|
لمَحُوكَ في ُمقلِ القصيدةِ تَخْطُـرُ |
ألَقًَا بهِ سِحْـرُ القَصيـدةِ يَخْطـرُ |
تَهْمي عَلى ظَمأ الحروفِ فَلُثْغَـةٌ |
تُرْوى وحَرْفٌ مِنْ جَمَالِكَ يَسْكَـرُ |
وتَمرُ في خَلَدِ الحُقـولِ مَواسِمًـا |
فسَنابِـلٌ تَغْفـو وكَـرْمٌ يَسْـهَـرُ |
تَجْري على شَفَةِ السَحَابِ فَغَيمَـةٌ |
ُتنْبيكَ عَنْ حُبي وأخْـرى ُتمْطِـرُ |
تهوي على نهدِ السمـاء فينكفـي |
عطرٌ ويرقص فوق كفك مرمـرُ |
وينامُ بـدرٌ فـي هـواكَ هديلُـه |
ليَشُبَّ جرحٌ في ضلوعكَ أخضرُ |
يَخْطو عَلى هَمْسِ الربيع بِجَمـرِه |
يَغفوهُنا سِجفٌ يَضـوعُ ومئـزرُ |
وتهاجر الخيلُ العِبارةُ في دمـي |
ليذوبَ في الشفقِ المُطَهـم عَنبـرُ |
حَسَدوكَ إذْ راحتْ ترَوحِنُ غيمـةٌ |
في ضوئكَ الرقراق ِعشقًا تَمْخُـرُ |
فليطفؤا شمـسَ الحيـاة فربمـا |
شاخَ (الكمانُ) وراحَ صمتًا يقْطُرُ |
يا أيُّهَا الرمْـزُ المُرَنِـحُ خَافقـي |
مَازالَ قلبي في غَرَامِـكَ يُبْحِـرُ |
مازالَ لو غَنَّى بِذكْـرِكَ مِعْزَفـي |
فاح البخورُ كأنَّ ذِكْرَكَ (مِجْمَرُ) |
قَدْ مَزَقَتْ كُـلُّ البحـورِ كفوفَهـا |
حَسَداً لأنَكَ في القَصِيـدةِ تَعْبُـرُ |
أنـا لا أُحِبُـكَ فالمحبـةُ ربَّمـا |
تَذْوي عَلى مَرِّ العُصُورِ وتَضْمُـرُ |
بَلْ أزْدَري حتى المَحبةَ إنْ هَمَتْ |
لكِنَّـمـا الإجْــلالُ لايتَغَـيـرُ |
دعْنى سَأزْرَعُ في ُذرَاكَ مَشاعِري |
لتَصِيرَ أفْوافًـا تَضُـوعُ وتُزْهِـرُ |
ليَضُجَّ في (الأوراسِ ) مِنْ خُيلائنا |
كِبرٌ على نَهـدِ (البتيلـة )يَسمـرُ |
يروي غياباتِ الجَفَـافِ صَهيلُـهُ |
وشُموخُهُ في العَالمِيـنَ يُزمجـرُ |
يَنفيهِ في مَجرى العَبير( بألمـعٍ) |
كَونٌ بأحـداقِ الغوايـةِ يَزخَـرُ |
يَطـوي بصافنـةٍ توسَّـدُ نشـوةً |
نَبْضًا تُقرقفهُ الجِهَـاتُ وتَعْصِـرُ |
(يا سيـدي ياسيـدي ياسيـدي) |
قدْ مَسَّنَا هـذا الزمَـانُ الأَغْبَـرُ |
فتَبَاعَـدتْ أرْواحُنَـا وتَفَاقَـمَـتْ |
أرْزَاؤُنا وغَـدًا تَفِيـضُ الأَنْهُـر |
وسَتَشْرَبُ الخَيلُ العِتاقُ وتنتشـي |
مِنَّا القُلُوبُ فَهَـلْ نَزِيـغُ ونُنْكِـرُ |