أحدث المشاركات
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 12 من 12

الموضوع: كـازويـات لـيلى

  1. #11
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى ناسيمي مشاهدة المشاركة

    ولمـا ضبطتنــي هذه المدينة الآهلـة
    متلبسة بجـرم البحلقــة
    وأنـا بعـد صبيـة,أحبـو إليها حـافية, عـارية
    من شـؤون الـزيـف.. والـخوف
    سحبتنـي,,من أرنبة أنفـي
    وطـافت بـي العـالم
    أرادت أن تتـوجني مـلكة المـشرديـن
    فـآوتـني مخـادعها المسـتورة
    والمـفضوحـة
    وفـتحت في وجـهي أبـوابها المنسـية
    وعلمتـني كيف أفـك رمـوز بؤسـائها
    كيف أحـل أحـلام بسطـائها
    فـأصبحت
    جـزءا من بـؤسها
    جـزءا من جنونها
    جزءا من سخطها
    من كفرها
    وعرفـت أن لليـل أعرافـا
    وأجراسـا تقـرع
    وطبـولا تــدق
    وحكايات تروى
    ولما استحلفتها بأطفالها ونسائها
    - ينشرون الحلم على أسلاكها المكهربة-
    أن تريـحني
    من همها..من لهوها..من طيشها
    شــدتني من يـدي
    وجابت بي الحواري وحلقات الراوي
    وذكـرتـني
    أني في الأرض.. قـضــيـة
    كـازابـلانكا حبـيبتـي
    هـذي صـلاتي الأولـى والأخـيرة
    على روح الشـعر فـيك
    كيف اسـتسلمت للطــاعـون ينخر عظامك
    كيف أرخـيت أهداب الجفـون
    واسـتقبلت فـلول الهـوس
    صاروا يدخلونك أفـواجـا... أفـواجـا..؟؟
    يفـجرون فـيك... شجـونهم.. فجـورهم
    وتتكحلين.. تتزينـين.. ترقصيـن
    أي كــازا
    حبـيبتي
    عين الذئاب تلتهم
    صبايـاك... سبايـاك... بقايـاك
    وأنت,لا تباليـن
    وتحاوريننـي.. وتكاشفيننـي
    وتمديـن خيطك الرفيـع
    يشدني إلى أرضـك وناسـك
    فتنبسـط أمــامي يـد الزمــن
    أقـرأ خطـوطها,أتكهـن بغيـبهـا
    وكم أخشـى عليك
    من دناصــير الـشرق والغـرب
    تنـفث سمـومها في كبد الحي
    ولسـت أعرف
    مـا أصاب الحـي وأهـل الحي
    تسـاق مليـحاته في قلب اللـيل
    ودائع داخل أبـناك الشـهوة
    وعلى أرصـفة
    اللـذة,تـقامر..تـتاجر
    تقـايض بالربيـع في عـيونها
    تطـارح شـياطين العـالم كله غرامهـا
    وتغـني للحب
    مـــــا أقصر... مســافات الفـــرح
    بين الـنافـــورتيــن
    الدهشة استوطنتني !!
    واستعذبي الحب, والعنـاد, والـرفض فـيك
    أين أمضـي؟؟
    أين امضـي؟؟
    أين امضـي؟؟
    أنا الموقعة أسفـلـه
    أشـهدكم الـيوم
    أنـي لا زلت أجلس القرفصـاء
    على فـوهــة مدفـع
    فـــوق ســـور المديـنة القديـمة
    ألقـي مرثـيتـي عن مدينتـي
    وأتلقـى,التعـازي من البحـر
    الدار البيضاء1986
    ==========
    "وتمديـن خيطك الرفيـع
    يشدني إلى أرضـك وناسـك
    فتنبسـط أمــامي يـد الزمــن
    أقـرأ خطـوطها,أتكهـن بغيـبهـا"
    أديبتنا المدهشة ليلى
    هو ذاك الخط الرفيع المشدود كالوتر يكمن فيه سر الرباط الوشيج الذي نسجته هنا مع المدينة القاسية الطاردة ، والحانية الآوية في آن
    منذ مارست دور الرقيب على صبيـة, تحبـو إليها بحبٍّ ، فلا تقدر هذا الحب الطفولي النضير
    فهل أرادت أن تريح ضميرها وتفر عن قسوتها حين أرادت أن تتـوجها مـلكة المـشرديـن
    فـآوتـها بما تملك من مخـادع، وكشفت لها ما تحجبُ من أسرار وما تكتم من أحلام؟
    حتى يتم التوحد بينهما ، بؤسا وجنونا وسخطا؟!
    ولأن الليل ليل المدينة هو مخبأ الأسرار ومأوى الحلام ، ومنبع الحكايات والأساطير كان لا بد من مصاحبته وجها لوجه
    وهاهي الصبية تشعر بالقرب ، كما يوحي
    استخدام أداة نداء القريب: أىْ
    لدلالة على مدى الشعور بقربها إلى قلبك
    والترخيم الدال على التودد والتحبب:
    "أي كــازا
    حبـيبتي"
    الذي يناسب الخطاب الحميم بين الأصدقاء
    كما هو معروف في علم النحو الذي ما يزال بعض مثقفينا يظنه علما جامدا جافا وهو زاخر بمثل هذه الطاقات الشعورية البديعة ، تنتظر من يوظفها بإبداع
    لتبدأ مناجاة مفعمة بالإشفاق ، والحيرة ، والألم ، والحب ممتزجا بالرفض والتمرد، والغناء متشحا بلون العزاء
    أما أسلوب التعجب المسربل بسربال الانفعال ، فيطالعنا ممتزجا بالدهشة
    مـــــا أقصر... مســافات الفـــرح
    بين الـنافـــورتيــن
    الدهشة استوطنتني !!
    وينهض أسلوب الاستفهام بتجسيد مشاعر الحيرة والإحساس بالتيه:
    أين أمضـي؟؟
    أين امضـي؟؟
    أين امضـي؟؟
    ويحين ور أسلوب الاختصاص المعروف في مواقع الإقرار ولكن بتعديل موحٍ
    فإذا كان المقر يقول: انا الموقع أعلاه فإن كاتبتنا تقدم لنا نفسها : الموقعة أسفله ، بعد أن نطالع الإقرار ونتأمل الشهادة
    "أنا الموقعة أسفـلـه
    أشـهدكم الـيوم
    أنـي لا زلت أجلس القرفصـاء
    على فـوهــة مدفـع
    فـــوق ســـور المديـنة القديـمة
    ألقـي مرثـيتـي عن مدينتـي
    وأتلقـى,التعـازي من البحـر".
    فلماذا البحر؟
    ألأن البحر مازال محتفظا بماء الحياة ضد الموت
    وبقلب النقاء ضد الزيف
    وبروح الشعر ضد الخواء؟
    أم لأن البحر قادر على منحها مما لديه حتى تعود ؟
    ليلى
    أيتها الشاهدة الصادقة
    والمُحبة المشفقة
    والأديبة المفتنَّة
    شكرا لكل هذا الإبداع يفجر طاقات اللغة باقتدر
    والجمال برغم الأسى - كما قال أخي الفاضل إبراهيم الشريف - أو ربما بسببه.
    سلمك الله
    وسلّم مدينتك الغالية
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل

  2. #12
    الصورة الرمزية ليلى ناسيمي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    الدولة : الدارالبيضاء
    العمر : 62
    المشاركات : 271
    المواضيع : 40
    الردود : 271
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي مشاهدة المشاركة
    ==========
    "وتمديـن خيطك الرفيـع
    يشدني إلى أرضـك وناسـك
    فتنبسـط أمــامي يـد الزمــن
    أقـرأ خطـوطها,أتكهـن بغيـبهـا"
    أديبتنا المدهشة ليلى
    هو ذاك الخط الرفيع المشدود كالوتر يكمن فيه سر الرباط الوشيج الذي نسجته هنا مع المدينة القاسية الطاردة ، والحانية الآوية في آن
    منذ مارست دور الرقيب على صبيـة, تحبـو إليها بحبٍّ ، فلا تقدر هذا الحب الطفولي النضير
    فهل أرادت أن تريح ضميرها وتفر عن قسوتها حين أرادت أن تتـوجها مـلكة المـشرديـن
    فـآوتـها بما تملك من مخـادع، وكشفت لها ما تحجبُ من أسرار وما تكتم من أحلام؟
    حتى يتم التوحد بينهما ، بؤسا وجنونا وسخطا؟!
    ولأن الليل ليل المدينة هو مخبأ الأسرار ومأوى الحلام ، ومنبع الحكايات والأساطير كان لا بد من مصاحبته وجها لوجه
    وهاهي الصبية تشعر بالقرب ، كما يوحي
    استخدام أداة نداء القريب: أىْ
    لدلالة على مدى الشعور بقربها إلى قلبك
    والترخيم الدال على التودد والتحبب:
    "أي كــازا
    حبـيبتي"
    الذي يناسب الخطاب الحميم بين الأصدقاء
    كما هو معروف في علم النحو الذي ما يزال بعض مثقفينا يظنه علما جامدا جافا وهو زاخر بمثل هذه الطاقات الشعورية البديعة ، تنتظر من يوظفها بإبداع
    لتبدأ مناجاة مفعمة بالإشفاق ، والحيرة ، والألم ، والحب ممتزجا بالرفض والتمرد، والغناء متشحا بلون العزاء
    أما أسلوب التعجب المسربل بسربال الانفعال ، فيطالعنا ممتزجا بالدهشة
    مـــــا أقصر... مســافات الفـــرح
    بين الـنافـــورتيــن
    الدهشة استوطنتني !!
    وينهض أسلوب الاستفهام بتجسيد مشاعر الحيرة والإحساس بالتيه:
    أين أمضـي؟؟
    أين امضـي؟؟
    أين امضـي؟؟
    ويحين ور أسلوب الاختصاص المعروف في مواقع الإقرار ولكن بتعديل موحٍ
    فإذا كان المقر يقول: انا الموقع أعلاه فإن كاتبتنا تقدم لنا نفسها : الموقعة أسفله ، بعد أن نطالع الإقرار ونتأمل الشهادة
    "أنا الموقعة أسفـلـه
    أشـهدكم الـيوم
    أنـي لا زلت أجلس القرفصـاء
    على فـوهــة مدفـع
    فـــوق ســـور المديـنة القديـمة
    ألقـي مرثـيتـي عن مدينتـي
    وأتلقـى,التعـازي من البحـر".
    فلماذا البحر؟
    ألأن البحر مازال محتفظا بماء الحياة ضد الموت
    وبقلب النقاء ضد الزيف
    وبروح الشعر ضد الخواء؟
    أم لأن البحر قادر على منحها مما لديه حتى تعود ؟
    ليلى
    أيتها الشاهدة الصادقة
    والمُحبة المشفقة
    والأديبة المفتنَّة
    شكرا لكل هذا الإبداع يفجر طاقات اللغة باقتدر
    والجمال برغم الأسى - كما قال أخي الفاضل إبراهيم الشريف - أو ربما بسببه.
    سلمك الله
    وسلّم مدينتك الغالية
    الفاضل الدكتور مصطفى عراقي
    أعجز سيدي عن التعبير لما أغذقت علي حروفك هنا من شعور جميل
    أرجوا فقط ألا ينقطع حبل المتابعة هذا
    لقراءتك دائما الوجه المضيء لخفايا وما وائيات النص
    دمت سيدي بكل الود

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12