إن ما يدهش هو قيام دولة جائعة مثل" إثيوبيا "بالهجوم على دولة الصومال..
كيف امتلكت إثيوبيا الطائرات الحربية وهي التي يقدم المثل بها من حيث درجة الفقر والمجاعة؟ نحن لا نزال نشعر بنوع من التعاطف مع جياع هذه الدولة المعتدية على دولة جارة لها..
إنها تتدخل في الشؤون الداخلية للصوماليين؟
فمن يساعدها للقيام بهذه المهمة؟
لقد كاد الفقر أن يكون كفرا..
فلماذا لا تكفر إثيوبيا بإنتمائها إلى إفريقيا وتعمل جاهدة لتلبية الإرادة الغربية الطامعة في الممرات الإسترتيجية، وجعل الدول في جنوب الكرة مجرد دول متصارعة فقيرة متحاربة لا تتمكن أبدا من رفع الرأس والتقدم إلى الأمام..
إنني لا أرى في هذه الحرب إلا محاولة لتطويق إيران، والعالم العربي..
إنني أرى فيها حلقة في سلسلة المخطط الأمريكي الغربي ضد الإسلام والعروبة..
لكن لماذا لم تدرك المحاكم الإسلامية هذه اللعبة؟ ألم يكن في إمكانها إدراك أن طالبان في أفغانستان كانت وسيلة لدخول الولايات المتحدة إلى ذلك البلد من أجل تطويق الصين والاتحاد السفياتي، وإيران؟
إن الطريقة الامريكية في احتلال البلدان أصبحت معروفة..فهي إما تلجأ إلى إشعال نار الفتنة الطائفية أو العرقية أو الدينية، أو إلى تفخيخ بلد ما بعناصر المعارضة التي تتكون في الخارج، تكوينا خاصا يجعلها قادرة على التسلل..وعلى قلب موازين القوى في البلد الذي تسعى إلى احتلاله، إذلاله..وقتل عناصره المتحررة..
نعم اللعبة في السودان هي نفسها اللعبة في لبنان؟
وفيلم رعاة البقر أشرف على نهايته، إذ لاتزال هناك مصر، فكيف يمكن أن تكون نهاية الفيلم بعد بلوغ راعي البقر إلى هذه الدولة التي تتهمها إسرائيل هذه الأيام بتزويد قطاع غزة بالأسلحة؟