على لوحة المفاتيح ..!!!!

كم من الأصدقاء
رأيناهم
وقد ظهروا في حياتنا
يكتبون أرق كلمات الصداقة
ويتهاتفون كتهاتف الحمام الورق
على صفحاتهم
بألحانهم العذبة
وأنغامهم الشعرية الشجية
لم أتصور أنهم سيتفرقون
ويتمزق شملهم
في يوم من الأيام
ولا كأنهم جاءوا
أو ذهبوا
أوتغنوا
أوكتبوا
وما سأل أي منهم عن الآخر
أو افتقده
فهل فكان كل وقت قضوه
أو حرف كتبوه وشعر نسجوه
ونثر نثروه
نوعا من أنواع التبذير

ألا ما أقسى
صداقة أصحاب الجسوم الميتة
والقلوب الغليظة
من لا طعم لها ولا رائحة
غلبها التمدن حتى قضى عليها
فصارت لا تشعر
و لا تسمع
ولا تبصر
أو تملك من الصداقة شيئا

من منا في هذه الحياة
من لا يبحث عن صديق مخلص
كمن يبحث بين رمال الصحراء الواسعة
عن قطعة ماس نادرة منسية
فهل سيجدها

أيها الصديق أين أنت
فكم من الوقت قضيته
باحثا عنك
فلم أجدك
فمن يدلني عليك ؟

وقد تذكرت كلمة خالدة لأحد الملوك
قال فيها لحاشيته وما أكثرهم : -
من سيدلني على صديق مخلص وله نصف ملكي
فلم يجبه أحد ... !

محمد بن يحيى الحضوري

قال الإمام الشافعي:
سلامٌ على الدنيا إِذا لم يكنْ بها . . . . صديقٌ صدوقٌ صادق الوعدِ مُنصفاً
ما أجمل نبض حروفك ـ دمت بهذا الحضور الطاغي.

سأشرق من ركام للسحاب
كمثل الشمس من بعد الغياب

وأكنس من سماء الأرض ليلا
تطاول في عواء للذئاب

أرى ليلا يطول بلا انتهاء
طوى أنوارنا طي الكتاب

وفجر كل جرح كان محوا
وعربد بالمشائخ والشباب

أضاع الرشد سام الأرض خسفا
بأنواع المصائب والخراب

أقام مقام أصنام تهاوت
من الظلمات من تحت التراب

لتعلوا فوق أشلاء الضحايا
بأنواع الأسنة والحراب

أفي كل الظروف بكل أرض
يراودنا نعيب للغراب

ويصبح مجرما فضا غليظا
زكي لفظه آي الكتاب

لكن

لا يفهمني
إلا لوحتي
تعلم أني رسمتها بريشتي
وزينتها بألواني الزاهية الجميلة النادرة
كمساهمة في نشر الوعى
والثقافة والفن
وإثراء للساحة الأدبية
بمواضيع شتى
مضمخة بعطوري
ممزوجة بفرحي وحزني
تعمدت أن أجعلها على شكل باقة
من الورود والأزهار المتنوعة
متجددة كتجدد الليل والنهار
متدفقة كتدفق أمواج البحار
ولم أنصبها خيمة لي
في أرضية الواحة !!
كمن يعتدي على أرض غيره !
فهي من الواحة وإليها
وباقة من باقاتها الجميلة والرائعة
ومنهل من مناهلها العذبة
ومرج من مروجها الخصبة
ولها قراءها وعشاقها
وهذا ما ألمسه
وما يدفعني ويشجعني على زيادة غرسها
وعمل ما يزيل عنها الملل
وبما يبعد عن إسمي الجمود
الذي ترتطم بجلموده الأبصار
كمن يرتطم بحائط حجري ممل
آمل أن أكون عند حسن ظن الجميع

ما أجْمَلَ الوَرْد الذيْ تزهو بِهِ
تِلْكَ الْجَمِيْلَةُ وَرْدَةُ الأحْيَاءِ

محمد بن يحيى الحضوري

ماغير نورك في السماء
وقد دجى ليل الزمان

يرنو
إلى متفنن في نسج
أبيات المعاني

محمد بن يحيى

ماذا جنيت بحبها غير النوى
يامن عليه علامة استفهام ؟

فالبعض منك بملئ فيها عالق
باللثم هل داويتها بفطام

لكن إذا أحببت ربك مثلها
ستنال منه الفوز بالإكرام

فتكون منه بجنة أزواجها
حور تغض الطرف رهن خيام

تمر بنا الأيام موارة الخطى
فما منك قد أبقى لنا الله ياعمر

أنام قرير العين ليلا بمرقدي
وأصحو وقد أضحى بنا واقع مر

حطام تنامى في خراب لأمتي
يعربد في أقزام كتابها الكبر

يموت كرام الناس من حر ناره
ولم يبق إلا الشوك يأكله الجمر

رعى الله أياما تجلى جمالها
فلا اليوم يشقيها ولا العام والدهر

نطح القصائد بالحماسة عندنا
كتناطح الثيران والعربان

تدمي حروفك كالوحيد بغرفة
أدمت يديه بغلظة الجدران

وتصيح في وجه الجماد مزمجرا
هزيت منه قواعد الأركان

هو الشيطان يجري في غواه
بمجرى للدماء ولا نراه

يبث وساوسا شيئا فشيئا
ويتبعنا ولا نحصي خطاه

ألا محلى نداءك ( ياحبيبي )
إذا قبلت عند النطق فاه

سينسيك الهموم بلمس خز
بعهد حالم حلو صباه

ولكني أرى سيماك فردا
فما لمستك في الدنيا يداه

ملاك لاح لي طيفا بديعا
فمن أولاك سحرا ياملاكي