ألجم الصمت منطقي ، ونشيدي وهْو يجتح خافقي ، ووريدي مطبقا ؛ تطرق الحروف لديه في خفوت، ورجفة ، وهمود ممعنا ، والقيود طوع يديه آه من أسره وأسر القيود !! ملقيا في أفقي الشجيِّ وجوما يتلظى ؛ كلفحة الأخدود ! محكما قبضتيه حولي ؛ كأني هارب حاصرته كل الحشود أو سجين مكبل بظلام يحتوي دربه بغير حدود : فمسائي مؤرق بانتظار لصباح محرق مهدود وغدوّي مكلل بذهول ورواحي مجلل بشرود ولياليِّ تكتوي بأنين يتنزي في قلبي المخضود كم تمدى ، فامتد منه سكون كاد يغفو منه هزيم الرعود وتحدى حلمي فأوشك- بغيا - أن يذيب المنام في التسهيد همجي الخطى ، غريب الترائي هازئا ؛ يرمق السرى ببرود ساخرا من محاولاتي أن أنـ ـسلَّ منه ولو بحلم بعيد أيها الصمت ، ما الذي تبتغيه من أمانٍ ترتاد كل صعود؟ ورؤى ترقب الصباح نديا وتروم الضحى كوجه الوليد؟ أنت أخرست كل حرف ؛ فمالي أرتجي فيك رجعة للنشيد؟ وملأت الفضاء منك رغاء مزبدا بالعناد والتهديد وتركت الضلوع أنضاء خوف تتلوى في دربي المصفود ليتني أستطيع منك فكاكا فتعود الخطى بفجر جديد وأرى الطير سابحا في فضاء قدسي الغناء والترديد ليتني أستحيل نغمة عصفو ر صدوح أو بلبل غريد أشرب الفجر نضرة وسرورا وأناغي الورى بأرخم عود وأنث القريض طهرا تساقى خفقة العطر من رحيق الورود ليتني ؛ فالمقام ليس طويلا في شقاء يقول هل من مزيد أزهق الحرف ، أو فدعنيَ ؛ إني أرفض السير في طريق العبيد إنما الموت في قيودك خير من حياة المضيع المفؤود! ربما تنبت الحروف ضياء في صحارى تسقى بصدق الوعود