أنت... و ذكراك
لم أبحث في يوم من الأيام عن الأمسيات... و لكني بحثت في كل النساء.
بحثت في كل النساء عن ذكرى... فوجدتك في كل النساء.
فعمري كله أمسيات... و كل الأمسيات جيَاع.
وأمسياتي بلا أقمار... و كل الأقمار من نساء.
و نساء هذه الأرض.. كل النساء, وهبنك أمسياتي.
فبدونك ليلي مظلم... و بك هو أظلم.. كحياتي.
فغدت أيامي أنا.. لا وقت يمر... و لا مكان.
فاليالي العمر إحتضار.. و باقي العمر... إختصار.
ما عدت أبتهل.. وكيف أبتهل و لم أعانق جرحي منذ رحلتي؟
صرت أنا الجرح... و قلبي مصاب.. و نهاري كله أمسيات.
أختصرت جرحي... فأحتضرت.. و لم أمت.
و حملت جسدي... فأختصرت.. كل شي الا أنت.
فما عاد لي جسد... و لا جرح... و لا ......
فنقش الزمان ما عاد يؤلمني.. و لا هجر المكان عاد يدميني.
و إن كان لا بد من المسير سيدتي... سأحمل معي ذكراك.
لتغدو ذكراك... كل أمسياتي.. و وشم في جراحاتي.
فجوع مسائي... بك أرحم من ذكراك.. كذكراك.
سأصلي لك.. أن تفرحي.. لتبكي السماء معي..
و سأصلي... أن لا تعودي.. فلن أحتملك و ذكراك.
فأنت في قلبي... و ذاكرتي و وجداني.
و ذكراك... أعيش بها عمري.. و ترحالي.
فإن كنت زائرة... فعجلي بالمغادرة.
أو كنت في سفر... فعجلي في الزيارات.
ففي القلب منك ذاكرة و ذكرى... و بعض من عذاباتي.
فجل ما بقي مني... دموع جفت و قلب فيه سكناك.
ترحالي... أواسي به نفسي.. و عزاء لآهاتي.
لعليَ التقي بغيابك الغائب دائما.. في مجراتي.
أو علَيَ أغيب عنك... عن ذاكرتي و ذكراك.