أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: شهرة عالمية

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    المشاركات : 320
    المواضيع : 85
    الردود : 320
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي شهرة عالمية

    شهرة
    عالمية

    ملاحظة قبل البدء:-

    كل كلمة في هذه المقالة، أتت كما هي، وما جرى عليها من تعديل، لم يتجاوز تعديل التنضيد والتنسيق، دون التدخل بمحتواها وفحواها، ودون لَيّْ للمقصود أو تحويره.

    ونظرا لخطورة الموضوع، وحساسيته، فقد استبدلت اسم المحاور إلى الرمز "س". وهذا هو التبديل الوحيد الذي قمت به لأسباب ارتأيتها، ولا اعلم إن كنت مخطئا في ذلك أم لا، لكنها الضرورة التي تفرض علينا أحيانا أن نبقى معلقين بالحيرة بين ما يجب، وما يكون.

    بدأت القصة باتصال حدث مع زميل، وكنت إذ ذاك جالسا إلى جانبه، وفوجئت بأنه انتقل من السلام والتحية، للحديث عني وعن كم الثقافة التي املك، وعن درجة الوعي الديني، ومخزون المعلومات الشرعية، دون أن اعرف مع من يتحدث عني، ولماذا؟

    وحين أنهى مكالمته، استدار نحوي وهو متهلل الأسارير، مبتهج النفس.
    وقال : سأعرفك على " س " ، فهو " " و " " و " "، فهو يتشابه في كثير من الطموحات والآمال معك، وكذلك تتشابه سيرته ببعض من سيرتك.

    لم اعترض، ولكن المفاجأة أوقفتني للتفكير مليا ببعض الجمل التي ترددت، كالوعي الديني، والمعلومات الشرعية، فمثل هذه الكلمات تثير في نوعا من حساسية تستشعرها بداهتي بسرعة غريبة.

    ولكني، وكعادتي في التي اكتسبتها بالتجربة، لم أفصح عن دهشتي أو استغرابي، وتركت كل شيء للأيام التي عودتني على حل معضلات الدهشة والاستغراب، بالصبر والتأني، وبترك الطرف الآخر البوح بما يجول في رأسه وصدره من أفكار وأحاسيس.

    وكان لقاء بيني وبين " س "، لقاء ودي، تخللته مصطلحات التعارف والمجاملة، ومرت من ثناياه، اختبارات النفس والعقل، بصورة غير ملحوظة، لولا شعور الدهشة والاستغراب الذي سكنني سابقا.

    وخضعت طوعا للاستجابة، فمررت بعض الجمل التي تتعلق بالعقيدة الإسلامية، وبعض الفتاوى المستترة خلف غموض الحياة المعاصرة لبعض القضايا، ودسست بدهاء الشك، بعض من المرونة في أشياء هي أصلا تتمتع بمرونة القول والتأويل والتفسير.

    وأرسيت مراكبي كلها دفعة واحدة، لأدخل عالم السياسة، والعدالة الاجتماعية، بعد استشفاف نفس محدثي، وهنا وقعت مرة واحدة في نفسه موقع القبول والاستحسان.

    وعملت على إبعاد زمن اللقاءات، عن قصد وتعمد، فالنفس التي تتعلق باللقاء المتتالي، هي نفس ضعيفة، تنزلق نحو الملل والانطواء بعيد فترة وجيزة، بل وتنكشف بعض من خباياها وصفاتها بسرعة للطرف الآخر، لكن المباعدة الزمنية، تجعل الآخر يرسم لك صورة تختلف خلف كل لقاء، وهذا ما يجعله يقتنص فرصة تقدمها له كي ينشر نفسه بمكنوناتها أمامك.

    وكانت المفاجأة التي توقعت، وعليها بنيت طريقة تعاملي معه، حين أشار إلى الشهرة السريعة التي حققها سلمان رشدي بكتابه آيات شيطانية، ثم انتقل لبعض الأسماء الأخرى التي هاجمت الإسلام، بطريقة مفضوحة، أو متخفية وراء النصوص.

    وكان أثناء حديثه، يكشف ما يعتمل بنفسه من طموحات ومن آمال، وفي ذات الوقت يهاجم الزمن والظروف التي جعلته يقف على رصيف النسيان، في حين انه - حسب وصفه – يستحق من الزمن والظروف أن تقف بجانبه، وله في ذلك حجة لا استطيع أن أسجلها، لأنها كافية لنقله من " س " إلى فلان.

    وأخيرا، وحين نفد صبره، من دوراني حول الحوار دون الإفصاح عن رأيي الواضح.
    قال :

    أنت وأنا، بعلمك الديني، وشهرتي المتواضعة، ولكن من تاريخي الذي يحتاج إلى انطلاق، نستطيع أن نخرج من رحم المعروف، إلى فضاءات الشهرة، وشاشات الرائي، وأوراق الصحف والمجلات، لنصبح أكثر شهرة من أي كاتب أو أديب، ونستطيع أن نتحول إلى اثنين، يهتم بهم الساسة، وتهتم بهم المؤسسات العالمية.

    قلت :

    وكيف السبيل إلى ذلك؟

    قال:

    نكتب كتابا، نوضح فيه الأخطاء الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية، وندمغ ذلك بحجج ممنطقة، مفلسفة، تبدو للمتأمل بأنها موضوعات ومسائل يمكن من خلالها ان تتداعى بعض من أسس العقيدة، وبعض من الموروث في التاريخ.

    قلت:

    القرآن كتاب الله جل شانه، وهو منزه عن الخطأ، منزه عن منزلة البشر، وفيه من الإعجاز ما يكفي ليردنا على أعقابنا خائبين، والاهم من هذا، لماذا لا تفعل أنت ما تود أن تفعل بعيدا عني، لتحظى بالشهرة دون أن تضطر لتقاسمها معي.

    قال:

    لو كنت املك ما تملك من وعي ديني، وعلم شرعي، وأسلوب مقنع في الحوار، لفعلت، ولكني لا املك إلا الشهرة القاصرة، والتاريخ الغني الذي ينتظر حدثا يحله من عقاله.

    قلت:-

    للأمانة فقط، أنا لا املك من الوعي الديني الحد الذي تصف، ولكن جهلك بأسس العقيدة ومكوناتها، وجهلك باختلاف الفقهاء في بعض القضايا، هو الذي صور لك غزارة علمي ووعيي.

    ولو تأملت قليلا بما املك من وعي وعلم، لعرفت بأنني تربيت على حب الله ودينه، وعلى قناعة مستمدة من يقين يسكن قلبي، ونور يحتل عقلي، وهذا لوحده كاف لأن يجعلك تفكر قبل أن تعرض ما عرضت.

    وسيأتي يوم، اكتب فيه عن مفاتيح الشهرة التي جاءت إلى بيتي الكئيب في الشكل والحقيقة، جاءت لتفتح أمامي دروب وطرق، كلها مملوءة بالسعادة الآتية من مال أو مسكن، فوقفت قناعاتي حائلا بيني وبينها، وانتصبت عقيدتي حاجزا من قناعة تملك القدرة على الرفض.

    وكانت تلك المفاتيح التي دخلت بيتي الكئيب الفقير، بين يدي أخ من إخوتي، من بطن أمي، الذي نسميه بالمثل ، "البطن بستان".

    وجاءت الشهرة مرة أخرى، بعد سنوات من الأولى، لتقف على باب بيت لا يملك صاحبه غير إصرار على قناعة، وتمسك في مبدأ، لكنها ارتدت مرة أخرى لتبحث عن شخص يعشقها، ولا يعشق أو يخاف من يوم لا تنفع فيه شهرة، ولا تغني سلطة.

    وافترقنا، ونحن نحمل متضادين، فهو يسخر من ومن قناعاتي ومبادئي التي حولتني إلى لاجئ يستجدي لقمة العيش من أناس لا يعرفهم.

    وقد أشار إلى ذلك حين قال ساخرا:- دع أمتك الإسلامية تمنحك ثمن الرغيف الذي تستجديه هنا.

    وأنا تركته، وفي أحاسيسي شفقة على ما سيلم به، فهو ابعد ما يكون عن الثبات أمام أية هزة خفيفة، والهزات هنا في الغرب، لا تأتي على مراحل، بل تتجمع وتستجمع كل قوتها لتهب عاصفة على الفرد الذي يبحث عن شيء غير موجود، أو شيء فوق طاقته.

    وظللت لأيام أفكر به، فهذا عربي مسلم، قذفته ظروف ما، إلى أوروبا، باحثا عن لقمة عيش، وأمن، لكنه انقلب على عروبته ودينه، بل وتمنى لو يملك من القدرة للطعن في كتاب الله ودينه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

    وكثير مثله، باعوا أنفسهم بثمن ابخس من ذلك، فهذا يعيش مع عجوز، يعاشرها وهو يشكو رائحة فمها وتغضنات جسدها، لكنه لا يستطيع ولا يجرؤ حين تستبد بها الشهوة أن يرفض أو يقول لا، لأن الشارع التجلد سيكون نصيبه ومأواه.

    وذاك يتزوج امرأة تصفعه في كل يوم وليلة، وتطلب منه أن يخرج كلبها للتنزه حتى لا يصاب بكآبة أو حزن.

    وهذا وذاك، أنواع مختلفة لا يمكن سردها ووصف الذل الذي تعانيه وتتجرعه.

    لكن كلماته الأخيرة لي، بقيت مغروسة بالذاكرة،" دع ‏05‏/12‏/2006‏الثلاثاء‏، 05‏ كانون الاول‏، 2006
    يضاف إليها كلمات أخي صاحب الفرص تعليقا على رفضي ،" سنرى ماذا ستطعمك المبادئ والقناعات ".

    لست نادما على شيء فاتني، ولكني محشو بالأسى على امة تدفع أبناءها إلى موارد التهلكة والذل والصغر.



    مأمون احمد مصطفى
    فلسطين- مخيم طول كرم
    النرويج- 17-11-2006

  2. #2
    الصورة الرمزية يمنى سالم قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2003
    الدولة : يـــوتـــوبيـــــــا
    العمر : 48
    المشاركات : 399
    المواضيع : 20
    الردود : 399
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    الفاضل مأمون..

    أحييك بصدق على هذا الموقف الثابت، وقبله أحييك على جرأتك في طرح موضوع كهذا، بكل الصدق والوضوح والشفافية.

    للأسف بعضنا ينتظر الهجرة للخارج ليتخلص من كل شيء أولها عروبته وآخرها تقاليده مرورا بالأهم والدين والمعتقدات والمبادئ.

    للأسف هذه العينة منتشرة كثيراً وهي وأمثالها من كانوا السبب في التطاول على الدين وأهله، وتمكين العابثين من الخوض في ثوابتنا والسبيل هو قطعا التعمق الشاذ في اختلافات الفقهاء ومحاولة دس التشكيك وعدم التثبت من حقيقة الدين الإسلامي.

    دعني أصفق لك طويلا، وادعو الله أن يثبتك اولا وأخيرا على دينه..
    ولكن أعتقد أن هناك هماً آخر ستحمله على عاتقك وهو كشف هذا الشخص لمن يستطع ان يوقفه عند حده فعلا...!
    بارك الله فيك

    كن بخير
    لَمْ أتوكأ بعد على شرف حضورك في قلبي، أنت موجود لكنك كـ ضمير الغائب، أفهمه ولا أراه، ويعرب دوماً حسب محله من حالات قلبي!

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    مأمون...

    لاشك في دعوية نصك..وروعته من حيث الطرح ..حيث اجدك تمتلك اسلوبك الخاص في طرح قضايا في غاية الاهمية..واجدك في حروفك.. حيث مواقفك الشخصية وارائك التي تحمل هم هذا الدين وهذه الامة.

    والسؤال الذي يتبادر الى دهني..ماذا نحتاج لنوقظ من في سبات دائم.. ولماذا لاتكون الهجرة مثلا بديلا لكل انسان اقتنع بان ارضه اصبحت مهجورة وغير قادرة على استعاب الجديد.


    تقديري
    جوتيار

  4. #4
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2006
    العمر : 39
    المشاركات : 1,747
    المواضيع : 28
    الردود : 1747
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    أستاذ مأمون بارك الله فيك وسدد خطاك وجزاك خيرا على هذا الموقف العظيم كل التقدير و الاحترام لرجل رائع مثلك.

  5. #5
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    الأخ الفاضل / مأمون أحمد مصطفى .
    .
    السلام عليك ورحمة الله وبركاته .

    بارك الله بك أخي مأمون ، ما أسعدني وأنا أقف أمام هذه الصفحة ، أتابع مقالتك التي هزت وجداني ، ثبتك الله على دينه وعلى سراطه .
    النفوس الضعيفة المشوهة بإحساس النقص ، والتي تسعى للظهور بأي ثمن تستطيع أن تبيع آخرتها بدنياها ، وليس الوطن والشرف والكرامة فقط .
    مقالة بقدر ما تحيطنا بالخوف والقلق بقدر ما تزرع الطمأنينة في نفوسنا بأنه لا زال هناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، ومازال هناك من يقبض على دينه كمن يقبض على جمرة .
    الشهرة والعولمة والحضارة الغربية والإنسلاخ عن الأصول هو الوضع المسيطر الآن ، ورحم الله زمانا كان فيه الدين منهجا وخلقا ، فقد بات كتاب الله ونبيه عليه الصلاة والسلام سبيل الشهرة بالتعرض لهما بكل ما يسيء .
    ندعوا الله السلامة ، وأن يجيرنا من هذه الثورة المدمرة دينا وخلقا .
    بارك الله بك أخي مأمون وجعل ذلك في ميزان حسناتك .

    لك التحية والتقدير .
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  6. #6
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    المشاركات : 320
    المواضيع : 85
    الردود : 320
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    الاخت يمنى:-

    اشكرك على مرورك الكريم وموقفك النبيل، لكنه ايضا القلق على الشباب المغترب الذي يدفع اثمانا باهظة من جراء الظلم والحيف الذي تفرضه عليهم اوطانهم.

  7. #7
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    المشاركات : 320
    المواضيع : 85
    الردود : 320
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    الكريم جوتيار:-

    الوطن ليس ارضا او حنينا نملكه ونسكب الدموع عليه، بل الملجأ الامن الذي نود الالتجاء اليه حين نحتاجه، الوطن هو الناس والمجتمع والهموم والحكومات واجهزة المخابرات والشرطة والبحث الجنائي.

    الوطن يمكن ان يحول الى نار تحق المواطن، حين تساوم على لقمة الخبز وعيون الاطفال.

    الوطن الذي تتحكم فيه مجموعة من العصابات المرتزقة وتتحكم في مصائر مواطنيه، يكون شوكا واخزا في عمق النفس والروح.

    مع المودة

  8. #8
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    المشاركات : 320
    المواضيع : 85
    الردود : 320
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    الاخت وفاء:-

    بعد ان فقدنا اعز ما نملك، بقي بايدينا ما يشعرنا باننا نستطيع الاختيار، وهو المبدأ، فلا اقل من ان نمتلك القدرة على رفض ما يمكن ان يسحبنا من امانة رفضتها الجبال وقبلها الانسان.

    مع كل المودة

المواضيع المتشابهه

  1. ما لي بشعري مطلبٌ في شُهرةْ / أشرف حشيش
    بواسطة أشرف حشيش في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 42
    آخر مشاركة: 14-07-2022, 11:16 AM
  2. شهرةُ الكاتب بوصفِها فضيحةً لا مجداً !
    بواسطة سامي العامري في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 18-06-2020, 12:18 AM
  3. شُهرة العُرْي ..
    بواسطة مصطفى حمزة في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 23-03-2016, 11:00 AM
  4. شهرة
    بواسطة وفاء شوكت خضر في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 41
    آخر مشاركة: 27-11-2008, 04:20 PM
  5. عالمية العروض الرقمي
    بواسطة خشان محمد خشان في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-06-2003, 11:13 PM