يكتب بالكلمات

ولقد قرأت لشعراء فطاحل الوان من التزيين اللفظي ماعجزت على فهمه

فكتب احدهم الف بيت وجعل في اول صدر كل بيت كلمة لو قرأت من اعلى القصيدة الى آخر بيت فيها لكانت قصيدة ثانية وعندك اخبار الطرد والعكس واسماء اخرى لتلك الفنون لاتحضرني الآن

فكنت أسأل نفسي

لماذا كل هذا الجهد ... ومعلوم في اللغة ... أن التحدي يكون في الاختصار

ثم

وصلت الى نتيجة هامة

وهي ان الكلمات قد تسيىء الى المعنى ان لم تهتم بالفكرة التي تنطق من خلالها هذه الكلمات

ان ماعناه الوردي يتضمن مايق فيه الشعراء اليوم من المبالغة في قيد العروض على حساب الفكرة وعندك خبر تكرار الافكار ولكن بمنطوق جديد لشاعر جديد

الافكار ... جهد
والشعر .... موهبة

فلاضير أن يكتملا ... لا ان يتصادما

ثم

ان قبولنا لشعراء الحداثة ومابعد الحداثة أكرر ... قبولنا .... لاالتشهير بقدرتهم ... اراه قد اعاق الامر

أمر الفكرة التي اريدها ان تؤطر الشعر اليوم ....


\


تقبل خالص مودتي

الاستاذ محمد حسن السمان
تحية لمرورك هنا فوق أسطر التفاؤل
هلا شاركتني في نقاطي التسعة تصويبا ً ونقدا ً ... ياخير مؤازر
\
بالغ تقديري

حضورك ...,. هو الشفاء

وهو الوفاء