الإخوة الأفاضل
ما أكثر ما يعانيه الفكر العربي المعاصر من فوضى المفاهيم و غموض المعاني إذ أنه يعيش على استهلاك مفاهيم الغير دون أن يعرف سبيله لإنتاج مفاهيمه الخاصة و حجز معانيه الدالة على خصوصيته .
العالم العربي المعاصر لم يعد مسكونا فحسب بآلات الغرب و أدواته بل تخطى ذلك فأصبح مسكونا بفكر الغرب و مفاهيمه و برؤاه للوجود و الحياة لكن دون مراجعة نقدية مما جعله سوقا مفتوحا لترويج كل المفاهيم الغربية بعيدا عن إدراك الحيثيات , و في غفلة عن الشروط المؤطرة لمرحلة الميلاد.
فليكن حديثنا عن أي مفهوم حديث ذو شقين أو بعدين :
*المفهوم كما يعنيه داخل الثقافة و البيئة المنشئة له أوالتي التصق بها فكريا
*المفهوم كما نقبل به وفق تفردناووفق رؤيتنا للكون و الحياة المخالفة طبعا لكثير من الرؤى المتداولة خصوصا في الغرب.
وهذا يتطلب منا القيام بنقد مزدوج :
- نقد الذات و التخلص من سلبياتها الماضية و الحاضرة
-نقد المفهوم أو الفكرة بحمولتها المذهبية المنتجة لها قصد تطويعها لمنهجنا و رؤانا .