أَحجُّ رُوحًا
مِــنْ رَجْــفَةِ الــشَّوقِ فِــي الأَجْفَانِ لَمْ أَنَمِ أُقَــلِّــبُ الــطَّــرْفَ بَــينَ الــسُّهْدِ وَالــسَّجَمِ
ظَــمْآنَ أَطْــمَعُ فِــي إِنْــجَازِ مَــا وَعَــدَتْ مَــلأْتِ رَوْضَــكِ يَــا بِــنْتَ الــرَّبِيعِ شَــذَا وَهَـــلْ صَــبَبْتِ لأَوْرَاقِ الــخَرِيفِ صِــبَا وَهَـــلْ أَصَــابَــكِ مِـــنْ هَــارُوتَ فِــتْنَتُهُ فَــمَــا تُــمَــدُّ إِلَـــى غَــيْرِ الــدُّعَاءِ يَــدِي وَلَــيــسَ تُــبْــصِرُ إِلا الــمُــجْتَبَى مُــقَــلِي يَا سَاهِمَ الطَّرْفِ تَرْجُو الوَصْلَ مَنْ بَخِلَتْ حَــسْبُ الــفُؤَادِ ذُهُــولاً أَنْ يَــذُوبَ أَسَــى كَــأَنَّمَا الــصَبْرُ صَــابٌ وَالــجَوَى وَصَبٌ وَبِــي مِــنَ الــوَجْدِ مَــا يَذْوِي الوُجُودُ بِهِ أُغَــالِــبُ الــدَّمْــعَ فِـــي أَجْــفَانِ مُــحْتَشِمٍ لَــمَّــا شَـــدَدْتِ بِــلَحْظٍ قُــلْتُ يَــا كَــبِدِي أُخِـــذْتَ مِـــنْ حَــيثُ لا قَــاعٌ تَــلُوذُ بِــهِ يَـــا وَيْـــحَ نَــفْــسِكَ قَــدْ أَوْرَدْتَــهَا تَــلَفًا فَــمَا انْــقَلَبْتَ عَــلَى هِــنْدٍ بِــذِي حَــرَضٍ وَلا لَــــقِــيــتَ مِـــــنَ الآرَامِ سَــانِــحَــةً لا كُــنْــتَ يَـــا قَــلْبُ إِنْ أَصْــبَتْكَ غَــانِيَةٌ مَــحَضْتُكَ الــصِّدْقَ وَالأَيَّــامُ فِــي كَــذِبٍ وَصُــنْتُ قَــدْرَكَ عَــنْ جَــهْلٍ وَعَــنْ زَلَلٍ يَـــا غَــافِلاً عَــنْ سَــبِيلِ الــحَقِّ مُــنْشَغِلاً قِــيثَارَةُ الــرُّوحِ نَــاجَتْ مُــهْجَتِي فَسَجَتْ قَــدْ كُــنْتُ مُــتَّهِمًا صَــرْفَ الــزَّمَانِ وَقَدْ حَــتَّى مَــرَرْتُ عَــلَى قَــبْرٍ وُعِــظْتُ بِــهَ هِـــيَ الــحَــيَاةُ سَـــرَابٌ لا رَوَاءَ بِــهَــا لَــذِيــذُ عَــيْــشِكَ مَــهْمَا طَــالَ لَــيسَ لَــهُ تَــجْــرِي عَــلَــيكِ يَـــدُ الأَقْـــدَارِ نَــافِذَةً وَكُـــلُّ خَــفْــقَةِ قَــلْــبٍ فِــيــكَ تَــسْــمَعُهَا كَــمْ ظَــنَّ قَــبْلَكَ مِــنْ عَــبْدٍ وَمِــنْ مَــلِكٍ مَــضَوا عَــلَى الــدَّهْرِ وَالآثَــارُ فِــي عَدَمٍ فَــهَــلْ ضَــمِنْتَ مِــنَ الأَيَّــامِ مِــنْ دَعَــةٍ غَـــوْلُ الــحَــوَادِثِ إِنْ خَــانَــتْكَ تَــجْربَةٌ وَرُبَّ حَـــالٍ يُــرِيــكَ الــدَّهْــرُ نِــعْــمَتَهَا يَـــا مَـــنْ يُــسَــوِّفُ عِــنْــدَ اللهِ تَــوْبَــتَهُ مَــــاذَا تَــقُــولُ لِـــرَبٍّ جِــئْــتَهُ ثَــمِــلاً مَـــاذَا تَــقُــولُ وَعَــيــنُ الــذُّلِّ صَــاغِرَةٌ فَــــدَعْ غُــــرُورَكَ بِــالــدُّنْيَا وَزِيــنَــتِهَا نَــادَى الــمُنَادِي إِلَــى دَرْبِ الــهُدَى سُبُلاً الــحَــجُّ فَــرْضٌ عَــلَى الــتَّعْجِيلِ يَــعْمُرُهُ بَــطْحَاءُ مَــكَّةَ فِــي الآفَــاقِ قَــدْ صَدَحَتْ بَــطْــحَاءَ مَــكَّــةَ يَـــا خَــيرِ الــبِلادِ لَــهَا سُــبْــحَانَكَ الله كَـــمْ أَوْلَــيــتَ مِــنْ نِــعَمٍ جَــعَــلْــتَ أَفْــئِــدَةً تَــهْــوِي إِلَــيــهِ بِــهَــا حَــتَّــى أَتَـــاهُ مِــنَ الآفَــاقِ مَــنْ رَكِــبَتْ فِــي رِحْــلَةِ العُمْرِ يَسْعَى القَوْمُ فِي عَجَلٍ لَــمَّــا وَصَــلْــتُ إِلَــى الــمِيقَاتِ أَدْرَكَــنِي خَــلَــعْتُ عَــنِّي ثِــيَابَ الــزَّيْفِ مُــغْتَسِلاً نَــظَرْتُ حَــولِي فَــكَانَ الــنَّاسُ فِــي حُرُمٍ لَــبَّــيكَ حَــجَّــاً لَـــكَ الــلَّــهُمَّ يَـــا أَحَــدًا لَــــبَّــيــكَ لَــبَّــيــكَ لا رَبٌّ سِــــوَاكَ وَلا لَــبَّــيــكَ حَــــمْــدًا وَإِيــمَــانًــا وَتَــزْكِــيَةً إِلَـــى رِحَــابِــكَ يَـــا رَحْــمَــنُ قَــافِــلَتِي أَتَــيــتُ بَــابَــكَ أَرْجُـــو قِــسْــمَةً بِــرِضَا بَــــابَ الــــسَّــلامِ سَـــلامُ اللهِ أُمْــهِــرُهُ مَـــا إِنْ دَلَــفْتُ وَعَــينُ الــشَّوقِ خَــاشِعَةٌ وَقَــفْتُ فِــي الــصَّحْنِ لا سَــاقٌ تُطِيعُ وَلا أُخِـــذْتُ فِــي جُــنُبَاتِ الــطُّهْرِ مُــنْصَدِعًا وَحَــامَتِ الــرُّوحُ بُــشْرَى حَــوْلَ كَــعْبَتِهِ لَـــو يَــبْذُلُ الــدَّهْرُ مِــنْهُ الــكَوْنَ حِــينَئِذٍ أَدَرْتُ ذَاكِـــرَةَ الــتَّــارِيخِ فِـــي خَــلَــدِي هَـــذَا الــخَــلِيلُ يَـــؤُمُّ الــبَــيتَ يَــرْفَــعُهُ وَذَا الــمَــقَامُ وَإِسْــمَــاعِيلُ فِـــي شَــرَفٍ وَتِـــي قُــرَيــشُ بِــدَارِ الــنَّدْوَةِ اجْــتَمَعَتْ هَـــذَا أَبُـــو لَــهَــبٍ تَــبَّــتْ يَــدَاهُ طَــغَى هُــنَــا تَــنَــزَّلَ جِــبْــرِيلُ الأَمِــيــنُ عَــلَى هُــنَا الــمُحَمَّدُ فَــوْقَ الــشِّرْكِ بَــدْرُ دُجَى أَقَـــــامَ دَولَــــةَ إِيــــمَــانٍ وَمَــعْــرِفَــةٍ هَـــذَا الــسَّبِيلُ فِــسِرْ فِــي إِثْــرِ خَــطْوَتِهِ وَطُـــفْ كَــمَا طَــافَ تَــدْعُو اللهَ مُــبْتَهِلاً وَصَـــلِّ سُــنَّــتَهُ خَــلْــفَ الــمَــقَامِ وَكُــنْ وَإِنْ ظَــمِــئْتَ فَــذِكْــرُ اللهِ كَـــأْسُ نَــدَى ثُـــمَّ اسْـــعَ سَــبْــعًا وَلا تَــبْخَلْ بِــأَدْعِيَةٍ فَــالــجِسْمُ يَــسْــعَى إِلَــيهَا مَــرْوَةً وَصَــفَا وَفِـــي مِــنَــى تَــلْتَقِي إِنْ شِــئْتَ تَــرْوِيَةً وَسِــــرْ إِلَـــى عَــرَفَــاتِ اللهِ مُــجْــتَهِدًا وَادْعُ الــكَــرِيمَ بِــمَــا تَــرْجُو يُــجِبْكَ بِــهِ وَإِنْ نَــفَرْتَ مَــعِ الــحُجَّاجِ صَــوْبَ مِنَى وَإِنْ رَجَــمْــتَ فَــقَــصِّرْ وَاتَّــبِــعْ سُــبُــلا فَـــإِنْ تَــعَــجَّلْتَ فِـــي يَــومَينِ لا جَــرَمٌ وَعُـــدْ لِــمَــكَّةَ طُــفْ بِــالبَيتِ وَارْنُ لَــهُ يَـــا رِحْــلَةَ الــنُّورِ بِــالإِيمَانِ مَــا فَــتِئَتْ هُــنَــا الأُخُـــوَّةُ بِــالإِسْــلامِ قَــدْ جَــمَعَتْ هُــــنَــا تَــــوَحَّــدَتِ الآرَاءِ وَاعْــتَــصَمَتْ هَــابَتْ عُــرَاهَا حُــشُودُ الــكُفْرِ وَاحْتَزَبَتْ قَــالُــوا الــشَّــعَائِرُ لــلأَوْثَــانِ مَــرْجِــعُهَا وَقِــيــلَ كَــيــفَ يُـــرَى إِبْــلِيسُ تَــرْجُمُهُ وَكَــــيــفَ تَــلْــثِــمُ شَــيــئَاً ثُـــمَّ تَــحْــقرُهُ خَــابَ الــلِئَامُ وَفِــي الــبُّهْتَانِ قَــدْ رُكِسُوا هَــلْ أَدْرَكُــوا الــقَدَرَ الــمَحْتُومَ هَلْ عَقِلُوا وَهَـــلْ أَقَــامُــوا عَــلَــى دِيــنٍ لِــيَحْتَقِرُوا إِنَّــــا لَــنَــعْــبُدُ رَبَّ الــعَــرْشِ طَــاعَــتُهُ وَمَــــا الــشَّــعَــائِرُ إِلا مِـــنْ شَــرِيــعَتِهِ يَــا أُمَّــةَ الــحَقِّ عُــودِي لِــلهُدَى وَدَعِــي فَــلَــيسَ غَــيْــرُ حِــمَى الــدَّيَّانِ يَــحْفَظُكُمْ لا يَــأْنَــفُ الـــذُّلَّ إِلا مَـــنْ يَــقُــومُ لَـــهُ وَالــمَــوْتُ أَكْـــرَمُ لِــلأَحْرَارِ مِــنْ دَعَــةٍ وَلَــــيــسَ يَــنْــفَــعُ لِــلإِنْــسَــانِ مَــعْــذِرَةً ومــن يُــجَازِ الــوَرَى بــالشَّرِّ يُــجْزَ بِــهِ يَــــا رَبِّ إِنَّ سَــنَــا الــغُــفْرَانِ غَــايَــتُنَا بَــذَلْــتُ نَــفْــسِي لَـــكَ الــلَّــهُمَّ مُــحْتَسِبًا أَحــجُّ رُوحًــا وَفِــي الــرِّضْوانِ لِــي أَمَلٌ وَارْفَــعْ مَــقَامِي بِــمَا أَسْــدَيتَ مِــنْ نِــعَمٍ
