يقال عن الديمقراطية في دفتر يوناني قديم أنها حكم الشعب نفسه بنفسه..
وفي عصرنا الراهن تبدو الديمقراطية كصوت تفوز به الأغلبية..
وفي سجل هيئة الأمم المتحدة نقرأ أن الحق مبدأ أخلاقي إنساني..وأنه أساس العدالة التي تبنى على قوته..
لكن من منطلق التصويت الذي تشارك فيه دول المعمور نجد أن صوت الأغلبية سرعان ما يتقلص ويتراجع ليتقهقر امام ما تمارسه الدول العظمى من حق" الفيتو" ..وهي تحظى بهذا الحق رغم أنف الأغلبية..
نكتشف في هذا المبدأ ما تنطوي عليه الديمقراطية التي تنادي بها الدول العظمى من مغالطة ومن زيف..إذ كيف تكون الديمقراطية مبنية على على مبدأ الحق والعدالة والمساواة وفي نفس الوقت تسمح لنفسها بتصدير حق "الفيتو" الذي يجسد حق القوة وما ينطوي عليه من إرادة غاشمة للأقوياء ضد إرادة أغلبية ضعيفة..؟
أليس من العدالة أن تعيد هيئة الأمم المتحدة النظر في مبادئ وجودها وتتأمل ذاتها قليلا لأجل ان تقنع نفسها أولا بأنها تسعى إلى تأكيد كرامة الإنسان في الواقع وممارسة العدالة كما هي وارد تعريفها في بنود قوانينها؟