أحدث المشاركات
صفحة 1 من 6 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 59

الموضوع: النحو المبرَّر! والضرورة الشعرية

  1. #1
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    العمر : 42
    المشاركات : 1,799
    المواضيع : 128
    الردود : 1799
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي النحو المبرَّر! والضرورة الشعرية

    تعبت النفس في هذا المضمار ورغم أنه يجب أن يكون هناك إضبارات حتى تشفي الصدي هنا، إلا أنه مرحلة بعد القطع في بداية المسألة..
    قد يكون لضعف قراءتي لم أطلع على ما يروي عطشي في مثل ذلك الأمر،
    ولكن أرجو من اللـه أن تكون هناك فائدة كبرى لي لي ولغيري هنا في الواحة القريبة الكريمة..
    فقط أريد أن أطرح وجهة نظر هنا في علاقة النحو العربي بالنصوص الإبداعية، أو بالعملية الإبداعية كلها..
    نجد هناك لفظة الضرورة الشعرية واستخدامها، والتي أدت ببعض النحويين أن يقولوا بالقاعدة وحدودها، ولكنهم يجوزون للشاعر أن يخالفها أو يكسر هذه القاعدة بسبب أنه في حالة إبداع.. وأطرح وجهة نظر بسيطة ألا وهي ما معنى القاعدة النحوية؟
    أو بالتحديد معنى كلمة "القاعدة" وهل كان تحديدها لأجل رواية سمعت ولم يبررها الراوي، فكان هذا هو السبب الذي جوّز اختراقها للشاعر، مع أنه في إمكانه أن يأتي بتركيب آخر..
    فهل السبب هو الوزن؟
    أم حالة الإبداع؟
    وإن كان للوزن فأسأل ما القيمة الجمالية أو النفعية التي جُعلت لها قواعد اللغة؟
    وهل يعوضها الوزن مع أنه لم يكتشف معنى معين للوزن .. حتى الآن.. أقصد معنى كاملا التميز والحدود..
    وهل كان أولى بالشاعر الذي يوصف نصه برفعة وفنية وأحسنية عن نصوص النثر أن يلتزم بالقاعدة.؟
    قال إن ابن مالك فرق هناك بين ظروف الإبداع والكلام العادي، فابن مالك استشهد على جواز عدم الربط بالبيت:
    من يفعل الحسنات الله يشكرها
    وهذا الشاهد حاولت أن أقدم له نظرة إعرابية بأن يكون الجملة خبراً، وهذا يبعدنا عن اختراق القاعدة التي أكد ابن مالك في بيته:
    اسمية طلبية وبجامد بما وقد وبلن وبالتسويف
    ولكن هناك الكثير من أساتذة النحو العربي والذين لهم باع كبير في الإبداع الطيب الثريّ البيت يجعلون ذلك الخلاف في حيازة علاقة الإبداع وقواعد النحو..
    أنا لا أجزم بخطأ النظرة الشرطية، ولا أجزم بصحتها وأنا هنا أطرح فقط وجهة نظر أرجو أن يناقشها أمامي كبار المنتدى من أهل اللغة..
    ومثل آخر يا أيها الكرام..
    قضية التسكين في الحشو.. وأحقيتها أن تكون من وجهة نظر تفسيرية منطقية فمثلا: لو قلنا "((إذا رحلت فمن حزنْ يكون لنا؟!))، وهنا حدث تسكين في الحشو ولكنه صعب أن يمر على مبتدئ في ممارسة اللغة ناهيك عن شاعر كبير.. أما تسكين حروف العلة فمن السهل جدا أن لا ينتبه إلى منتبهٍ حتى في حالة شاعر كبير، ولكني استغربت حين اطلعت على كثير من إعرابات كبار النحويين في أبيات وقع فيها تسكين حروف العلة كأواخر لكلمات وقعت في الحشو.. إنهم يقولون :
    فكثيرا ما نقرأ فيكتب النحو كلمة "نقلا عن" وهذا يكون كل ما في القاعدة من تفسير وتبرير..
    نعم نحن نثق في ذائقة الكبار، ولكنا كنا نحتاج إلى موازنة وتفسير ما لكي نتعلم فقط، لا أقول لكي نناقش، ولكن لنقتنع..
    ويحضرني جملة قرأتها في أحد الكتب التي مارست تلك العملية بشأن هذه المسألة وهي تسكين الحرف في الحشو
    ((ونقل البغدادي عن الدماميني : في خزانة الأدب أن هذا مقبول في غير الشعر أيضا فقال:
    "وعلى تقدير النصب فالفتحة مقدرة كما في قوله:
    أبى الله أن أسمو بأم ولا أب))
    وماذا على القارئ البسيط في النحو أن يفعل..
    أن يقول صدق البغدادي وصدق الدماميني، ولكن بأي منطق؟ هل لأن شاعر كبير ارتكبها ذات يوم؟
    طيب الفرزدق ارتكب أخطاء نحوية في شعره، ولكن هناك من قال له: "لا"..
    فما المعيار هنا؟
    هل هو الوزن؟
    أم الشاعر؟ أقصد شهرة الشاعر؟ وقدمه؟
    من زاويتين:
    - الأولى: سكنت النون هنا في كلمة "وطن" وهي قد تسكن في العروض أو الضرب على لغة ربيعة، ولكن في الحشو كالذي وقع هنا الآن هل ترضاه طبيعة التركيب في جملة حتى ولو استخدمها شاعر قديم؟
    في "وطن" سكنت النون، والدماميني والبغدادي نقلا أحقية تسكين حروف أخر في الحشو وراحوا يقدرون الحركة..
    - والزاوية الثانية: هي أنه من أبسط حقوق الكلمة وقت التركيب أن تعطى حقها في الإعراب وهو حركة التشكيل. فما الفارق بينها وبين كلمة دون جملة وحدها؟
    تكرارا:
    من ناحية أقوال العلماء فما وجدت إلا انهم راحوا يبحثون عن مبرر للوضع الذي جاءت به الأبيات من شعراء كالذي ذُكرت أسماؤهم..
    ولكن معنى التركيب أن لا تسكين في الحشو ولكن هناك من شعرائنا الكبار من فعل هذا ..
    وما جاء على لسان شيخنا البغدادي إنما كان تبريرا لوضع وجد عند شاعر فصيح.. وإن كان الفرزدق فعلها فقد أصلح له أهل النحو بعضا من شعره الذي
    خالف فيه بعض القواعد وإن لم تحضرني الذاكرة في ذكر مواضع خطئه، فهل أخذ النحوي الذي انتقده وقتها خطأه تأسيساً لقاعدة جديدة في الجواز..
    أوليس من الممكن في الفرق بين ((الواو والياء) وبين ((النون)) أن السهو بتسكين النون لا يمكن أبدا لمبتدئ في الشعر ..
    أما السهو بتسكين الواو أو الياء فمن الممكن جدا حتى ولو لمحترف لغة..
    فهل قال الشاعر القديم نفسه إنه قصدها؟؟
    هل يمكننا أن نقول إن مثل ذا التخريج لشيخنا البغدادي لتسكين حرفي العلة هذين مثل بعض من تخريجات الزمخشري في التقدير والتي كان يرفضها كبار من أهل أهل النحو واللغة، أقول بعضها وليس كلها..
    أنا لا أرفض قول العلماء ممن ذكرت ولا أرفض منطق الشعراء أيضاً ولكني فقط احتاج إلى أن أفهم ما هي الضرورة الشعرية وما هي القاعدة النحوية وما وجوب القاعدة أن تكون أمرا تزمتيا فقط ليس له هدف حتى نرى أن يتخلى الشاعر عن فائدة تطبيق القاعدة مقابل الوزن أو الحالة الإبداعية حتى في ظل الوضع الحالي للكتابة ذلك الوضع الذي ليس ارتجالياً، ولكنه على الورقة حوار بين الورقة والشاعر والورقة تصبر ولو لأسابيع فليس قوم يستمعون إلى الشاعر وهو يجب عليه أن يرتجل قصيدة مطولة في لحظتها فيمكن السماح له بكسر نبرره له بما يسمى "الضرورة".. أو نخرجه له كما فعل البغدادي.. أو نسامحه فيه كما تفهم ابن مالك ونقول هي حالة إبداع..
    من زاوية الاقتناع بمدى منطقية القاعدة أنا أدخل للنص وإحساسي بلزوم اتباع القاعدة أو عدم اتباعها..
    هل كان النحاة ذوي حكم صحيح ومنطق سليم حين يقولون عن كلمة في تركيب من تراكيب "الحديث الشريف" أو بعض الشواهد التراثية بأن يقول النحاة هذه الجملة الغريبة: "وهذا سماعي فقط ولا يقاس عليه"
    يسعدني أن أسمع سيبويه وهو يشرح فهمه للجملة ومن ثم حكمه في إعراب هذه الكلمة أو تلك..
    حين يقول الشاعر القديم نقول ضرورة، وحين يقول الحديث الشريف نجد من يقول: سماعي وليس قياسيا..
    وحين نسأل لماذا؟
    يأتي من يقول لأن النحوي فلانا قال كذا نقلا عن فلان..
    من آخر تساؤلاتي كيف نحاسب النحو، أم هو فقط الذي يحاسبنا إن رفضنا المنطق؟
    وما هو المعيار الشافي في المحاسبة ورد الحقوق إلى أهلها، وكشف الكربة عن المظلوم؟
    وألقي سؤالا جريئا جداً- وليعذرني فيه أساتذتي- ولكنه يحيرني للغاية:
    هل من أرسى قواعد النحو ناس مثلنا، وإن كان الجواب أنه لا علم بهذا فكيف نستخدم القطعية في الصواب والخطأ بكلمة "نقلا عن" بعيدا عن المنطق؟

  2. #2
    الصورة الرمزية مجذوب العيد المشراوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    المشاركات : 4,730
    المواضيع : 234
    الردود : 4730
    المعدل اليومي : 0.66

    افتراضي

    أحمد قرأنا وفهمنا أشياء لم نكن ندركها ..

    أجزم فقط بأن الضرورة للشاعر الحي ساقطة ما دام يملك حق التنقيح والتغيير فإن مات أصبحت ضرورة إذا لا دخل للآخر في التصرف بشعره ..

    ثم هناك أحيانا لفظة بها ضرورة يستمسك بها الشاعر نظرا لبعدٍ نفسيٍّ جد ّمهم بالنسبة إليه هذه لا أطلب تغييرها وعلى الشاعر أن يثبتها ولو كلفته الكثير ..

  3. #3
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    العمر : 42
    المشاركات : 1,799
    المواضيع : 128
    الردود : 1799
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجذوب العيد المشراوي مشاهدة المشاركة
    أحمد قرأنا وفهمنا أشياء لم نكن ندركها ..
    أجزم فقط بأن الضرورة للشاعر الحي ساقطة ما دام يملك حق التنقيح والتغيير فإن مات أصبحت ضرورة إذا لا دخل للآخر في التصرف بشعره ..
    ثم هناك أحيانا لفظة بها ضرورة يستمسك بها الشاعر نظرا لبعدٍ نفسيٍّ جد ّمهم بالنسبة إليه هذه لا أطلب تغييرها وعلى الشاعر أن يثبتها ولو كلفته الكثير ..

    شاعرنا الكبير..
    ولكنني رغم ما كان أعود لأكررها أني لا أجزم في شيء..

    فقط أنفعل!!

    هل هناك من يرفق بي ويمسح على رأس فكرتي ويقول لها: "من هنا الطريق!"

  4. #4
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    أرى أنه من المفيد هنا الاطلاع على مؤلفات أستاذي الفاضل الأستاذ الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف
    مثل:
    - النحو والدلالة ، القاهرة ، عام 1968.
    - - الجملة فى الشعر العربى ، القاهرة ، عام 1990.
    - ظواهر نحوية فى الشعر الحر، القاهرة ، عام 1990.
    - لغة الشعر ، القاهرة ، عام 1996. ، وهو ذاته أطروحة بعنوان: - الضرورة الشعرية فى النحو العربى.
    - اللغة وبناء الشعر ، القاهرة ، عام 2001.
    - الإبداع الموازى ، القاهرة ، عام 2001.
    وهي بين داريْ الشروق ودار غريب بالقاهرة
    كما أنصح بالاطلاع على أطروحتي للماجستير بعنوان:
    "دور النحو في تفسير النص الشعري" بكلية دار العلوم جامعة القاهرة.
    كما أحب ان أوضح أن النحو مفسر وليس مبررا، وأن الشعراء لا يذهبون إلى ما يسمى بالضرورة عن ضعف وإنما عن اقتدار كما يقول ابن جني:
    "فمتى رأيت الشاعر قد ارتكب مثل هذه الضرورات على قبحها، وانخراق الأصول بها، فاعلم أن ذلك على ما جشمه منه وإن دل من وجه على جوره وتعسفه، فإنه من وجه آخر مؤذن بصياله وتخمطه، وليس بقاطع دليل على ضعف لغته، ولا قصوره عن اختياره الوجه الناطق بفصاحته. بل مثله في ذلك عندي مث لمجرى الجموح بلا لجام، ووارد الحرب الضروس حاسراً من غير احتشام. فهو وإن كان ملوماً في عنفه وتهالكه، فإنه مشهود له بشجاعته وفيض منته؛ ألا تراه لا يجهل أن لو تكفر في سلاحه، أو أعصم بلجام جواده، لكان أقرب إلى النجاة، وأبعد عن الملحاة؛ لكنه جشم ما جشمه على علمه بما يعقب اقتحام مثله، إدلالاً بقوة طبعه، ودلالة على شهامة نفسه".(الخصائص: 1: 216)
    ويشرح المحقق القدير العلامة البغدادي هذه الظاهرة قائلا:
    " وإنما معنى الضرورة أن الشاعر قد لا يخطر بباله إلا لفظه ما تضمنته ضرورة النطق به في ذلك الموضع إلى زيادة أو نقص أو
    غير ذلك، بحيث قد ينتبه غيره إلى أن يحتال في شيء يزيل تلك الضرورة.
    ثم يفسرها بتفاسير من أهمها:
    * أنه قد يكون للمعنى عبارتان أو أكثر، واحدة يلزم فيها ضرورة إلا أنها مطابقة
    لمقتضى الحال، ولا شك أنهم في هذه الحال يرجعون إلى الضرورة، لأن اعتناءهم بالمعاني
    أشد من اعتنائهم بالألفاظ. وإذا ظهر لنا في موضع أن ما لا ضرورة فيه يصلح هنالك فمن
    أين يعلم أنه مطابق لمقتضى الحال.
    والمعنى : أن الشاعر يؤثر ما يتسق مع تجربته الإبداعية حتى لو خالف القياس الإصلي ، كما عبر سيبويه ببراعة قائلا:"
    وليس شيء يضطرون إليه إلا وهم يحاولون به وجهاً".
    والله أعلم
    ودمتم بكل الخير والتوفيق
    مصطفى
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل

  5. #5

  6. #6
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    العمر : 42
    المشاركات : 1,799
    المواضيع : 128
    الردود : 1799
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي مشاهدة المشاركة
    أرى أنه من المفيد هنا الاطلاع على مؤلفات أستاذي الفاضل الأستاذ الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف
    مثل:
    - النحو والدلالة ، القاهرة ، عام 1968.
    - - الجملة فى الشعر العربى ، القاهرة ، عام 1990.
    - ظواهر نحوية فى الشعر الحر، القاهرة ، عام 1990.
    - لغة الشعر ، القاهرة ، عام 1996. ، وهو ذاته أطروحة بعنوان: - الضرورة الشعرية فى النحو العربى.
    - اللغة وبناء الشعر ، القاهرة ، عام 2001.
    - الإبداع الموازى ، القاهرة ، عام 2001.
    وهي بين داريْ الشروق ودار غريب بالقاهرة
    كما أنصح بالاطلاع على أطروحتي للماجستير بعنوان:
    "دور النحو في تفسير النص الشعري" بكلية دار العلوم جامعة القاهرة.

    والله أعلم
    ودمتم بكل الخير والتوفيق
    مصطفى

    وإن لم يكن لدي سعة من المادة لا لكي أشتري تلك الكتب ولا لكي أسافر للبحث عنها..
    فهل يسمح لنا الكريم بتوضيح الخلاصة ولو إلى أي حد ممكن..


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي مشاهدة المشاركة
    كما أحب ان أوضح أن النحو مفسر وليس مبررا، وأن الشعراء لا يذهبون إلى ما يسمى بالضرورة عن ضعف وإنما عن اقتدار كما يقول ابن جني:
    "فمتى رأيت الشاعر قد ارتكب مثل هذه الضرورات على قبحها، وانخراق الأصول بها، فاعلم أن ذلك على ما جشمه منه وإن دل من وجه على جوره وتعسفه، فإنه من وجه آخر مؤذن بصياله وتخمطه، وليس بقاطع دليل على ضعف لغته، ولا قصوره عن اختياره الوجه الناطق بفصاحته. بل مثله في ذلك عندي مث لمجرى الجموح بلا لجام، ووارد الحرب الضروس حاسراً من غير احتشام. فهو وإن كان ملوماً في عنفه وتهالكه، فإنه مشهود له بشجاعته وفيض منته؛ ألا تراه لا يجهل أن لو تكفر في سلاحه، أو أعصم بلجام جواده، لكان أقرب إلى النجاة، وأبعد عن الملحاة؛ لكنه جشم ما جشمه على علمه بما يعقب اقتحام مثله، إدلالاً بقوة طبعه، ودلالة على شهامة نفسه".(الخصائص: 1: 216)
    ويشرح المحقق القدير العلامة البغدادي هذه الظاهرة قائلا:
    " وإنما معنى الضرورة أن الشاعر قد لا يخطر بباله إلا لفظه ما تضمنته ضرورة النطق به في ذلك الموضع إلى زيادة أو نقص أو
    غير ذلك، بحيث قد ينتبه غيره إلى أن يحتال في شيء يزيل تلك الضرورة.
    ثم يفسرها بتفاسير من أهمها:
    * أنه قد يكون للمعنى عبارتان أو أكثر، واحدة يلزم فيها ضرورة إلا أنها مطابقة
    لمقتضى الحال، ولا شك أنهم في هذه الحال يرجعون إلى الضرورة، لأن اعتناءهم بالمعاني
    أشد من اعتنائهم بالألفاظ. وإذا ظهر لنا في موضع أن ما لا ضرورة فيه يصلح هنالك فمن
    أين يعلم أنه مطابق لمقتضى الحال.
    والمعنى : أن الشاعر يؤثر ما يتسق مع تجربته الإبداعية حتى لو خالف القياس الإصلي ، كما عبر سيبويه ببراعة قائلا:"
    وليس شيء يضطرون إليه إلا وهم يحاولون به وجهاً".
    والله أعلم
    ودمتم بكل الخير والتوفيق
    مصطفى

    اما الأولى فالعفو أيها الكبير الكريم..

    واسمح لتلميذكم أن يعبر عن إحساسه أمام كبير قدره مثلكم..
    شيخنا الكريم ابن جني رأيت في تشبيهه نزعة سقراطية المنهج تماما، والمفارقة كبيرة جدا كما أرى أنا ، فلو سمحتم أن توضحوا لنا وتفهمونا بصدر رحب كم عودتمونا، فما المتحمس العنيف في الحرب وإن قربه ذلك للمخاطر بشبيه بالشاعر الذي وقع في ضرورة.. فإن دلت الأولى على حماسة أو قوة أو عنف أو أو فكيف يستنتج قارئ أن الشاعر حين يكسر قاعدة تحت مسمى الضرورة ففي ذلك أي جانب أو دليل على إثبات قوة أو شجاعة أو احتراف..
    وإن وجدت وجه شبه هنا فهو التسرع.. وعدم التريث في الأمر..

    وأن نقول النحو مفسر فلم نختلف، ولكن بأي معيارية نحكم على قطعية الصواب والخطأ في تنفيذ القاعدة..
    نقطة : فائدة القاعدة النحو النفعية أو الجمالية .. حين يستبدلها الشاعر بالضرورة فهل ذلك في صالح النص ؟ أن نترك بعض الجماليات أو الفائدة النفعية التي جعلت لها القاعدة.. والشاعر بحكم قدر نصه أولى بهذا من الناثر بنظرة البلاغة العربية من زوايا زمنية معينة..
    وإن لم يكن لها أي فائدة لا نفعية ولا جمالية فما هو سر التمسك بمثلها؟

    وأما قول البغدادي وسيبويه فأنا أسأل إن كان الشعراء القدامى أرادوا ذلك بغية حدوث فائدة ما..
    وإن كان حقا على البغدادي أن يطرح لنا أمثلة ويشرحها.. ونرجو من سيادتكم أيها الكريم.. أن تفعل هنا أرجوك.. في أن تطرح أمثلة لأبيات وقع فيها الضرورة وينطبق عليه قول سيبويه..
    ولكن من زاوية أخرى فهل تعتقد أن مثل قول سيبويه واقع على ما يفعله شعراء العصر الحديث من ""ضرورات شعرية"" إن كانت عند القدامى مطابقة لمقتضى الحال (وأنا لم أفهم هذه النقطة لأني أفتقد لأمثلة عليها نظرا لقلة كتب عندي) فهل هناك ما يماثل في عصرنا الحالي.

    ومع أني أرى تناقضا بين قولي الشيخ البغدادي فهي في أول كلامه -ما فهمته- لم ينتبه لها الشاعر وقت النطق، وإنما يتنبه إليها غيره..
    ثم بعد هذا يقول "الشاعر يؤثر" وفي ذلك معنى القصدية فيما أحسب..
    فهل هو لم ينتبه أم آثر؟


    وقبل هذا أو ذاك وبعدهما أنا لم أهاجم الضرورة الشعرية، ولكن فقط أحببت أن أقول ما هو معيارها، وهل تمكن أن تكون هناك ضرورات شعرية جديدة؟


    عفوا أستاذي الكريم..
    قد تبدو كلماتي فجة ..
    ونرجو أن تعاملنا بما أنت أهله لا بما نحن أهله


  7. #7
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد حسن محمد مشاهدة المشاركة
    وإن لم يكن لدي سعة من المادة لا لكي أشتري تلك الكتب ولا لكي أسافر للبحث عنها..
    فهل يسمح لنا الكريم بتوضيح الخلاصة ولو إلى أي حد ممكن..
    ========

    كم كنت أتمنى أن لو كنت في مصر لأرسلها لك هدية

    أرجو ان يتاح لي ذلك في الصيف إن شاء الله

  8. #8
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد حسن محمد مشاهدة المشاركة
    شيخنا الكريم ابن جني رأيت في تشبيهه نزعة سقراطية المنهج تماما، والمفارقة كبيرة جدا كما أرى أنا ، فلو سمحتم أن توضحوا لنا وتفهمونا بصدر رحب كم عودتمونا، فما المتحمس العنيف في الحرب وإن قربه ذلك للمخاطر بشبيه بالشاعر الذي وقع في ضرورة.. فإن دلت الأولى على حماسة أو قوة أو عنف أو أو فكيف يستنتج قارئ أن الشاعر حين يكسر قاعدة تحت مسمى الضرورة ففي ذلك أي جانب أو دليل على إثبات قوة أو شجاعة أو احتراف..
    وإن وجدت وجه شبه هنا فهو التسرع.. وعدم التريث في الأمر..
    وأنا لا أرى أية نزعة سقراطية ولا غير سقراطية وإنما هو تشبيه للتوضيح ، ووجه الشبه فيه واضح جلي، فالقاعدة في ركوب الخيل أن يمسك الراكب باللجام وفي دخول الحرب أن يحتمي ولكن المتمكن الشجاع يكسر هذه القاعدة لشدة اقتداره ، إدلالاً بقوة طبعه، ودلالة على شهامة نفسه.
    وكذلك الأمر بالنسبة للشاعر حين يؤثر الخروج عن القاعدة والاستعمال الأصلي ، إلى استعمال مغاير وهو ما يسميه علماؤنا الأجلاء بالضرورة لتحقيق غرض فني يتسق مع "مقتضى الحال" أي مع الموقف والسياق الخارجي والتجربة.
    فما لسقراط ولهذا التشبيه ؟!
    إن النحاة هنا في هذه الظاهرة كانوا بين أمرين
    أن يخطئوا الشعراء
    أو ينحازوا إلى الإبداع
    فاختاروا الثاني مشكورين مأجورين.
    أما من أراد النحو المعياري التعليمي فله كتبه التعليمية وليكتفِ بها.
    وإليك هذا المثال: قال الرضي في شرح الكافية:"
    ويجمع بين " يا " والميم المشددة، ضرورة، قال:
    126 - إني إذا ما حدث ألما * أقول يا اللهم يا اللهما
    من السهل هنا أن تقول إن الشاعر أخطأ حين جمع بين أداة النداء "يا" والميم المشددة .
    ولكن النحاة كانوا منصفين حين قالوا إن ذلك ضرورة بمعنى أنها تجوز في الشعر.
    وهذا يجعلنا نسأل لماذا آثر الشاعر استعمال يا رغم أن الميم عوض عنها ولا يجوز الجمع بين العوض والمعوض
    فأقول إن الشاعر هنا شعر بأنه في حاجة إلى الإلحاح في النداء بدليل أنه كرر أسلوب النداء.
    وقد ذكر الرضي أيضا هذا البيت:
    جمعت وفحشا غيبة ونميمة * ثلاث خلال لست عنها بمرعوي
    في الضرورة
    والأصل أن يقول : جمعت غيبة ونميمة وفحشا
    ولكن الشاعر لا يلتزم بهذا الاستعمال الأصلي بل يفتن في الاستعمال وكأنه أراد أن يبين مدى احتشاد هذه الخلال فجاء بهذا التركيب الإبداعي.
    وهكذا.

  9. #9
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد حسن محمد مشاهدة المشاركة
    وأن نقول النحو مفسر فلم نختلف، ولكن بأي معيارية نحكم على قطعية الصواب والخطأ في تنفيذ القاعدة..




    أما المعيارية فتكون في مستوى التعليم
    أما في التعامل مع النصوص البليغة فالأولوية للتفسير
    لأنه لا يمكن إخضاع النصوص البليغة للقاعدة
    فإذا كانت القاعدة تقول:
    بالجر والتنوين والندا وأل ومسند للاسم تمييز حصل

    وقال الشاعر:

    ما أنت بالحكم الترضى حكومته= ولا الاصيل ولا ذي الرأي والجدل.
    فلا يلجأ النحاة إلى المعيارية هنا بل إلى التفسير فيقولون:
    ال: موصول اسمي نعت للحكم
    وأنشد الفراء:
    قال: وأنشد الفراء في مثله:
    أخفْن اطِّنائي إن سَكَتُّ وإنّني ... لفي شُغل عن ذَحْلها اليُتَتَبَّعُ
    وأنشد المفضل:
    يَقول الخَنا وأَبْغض العُجم ناطقاً ... إلى ربِّنا صوتُ الحِمار اليُجَدَّعُ
    يريد: الذي يُجَدَّع.

    ومن هنا كان التفسير أولى من المعيارية والتخطئة



    في نحو النص

  10. #10
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد حسن محمد مشاهدة المشاركة
    ولكن من زاوية أخرى فهل تعتقد أن مثل قول سيبويه واقع على ما يفعله شعراء العصر الحديث من ""ضرورات شعرية"" إن كانت عند القدامى مطابقة لمقتضى الحال (وأنا لم أفهم هذه النقطة لأني أفتقد لأمثلة عليها نظرا لقلة كتب عندي) فهل هناك ما يماثل في عصرنا الحالي.

    أما مصطلح مقتضى الحال فهو مصطلح بلاغي شهير ويسمى أيضا "الاعتبار المناسب" أو ما يتناسب مع المقام.
    وهو ما يعبر عنه الآن بجو النص أو سياق الحال أو مراعاة الموقف.

    وأما عن لسؤالك الوجيه فقد أفرد ابن جني في الخصائص له بابًا، هو:
    باب في هل يجوز لنا في الشعر من الضرورة ما جاز للعرب أو لا؟
    سألت أبا علي رحمه الله عن هذا فقال: كما جاز أن نقيس منثورنا على منثورهم، فكذلك يجوز لنا أن نقيس شعرنا على شعرهم. فما أجازته الضرورة لهم أجازته لنا، وما حظرته عليهم حظرته علينا.
    وإذا كان كذلك فما كان من أحسن ضروراتهم، فليكن من أحسن ضروراتنا، وما كان من أقبحها عندهم فليكن من أقبحها عندنا. وما بين ذلك بين ذلك.". الخصائص1: 93
    وبهذا يتبين أن الضرورات ثلاثة:
    1- ضرورات مقبولة: ومنها قصر الممدود،مثل:
    لا بد من صنعا وإن طال السفر
    وصرف ما لا ينصرف مثل:
    كأن قواريرا على قسماتهم
    وتأنيث المذكر وتذكير المؤنث المجازيين
    مثل:
    فلا مزنة ودقت ودقها=ولا أرض أبقل إبقالها
    والأصل: أبقلت ولكنه أراد الموضع
    ومثل:
    ةتشرق بالقول الذي قد أذعته = كما شرقت صدر القناة من الدم
    أنث الصدر وهو مذكر كأنه اكتسب التأنيث من المضاف إليه.
    وإثبات التنوين في المنادى مثل:
    سلام الله يا مطرا عليها=وليس عليك يا مطرُ السلامُ
    فنونه في الشطر الأول تجهيلا له ، ثم أتى بالأصل في الشطر الثاني كأنه يقول له نعم انا أعرفك تمام المعرفة ومع ذلك فليس عليك السلام .
    يُتبع

صفحة 1 من 6 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. أول من وضع النحو للغة العربية
    بواسطة عادل العاني في المنتدى النَّحوُ والصَّرْفُ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 26-01-2018, 08:36 PM
  2. البدائل و مراتبها / الحاجة والضرورة
    بواسطة سعد عطية الساعدي في المنتدى التَّفكِيرُ والفَلسَفةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-08-2017, 08:49 AM
  3. د.جمال صقر : النحو وعلم النحو (ومثلهما العروض)
    بواسطة خشان محمد خشان في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 22-07-2011, 12:23 PM
  4. باركوا لأخيكم القلم الباكي تعيينه متابعاً لدوحة النحو والنقد والعروض
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى أَخْبَارٌ وَإعْلانَاتٌ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 15-07-2003, 08:52 PM
  5. الاعراب خارج نطاق النحو والصرف
    بواسطة لاجيء فلسطيني في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 27-01-2003, 05:48 AM