لقد أمنت - يا وفاء- منذ زمن بعيد بأن الأثر الفني نتاج شخصي فريد قائم بذاته ليس له مثيل ، وعلى هذا لا يمكن تصنيف بعض الآثار الفنية أو إخضاعها لقوانين النقد المتحجرة ، فبعض النصوص عصية على النقد ؛ لأنها من عصارة الروح ، والروح لا تخضع للمدارس !!
ونصك هذا من النصوص الغيورة التي لاتسمح بالموازنة ولا بالمقايسة ،ـ ولذلك فإنني أقرأ الجمال المستقر في خلايا الكلمات ، وأبحث عن بقايا نفس معذبة بالحب والتضحية في كل حرف فيه.
وقد صدق ميخائيل نعيمة حين قال: إن لكل شيئ قيمتين - روحية ومادية ، ولكن في الحياة ما ليس له إلا القيمة الروحية. ونصك من هذا النوع، وبه أشهد أن في بعض الأدب نصوص لا تعتق مع الزمان ولا تزيدها الأيام إلا جمالا فوق جمالها رغم الحزن الكامن فيها ، وربما كان الحزن أحد أسرار جمالها.
نص متخم بالجمال يا وفاء: جمال الصياغة وجمال الروح التي تحلق فوق حروفه.
دومي دائما بخير