أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13

الموضوع: المَهَمّـــــــــــة

  1. #1
    الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
    أديبة وفنانة

    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    الدولة : jordan
    المشاركات : 1,378
    المواضيع : 91
    الردود : 1378
    المعدل اليومي : 0.22
    من مواضيعي

      افتراضي المَهَمّـــــــــــة

      المَهَمّـــــــــــة
      سارت بحملها متثاقلة بحذاء الجدار الصقيل ، و كادت أرجلها أن تنفسخ لثقل ما تحمل . وكان الطريق يقودها إلى نهاية مغلقة ، ويبدو أنها تعلم ذلك ، لأنها كانت تغذ السير باتجاه الزاوية التي ينتهي لديها الحائط الصقيل .
      في طريقها نحو الزاوية التقت بزميلة لها ، ولعلها جارة أو قريبة ، كانت الأخرى تأتي مسرعة خالية الوفاض ، باتجاهها ، وعندما التقتا أسرت لها بأمر ، أثار حوارا سريعا بدا أنه حوار مهم لأن كلا منهما وضعت رأسها قرب رأس الأخرى ، وتمنيت في تلك اللحظة لو أعرف ماذا دار بينهما ، بحيث جعل تلك القادمة تغير خط سيرها وتركض بسرعة بينما استعدت الأولى لمتابعة السيرالمتثاقل .
      خلال سيرها توقفَتْ مرات عدة لتثبيت حملها الثقيل ، الذي كاد أن يقع أكثر من مرة ،
      وفي إحدى هذه المرات التفتت خلفها ، ثم إلى اليمين واليسار وكأنها كانت تصيخ السمع لصوت ما ، وكان توقعها في مكانه ، فقد وجدت جماعة تتقدم ناحيتها من زاوية الحائط الأخرى وما أن وصلوا إليها حتى وضعت حملها على الأرض ، فعاينوه وتشاوروا بهمس ، ثم أخذوها معهم عائدين من حيث أتوْا تاركين الحمل لغيرها تكمل به الطريق. ثار فضولي وتمنيت أن أفهم ما يدبرون ، وماذا قالت لهم ، ولماذا عادت معهم ، وفيم بقاء الأخرى ، وما صلة القربى بين الجميع !
      لحظات سرحت فيها بما يجري أمامي ، وعندما نظرت وجدت الأخرى التي بقيت، وقد وصلت نهاية الطريق وهي تنوء بحملها ، ثم توقفت في رأس الزاوية لتأخذ قسطا من الراحة ربما ..كان التقاء الحائط الصقيل بالجدار الثاني يشكل خطا – طريقا - عموديا مرصوفا بطبقة من مادة بيضاء خشنة نوعا ما ،ويبدو مرتفعا وصعبا ،
      انتابني شعور بالحزن ، وأنا أرى هذا المشهد ..ورغم الضوضاء وصوت من الخارج يناديني فقد أصررت على البقاء ،لأن المشهد كان متحديا مستفزا . على أي حال
      لا بد من المتابعة ، كي لا يفوتني أيا من التفصيلات الغريبة التي تحدث بهدوء ومثابرة أمام عيني .كيف ستصعد بحملها هذا؟ إنه المستحيل ! ليتها تقبل مساعدتي ، بل ليتني أستطيع مساعدتها !
      اقتربت بنظري أكثر ،فرأيتها تلتفت في الاتجاهات جميعها كأنها تنتظر أحدا ،ثم توترت أعصابي وأنا أراها تحزم أمرها وتحمل حملها وتنوي الصعود ..
      سارت خطوتين فسقط الحمل ، ودارت حوله دورة أو دورتين ، باحثة عن مكان أسهل للإمساك به ورفعه فوق كاهلها .. هممتُ بالتحرك باتجاهها ، وتوقفتُ وأنا ألجم ابتسامة ساخرة خفت أن يُساء فهمها ! ولكن ممن ؟ الآن لا بد من الضحك إلا أنني استبعدته تماما. حمَلتْ الحمل و رفعت ساقها الرقيقة ووضعتها فوق بداية الطريق الصاعدة فيما يشبه خطوة أولى فزلقت وتدحرج حملها ، وتشبَثتْ بالطريق
      بساق واحدة وهي تنظر إلى الأعلى وإلى الخلف ، تخيلتُها تنظر إليّ فخفق قلبي ،
      وتفحصْتُ الطرق كلها فزاد خفق قلبي ، فرَحا هذه المرة عندما رأيت الكثير منهم
      قادمين مسرعين لنجدتها ! كيف أتوْا بهذه السرعة ؟ ومن أين ؟
      نعم من أين ؟! وأنا أرقب كل المفارق والطرقات من مكاني !!
      وصلوا إليها ، وبعضهم ينوء بالأحمال مثلها وبعضهم أكثر . جاءت النجدة وتمت المساعدة ، ووقف الجميع صفا منتظما خلفها ، كل ينتظرُ دوره . أما هي فقد استأنفت
      الصعود . والتسلق ، بمساعدة صديقة لها أو صديق ، حتى وصلتا /وصلا الطريقَ العلويَ المفضي إلى نفق ما في مكان ما في المنطقة الممتدة أمامهما .. بينما الجميع يواصلون المَهمة بين نجاح وفشل يتبعه نجاحٌ وهكذا ، وأنا أهز رأسي طربا وحزنا ويأسا وغضبا .
      في شرعتنا : أنا وأخي على ابن عمي ، وأنا وابن عمي على الغريب ولا نفعل!!
      وفي شرعتهم : الفرد للجماعة والكل للفرد والجماعة للجماعة لم أسمع صوت الباب وهو يفتح ، وكل ما رأيته إصبعا تحمل كتلة صغيرة من المعجون الأبيض ، تمتد فوق حافة حوض الاستحمام المصنوع من خزف البورسلين الصقيل ، لتسد بعض الثقوب .
      ___________
      حنان الاغا
      8-12-2006

    • #2
      الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
      تاريخ التسجيل : Mar 2006
      الدولة : مصر+الكويت
      العمر : 63
      المشاركات : 2,213
      المواضيع : 78
      الردود : 2213
      المعدل اليومي : 0.34

      افتراضي

      الأخت الفاضلة الأديبة / حنان الأغا
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      شدتني بدايتك القوية للمتابعة بترقب كبير حتى النهاية ، لا اخفيك سراً لو قلت لك أنني سرت في أكثر من طريق..
      في أول الأمر ظننتها امرأة ، بل وظننتها تنتمي لتنظيم ما ، عندما ظهر من يحمل عنها حملها ليكمل الطريق وتعود هي..
      تجاذبتني الظنون بعد ذلك أكثر من مرة حتىاهتديت لكنهها ، وذلك في ما قبل النهاية ، سرد مشوق ومتقن ضمنته رسالة واضحة ليتها تكون كذلك بين بني البشر .
      عمل رائع .

      تقديري واحترامي .
      حسام القاضي
      أديب .. أحياناً

    • #3
      الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
      تاريخ التسجيل : Mar 2006
      الدولة : مصر+ الكويت
      العمر : 46
      المشاركات : 1,087
      المواضيع : 110
      الردود : 1087
      المعدل اليومي : 0.16

      افتراضي

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.

      الأديبة / حنان

      النص من انصوص الرمزية ، أو انه أشبه بمسدس كاتم للصوت ، فظل يحبس أنفاسه حتى أظهر تنفسه عن الفكرة بالنهاية ، لعب عنصر التشويق دورا هاماً في النص ، وكانت النهاية من النهايات المفاجئة .

      ما آخذه عليك :

      - أولا استخدامك لحروف العطف بكثرة بين فواصل الجمل ، وذلك يفصل الحدث عن اللغة ، فيكتفى بالفصلة .
      (سارت بحملها متثاقلة بحذاء الجدار الصقيل ، و كادت أرجلها أن تنفسخ لثقل ما تحمل)
      (في طريقها نحو الزاوية التقت بزميلة لها ، ولعلها جارة أو قريبة ) .

      مجرد رأي

      دمت مبدعة

    • #4
      الصورة الرمزية مصطفى بطحيش شاعر
      تاريخ التسجيل : Mar 2005
      المشاركات : 2,497
      المواضيع : 135
      الردود : 2497
      المعدل اليومي : 0.36

      افتراضي

      القاصة المجيدة حنان الآغا

      طريقة السرد مثيرة ومشوقة , واللغة بسيطة ...., الوصف كان يجرد المكان والزمان و الفعل و الفاعل من خصوصيته ليركز على المنهج والهدف, لم تفصحي عن النملة واخواتها , ولكنك اشرت اليها وتركت للقاريء ان يعمل فكره , قصتك ناجحة عموما

      لك التحية والتقدير

    • #5
      الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
      تاريخ التسجيل : May 2006
      الدولة : موطن الحزن والفقد
      المشاركات : 9,734
      المواضيع : 296
      الردود : 9734
      المعدل اليومي : 1.48

      افتراضي

      الأديبة القاصة / حنان الآغا ..

      لن أعلق على النص ، لكني أعلنها .. أبدعت .
      كنت أقرأ القصه باهتمام بالغ ، اللغة قوية ، أسلوب يشد القارئ بطريقة سحريه ، لم أستطع حتى التقاط أنفاسي وأنا أتابع سردك الجميل .
      نهاية فاقت الروعة ، وقصة هادفة وهذا الأهم .

      أسجل إعجابي ..
      سأتابعك بشغف عميق .
      //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

    • #6
      قلم نشيط
      تاريخ التسجيل : Jul 2006
      المشاركات : 396
      المواضيع : 3
      الردود : 396
      المعدل اليومي : 0.06

      افتراضي

      الاخت حنان/

      صور رمزية رافقتني للنهية ابدعت


      مودتي

    • #7
      الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
      أديبة وفنانة

      تاريخ التسجيل : Nov 2006
      الدولة : jordan
      المشاركات : 1,378
      المواضيع : 91
      الردود : 1378
      المعدل اليومي : 0.22
      من مواضيعي

        افتراضي

        اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام القاضي مشاهدة المشاركة
        الأخت الفاضلة الأديبة / حنان الأغا
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        شدتني بدايتك القوية للمتابعة بترقب كبير حتى النهاية ، لا اخفيك سراً لو قلت لك أنني سرت في أكثر من طريق..
        في أول الأمر ظننتها امرأة ، بل وظننتها تنتمي لتنظيم ما ، عندما ظهر من يحمل عنها حملها ليكمل الطريق وتعود هي..
        تجاذبتني الظنون بعد ذلك أكثر من مرة حتىاهتديت لكنهها ، وذلك في ما قبل النهاية ، سرد مشوق ومتقن ضمنته رسالة واضحة ليتها تكون كذلك بين بني البشر .
        عمل رائع .
        تقديري واحترامي .
        ____________________________-
        الأستاذ حسام
        تحياتي لك
        سرني تعليقك جدا ، وجميلة هي الطريقة التي عبرت فيها عن متابعتك لمراوغة النص
        نعم أنا كتبتها وأنا لدي هذا الشعور !
        فهم تنظيم حقيقي سبحان الله !
        أشكرك للتعديل ، وأرجو أن تعلم أيها الأخ الأديب أن ملاحظتك أسعدتني ووجودها هنا ما كان ليزعجني أبدا
        شكرا من القلب

      • #8
        الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
        أديبة وفنانة

        تاريخ التسجيل : Nov 2006
        الدولة : jordan
        المشاركات : 1,378
        المواضيع : 91
        الردود : 1378
        المعدل اليومي : 0.22
        من مواضيعي

          افتراضي

          اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سامي البوهي مشاهدة المشاركة
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.
          الأديبة / حنان
          النص من انصوص الرمزية ، أو انه أشبه بمسدس كاتم للصوت ، فظل يحبس أنفاسه حتى أظهر تنفسه عن الفكرة بالنهاية ، لعب عنصر التشويق دورا هاماً في النص ، وكانت النهاية من النهايات المفاجئة .
          ما آخذه عليك :
          - أولا استخدامك لحروف العطف بكثرة بين فواصل الجمل ، وذلك يفصل الحدث عن اللغة ، فيكتفى بالفصلة .
          (سارت بحملها متثاقلة بحذاء الجدار الصقيل ، و كادت أرجلها أن تنفسخ لثقل ما تحمل)
          (في طريقها نحو الزاوية التقت بزميلة لها ، ولعلها جارة أو قريبة ) .

          مجرد رأي
          دمت مبدعة
          ___________________
          الأخ الأديب البوهي
          تحية طيبة .
          شكرا لردك ولرأيك في النص ، وهو مما يسعدني .
          أما ما يتعلق بالمآخذ ، فهو أيضا يسعدني ولا يزعجني
          وأحترم وجهات النظر جميعها .أما رأيي فهو :
          ____
          (سارت بحملها متثاقلة بحذاء الجدار الصقيل ، و كادت أرجلها أن تنفسخ لثقل ما تحمل)
          لو اكتفينا بالفصلة هنا لبترت الجملة (مجرد رأي وقد أكون غيرمصيبة)
          ____
          (في طريقها نحو الزاوية التقت بزميلة لها ، ولعلها جارة أو قريبة )
          المقصود هنا استدراك . قلت زميلة ثم استدركت بقولي ولعلها
          أي أنها ليست بمعنى العطف .
          شكرا لك
          أختك حنان

        • #9
          الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
          تاريخ التسجيل : Sep 2005
          الدولة : الحبيبة كــويت
          العمر : 38
          المشاركات : 10,147
          المواضيع : 309
          الردود : 10147
          المعدل اليومي : 1.50

          افتراضي

          حنان إعذريني تاخرت في معانقة هذه الرائعة

          دوما مبدعة

          لك ودي وباقة ورد

        • #10
          الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
          أديبة وفنانة

          تاريخ التسجيل : Nov 2006
          الدولة : jordan
          المشاركات : 1,378
          المواضيع : 91
          الردود : 1378
          المعدل اليومي : 0.22
          من مواضيعي

            افتراضي

            اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى بطحيش مشاهدة المشاركة
            القاصة المجيدة حنان الآغا
            طريقة السرد مثيرة ومشوقة , واللغة بسيطة ...., الوصف كان يجرد المكان والزمان و الفعل و الفاعل من خصوصيته ليركز على المنهج والهدف, لم تفصحي عن النملة واخواتها , ولكنك اشرت اليها وتركت للقاريء ان يعمل فكره , قصتك ناجحة عموما
            لك التحية والتقدير
            ________________________________
            الأخ الأديب مصطفى بطحيش
            شكرا لك أخي ، لرأيك وتقديرك . تحياتي

          صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة