سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحيـة تقطر عطراً
الكريم د. محمد إياد،
لكأنّ القمرَ الآنَ سعيدٌ يتراقص فرحاً بقصيدك، فرَحاً بهذه القصيدة/الشمعة التي أضأتَها بضوئه، بكل المعاني الجميلة التي تضجّ بها تقاسيمُـه.. لكأنّي أراه الآن على باب واحتنا، وحقائبُه متراصّة قرب البوابة، وهو يحمل هدايا لكل سكّان واحتنا، وهو يكتب على جدرانها الملوّنة بمواعيده، انتسابَه لواحتنا بعدَ أن انتسب لكل القلوب منذ قديم الأزل ..
ندينُ لكَ بذلك وأكثر! فالقمرُ مذْ قرأَ هذا البيت :
أَرَاكَ صَفِيَّ الوُدِّ والوَجْهُ مُشْرِقٌ =وبُشْراكَ تَسْري بالصَّفَاءِ مع النَّظَرْ
قد ازداد إشراقاً وألقاً، ووعد بهدايا كثيرة من البشرى والفرح والعودة بالغائبين، وأن يظلّ رسولَ القلوب كلّها، وترياقَ الآلام، ومنديلا يكفكف الغربة، أن يقطع المسافات وحده بكل صبرٍ، حتّى وإن قصمت ظهرَه الغربة وقسوة بعضهمْ، ليبلّغ الرسائل بكل أمانة، ويجمع شتات الأرواح التي أنهكها البعد، ويُصلِح بين الحالمين وأحلامهمْ، ويساهم في بناء زمنٍ يصحو من الغياب ..
وُعُود القمر كلها صادقة .. صادقة .. صادقة .
أمّا هنا، فقد ثملتُ حدّ الدهشة !
أَتعْرِفُ يا بَدرَ الزَّمَان حِكَايتي = ونجوى فؤادي.. والحنين.. ومااستتر؟؟
أتَدْري بِمَخبُوءِ النُّفُوسِ تَفَرُّساً ؟!=وأَخْشَى بأَنْ أُفْشِي جَوَايَ مع السَّمَرْ..
وأَكْشِفَ ما اسْتَخْفَى وسِرَّ صَبَابَتي= مع الليلِ والذِّكْرى تَهِيجُ بِلا وَتَرْ
لتَبْلُغَ أشْوَاقُ الحَبيبِ مَعَارِجاً = بوَجْدٍ تَلاقَى بين هَاتيكَ الصُّوَرْ
سعدتُ بقصيدك، وسعدتُ بانتساب القمر لواحتنـا ..
بوركتَ وبورك مدادُك ..
خالص تقديري واعتزازي
وألف طاقة من الورد والندى