|
تَكاثَـفَ غَيْمُهُ فَالجـَوُّ مِظْـلامُ |
وَسَـادَ فَحارَتْ فيـه أَفْهـامُ |
أَعِرْ أُذُنـاً لِتاريخٍ قَريبٍ كَيْ |
تَرى كَمْ رَوَّجَتْ لِلـُّرعْبِ" أفـلامُ" |
ظِلالُ صَنيعَةٍ شَـدَّتْ تَعاطُفَكُمْ |
وقَـدْ دَسَّتْ بِذاكَ الحَقْـلِ ألغـامُ |
وَتوهِمُكُمْ بِمَنْطِـقِ نُبْلِها خُدَعٌ |
وَكَمْ أَسِرَتْ عُقُـولَ النَّـاسِ أَوْهامُ |
بَنَوْا فيهـا حَوَادِثَ غَزْوِ أَشْبَـاهٍ |
لأَهْلِ الأرضِ، هُمْ رِجْسٌ وآثـامُ |
يُثيرُ الرَّوْع َمِنْهـا وَهْمُ أَشْكالٍ |
يُطـارِدُ جُنْـدَهُمْ بِالنـَّارِ مِقْـَدامُ |
تُباغِتُ آمنـينَ بِِهَـوْلِ لَعْنَتِهـا |
وَيُفْسِـدُ في جُيُوبِ النَّسْلِ هَـدَّامُ |
خَبيثُ الشَّكْـلِ يَتْبَعُـُه البَلاءُ مَتَى |
ألَمَّ بصيـدِهِ صَـرَعَتْـهُ أَوْرامُ |
يَذُوبُ فَلا تَرى سَبَباً لِغَيْبَتِـهِ |
وَيَظْهَرُ فَجْـأَةً في الْمَوْجِ إنْ عـاموا |
فَـأدْمَنَ خِدْرَهـا أَطْفالُكُمْ حَتى |
تَجَلَّتْ في انحـلالِ الخُلْـقِ أََخْتامُ |
هُلامِيّاً يُجَسِّـدُ مَحْضَ أَخْيِلَـةٍ |
يُسَرِّبُ سُمَّهـا في الفكـرِ إِعْـلامُ |
فَمَـا سَمْحُ الطِّباعِ سِوَى أَخُو بَلَهٍ |
وليس كقاتـلِ الأشبـاحِ ضِرْغامُ |
ثَقَـافَةُ صانِعي "الإرعابِ" في صُـوَرٍ |
أُقيمَ كيانُها والعُرْب قدْ نـاموا |
ويُنْفِقُ صـانعوا "الإرعابِ" أمْـوالاً |
لكيْ لا يَطْبَعَ الأخـلاقَ إسلامُ |
عـلى نارِ الطَّوائفِ يَطْبَخُونَ قَرَا |
رَهُـمْ كيْ تَزْدَهي بالسِّلْمِ أحـلامُ |
كَـأنَّ مَواقعَ الأحْـداثِ أَوْدِيَـةٌ |
فِلَسْطينيـةٌ وَالـَوحْشُ "قَسَّـامُ" |
وَلَمّـا طـالَبُـوا بالحـقِّ واتَّخَـذوا |
سبيلاً للكفـاحِ اشْتَدَّ إجْـرامُ |
فَمِنْ رُعْـبِ القَنَـابِلِ فوقَهُـمْ مَطَرٌ |
علـى الأرْجاءِ طوَّافٌ وَحَـوّامُ |
وأنتُمْ غُفْـلُ أسْمـاعٍ مُشَمَّعَةٍ |
كأنكمُ لَـدَى الصَّرخـاتِ أَصْنـامُ |
غُثـاءً تَنْبُتُـونَ بِحَقْـلِ أَسْمَـاءٍ |
وَتَحْصُـرُكُمْ علـى الأوراقِ أرْقـامُ |
"سَنَافِـرُ" والْجَهَـالةُ فَوْقَكُمْ ضُلَلٌ |
وَسَادَتُكُـمْ بِعَيْـنِ الْخَصْمِ أَقْـزامُ |
جَهَنَّـمُ في الْعِـراقِ تَنَفَّسَـتْ حِمَمـًا |
وَبِالدَّمِ فَاضَ في لُبْنـَانَ حَمّـامُ |
مَـآلُ رُءُوسِ ظُلْـمٍ أَوْ أُولـي شَطَطٍ |
لِمَـا لاَقَى مِنَ الأَعْـدَاءِ"صدامُ" |
غَدَا "الدُّولارُ" دِينـاً مِنْ تَكالُبِكُمْ |
عَلَيْهِ وسُخِّرتْ للكـذْبِ أَقْـلامُ |
أمِمْتُ مَسارِحَ الأقْـلامِ أَسْأَلُهـا: |
أَمَا فِيكِ لَنَا صِلاتُ دَمٍ، وَأَرْحـامُ؟ |
فَقَالتْ : إنَّ لي في صَـرْحِ رابِطَـةٍ |
مِـنَ الْكُتَّـابِ مُلتـزمٌ ونظَّـامُ |
بِواحَتِهـا شَوَامِخُ أثْمَرَتْ هِمَمًا |
وَشِيـدَتْ في دروبِ الفـنِّ أقسـامُ |
لِفِكْرٍ رَائِـعٍ تَرْتـادُ ريشَتُـهُ |
مِسـاحَةَ لَوْحَـةٍ والحـْرفُ رَسَّـامُ |
يُعَلِّلُهـا بِعَـزْمٍ صـارِمٍ صَلْبٍ |
على الأهْـوالِ لا يُثْنِيـهِ إيــلامُ |
يَفُـوحُ النَّثْرُ مِنْها لِلرُّخا عِطْـراً |
وتَعْبـقُ مِنْ فُنُـونِ الشِّعْرِ أَنْسَـامُ |
وَنَحْـنُ رُوادُهـا نَدْعُو لأفكـارٍ |
تُنِـيرُ رِحـابَها، والشِّعـرُ إلْهـامُ |
شَريعَتُنـا كِتـابٌ لَمْ يَزَلْ فِينَـا |
دَليـلَ الحـقِّ مـا أَبْلَتْـهُ أَعْـوامُ |
وَإنْ تُبْغَى الفَضَـائِلُ فَهْوَ مَنْبَعُهَـا |
بِـهِ فَصْـلٌ وَمَوْعِظَـةٌ وَأَحْكـامُ |
وَسُنَّـةُ سَيِّدِ الأبْـرارِ وَاضِحَـةٌ |
ولـيس بِمُحْكَـمِ التَّنْـزيلِ إبْهـامُ |
فَمَنْ جَهِـلَ الأُصُـولَ لِفِقْـهِ سُنَّتِهِ |
وَجَـاءَ بِفِـرْيَةٍ صَـدَّتْهُ أَعْـلامُ |