|
أرى دمع أشجاني يزاحم أبياتي |
ويعزف أنغام الأسى من جديد |
ويصنع من شعري حرابا كأنها |
تلوح في أجوائنا بالوعيد |
وتعلو كما يعلو الشقاء ديارنا |
وتهوي على أشلاء رمز شهيد |
وأبكي إذا ما أدبرت عادياتنا |
و لكن صبري يستعيد وليدي |
وأشكو حصارا لا يزال مرابطا |
وظلما ينادي القوم هل من مزيد |
وما لي سوى نيران قلب مكابر |
ليطفئها الزحف و يصنع عيدي |
أيا عمرنا الوردي إرفع هواننا |
وأشعل قناديل الصفاء البعيد |
إلى لون أحزاني تغير لتنجلي |
لتكشف جرحا غائرا بوريدي |
ألا يا أعاصير اعصفي بصموتنا |
لتصحو المعاني من نعاس مديد |
لأقصوصة المظلوم قومي وغردي |
بألحان موجوع شريد وحيد |
ألا يا سيوف النصر أهلا بعودة |
ومرحى لمن سادوا بأرض العبيد |
و طوبى لإلهام ترعرع مسلما |
وطوبى لجيل مؤمن بقصيدي |
أنا الثأر يا من يسمعون حكايتي |
وأوجاع آهاتي و همي الشديد |
أنا من أنادي كل ليلي بحرقة |
وأصرخ في وجه السلام المشيد |
أنا لست أرضى نصف عرش وإن علا |
ولا أقبل الآتي بوهم بليد |
هو الزيف إن تسطع عليه حقيقة |
يصير إلى ماء كدأب الجليد |
ولي في بقايا ذكرياتي بصائر |
تحذرني مكرا قديم العهود |
سأبقى على نهج الجدود كجمرة |
بحلق كذوب خائن ومريد |
في كل عام غضبة تقذف الحصى |
كطير أبابيل بعين الحقود |
و تبذل أرواحا تهب عواصفا |
وتمشي على هدي القعيد الشهيد |
بآيات وعد ترتوي عنـد زحفهـا |
وتعلي شعارات انتصار أكيد |
تعالي صقور المجد هيا لصحوة |
تعالي لتحيي موتنا بالرعود |
ضعي في جراح الصدر ملحا لنكتوي |
بآلام جور قد بدا في الجلود |
غدا كل أحلامي تصير حقيقة |
غدا يا إلهي أسترد وجودي |
بإيمان فرسان يحقق مطمعي |
ونمضي بقرآن و نهج سديد |
أنا لن أخون العهد بل سأصونه |
وأفديك أرضي بالدما كي تعودي |
سلام عليك اليوم من قلب ثائر |
تجاوز في الإقدام كل الحدود |
أيا موطن الإسراء هلا أجبتني |
أبالوهن نحيا أم ببذل الجهود ؟ |
فهل من ملب للنداء و يا ترى |
سأبني بقدسي مسجدا للوفود ؟ |
ألا يا رجالي استفيقوا ألم يئـن |
أوان انتقام من جنون اليهود ؟ |
فأين الضمير الحي أين من ؟ |
يراني و يستحلي ليالي الهجود ؟ |
أنا لا أهاب الموت لكن بي جوى |
على وردتي إذ طوقت بالقيود |
أغيـر الإله البر أرجو مخلصا |
وبابه مفتوح لكل مريد؟ |
و دعوة المظلوم تجاب بسرعة |
ويدفع ربي الضرعنا بجود |
فيارب دمر كل من يروم خديعة |
بأبوابنا و اختم بنصر مجيد |
و طوق ذئاب الحزن أذهب شرورهم |
وكن لجيوش بادرت بالسجود |
لك الله يا من صمت عن كل شاغل |
سوى صوت حق فوق كل البنود |
فما أعظم الساعي لحوض شفيعنا |
وما أتعس اللاهي بعيش رغيد |