.
.
إليها...ذات الحزن الطويل..
بغداد..
السّماء التي ترقد في حجرة صدرك..
لم تكن تدري أنّكِ تحترفين كلّ هذا الوجع..
وأنّك كما ترين الله..
ترين الجحيم أيضا...
أنتِ بين موتين يا مريم..
/
منذ أن رسم الله على جناحيك أنشودته المعلّقة..
فتحتِ على ضفّتيكِ مصاحِف الشقاء..
.
.
صلّى لوجهك الألم..
وسجد الفرات في محراب عينيك..باكياً..
يمضغ ابتهالاتك العطشى..
وهي ترتفع من صرّة يديكِ
المليئة..بالجراح
/
آهِ مريم..
ارفعي نقاب الحزن عن وجهك..
فنحن نذرف عنكِ الخطايا
خذي أحلامنا ..ارتقيها غيماً..
وارتديها..
وأمطري مريم..
أمطري..
فنحن ما خسرنا سوى خيرك..
وصنعنا من مجدك عبيداً..
فتقوا حكاياتك ..
ودنّسوها..
فاندلقت لعناتك..علينا..
فمنكِ العفو..يا مريم..
/
آهٍ كم يستطيل فيكِ الوجع..
ونحن أمامك تفوح منّا رائحة الصمت...
وخلفك نتصادم ..
من أجل حبل مثلوم..
ونتصافح..
مع أكذوبة الشرق البغيض..
كيف انتبذتِ الشرق ناحية..صوب أمكنة الله..
وكلّ هذا الشرّ فيه..؟
/
آهٍ مريم..
لعلّ رحمك قذفنا ..مغمضاً عينيه..
فتشوّهت أصواتنا..
وبقيت حناجرنا معلّقة..
فهزّي النخل يا مريم..
.
.
هادية..