أحدث المشاركات
صفحة 2 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 61

الموضوع: معَ ابْنِ تيْميةَ في سجن القلعة..

  1. #11
    الصورة الرمزية الصباح الخالدي قلم متميز
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : InMyHome
    المشاركات : 5,766
    المواضيع : 83
    الردود : 5766
    المعدل اليومي : 0.86

    افتراضي

    كنت معه حتى الآن لايفارقني ولا افارقه
    ابن تيمية كما قال اخي عدنان كان نورا للدنيا
    ومايزال سراجه
    بعض حقه هذه الأبيات الحلوة الجميلة حركت مقلتي قنثرت بعض الدموع
    لله درك ليتني اقول الشعر فاصنع نهجا لقصيدتك لكنني لااعرف
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

  2. #12
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تركي عبدالغني مشاهدة المشاركة
    ذاك ابن تيمية
    وهذا مصطفى عراقي
    اجتما معا في زنزانة مغلقة معتمة ليخرجا لنا حوارا شعريا من نور
    ذاك هو العالم الذي أحبه كثيرا
    وهذا هو الشاعر الذي أحبه أكثر
    بوركتما والوطن

    =========



    وهذا هو أنت أخي الغالي : تركي عبد الغنى
    صوت الشعر الغريد ، ونبض الوطن الصادق ترنو إلى أخيك بعين الحب والفضل والكرم، فتفيض عليه من نورها نورا، ومن جمالها جمالا

    فبارك الله فيك يا شاعر الحب والجمال
    والصدق والجلال

    ودمت بكل الخير والسعادة والإشراق


    محبك: مصطفى
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل

  3. #13
    الصورة الرمزية محمد إبراهيم الحريري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 6,296
    المواضيع : 181
    الردود : 6296
    المعدل اليومي : 0.95

    افتراضي

    الأخ الحبيب د مصطفى
    تحية ملؤها الاحترام والتقدير
    لك الأجر من الله على رائعة سكبت الود والإجلال رحيق قلب اطمئن لمعنى البيان رسول قلوب
    شكرا لك
    ورعاك الله
    أخوك محمد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #14
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم

    قراءة سريعة
    في قصيدة "مع ابن تيمية في سجن القلعة"
    للشاعر المبدع والناقد الكبير
    الاستاذ الدكتور مصطفى عراقي

    "إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة."
    " ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أين رحت فهي معي، لا تفارقني، أنا حبسي خلوة. وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة."

    غريب هذا الشعور الذي انتابني , وأنا أقرأ القصيدة , فقد رحت في حالة من اللاوعي , لاشاهد العالم شيخ الاسلام , المبتلى في سجنه , في قلعة دمشق , بهيبته وحضوره , يذكر الـلـه في حالة عشق وتبتل , يقرا سورة الفاتحة , من بدء الفجر حتى مطلع الشمس , يتلو آيات الـلـه , يسبّح باسم الرحمن , ويضيء الظلمات , ويصب النور على الصفحات , يعيش جنّة لايعرفها إلا من حباهم الـلـه بها نعمة , هل يعقل هذا الذي فعله الشاعر , أية مقدرة هذه , وأي تمثّل لحالة مرت في التاريخ .

    "نور, وبهاءٌ يخترقانِ ظلامَ السجنِ الحالكْ
    وهُنالِكْ
    يتلو منْ آي القرآنْ
    ويسبِّحُ باسْم الرحمنْ
    وينيرُ الليلَ صلاةً ، ومناجاة.
    يبعثُ في أرْكانِ الزنزانةِ رُوحًا ، وحياة .
    ويفيضُ على أوراقٍ من بحْرِ العلمِ الزاخرْ
    ينهلُّ النور من الأوراقْ "

    ولايكتفي الشاعر بما قام به من رسم حركي ووجداني للشيخ والزنزانة, بعبق شعري لافت , وتدفق جميل أخّاذ , وكأننا امام فيلم مصور , بل يدخل في حوار مع الشيخ الجليل , ليرسم لنا ومضات من داخل النفس , ويلامس فيها منحنيات التفكير والايمان والرؤية عند الشيخ , بشكل لايقدر عليه إلا أديب وشاعر , وقبل هذا مفكّر عميق التحليل , حّاد الرؤية .

    " لكني ألمسُ وجْهَ المأساة
    أحملها جُرحًا في الأعماقِ
    - يا شيخي الطيِّبْ
    - - ماذا يا ولدي؟
    - حدِّثني عن آفاقِ القُرْبْ
    - - ذاك حديثٌ علويٌّ غامرْ
    - حدِّثني
    - فلتجْلِسْ يا ولدي
    هذي زنزانتُنا ضيقة
    لا تحزنْ
    - إني في سجْنٍ أضيقْ
    وظلامٍ أعمقْ
    حدثني
    أخرجني من إظْلامي من سجْني! "

    وبحركة موفقة ينتقل الشاعر , وقد توحد مع الشيخ الجليل , في تفاؤله الايماني بنصرة الحق , وشعوره بتفاهة أثر الزنزانة والسجن , على جهاده الفكري , فترى الشاعر يرى الفجر وقد انشق , وانطلق مع الشيخ من ضيق الزنزانة , للعالم الرحيب المتسع .

    "ويزورُ الفجرُ حديقتنا ويرِفُّ علينا بحنوِّ
    والشيخُ الطيِّبُ يصعدُ بي يرقَى لسموٍّ فوق سموِّ
    رقَّتْ زِنْزانتُنا، وتخلَّتْ عن قسْوتِـها
    رحبُتْ دُنيانا واتسعتْ كُلُّ الآفاقْ
    وشعرتُ بدفءٍ يسْري في أوْصالي
    وانشقَّ الفجْرُ ، وشعَّ القلبْ
    شكرًا يا شيخي الطيبْ"

    ثم يتناول الشاعر , مسالة هامة في مسيرة حياة شيخ الاسلام , بين فطرة الشاعر واحساسه , وبين الثقافة الغنية , والاستيعاب المترع بالقوة , وهي مقارعة الباطل , والحركات الزائغة عن الدين القويم , والتأكيد على منهج الوسطية , والالتزام بالفكر النبوي .

    "- ماذا في جعْبته؟!
    فليرشقْنا بسهامٍ بعد سهامْ
    ولْيرمِ علينا الأوهامْ
    وليقذفنا بالأضغانْ
    ليس لكفِّ الباطلِ يا ولدي سُلطانْ
    يدُهُ مهما بطشتْ شَلَّاءْ
    أينالُ الباطلُ مني ؟ هيهاتْ
    و نعيمي في صدري أصحبه يصحبني حيث أكونُ بغير فراقْ "

    ثم يعود الشاعر للتأكيد على فلسفة الشيخ , تاركا ايّاه يعبّر عن فكره , مقتربا في عدسته , من المشهد , واضعا الشيخ في بؤرة الصورة المتحركة , ليقول : بأن لاشيء يمكن أن يحجب نور الحق , فنور الحق يخترق الجدران , ولعل في ذلك مايشير الى ايمانه , بأن الـلـه لابد ناصر لدينه .

    " يخبو وجهُ المأْساةِ الشاحِبْ في إطراق"
    - ماذا يبقى إن هُمْ سجنوا النورْ؟
    - لا يسجنُ يا ولدي نورْ
    سيشعُّ النورُ الصادقُ يـخْترِقُ الـجُدرانْ
    يسعى في كل مكانْ بالإشراقْ "

    وفي اسلوب ذكي , يعود الشاعر لضبط المشهد , وكأنه قد رفع يده مودعا الشيخ الجليل , ليردد ما قاله شيخ الاسلام ابن تيمية , من خلال حالة التوحد معه , مذكرا ومقدما جرعات غنية من فكره ومسيرته الجهادية المباركة .

    " ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أين رحت فهي معي، لا تفارقني، أنا حبسي خلوة. وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة."

    ماذا يبغي أعدائي منِّي؟
    ما أهونَ كيْدَ الأعْداءْ!
    إنْ أُسجنْ فهي الخلوةُ خلوةُ حبّْ
    تسعى روحي بالأشواقْ
    تُسقى من نـهْرِ القُرْبْ
    والنفي سياحة قلبٍ يستلهم أنوارًا
    أني يذهبْ في الآفاق
    يشهدْ
    يتأملْ
    يرقُبْ
    يرهبْ
    يرغبْ
    بالقلب الخفاقْ
    - والقتلْ؟
    القتلُ شهادة
    القتلُ لِقـاءْ
    وأنا مشْتاقٌ يا ولدي لِلِقَــاءْ
    وأنا مشتاق يا ولدي لتلاقْ "

    في قصيدة اخذت شكلا متطورا من الأداء الشعري , قدّم لنا الشاعر المبدع , انموذجا متقدما في الابداع الشعري , ملتزما بأبجديات الاصالة , حرفا وكلمة وبناء ووزنا , جعلنا ننظر باعجاب ودهشة , ولنشهد دون تردد بقوة الشاعر , وتمكنه من كل الادوات , وثقافته الثّرة , وطلاوة جرس البوح , والذكائية العالية في انهاء القصيدة , وقبل كل هذا وذاك , نشهد له بتقديم فكر ورسالة .

    أخوكم
    السمان

  5. #15
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء حرمة الله مشاهدة المشاركة
    سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
    تحية كتبتُها برحيق الورد
    أستاذي د. مصطفـى،
    في كلّ قصيدٍ لك، أدخل عوالم من نورٍ، عوالم ترفعني إلى غيماتٍ تهطلُ أملاً ، إيماناً يتحدّى بعزمٍ وإصرار ..
    ذكّرتني هذه القصيدة الراقية الصافية بنونيتك السامقة، تنقلنا دوماً من مدائن يأسٍ إلى مساحاتِ أملِ حبلى بالندى والبسمات والغد الأجمـل ..
    تعلم أستاذي ؟ قد اقتفيتُ آثارَ قصيدكَ، وهو يتأبّط شعاعَ الأمل الخفّاق، حتّى حلّقتُ خارجَ أسوار الأرض، بل أعلى وأعلى من أسوار الأحزان، فدلفتُ إلى حيثُ جلستَ وشيخنا القدير ابن تيمية بسجن القلعة، تحلّقان حولَ قمرالإيمان، وهو يضيء مساحاتِ الروح التي هدّمتها أوجاعُ الدنيا والأمّة، التي كسرتْها معاول الحزن الهدّامة، وبقايا الروح ممزقةٌ لايضمّدها غير ذكر الرحمن، وأمل تقطفه النفس من حدائق الإيمان المزهرة .
    لم أشعر وأنا أنصت لحديثكما بضيق السجن، ولا برائحة الأحزان، رغمَ أنّ العتمة كانت منزويةً ترتعش في خوفٍ، وهي تسترق السمع إليكما، تحاول أن تسرقَ منكما ماجمعتماهُ من رحيقٍ ولكنْ هيهات ! منعتْهـا العطور التي انسكبتْ نوراً، نوراً خرجَ من مبخرة قلبيْكما الصادحيْن بالإيمان والسموّ، نوراً يسقي المكان والزمن وأفياء الغد الاجمل . وليس ذلك على اللـه بعزيز ..!
    ماأروعَ أن تتوحّد روحان، وهما تحطّان على قوس المطر، لتجمعا منه ألوانَ الصبر والشروق !
    توحّد الأمكنة والأزمنة، والتقاء الأرواح شعراً وإيماناً وفكراً من بشائر النصر القريب .
    قصيدٌ نديٌّ يستحق التثبيت وأكثر .. !
    شكراً لك ولقصيدك الراقي، شكراً لزجاجات الصبر والأمل التي سكبْتَها هنا .. باركَ بك ربّي وبمدادك .
    فائق تقديري وإعجابي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وألف طاقة من الورد والندى
    =========
    أختنا الفضلى ، وشاعرتنا المبدعة وأديبتنا الأثيرة أسماء
    أيتها اليمامة السماوية المقيمة على أجنحة حلمٍ نضير
    يا لهديلك المبارك يرتل على قلوبنا فيوض الندى والشذا !
    فيرفعنا وحروفَنا الشاردات إليه في سُحب عليا ، ويأخذنا معه إلى مدائن النور.
    أختاه
    كان لإنصاتك الكريم هنا سرٌّ أضفى على القصيدة نورا جديدا يضاف إلى أنوار كلمات شيخنا الجليل ،
    أما حضورك فقد سكب على القلب طمأنينة بددت غيمة خوف اعترت كلماتي أن تكون خدشت ما كنت آمل من مناجاة تليق به إنسانا فاضلا، وعالما جليلا ، ومجاهدا صادقا، ليس بالقلم فحسب بل بالسيف أيضا ضد تتار الأمس الغابر
    فما أروع أن تتوحد الأرواح إذن يا أختاه تمهيدا لاتحاد القلوب والهمم والعزائم ضد تتار اليوم الحاضر
    وما أسمى هذا الحضور يحمل في كفِّ شمس أمل تنير الطريق، وفي الأخرى فسيلة خيرٍ تزرع بشارة غدٍ
    وشكرا لتقديرك الغالي ، ولوردك السماويّ، ولنداك المبارك
    وأسعدك البارئ كما أسعدتِ قلب القصيدة
    وقلب أخيكِ
    ودمت بكل الخير والسعادة والنور

  6. #16
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    الدولة : سوريا ..حمص
    العمر : 51
    المشاركات : 1,617
    المواضيع : 37
    الردود : 1617
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    بارك الله بك يادكتور ...

    تعودنا على روائعك وهذه واحدة منها ..



    كن بخير سيدي

  7. #17
    الصورة الرمزية محمد إبراهيم الحريري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 6,296
    المواضيع : 181
    الردود : 6296
    المعدل اليومي : 0.95

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي مشاهدة المشاركة
    • قصيدة:

    "مع ابن تيمية في سجن القلعة"

    شعر: مصطفى عراقي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    -1-
    نور ٌ، وبهاءٌ يخترقانِ ظلامَ السجنِ الحالكْ
    وهُنالِكْ
    يتلو منْ آي القرآنْ
    ويسبِّحُ باسْم الرحمنْ
    وينيرُ الليلَ صلاةً ، ومناجاه.
    يبعثُ في أرْكانِ الزنزانةِ رُوحًا ، وحياه .
    ويفيضُ على أوراقٍ من بحْرِ العلمِ الزاخرْ
    ينهلُّ النور من الأوراقْ
    -2-
    لكني ألمسُ وجْهَ المأساه
    أحملها جُرحًا في الأعماقِ
    - يا شيخي الطيِّبْ
    - - ماذا يا ولدي؟
    - حدِّثني عن آفاقِ القُرْبْ
    - - ذاك حديثٌ علويٌّ غامرْ
    - حدِّثني
    - فلتجْلِسْ يا ولدي
    هذي زنزانتُنا ضيقة
    لا تحزنْ
    - إني في سجْنٍ أضيقْ
    وظلامٍ أعمقْ
    حدثني
    أخرجني من إظْلامي من سجْني!
    -3-
    "ويزورُ الفجرُ حديقتنا ويرِفُّ علينا بحنوِّ
    والشيخُ الطيِّبُ يصعدُ بي يرقَى لسموٍّ فوق سموِّ
    رقَّتْ زِنْزانتُنا، وتخلَّتْ عن قسْوتِـها
    رحبُتْ دُنيانا واتسعتْ كُلُّ الآفاقْ
    وشعرتُ بدفءٍ يسْري في أوْصالي
    وانشقَّ الفجْرُ ، وشعَّ القلبْ
    شكرًا يا شيخي الطيبْ"
    -4-
    - ماذا في جعْبته؟!
    فليرشقْنا بسهامٍ بعد سهامْ
    ولْيرمِ علينا الأوهامْ
    وليقذفنا بالأضغانْ
    ليس لكفِّ الباطلِ يا ولدي سُلطانْ
    يدُهُ مهما بطشتْ شَلَّاءْ
    أينالُ الباطلُ مني ؟ هيهاتْ
    و نعيمي في صدري أصحبه يصحبني حيث أكونُ بغير فراقْ
    -5-
    " يخبو وجهُ المأْساةِ الشاحِبْ في إطراق"
    - ماذا يبقى إن هُمْ سجنوا النورْ؟
    - لا يسجنُ يا ولدي نورْ
    سيشعُّ النورُ الصادقُ يـخْترِقُ الـجُدرانْ
    يسعى في كل مكانْ بالإشراقْ
    -6-
    ماذا يبغي أعدائي منِّي؟
    ما أهونَ كيْدَ الأعْداءْ!
    إنْ أُسجنْ فهي الخلوةُ خلوةُ حبّْ
    تسعى روحي بالأشواقْ
    تُسقى من نـهْرِ القُرْبْ
    والنفي سياحة قلبٍ يستلهم أنوارًا
    أني يذهبْ في الآفاق
    يشهدْ
    يتأملْ
    يرقُبْ
    يرهبْ
    يرغبْ
    بالقلب الخفاقْ
    - والقتلْ؟
    القتلُ شهادة
    القتلُ لِقـاءْ
    وأنا مشْتاقٌ يا ولدي لِلِقَــاءْ
    وأنا مشتاق يا ولدي لتلاقْ
    ختام:
    "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ . فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ"
    (سورة القمر: 54،55)
    الأخ الحبيب د مصطفى ، تحية طيبة
    جريا على عادة سلكت مناهجها أينما ضربت بي ، في وديان تيه أم على نجود ربى بيان ، آثرت العودة للنص مخالفا راي الأحبة ، فلقد وجدت الرد أعرج الخطا ، كسيح القصد ، لم يبلغ شأو غاية ، لذا أقول :
    في وجه الظلمة
    منتعشا وتحدى العار
    ويحوقل صدقا ويقينا
    ليقيه النار
    ربي.... فالوحشة تحملني
    بجناح محب
    لعرين السدرة يا ربي
    والقلب يحب
    عرش الرحمن
    ويصهرني شوقي
    لله
    روحا والنفس
    بها تقوى
    لخدور الآه
    والكوثر نهر برحيق
    يسقى للصب ْ
    وأنا بصبابة وجداني
    ارجوك إله
    أن تجعل حبي بشعور
    نقاه الله
    من زلة شيطان أخرس
    أو حرفة آه
    برجوع الروح تعانقي
    ربي بالغار
    في الدنيا شمس
    تجعلني للطهر صلاة
    وعلى أنوار مواهبها
    احلام فلاة
    من عوسج خير
    عطرني فجر بنداه
    الله الله فقد حانت
    للدنيا صلاة ْ
    هيا فلنذهبْ ونصلي
    فالأمر أتاه
    قلبي من شوق أجنحة
    بنجوم ضياه
    والقمر السابح في فلك
    لله نداه
    ياربي حلمك
    ما عاشت
    في القلب جروح
    رحماك البلسم
    رؤيته دوما بنقاه
    يا فلق الرؤية
    مرتجعي دوما لله
    أن تجعل نوري
    بيقيني
    قمرا بمدار
    وبرحمة ربي
    فردوسي
    شمس وحياة ْ
    ما زلت بربي معتقدا
    والعمر فناء
    والأخرى أخلد في فكري
    والحب لقاء
    دنيانا يا قلقا يسري
    بعيون الموت
    فحذار يا دنيا صدقا
    فالروح فداه
    ما حملت أنثى بطهور
    لن أفتح فاه
    إلا وأحدق مشتاقا
    بضياء علاه
    ياربي
    يارب الشعرى
    يا أزلا يسري بيقيني
    يا فتيا تجتاح عريني
    يا من ارسلت إلى دربي
    شمسا تهواه
    أن تجعل فرحي
    أزليا الله الله
    ــــــــــــــــــ
    تحياتي
    أكاد أخرج من جسدي
    العذر منك أخي الحبيب

  8. #18
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إكرامي قورة مشاهدة المشاركة
    أجدني أمام لوحة مسرحية بديعة ، توفرت فيها على قصرها مقومات المسرحية الشعرية الطويلة ، غير أننا لم نشعر بملل وكأننا نصر على كونها قصيدة قصيرة رغم استمتاعنا بمسرحتها .
    "مع ابن تيمية في سجن القلعة"
    اسم العمل يشي بمضمونه ، حوار ومناجاة وقرب ، باختصار لحظات حياتية مع البطل في مكان اختبار للإيمان ، وبرغم أن مسرح العمل في السجن حيث الظلم والظلمة ، إلا أن الشاعر ينقلنا لحالة مغايرة لما توقعناه من لفظة (السجن) بالنور والبهاء في بداية النص ، هذه هي الخلفية المرئية ( الديكور ) التي يتسلل منها التأثير الصوتي المصاحب وهو هنا ليس موسيقى تصويرية كالمعتاد بل كلمات سماوية وتسابيح قلبية ، وما أجمل هذا التأثير الروحاني كمدخل للنص.
    ثم ينتقل الشاعر نقلة مسرحية بالحوار بين الشاعر والشيخ في فلسفة جذابة وإشارة لسجن الجسد وسجن الروح ، ثم ينقلنا نقلة عالية جدا بعد الحوار الذي أثمرت كلمات الشيخ فيه ثمراتها في قلب الشاعر ، ليتحول السجن الضيق إلى حديقة ، وما أجمل حديقة الرضا والإيمان حتى إن شيدت في قلب أعتى السجون ، بل إن الزنزانة لترق من رقة قلوب ساكنيها ، وتتسع المسافة الضيقة لتبصر العين منها رحابة ما بعدها رحابة:
    ويزورُ الفجرُ حديقتنا ويرِفُّ علينا بحنوِّ
    والشيخُ الطيِّبُ يصعدُ بي يرقَى لسموٍّ فوق سموِّ
    رقَّتْ زِنْزانتُنا، وتخلَّتْ عن قسْوتِـها
    رحبُتْ دُنيانا واتسعتْ كُلُّ الآفاقْ
    وشعرتُ بدفءٍ يسْري في أوْصالي
    وانشقَّ الفجْرُ ، وشعَّ القلبْ
    شكرًا يا شيخي الطيبْ"

    وبعد هذه الطمأنينة الإيمانية الذي أدخلها الشيخ على قلب الشاعر يتحول الحديث مرة أخرى بعد انقشاع الظلمة إلى الأمل فى انقشاع الظلم :
    - ماذا في جعْبته؟!
    فليرشقْنا بسهامٍ بعد سهامْ
    ولْيرمِ علينا الأوهامْ
    وليقذفنا بالأضغانْ
    ليس لكفِّ الباطلِ يا ولدي سُلطانْ
    يدُهُ مهما بطشتْ شَلَّاءْ
    أينالُ الباطلُ مني ؟ هيهاتْ
    و نعيمي في صدري أصحبه يصحبني حيث أكونُ بغير فراقْ

    هنا يشب الإيمان جبلا في قلب الرجل ، فالنعيم يحمله أينما رحل، فما عسى الظالم أن ينال منه ، بل إن الظالم المعتقد بأنه سجن النور واهم ،
    " يخبو وجهُ المأْساةِ الشاحِبْ في إطراق"
    - ماذا يبقى إن هُمْ سجنوا النورْ؟
    - لا يسجنُ يا ولدي نورْ

    ثم يعود الحوار مرة أخرى مستهينا بما يلقاه القلب المؤمن من كيد وما يصلاه البدن الصابر من قيد :
    ماذا يبغي أعدائي منِّي؟
    ما أهونَ كيْدَ الأعْداءْ!
    إنْ أُسجنْ فهي الخلوةُ خلوةُ حبّْ
    تسعى روحي بالأشواقْ
    تُسقى من نـهْرِ القُرْبْ
    والنفي سياحة قلبٍ يستلهم أنوارًا
    أني يذهبْ في الآفاق
    يشهدْ
    يتأملْ
    يرقُبْ
    يرهبْ
    يرغبْ
    بالقلب الخفاقْ
    - والقتلْ؟

    هنا مربط الفرس ، فالكلام الطيب الجميل يقدر عليه الكثيرون ، والصبر المصطنع يتحمل مرارته المراءون ، ولكن الموت يبقى فارقا بين المخلص وغيره وهو هنا في النص عند الشيخ موعد للقاء آخر يتوق إليه :
    القتلُ شهادة
    القتلُ لِقـاءْ
    وأنا مشْتاقٌ يا ولدي لِلِقَــاءْ
    وأنا مشتاق يا ولدي لتلاقْ

    هنا لابد أن يكون الختام ، وقد أحسن الشاعر الخاتمة بآخر آيتين من سورة القمر ، ختام ولا أروع :
    "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ . فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ"
    (سورة القمر: 54،55)

    الله الله الله
    رائعة يا رجل الروائع
    ومعذرة لما سكبه قلبي هنا فلست ناقدا ولكني هذا ما استقر بقلبي من قراءتي الأولى للنص .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    دامت الروائع

    =============

    أخانا العزيز ، وشاعرنا المجيد

    نضَّر الله قلبك مقرا للخير والجمال

    وما أجمل ما فاض علينا حيث فاض بهذه القراءة المبدعة التي تفضلت بها عليَّ فانتشلت حروفي الشاردات إلى آفاق عالية تتسق مع علو رؤيتك الكريمة ، التي تتبعت كل شاردة بحنوٍّ، وكل واردة بسموٍّ، لتضمها برفق في إطار لوحة نقدية زاهية ، تأملتُها حُلما شفيفا ، ورؤيا سامقة.

    فجزاك الله خير ما يجزي به عباده الكرماء النبلاء
    وأظلني وإياك بظله يوم لا ظلَّ إلا ظله


    ودمت بكل الخير والسعادة والفضل


    مصطفى

  9. #19
    الصورة الرمزية د. سلطان الحريري أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    الدولة : الكويت
    العمر : 58
    المشاركات : 2,954
    المواضيع : 132
    الردود : 2954
    المعدل اليومي : 0.39

    افتراضي

    إن غنى الشعر ليس في غموضه كما يرى الذين لا يميزون بين العمق والغموض ، غير أن الغنى والغموض يتولدان من كثافة التجربة الحية التي يريد الشاعر أن يعقلها عبر وعيه.
    والقصيدة العظيمة تلك التي لا تنتهي مطلقا بأن تذوب في وعي سامعها ؛ لأنها لم تنه البتة تعبيرها عن الغنى الخفي الذي حضنت بذرته.
    كنت دائما أقول : إن القصيدة العربية بحاجة إلى أن تتخطى حدود الحاضر إلى ما يجب أن يكون عليه ذلك الحاضر ، ولكن أن تتخطى قصيدة حدود الحاضر لتجلب مثاله من الماضي بهذا الأسلوب الدرامي ما يجعلني أقف وقفة المشدوه أمام إبداع الدكتور مصطفى عراقي ، ولكنني لا أستغرب ذلك ، فقد عودنا شاعرنا الكبير على الانفصال عن التقليد والعادة فيما يكتب ، فهو يخرجنا بهذه الحوارية من الخدر ، ومن الأفكار المشتركة الضيقة ، ليدهشنا ويحير طرائقنا في الفكر والرؤية ، إذّاك لابد من الوقوف عند مفردات هذا الخلق الشعري المميز ، فكثيرا ما يشد القارئ إلى ما لا تحجبه عنا الألفة والعادة ، لنكشف معه وجه الفكرة المخبوء ، وعلائقها الخفية .
    إن مما شدني بها أنها تجمع بين فنين من فنون الأدب وهما الشعر والقصة ، وبذلك يصبح هيكل القصيدة ومضمونها منسجمان مع الفكرة ، ومنسجمان مع حضورها في ذائقة متلقيها.
    أما استدعاؤه لشخصية ابن تيمية فله دلالات عدة من أهمها عندي أنها تحولت من القصيدة الفكرة إلى القصيدة الرؤية ، وهذا السفر إلى ماوراء الواقع لا يعني هربا من الواقع ، بل يحمل حنينا إلى المزيد من التجذر ، والهجرة هنا عتبة ثانية إلى العودة ، وبها يغدو السفر إيابا آخر .
    إنه باستدعائه لشخصية مؤثرة في تاريخ الأمة يوصلنا بواقع آخر أغنى وأسمى ، وهذا البحث عن الواقع الآخر هو ما أعطى لكشفه الشعري فرادة الإبداع العالي ؛ ففيه يتعانق الحاضر مع الماضي ، والواقع المحسوس بالحلم ، وهنا تتكامل رؤية الشاعر في جدلية البشخص والتاريخ ، والذات والموضوع ، والواقع وما فوق الواقع،وهو في ذلك كله يثور في وجه التقليد والثبات .
    ولا أريد أن أقف عند كل لفظ في القصيدة ؛ لأن ذلك متعذر هنا ، ولعلها تتتحقق في قراءة شاملة أخرى، ولكنني أود الإشارة إلى أن الشاعر مثل شخصية عصرنا في حواره مع الشيخ ، ومثل الشيخ القيمة المأسورة ، والتي يسعى شاعرنا إلى أن يجعل هذه الحوارية رؤى غارقة في قرارة الروح من خلال معطيات ثقافية يملكها المتلقى عن الشخصية المستدعاة.
    ويبقى ما وراء حدود النص غموض مطلوب لذاته ، وأنا مع الغموض في القصيدة ؛ ذلك الغموض الذي لا يجعل من القصيدة سطحا بلا عمق ، ويبقي للمتلقي مساحة من الإبحار في الرؤية.
    وقد تحقق ذلك في الثنائيات ( السجن والرضا ) ، و( السجن الضيق ، والسجن الأضيق)،( قسوة الزنزانة واتساعها)،( الباطل والنعيم ).... وغيرها كثير مما يطفو على سطح المعنى ، مؤذنا برؤية لا حدود لها.
    هذه مقدمة لقراءة طويلة أرجو أن أجد الوقت لإنجازها ، فمثل هذه القصيدة تستحق منا الوقوف عن خفاياها ، والغوص في أعماقها.
    يبدو لي – أيها الحبيب – أنني سأعقد صفقة مع الجمال في عالمك السامق، وأعدك بعودة أخرى تبحث في التفاصيل، بل أعد نفسي بمساحة أخرى من الجمال في رحابك .
    اعذرني للتأخر في الرد ، ولك من تلميذك خالص الحب والتقدير.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #20
    الصورة الرمزية إبراهيم محمد قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2003
    الدولة : لست أدري
    العمر : 39
    المشاركات : 202
    المواضيع : 22
    الردود : 202
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    لله درك اخي مصطفى
    فعلا لقد اثرت فيَّ ورسمت الدمعة على وجنتي
    فلكم ذاق شيخنا من ويل العذاب
    ولقد اثبت ان العلم مهما حوصر الا انه ظاهلا الى النور ومنتصر باذن واحد
    اشكرك على رائعتك

    مع أشواقي التي ليست تموت


    طبيب
    هم يقولون لي -وما أسهل القول- أن أنسى ...
    ولكن كيف أنسى وأثر موتها أراه على وجهي ..
    كلما نظرت في المرآة ؟!!

صفحة 2 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. جدران القلعة..(مسوَّدة رواية)
    بواسطة د. مصطفى عراقي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 04-01-2019, 06:30 PM
  2. معِ ابن كثِيْر في العَصْر الحدِيْثِ يّصِفُ الرَّبَيْع العربي
    بواسطة احمد حمود الغنام في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 19-02-2013, 04:43 PM
  3. كتب شيخ الإسلام ابن تيمية و تلميذه ابن القيم الجوزية
    بواسطة حسنية تدركيت في المنتدى المَكْتَبَةُ الدِّينِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 10-03-2010, 03:30 PM
  4. ابن تيمية يتحدث عن العمليات الاستشهادية
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-08-2004, 02:57 PM
  5. هذا هو دور ابن تيمية يا دعاة الإسلام !
    بواسطة أمير المعالي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 22-02-2003, 07:43 AM