جاء الظلام وجاء بالأشواقِ
وحشا الفؤادَ بجمرة الإحراقِ
سامرت بدراً قد تباهى بسحره
فذكرت سحراً قد سبى أحداقي
وتراقص النجم المشع بنوره
فـذكـرت ثـغـراً ضـاء بـالآفـاقِ
يا أيها اليل المخيم عنوة
هيجت شوقي في سما الأشواق
وأدرت فينا من كؤوس صبابة
فشربت حتى منتهى الإغلاقِ
فلقد سكرت من الصبابة والهوى
من ذا يحد بسكرة العشاقِ
أسرت فؤادي واكتوى منها الجوى
داوي الجريح ببلسم الإشفاقِ
ليت الذي روَّى فؤادي حبها
يسقيها حبي صادق الميثاقِ
فلأجلها سطرت أندى قصيدة
وجعلتها بيت القصيد الراقي
تتبختر الكلمات فيك تفاؤلاً
تيهي بقلبي أعذب الإخفاقِ
لتشيدي للعشق أبهى حضارة
وارويها أصفى فيضك الدفاقِ
ويسوقني قلبي المتيم للحمى
والنفس ترجو نظرة وتلاقي
أبغي شهادة عاشقٍ أرقى بها
فشهادة العشاق صرحٌ باقي
فخرجت متَّزراً سيوف محبتي
وعليَّ درعٌ من صبا المشتاقِ
فإذا المودة والتتيم دونها
يفدون بدراً ساد في الآفاقِ
قالوا المنية رصدُ من يدنو هنا
لا مهر إلا من دم مهـراقِِ
خلوا سبيلي قد أردت شهادة
فمنيتـي فيـهـا أجـل صـداقِ
قابلت فيها حينما قابلتها
معنى الجمال ومنهل الأخلاقِ
رشقت سهاماً من عيون نواعس
فوقعت مأسور اليد والسـاق
عانيت منها حبها وعذابها
ما أعجب الأشواق بالإرهـاقِ
قامت لتحسم حكمها في تهمتي
فتزلزلـت أركاني من أعماقي
لا تشفني إلا بملكك في يدي
فتكون في حجري وفي أحداقي
فتهلل القلب المتيمُ منشداً
((رمضان ولى هاتها يـا سـاقي))
مشعل الحربي
22/1/2007م