سبب
___
مثل كل يوم خرجت من بيت أهلها والفرح يملئ عينيها لتلعب في الشارع حيث الأطفال في لعب ولهو بعيدين كل البعد عن حال الوطن وهمومه ومشاكله وحروبه التي تأكل الأخضر واليابس .
كانت في الثالثة من عمرها "طفلة العراق" فتاة صغيرة وجميلة والبراءة ترتسم على وجهها وفي ضحكتها ولعبها ، خرجت للعب ووجدت صديقتها فاطمة وهي في مثل سنها وتسكن في البيت المجاور لها ، وبدون مقدمات أو ترحيب وسلام ولا تحميل النفس هم السؤال والجواب كما يفعله الكبار عادة في تكرار لأسئلة وإجابات معروفة سلفاً ومعروف أنها لا ترتبط للواقع بحال ، دخلوا في اللعب حتى مضى النهار ودخل وقت الغداء فأخذت بيد فاطمة وأدخلتها لبيتها لتأكل معها فأمها لا تقلق عليها طالما هي معها ، وكثيراً ما كانت تسمع أم فاطمة تقول لأمها "الجار للجار وكلنا أهل وأخوان" .
بعد غدائها نامت قليلاً ومعها فاطمة التي لا تكاد تفارقها إلا بليل وفي العصر خرجت من جديد للعب واللهو ، لكنها لبست فستانها الأبيض الذي تحبه كثيراً وكانت تقول لأمها هذا فستان بياض الثلج يا أمي ، وكان الأطفال كلما رأوا هذا الفستان ينادونها بالعروسة لجمالها ورقتها مع هذا الفستان .
من بعيد سيارة قادمة وعليها العديد من الرجال ومظهرهم يثير الخوف ، والأطفال في لعبهم ، اقترب الرجال من الأطفال في خطوات سريعة وهم يعرفون ما يريدون ، وكان والد فاطمة معهم عرفته ابنته لما سقط الغطاء عن وجهه بدون قصد ولكن أنكر نفسه عليها وكانوا متوجهين إليها بالذات فقالوا لها تعالي معنا يا فتاة فلك هدية في السيارة خذيها
- ممن الهدية؟
- من أبيك
- ولكن أبي توفي قتله الأمريكان
- بل هي من عمك
-كذلك عمي توفى قتله الإرهابيون
- إذاً هي من أخيك
- أخي عمر توفى أيضاً ولا أدري من قتله
هنا شعر الرجال أنهم تأخروا كثيراً في عملهم فأخذوا بيدها واقتادوها معهم وهي تصرخ وتنادي ، فلم تسمعها أمها ولم يكن بيد بقية الأطفال إلا البكاء والهروب ، وجرت فاطمة خلفها فضربها الرجال على وجهها ومنعوها من الاقتراب ..
سقطت وتمزق فستانها الأبيض فحملوها وركضوا إلى السيارة ..
وهكذا ذهبوا بعائشة ...
ذهبوا بعائشة ...
http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=22756
:)