على لوحة المفاتيح ..!!!!

براعة تعبيرية، ومضمون صادق دقيق
حذق بفلسفته ووعيه ـ بحرف جميل ولغة مكينة
وتمكن أدبي لافت.
دام نبضك ـ ودامت لوحة مفاتيحك.

أشكرك أديبتنا على تفاعلك مع المشاركة
ودمت بخير

لقد لف كل الأنام الظلام
فهل في الغياهب من يستضيئ ؟

جاءت على رسلها تشكو سلائفها
في كأسها الخمر بالكافور تمتزج

لم تدر أن شراب الجهل في فمها
بنكهة الحمق وهو الداء يختلج

قلب السماء
ألآ قلب يشابهه
في عالم الإنس يامن عنده نظر

هي السحاب على الآفاق ترسمه
رسم البراءة في أعماقه القمر

ومضات ادبيه زاخره واثيرة
كم راق لي التجول بينها
سلمت انامل خطتها
وسلم فكر انشأها
كل التوفيق الدائم ان شاء الله
وكل التحايا
ودمت بكل خير

مع ألق فكرك وأصالة حرفك وأناقة عزفك
طابت جولتي وأشبعت ذائقتي
جزالة مصحوبة بالرقة، وسمو المعنى، وحرفية في انتقاء المبنى
دمت مبدعا محلقا في سماء الواحة.

نشيد بالحب صرحا لا مثيل له
لن يستفيد بشيئ منه من خرجوا !!

يامن تعطر يوما من خمائله
سحر البراءة في عينيك يبتهج

صنع الذي خلق الأزواج أجمعها
سبحانه ليس في أحكامه عوج

تعال نرسم قلب الحب مشتركا
بيني وبينك بعد اليوم لا حرج

ومضات ادبيه زاخره واثيرة
كم راق لي التجول بينها
سلمت انامل خطتها
وسلم فكر انشأها
كل التوفيق الدائم ان شاء الله
وكل التحايا
ودمت بكل خير

شكرا لك
هيلين
أفعمت مشاركاتي بعبير تعبيرك العطر
وتحياتي لك

مع ألق فكرك وأصالة حرفك وأناقة عزفك
طابت جولتي وأشبعت ذائقتي
جزالة مصحوبة بالرقة، وسمو المعنى، وحرفية في انتقاء المبنى
دمت مبدعا محلقا في سماء الواحة.

رسمت من رونق اللوحات أحسنها
ومنكم الضوء والألوان والألق

وسلمت أناملك الرقيقة سيدتي
ودمت بخير

لاشك بأن الشعراء الحقيقيين عاشوا في شعوبهم غرباء وفي عزلة تامة عن الزحام
بل منبوذون ومتهمون بالكفر والسحر والجنون في عالم مفتون بالمظاهر الزائفة
وقد قل مشجعوهم وكثر شاتموهم وحسادهم
فلا نستغرب من عدم الإلتفات إليهم أو الإهتمام بهم في حياتهم فهم يعيشون غرباء يغشاهم ليل الجهالة وصدوة الحساد وأقاويلهم وفي عالم يرى الواحد فيه بأنه لا يوجد أحسن منه
تجد الشعراء الحقيقيين دائما تحت الظل حيث لا شهرة ولا ضجيج ما عرفوا إلا بعد رحيلهم من الحياة في سكون .....
فهذا الشاعر الكبير الشاب أبو القاسم الشابي الذي إذا ذكر ذكرت تونس ومن رفع تونس عاليا عاش في شعبه محاربا منبوذا ومتهما بالكفر والسحر والجنون لا صديق له إلا شعره الغض الجميل وغابته الصنوبرية وجداولها العذبة وطيورها الجميلة
وها هو الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبه يذكر في مذكراته بأنه لم يحضر في تشييع أبي القاسم عند موته سوى عشرة أشخاص لعدم معرفة الناس به وبأنه لم يدر أحد بقيمة الشاعر إلا بعد رحيله !!!
وهذه سنة الحياة في العظماء
ولآن سأدعكم تستمتعون بقصيدة الشاعر التونسي الكبير أبو القاسم الشابي وهو يصف فيها شعبه ويصف نفسه فيه ويكشف عن سوء معاملة شعبه له وعلى النحو الذي ذكرته بعاليه
ومن ناحية أخرى لتعلموا طبيعة الشعراء التي من ضمنها عزوفهم عن الضجيج وعشقهم للعزلة
لن أطيل عليكم ومع القصيدة مع العلم أنه كلما زادت قراءتها تكشفت معانيها أكثر فأكثر
وإذا فيها بعض الأخطاء فمن المصدر
النبي المجهول
لأبي القاسم الشابي

أيْها الشعبُ! ليتني كنتُ حطَّاباً
فأهوي على الجذوعِ بفأسي!

ليتَني كنتُ كالسيّولِ، إذا سالَتْ
تهدُّ القبورَ: رمْساً برمٍسِ!

ليتني كنتُ الشتاء أُغَشِّي
كل ما أَذْبَلَ الخريفُ بقرسي!

ليتَ لي قوَّة َ العواصفِ، يا شعبي
فأُلقي إليكَ ثَوْرة َ نفسي!

ليت لي قوة َ الأعاصيرِ! إن ضجَّتْ
فأدعوكَ للحياة ِ بنبسي!

أنتَ روحٌ غَبِيَّة ٌ، تكره النّور،
وتقضي الدهور في ليل مَلْس...

أنتَ لا تدركُ الحقائقَ إن طافتْ
حواليكَ دون مسّ وجسِ...

في صباح الحياة ِ صَمَّخْتُ أكوابي
وأترعتُها بخمرة ِ نفسي...

ثُمَّ قدَمْتُها إليكَ، فأهرقْتَ
رحيقي، ودُستَ يا شعبُ كأسي!

فتألَّمت..، ثًمَّ أسكتُّ آلامي،
وكفكفتُ من شعوري وحسّي

ثُم نَضَّدْتُ من أزاهيرِ قلبي
باقة ً، لمْ يَمَسَّها أيُّ إِنْسِي...

ثم قدّمْتُها إليكَ، فَمزَّقْتَ
ورودي، ودُستَها أيَّ دوسِ

ثم ألبَسْتَني مِنَ الحُزْنِ ثوباً
وبشوْك الجِبال توَّجتَ رأسي

إنني ذاهبٌ إلى الغابِ، ياشَعْبي
لأقضي الحياة َ، وحدي، بيأسي

إنني ذاهبٌ إلى الغابِ، علَّي
في صميم الغابات أدفنُ بؤسي

ثُمَّ أنْسَاكَ ما استطعتُ، فما أنت
بأهْلِ لخمرتي ولكَأسي

سوف أتلو على الطُّيور أناشيدي،
وأُفضي لها بأشواق نَفْسي

فَهْي تدري معنى الحياة ، وتدري
أنّ مجدَ النُّفوسِ يَقْظَة ُ حِسِّ

ثم أقْضي هناك، في ظلمة الليل،
وأُلقي إلى الوجود بيأسي

ثم تَحْتَ الصَّنَوْبَر، النَّاضر، الحلو،
تَخُطُّ السُّيولُ حُفرة َ رمسي

وتظَلُّ الطيورُ تلغو على قبْرِي
ويشدو النَّسيمُ فوقي بهمس

وتظَلُّ الفصولُ تمْشي حواليَّ،
كما كُنَّ في غَضارَة أمْسي

أيّها الشّعبُ! أنتَ طفلٌ صغيرٌ،
لاعبٌ بالتُّرابِ والليلُ مُغْسِ..!

أنتَ في الكَوْنِ قوَّة ٌ، لم تَسْسها
فكرة ٌ، عبقريَّة ٌ، ذاتُ بأسِ

أنتَ في الكَوْنِ قوة ٌ،كبَّلتْها
ظُلُمَاتُ العُصور، مِنْ أمس أمسِ..

والشقيُّ الشقيُّ من كان مثلي
في حَسَاسِيَّتي، ورقَّة ِ نفسي

هكذا قال شاعرٌ، ناولَ النَّاسَ
رحيقَ الحياة ِ في خير كأسِ

فأشاحُوا عنْها، ومرُّوا غِضابا
واستخفُّوا به، وقالوا بيأس:

"قد أضاعَ الرشّادُ في ملعب الجِنّ
فيا بؤسهُ، أصيب بمسّ

طالما خاطبَ العواصفَ في الليلِ
ويَمْشي في نشوة ِ المُتَحَسِّي

طالما رافقَ الظلامَ إلى الغابِ
ونادى الأرواحَ مِن كلِّ جِنْس»

طالما حدَّثَ الشياطينَ في الوادي،
وغنّى مع الرِّياح بجَرسِ»

إنه ساحرٌ، تعلِّمُه السحرَ
الشياطينُ، كلَّ مطلع شمسْ

أبعِدوا الكافرَ الخبيثَ عن الهيكلِ
إنّ الخَبيثَ منبعُ رِجْسِ»

«أطردوه، ولا تُصيخوا إليه
فهو روحٌ شريِّرة ٌ، ذات نحْسِ

هَكَذا قَال شاعرٌ، فيلسوفٌ،
عاشَ في شعبه الغبيِّ بتَعْسِ

جَهِلَ الناسُ روحَه، وأغانيها
فساموُا شعورَه سومَ بخْسِ

فَهْوَ في مَذهبِ الحياة ِ نبيٌّ
وَهْوَ في شعبهِ مُصَابٌ بمسِّ

هكذا قال، ثمّ سَار إلى الغابِ،
ليَحْيا حياة شعرٍ وقُدْسِ

وبعيداً، هناك..، في معبد الغاب
الذي لا يُظِلُّه أيُّ بُؤْسِ

في ظلال الصَّنوبرِ الحلوِ، والزّيتونِ
يقْضي الحياة َ: حرْساً بحرْسِ

في الصَّباح الجميل، يشدو مع الطّير،
ويمْشي في نشوة ِ المنحسِّي

نافخاً نايَه، حوالْيه تهتزُّ
ورودُ الرّبيع منْ كلِّ فنسِ

شَعْرُه مُرْسَلٌ- تداعُبه الرّيحُ
على منكبْيه مثلَ الدُّمُقْسِ

والطُّيورُ الطِّرابُ تشدو حواليه
وتلغو في الدَّوحِ، مِنْ كُلِّ جنسِ

وتراه عند الأصيل، لدى الجدول،
يرنو للطَّائرِ المتحسِّي

أو يغنِّي بين الصَّنوبرِ، أو يرنو
إلى سُدْفَة الظَّلامِ الممسّي

فإذا أقْبَلَ الظلامُ، وأمستْ
ظلماتُ الوجودِ في الأرض تُغسي

كان في كوخه الجميل، مقيماً
يَسْألُ الكونَ في خشوعٍ وَهَمْسِ

عن مصبِّ الحياة ِ، أينَ مَدَاهُ؟
وصميمِ الوجودِ، أيَّان يُرسي؟

وأريجِ الوُرودِ في كلِّ وادٍ
ونَشيدِ الطُّيورِ، حين تمسِّي

وهزيمِ الرِّياح، في كلِّ فَجٍّ
وَرُسُومِ الحياة ِ من أمس أمسِ

وأغاني الرعاة ِ أين يُواريها
سُكونُ الفَضا، وأيَّان تُمْسي؟؟

هكذا يَصْرِفُ الحياة َ، ويُفْني
حَلَقات السنين: حَرسْاً بحرْسِ

يا لها من معيشة ٍ في صميم الغابِ
تُضْحي بين الطيور وُتْمْسي!

يا لها مِنْ معيشة ٍ، لم تُدَنّسْهَا
نفوسُ الورى بخُبْثٍ ورِجْسِ!

يا لها من معيشة ٍ، هيَ في الكون
حياة ٌ غريبة ٌ، ذاتُ قُدسِ