كان بيني و بين صديق لي مساجلة ابتدءها هو بالهجاء و طالت فأردت أن أختمها بهذه القصيدة و لكن أردت أن أعرضها عليكم فهنا في هذا الصرح الشامخ نتعلم من أساتذتنا و أعلامنا فأرجو أن تنال عنايتكم و استحسانكم
تسر العين لما لا تراك و تزهو إن رأت شيئا سواك فأنت كتمرة مضغت و ألقت فما أغناك أن تمضغ حلاك وإن تمضغ أموت ولا أرمها إن الكريم يموت لا يلقاك و إنك إن ظننتك شمس قوم أتى بعض السحاب على علاك و إن ظنوك يا هذا سحابا أترعى الريح أنعاما سواك و إن ظنوك يا هذا حساما ستنقض نارنا حتما عراك فإنك إن دعيت لعز قوم أذل القوم و اندحروا هناك و إنك إن نسبت لأهل عز لصار العز ذلا إذ يراك فلا تكثر حديثك بعد فينا فتخطي ثم لا نغفر خطاك و إن حديث سوء لا يسوءه سوى أن تلفظن به شفاك فسائل منصفا منكم حكيما يرى ختم الهجاء على قفاك أيا عمرو ابن صبحي ول عني فإن قصيدك الواهي وشاك هجوت فما كتبت سوى فراء و تب القول إذ تبت يداك فلا وزن لديك ولا قوافٍ ولا معناً يطيب له هواك ستصبح بالهجاء غدا شهيرا فلا تنسى فضيلة من هجاك ستجتنب العزيز إذا تراه و يحقرك الحقير إذا يراك وتصبح مضرب الأمثال حتى يقال حمارة الشعراء ذاك