|
حَلِّقَا فِي الفَضَاءِ يَا نَسْرَانِ |
وَامْلَآهُ فَأَنْتُمَا حُرَّانِ |
وَاتْرُكَانِي أَسِيرَ وَهْمِي وهِيمَا |
تَغْمُرَانِ الوُجُودَ بِالخَفَقَانِ |
وَأْنَسَا إِنَّ في الفَضَاءَاتِ أُنْسًا |
شَاءَهُ اللهُ لَيْسَ فِي البُلْدَانِ |
حَلِّقَا وَاغْمُرَا السَّمَاوَاتِ زَهْوًا |
فَبِهِ مَا خَفَقْتُمَا تَمْلُكَانِي |
هَذِهِ الأَرْضُ جَنَّةٌ لِلتَّدَانِي |
حِينَ تُهْوَى وَسَاحَةٌ للْتَّفَانِي |
أَبْصِرَانِي مُكَبَّلًا مِنْ عُلُوٍّ |
أَيُّ أَسْرٍ بِهِ تُرَى تَرَيَانِي! |
أَنَا كَمْ لِلسُّمُوِّ أَسْعَى حَثِيثًا |
أَبْتَغِيهِ وَمَا بَرِحْتُ مَكَانِِي |
لَمْ يَكُنْ مَانِعِي لَهُ وَهْنَ عَزْمٍ |
لَكِنِ الدَّهَرُ مُمْرِضٌ بِالتَّوَانِي |
أَنْكَرَتْنِي نَفْسِي لِنَبْذِي هَوَاهَا |
لَيْتَهَا فَارَقَتْ بِذَا النُّكْرَانِ |
قَدْ أَنِفْتُ الحَيَاةَ ممَا أُعَانِي |
وَسَئِمْتُ التَّفْكِيرَ فِيما اعْتَرَانِي |
وَلُغَاتٍ تَفِرُّ مِنْ رَغَبَاتِي |
قَدْ لَحَاهَا فِي دَاخِلِي الأَصْغَرانِ |
لَسْتُ أَدْرِي وَكَيْفَ أَدْرِي وَظَنِّي |
بِوُجُودِي يُسِيئُهُ وُجْدَانِي |
لَسْتُ أَدْرِي أَكَبْحُ نَفْسِي صَحِيحٌ |
عَنْ شُعُورٍ أُحِسُّ فِيهِ احْتِضَانِي! |
أَمْ تُرَانِي أَعِفُّ عَنْ كُلِّ رِزْءٍ |
ثُمَّ أَرْزَا كَرَاهَةً مَا أَتَانِي! |
أَيُّهَا الصَّاحِبَايَ رُومَا جَنَابِي |
كُلَّ صُبْحٍ بِمُلْتَهًى صَبِّحَانِي |
وَخُذَانِي إِلَيْكُمَا أَتَسَلَّى |
عَنْ مُقَامِي المَلِيءِ بِالأَحْزَانِ |
وَاسْلُكَا بِي مَنَاكِبَ الأَرْضِ حَتَّى |
يَجْهَدَ القَلْبُ فِيَّ وَالقَدَمانِ |
فَمَتَى أَسْدَلَ المَسَاءُ دُجَاهُ |
وَطَوَتْنِي مَشَقَّةٌ أَرْجِعَانِي |
عَلَّنِي أَدْفَعُ السُّهَادَ بِنَومٍ |
لَمْ تَذُقْهُ فِي غَمْضِهَا أَجْفَانِي |
وَاسْتَمِرَّا تُصَبِّحَانِي وَكُونَا |
عَوْنَ صَبٍّ مُؤَجَّجِ الأَشْجَانِ |
فَأَنَا بِالفَرَاغِ لَوَّاكُ عَقْلِي |
وَعَقِيلُ الهَوَى بِمَا تُشْغِلَانِي |
عَلِّمَانِي الرِّضَا عَلَى كُلِّ حَالٍ |
وَعَلَى نَيْلِ غَايَتِي دَرِّبَانِي |
فَإِذَا مَا فَلَحْتُمَا فَادْعِيَا لِي |
بِصَلاحِ الفُؤَادِ ثُمَّ اتْرُكَانِي |
رُبَّمَا فِي الدُّعَاءِ مَحْضُ شِفَاءٍ |
لِقُلُوبٍ تَتُوقُ لِلْأَكْفَانِ |
فَلَعَلَّ الكَرِيمَ يَغْفِرُ ذَنْبِي |
وَيَقِينِي وَسَاوِسَ الشِّيْطَانِي |
كُلٌّ شَيْءٍ بِأَمْرِهِ فَعَسَانِي |
نَائِلَ الخَيْرِ حِيْثُ يُصْلِحُ شَانِي |
هُوَ حَسْبِي وَإِنْ أَعَانَ كَفِيلٌ |
قَطُّ لَم يَكْفِنِي إِذَا مَا كَفَانِي |
فَمَتَى مَا أَقَرَّ عَيْنِي فَإِنِّي |
لَا أُبَالِي بِمَا مَضَى مِنْ زَمَانِي |