|
جدد مكانك في التاريخ ياقلم |
فهاهنا تؤد الآمال والقيم |
هنا البراكين فوهاتها امتلأت |
ثلجا وقد بردت في بطنها الحمم |
هنا الحقيقة في مشكاتها انطفأت |
هنا الظلام توالت بعده ظلم |
هنا البطالة هبت من مضاجعها |
هنا المواهب لا يعلو لها علم |
هنا الموازين قد مالت إلى جهة |
هنا المقاييس بالبطلان تتسم |
نبأ عن السجن ثم ارتد يوسعه |
ليحتوي كل من تسعى به قدم |
وحارب الجوع في فرد واطلقه |
بين الجماعة إلا أهله سلموا |
وأصلح الوضع في دار وأفسده |
في دور من طحنوا بالفقر والتهموا |
رسالة يا أبا الاحرار نبعثها |
إليك جاد بها من فيضه الألم |
لاشئ فينا يسر القلب يا أبتي |
فهاهنا معظم الوالدان قد هرموا |
والشعب قد بات ميتا فاستخف به |
فرد وسيق إلى جزاره الغنم |
شعب توغل في إفلات قاهرة |
جبنا فاصبح عملاقا به القزم |
يقول ما شاء والافواه صامتة |
ويسمع القول قهرا من به صمم |
شعب تساهل في إدراك غايته |
فجل أبنائه من خيره حرموا |
رحلت عنه أبا الاحرار مرتقبا |
أن يصنع المجد أو تصغي له الأمم |
يصارع الظلم حتى لو تزعمه |
عيبان يا أبتي أو قاده نقم |
خابت ظنونك فيمن خلتهم خلفا |
لأنهم جهلوا من بعد ما علموا |
رحلت عنا على أيد مؤجرة |
ومت فينا وماتت بعدك الههم |