لحظات وتغيب الشمس في البحر هناك حيث الأفق الأرجواني, سبحان الله ,لاشيء يحد من انطلاق أرواحنا عبرهذا الكون الفسيح وإن حاولنا سجنها هكذا فكرت حينما خطرت ببالي ...
أحيانا كثيرا عقدت الصلح مع ذاتي ورددت بيني وبين نفسي:
فلندع الأقدارتفعل ماتشاء, ألست مؤمنة بأن من يحكم الكون هو أدرى بمصلحتك؟
لكنني أيضا أوقن أن الإرادة القوية تصنع المعجزات, بالأمس جلسنا أنا وصديقتي
ابتسامة تبدو على محلامحها وهي تقلب مجلة بين يديها قائلة:
أنظري إليه كم هو سعيد لاشيء يقيد حركته ,
على الصورة يظهر شاب تبدو السعادة على محياه يتجول داخل مركز تجاري كبير ,
كرسيه المتحرك يدور به في كل الإتجاهات لاشيء يكدر صفوه ,في الخارج لاتنتظره عقبات أين ما اتجه وجد مكانه, أما هذا المسكين الذي يقبع تحت إقامة جبرية فله الله .....
صديقتي تتحدث بالكثير من السخرية ,لاتنفك تتحس قدميها وتنظر إلي بحزن غامر :
اليوم العالمي للشخص المعاق, يوم واحد فقط من أيام السنة! هل يذكر العالم معاناة من أجبر على أن يظل حبيس الجدران؟؟..
من سنين وأنا أطالبهم فقط بحقي في الحياة ,وبأن أخطو فوق أرض صلبة بقدميي هاتين..
حلم جميل روادني أن لاأفكر كثيرا وأتردد حينما أشتاق للنزهة ,لأن هناك ولوجيات ومكان خاص بي..
لن أحزن في العيد لأن عندي موعد مع صديقاتي على الشاطىء وإذا أردت أن أغير حذائي الطبي لن تقف الماديات حجر عثرة أمامي ....
لن أشعر باحباط إذا ما قلبي نبض يوما يطالبني بأن أتجاوز حدود صمتي , لاشيء يحد من طموحي نحو الأفضل.
يمنحونني نصيبي من بهجة الحياة وإذن لن أحزن عندما تطالعني الصورة ولن تذكرني بعجزي عن الحركة وبأنني مسجونة بين جدران سامقة, يعذبني أنهم ينادون بحقوقي, ولاحق لي بأن أرى الشمس وأستنشق الهواء; بعد هذا كله يتشدقون بيوم عالم للشخص المعاق !..........
يوم لدفن أحلامه, وتشيع آماله .....
حز في نفسي كثيرا ألا تستطيع صديقتي الوقوف, لترى نور الشمس الساطع من النافذة..........