|
جيش من الدمع فوق الخد جرار |
جئناك نبكي فهل تدرين يا دار |
فالعين تهزأ ممن بات يجهلها |
و الخد يعلن أن الدمع إنذار |
فالحق فيك طريد ما له سكن |
و الظالمون لهم دور و أسوار |
أبصرت بغداد قلت العين قد كذبت |
ياليتها كذبت يا أيها الدار |
سقوطها و سكوت الناس جنني |
كأنما دق في اليافوخ مسمار |
كأنما هاتف نادى فأسمعنا |
و قال يا ناس إن المال غدار |
فليس في الفقر شئ ما ليخجلنا |
في الجهل يكمن سخف الناس والعار |
قالو له الأمر بالمعروف غايتنا |
و النهي عن منكر الأفعال معيار |
فقال ويكم دعوني من مواعظكم |
بل إنكم في عيون الحق أوزار |
لو أثبت الفعل شيئا من مزاعمكم |
ما عاش في الأرض للمظلوم أنصار |
لكن أفواهكم بالزور قد ملئت |
سل الغريب اذا لم ينطق الجار |
فالظلم عاث فسادا في منازلكم |
فليس ينفع أهل الجهل إنكار |
ناس اذا أنت يوما قد شتمتهم |
من السعادة و الأفراح قد طاروا |
ماذا أقول و في أعناقهم رسن |
و في وجوههم للخبث منخار |
ماذا عرفتم و ماذا نحن نحجبه |
فالصدر تملؤه يا ناس اسرار |
دار الزمان و للأيام دائرة |
كذلك الدهر إن الدهر دوّارُ |
فقد يسوس أمور الناس أجهلهم |
وقد يقال تقود المرء أقدار |
لا تشتكي عسرة يوما إلى أحد |
إذ ليس ينفع إقلال و إكثار |
فإنما نحن يا دنيا على وشك |
من الرحيل فنحن فيك زوار |
إن كنت أخطأت في ما كنت أنشده |
أستغفر الله إن الله غفار |