بات يدعو ربه مناجيا له في ظلمة الليل البهيم بأن يرزقه الشهادة ، فقد عافت نفسه الأبية العيش على هذه البسيطة ، وتاقت إلى درب الجهاد الموصل لجنة الميعاد . يدعو بين رجاء ونداء ( اللهم إن علمت صدق حديثي فأصدقنيه ) ، أخذه النوم هنيهة وهو يمني نفسه أن يسمع صوت المنادي يقول :-
يا خيل الله إركبي .... يا خيل الله إركبي .... يا خيل الله إركبي
إليك سآتي
لتغدو جميع الأسود شياه
لأني القدر
بوجه التتر
فنفسي تطيب لبيع حياة
قبيل السحر
لنيل الظفر
سأفدي بروحي
لأني مللت حياة الدنى
لأني أتوق
لذاك النصر
فنفسي تعاف حياة الخنا
فآن السفر
قبيل السحر
سأحمل زادي
لا من طعام ولا من شراب
فذا للدواب
فزادي سيف
يشق الظلام ... بقطع الرقاب
فهل من مفر
لجند التتر ؟
إليك ... إليك
سآتي إليك بوجه سعيد
برغم القيود
ورغم السدود
سآتيك دوما بقلب الشهيد
فذاك الظفر
وذاك الوطر
سأحمي ثراك
سآتي إليه بكل إمتنان
" سآتيه زحفا
سآتيه حبوا "
لأني هويت ديار الجنان
ديار المقر
ديار الأبر
هذه أول محاولة في شعر الفعيلة ( إن صح تسميتها بذلك ) فلذا أعملوا فيها مباضعكم بلا حرج .