أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 15

الموضوع: سورين كيركجارد

  1. #1
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي سورين كيركجارد

    سورين كيركجارد :

    حياته :
    ولد سورين كيركجارد في الخامس من أيار 1813 في كوبنهاكن في الدنيمارك. وكان آخر أبناء والدين تقدمت بهما السن، فقد كان أبوه في السادسة والخمسين من العمر، وأمه في الرابعة والأربعين، عندما ابصر النور. وقد كان الفيلسوف في شبابه شديد التأثر بأبيه، وكان أبوه شخصية غنية ومضطربة معاً. وكان أبوه يدعى مايكل بدرسن كيركجارد وقد عمل في بداية حياته راعياً صغيراً في كوتلاند وكان غاضباً ومتمرداً على قسوة الحياة عليه، وأنعكس ذلك بثورة عصيان على الله في مشهد جدير بأسفار العهد القديم. وبعد أن لعن الله ذهب ينشد الثروة في العاصمة وقد أصاب بعض النجاح من جراء عمله بالبقالة. وحين بلغ الأربعين أعتزل العمل، وتفرغ بقية حياته طلباً للثقافة العامة. وقد أنتابه شعور بتأنيب الضمير، بسبب لعنته وتمرده على الله. وبعدما تزوج من خادمته بعد وفاة زوجته الأولى. قد زاده شغفاً بطلب الحقيقة الدينية.

    وكان أبنه سورين يرجح صحبة أبيه الذي كان يكشف له عن مسيحية مليئة بالقلق على الحياة مع أمه وأخوته. وكان أبوه يلاعبه بما يهيج خياله بإسراف. لقد كان طالباً متحرراً جداً وذا مال كاف، عاش بين 1830 – 1838 حياة سطحية مضطربة. لقد كان شغوفاً بالمسرح وقرأ لكثير من الشعراء. ولكنه تأثر بالإبداع الفلسفي لدى فخته وشيلنج وخصوصاً هيجل.

    لقد أحب فتاة وخطبها تدعى ريجينا أولسن ابنة مستشار المحكمة. لكنه سرعان ما تخلى عنها وفسخ خطوبته، عندما وجدها عائقاً في طريق رسالته التي كان يقول أنه يحملها. وأن هي تركت أثراً كبيراً في نفسه وفلسفته، ونجد صورة ريجينا تسود كل مؤلفاته. وقد ألف العديد من الكتب، التي ساد فيها الجانب الوجداني والذاتي، في رؤيته ومعالجته للحياة. وفي آخر حياته وقع فريسة للمرض نقل على أثرها إلى المستشفى، وقد مات بعد شهر من العذاب وكان في11 تشرين الثاني1855.



    منابع الوجودية الكيركجاردية :

    من المؤكد إن مؤثرات كثيرة خارجية وعارضة قد أثرت على فكر كيركجارد. أن فكرة تشكّل بتمّثل عناصر غريبة عنه أقل مما تشكّل بالغوص المستمر الدائب في أعماق شخصيته الخاصة وبالتنبه الذي لم يزل يزداد اتساعاً وإلحاحاً. لا بأحوال الوجود بوجه عام لأحوال وجوده الخاص. كان هناك رد فعل من جانب مزاجه، وفرديته كما تحققت في ذاتها إزاء المؤثرات التي كان ينؤ بها فكره، بل إن فلسفته هي ذاته تماماً، ذاته على نحو ما إرادي يجري على نسق. لدرجة أنه يجعل من الفرد كفرد ومن الإدراك الواعي لهذا الوجود الفردي، الشرط المطلق، للفلسفة بل الفلسفة في جملتها.

    لقد كان كيركجارد يردد منذ بداية حياته الفكرية حتى نهايتها، بما يكتب في يومياته قائلاً : إن مسألة المسائل هي ( أن أجد حقيقة… حقيقة… ولكن بالنسبة إلي، أن أجد الفكرة التي من أجلها أريد أن أحيا وأموت ). ولم يكن كيركجارد يستطيع أن يتصور حقيقة تظل خارجة عنه، حقيقة لا تكون إلا مشاهدة لروحه. ( الحقيقة هي ذات الحياة التي تعبر عنها : هي الحياة في حالة الفعل ). بهذا المعنى نستطيع، أن ندرك قيمة النصوص العديدة التي يعلن فيها كيركجارد أن مؤلفاته كلها ليست سوى تعبير عن حياته الخاصة. وهو يقول ( أن مؤلفاتي كلها تدور حول نفسي… حول نفسي وحدها ولا شئ سواها. ويضيف قائلاً : ( إن إنتاجي كله ليس سوى تربيتي لنفسي ).
    ويقول كيركجارد أيضاً ( أنا أفكر، أذن فأنا غير موجود وذلك في مقابل النزعة العقلية الديكارتية. فالحقيقة هي الوجود نفسه، في واقعية الفريد الذي لا سبيل إلى التعبير عنه أو التنبه للوجود حين يتحد الوعي بالوجود نفسه. والجهد الذي يبذله الآخرون لنسيان أنفسهم، يبذلونه هم لمعرفة ذواتهم معتقدين أنهم بمعرفتهم أنفسهم معرفة لا تزال تزداد عمقاً. سيعرفون كل ما يبقى بعد ذلك عن معنى الإنسان والعالم والله على السواء). وعند كيركجارد أن شغله الشاغل هو الإنصات إلى همسات أفكاره، وملابسات إيقاع حياته الباطنية. وفي رسالة بعث بها إلى بيترلند يصف ميزة هجر أصدقائه له بعض الشيء حيث يقول: ( أن صمتهم ملائم لمصلحتي، من حيث أنه يساعدني أن أسدد نظري إلى نفسي، ويحفزني إلى إدراك ذاتي… تلك الذات التي هي لي، وأن أحافظ على ثباتي وسط تغير الحياة بنظرة فيها الحياة خارج ذاتي… ويضيف قائلاً: أن هذا الصمت يعجبني، إذ أرى نفسي قادراً على بذل هذا الجهد، واشعر بأنني كفأ للإمساك بتلك المرأة، أياً كان ما تطلعني عليه، سواء أنه مثلي الأعلى أم صورتي الهزلية).

    ويرى أن الفلسفة تتلخص في إدراك المطالب الحتمية التي يقتضيها الموجود الصحيح لا الزائفة إدراكاً بواسطة الغوص في أعماق وجوده الخاص. وهكذا تصبح الذاتية معيار الموضوعية.


    مراحل الوجود :

    1- المرحلة الجمالية :

    يتسم الواقع الإنساني ويقصد به أن تكون حياة الإنسان خاضعة للّذة والشهوة والتمتع بكل ما هو حسي. وهذا المستوى من مستويات الحياة الجمالية وبإرضاء الجوانب الحسية، ومثاله صفات السيبياد بطل المتعة الفورية، والرغبة التي تمنح دون جوان قوة هواه ومبدأ إغرائه، من الطاعة الشهوية. ينبغي لدى كل امرأة هو الأنوثة الكاملة. ونجاحه يرجع لهذا الإضفاء المثالي الذي يسقطه على ضحيته. لكن يأخذ المستوى الجمالي بالتآكل تدريجياً حيث تكون الرغبة بوصفها مطلقاً متوحشاً، وخواء المتأنق على الصعيد العاطفي، ودافع العناء الغرامي. وينتهي بالباحث إلى أن يتساءل في نهاية التحليل أليس أسعد هؤلاء الأفراد المشغوفين بطلب اللذة الذي يعتبر أشقاهم: إنه المعتزل الذي لم يعش حقاً، اقتصرت حياته على إسقاط هذه الإمكانات المختلفة.

    2- المرحلة الأخلاقية :

    ويقصد به أن تكون حياة الإنسان مستهدفة لتحقيق الخير وقواعد الأخلاق، وأن يكون قادراً على اتخاذ القرار، وعلى أن يختار أما هذا أو ذلك، بعد أن يكون قد تحرر من عبودية الجسد والمادة التي تميز الحياة في المرحلة الجمالية.

    لأن الحب الأول المتفتح في الزواج هو حقيقة الإنسان السوي الأخلاقية، إنه تركيب الحرية والضرورة: إن أحد العاشقين يشعر بأنه منجذب للآخر بقوة قاهرة، ولكنه بوجه الدقة يمنح وعي حريته من هذه الحال أن هذا الحب تركيب العام والخاص، وهو يحتويهما كليهما حتى تخوم الصدفة. وبهذا الاعتبار فأن الحب الأول حب دقيق وأكثر سلامة وأوفر حظاً بأن يكون أول حب صحيح. الحب الأول ينطوي إذن على ثقة مباشرة. ولكن الأفراد الذين يشعران به يلقيان فوق ذلك نمواً دينياً. عندما يحمل حب بائس الأفراد على اللجوء إلى الله وعلى طلب الطمأنينة في الزواج. إن الحب الأول هو حب يشوه طبيعته، ومن البين إن العاشقين قد ألفا ترك كل شيء لله. إن الحب الأول يعوزه المثل الأعلى الثاني، المثل الأعلى التاريخي: أنه لا يتضمن قانون الحركة إذا كان الإيمان بالحياة الشخصية أن يكون إيماناً مباشراً، فأن الإيمان الذي يقابل الحب الأول قد يحسب، من جراء الوعد، بأنه قادر على رفع الجبال، وتحقيق المعجزات. أن الحب الزوجي يملك هذه الحركة لأن عزمه يتجه شطر الداخل. ويدع في المجال الديني، يريد بعزمه التعاون مع الله. وأن يناضل من أجل ذاته، ,إن يغزو ذاته بذاته مع زمان الصبر.

    3- المرحلة الدينية :

    هو الذي نخاطر فيه بالقفز في المجهول، والذي يقضي على اليأس والقلق الذي يكون فينا بفضل الإيمان بالله. ( إن المرحلتين الحسي والأخلاقي يقودان الإنسان المشخص إلى الحقيقة المتعالية المتسامية عن الطبيعة أي إلى الله الذي نتعلق به خلال المرحلة الدينية).

    إن أعمق واقع ليس الذاتية الزائفة للنزوات الجمالية، ولا الموضوعية الزائفة للتأمل الهيجلي، بل الذاتية المأساوية للمستوى الديني. لقد تعذر البرهان نظرياً على وجود الله. أليس مسعى البرهان على وجود نابليون بالانطلاق من أعمال. لكن أعمال لا نستطيع البرهان على وجوده، اللهم إلا إذا طرحنا وجوده في ضمير الغائب الذي يعود عليه. فليس بين نابليون وبين أفعال علاقة مطلقة تتيح القول بأن أي فرد آخر لم يكن في وسعه أن ينهض بتلك الأعمال: إذا نسيت هذه الأفعال لنابليون يكون البرهان ناقلاً مادمت أسميته. ولكنني إذا كنت أجهل فاعلها فكيف أبرهن أن فاعلها نابليون ؟ وكل ما أستطيع أن أؤكده أن مثل هذه الأفعال لابد إنها من صنع قائد عظيم. وبالمقابل توجد بين الله وبين أفعاله علاقة مطلقة، لأن الله ليس اسماً، بل مفهوم. ومن هذا تتضمن ذاته وجوده.

    ومن الضروري البرهان على إله شخصي عن طريق الإيمان. وليس الدين، كذلك عاطفة، بل هو تعبير صحيح عن المرضي الجمالي: وأن احترام هدف مطلق يتجلى فيه، بتحول الوجود تحولاً تاماً. ولكن هذا التحول الذي يتناول الوجود بالمرضي الديني إنما هو تحول داخلي كله. الخطيئة نظام واقع ينظم من تلقاء ذاته. واليأس الفضيحة وجدل الإيمان، إنه جدل الخلاص الحقيقي هو الألم أمام الله.

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    سورين كيركجودر الذي يعد ابو الوجودية بلا منازع،حياته كلها معاناة حقيقية لفكره،كان يشبه بيعقوب،تعذب عذابه،وقلق قله، ومات مصلوبا على آماله، ولايخفى على احد كان من من يريد معالجة حياة هذا الفيلسوف انه استند في فكره على الاساس المسيحي الذي تقوم عليه فلسفته، وقد يجد المسلم اصولا دينية مسيحية كثيرة في فكره وفلسفته مما لايجده في الفكر الاسلامي ولا حتى الفلسفة الاسلامية.
    والطريف في سيرة هذا الفيلسوف انه ولد من اب كان يرعى الغنم من صغره وكان فقيرا جدا.. وان ذات يوم بعد ان بلغ منه اليأس والعوز والغضب ثار واعتلى صخرة واخذ لوح ويطوح بعصاه تجاه السماء ساخطا لاعنا على الهه الذي لايرأف بحال صبي صغير مثله.
    له كيركجارد اقوال تحسب له لا عليه..مثلا : الايمان هو الفناء في الله، واليأس هو نهاية الايمان،وهو الدوار الذي يصيب راكب البحر وقد خلا قلبه من كل ايمان..... بالايمان يشفى اليأس من الدوار،لكنه لايشفى من الخطيئة....ليس لنا الا الايمان،بالايمان وحده نستمر، والمؤمن يج دالراحة ويحس السلام وجينئذ يتفجر في قلبه كل الحب.......وووالخ.


    محبتي
    جوتيار

  3. #3
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي

    من كتابات "كيركجارد"

    "أنا أغز الوجود بإصبعي فلا تفوح منه سوى رائحة العدم !"
    سورين كيركجارد - من كتاب: "التكرار"

    "يمكن للإنسان أن يفقد ذاته في التأمل الخيالي (الحياة الحسية) لكن ذلك لا يحدث ضجة كبيرة .. إذ الغريب أن ضياع الذات ليس من بين الأشياء التي تثير ضجة كبيرة ! فالذات هي الشيء الذي لا يعيره الناس أدنى اهتمام. مع أنهم ينتبهون، بغير شك إذا ما فقد المرء ساقه، أو ذراعه، أو زوجته أو خمسة دولارات .. أما إذا فقد ذاته فتلك مسألة تمر في غاية الهدوء."

    "قد يهرب الناس من هذه الحقيقة، كما هي الحال عندما يفترض المرء أنه سعيد (مع أنه في الحقيقة بائس) – ولا يريد أن يبعده أحد عن هذا الوهم (يظهره على الحقيقة) ما السبب ..؟ السبب أن الطبيعة الحسية طاغية ومسيطرة عليه تماماً، وهو حين يقع تحت وطأة المقولات الحسية (مقبولة أو مرذولة) يقول للحقيقة: وداعاً ..! السبب أنه حسي أكثر مما يجب ومن ثم ليست لديه الشجاعة ليصبح روحاً ويتحمل مسئوليته كروح .. ليس لديه أدنى فكرة عن أنه روح."
    "في العالم المسيحي كذلك رجل مسيحي يذهب إلى الكنيسة كل يوم أحد يسمع القسيس ويفهم ما يقول .. نعم يفهم كل منهما الآخر – ويموت فيقدمه القسيس إلى العالم الآخر، إلى الأبدية لقاء عشرة دولارات (أجر الجنازة) .. لكنه يموت بلا ذات، فلا ذات له، فهو لم يصبح ذاتاً قط .."
    من كتاب: "المرض حتى الموت"

    "فماذا عندما يمتلئ فم الإنسان بالطعام حتى أنه لا يعود قادراً على تناول وجباته (أن يمتلئ بالمعرفة دون أن توجه هذه المعرفة نحو معرفة الذات) وبالتالي يصبح عرضة لأن يموت جوعاً لو تـُرِك على هذا النحو، أيكون علاجه أن نحشو فمه بمزيد من الطعام؟ أم أن الأقرب إلى الصواب أن نستخرج بعضه حتى يستطيع أن يتناول وجباته من جديد؟!"
    من كتاب: "حاشية ختامية غير علمية"

    "بعد أن يحقق المرء المبدأ اليوناني (السقراطي) "اعرف نفسك" عليه أن يستمر في التقدم "ليختار نفسه". ولهذا فضلت عن عمد أن استخدم تعبير "أن يختار المرء نفسه" بدلاً من أن "يعرف نفسه". فإن معرفة المرء لنفسه ليست هي النهاية، بل على العكس، هذه المعرفة لها ثمارها فمنها يبدأ ظهور الفرد الحقيقي. ولو أردت أن أكون حاذقاً في هذه النقطة لقلت أن الفرد يعرف نفسه بتلك الطريقة التي "عرف" بها أدم حواء بالمعنى الذي يعطيه العهد القديم لهذه الكلمة، فالفرد يتصل بذاته ويعاشرها ويخصبها فيهب لنفسه الميلاد.
    عندما يكون الإنسان منغمساً في ذاته أثناء عملية الاختيار هذه، مهتماً بها، نافذاً نفاذاً كلياً في أعماق ذاته بحيث يكون منتبهاً في كل حركة إلى وعيه بالمسئولية عن ذاته – عندئذ فقط يختار ذاته أخلاقياً (يصير ذاتاً أخلاقية)، عندئذ فقط يندم على ذاته (يتوب عنها)، عندئذ فقط يكون عينياً (حقيقياً) ويكون في عزلته الشاملة في اتصال مطلق مع الواقع الذي ينتمي إليه (السقوط وتأثيراته). ولن أمل من تكرار القضية البسيطة التي تقول أن اختيار المرء لذاته يعني أن يندم عليها (يتوب عنها)، إذ يدور حول هذه القضية كل شئ آخر.
    عندما يبلغ المرء مرحلة الوضوح حول ذاته. وعندما تكون لديه الشجاعة في أن يرى نفسه (يعرفها)، فإن ذلك لا يعني أن التاريخ يكون قد انتهى بل يكون قد بدأ الآن، فالآن يكتسب لأول مرة مغزى حقيقياً، إذ تؤدي كل لحظة جزئية يعبرها الفرد إلى هذه النظرة الشاملة.
    من كتاب: "إما .. أو" (الجزء الثاني)

    غير أن الذات الأخلاقية ليست هي الذات الإنسانية الحقة، فعلينا أن نواصل السير بغض النظر عما نشعر به من إعياء ودوار ! فهناك مرحلة أعلى هي المرحلة الدينية التي تنقسم إلى التدين (أ) والتدين (ب) – أما الأول فهو يمثل بداية ظهور الذات المتدينة حيث يعي الإنسان أن هناك اختلافاً مطلقاً بين الله والعالم ويعترف بالاعتماد الانطولوجي (الوجودي) للذات على الله عن طريق الإيمان بأن الله هو الخالق، وأن الإنسان هو المخلوق.
    لكن ذلك كله ليس سوى تمهيدات للوصول إلى التدين (ب)، أعني إلى الغبطة الأزلية: للمثول بين يدي الله، فلا تكون الذات ذاتاً أصيلة إلا إذا ارتبطت بالله.
    من كتابي: "خوف ورعدة"، و"حاشية ختامية غير علمية"

    "حينئذ، أنا أعود ذاتي مرة أخرى. تلك الذات التي لن يستطيع أحد أن يلتقطها من الطريق، أنا أمتلكها من جديد، ويُعالج الشرخ الذي أقيم في طبيعتي، وأعود متحداً من جديد ولن تجد ضروب الرعب التي دعمها كبريائي وغذاها مجالاً تنفذ منه لتبدد وتفرق."
    من كتاب: "التكرار"

  4. #4

  5. #5
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الأخت الفاضلة الأديبة المفكرة سحر الليالي

    اشكرك على هذه الجهود العالية , فقد تابعت الموضوع , وقرأته اكثر من مرة , وأسجّل لك
    هذه المقدرة العالية , على التقديم المتميّز والترتيب العالي , وقد وفرّتي علي الذهاب الى
    الكتب للقراءة , فقمت بعملية انتقائية موفقة , بتعريفنا بالفيلسوف " سورين كيركجارد " .
    تقبلي احترامي وتقديري

    أخوكم
    السمان

  6. #6
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي

    أخي القدير جو تيار:

    لكم أسعد بك وبكداخلاتك القيمة ،والتي ما أن أقرأها حتى أشعر بإني زدت معرفة وفهما

    شكرا العميق لك
    وبإنتظار قدومك دوما

    لك خالص تقديري وألف باقة ورد وفل

  7. #7
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    همسة كيركجاردية:ان المرء لايولد مسيحيا،بل يصبح مسيحيا،بل انه يصبح مسيحيا بسهولة اكبر اذا لم يكن معتنقا للمسيحية منذ البداية، بيد ان المرء ريصبح مسيحيا بصورة تامة ابدا، اذ ان ذلك تحديد عال الى اقصى حدود العلو بالنسبة للانسان.
    وكأني به هنا على الاغلب يقول بانني لست مسيحيا، اقصد كأنه يقول يقول بانه ليس بجدير بان يدعي المسيحية..وبهذا يكون فكرتي الارادة والهوى بل حتى الصيرورة ايضا قد تطورت لديه بتماسها مع المسيحية،كذلك فكرة الخطر، وذلك ما يخاطر به وما يعرف ان يخاطر به في المسيحية، ان ما يضعه في موضع الخطر هي سعادته الابدية،وهو بذلك يجعل من الامر امر معرفة ما اذا كانت حياته في العالم العلوي ستوكن سعادة او شقاء مقيم ابدا.
    ان تفكير الفرد سيكون انفراقيا بصورة جوهرية اذا ان الفرد في اللحظة التي يبلغ فيها الى الدين انما يبلغ الى عمقه هنا،لذلك سيكون تفكيره تماسا بيم كائن متناه وبين اللامتناهي الذي لايمكن له ان يفهمه، يكون الفرد حينها انفراقا من حيث كونه تناه يدرك اللامتناهي.

    محبتي
    جوتيار

  8. #8
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي

    همسة عميقة

    شكرا لك يا جوتيار

    دوما تأتي بكل ما هو قيم
    لك خالص تقديري وباقة من الياسمين

  9. #9
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    همسة اخرى...لكنها بين كيركجارد وهيغل...

    هيغل وكيركجارد..ونظرتهما الى المسيح..حيث يرى هيغل ان المسيح هو رمز الانسانية بصفة عامة، ورمز العقل ذاته،وان المسيحية هي الدين المطلق،اذ فيها يتحقق هذا التوحيد ما بين الفرد وبين الانسانية مدركة في مجموعها على نحو من اكثر الانحاء قيمة.
    اما كيركجارد يرى ان المسيح هو فرد متميز ولايرمز الى اي شيء مما كان،وهذا الفرد المتميز هو اللانهائي والمطلق.


    وهذا يوضح كيف ان كيركجارد وظف فلسفته من اجل عقيدته...

    محبتي
    جوتيار

  10. #10
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي

    يرى الكثير أن صرخة ”سورين كيركيجارد“ على فلسفة هيجل المطلقة حين صرخ باعلى صوته ليوصل احتجاجه حين قال”انا لست رقما في فلسفتك المطلقة “ هي لحظة ولادة الوجودية .

    مارتن هيدجر في رأي معظم الفلاسفة هو خالق الفلسفة الوجودية و واضع أسسها .

    جان بول سارتر بلا منازع هو الأب الروحي والأشهر بعد مارتن هيدجر للوجودية .

    نلاحظ في الفلسفة الوجودية , وجود ثيمة خاصة فيسيولوجية أو ميتافيزيقية أو شعورية لكل فيلسوف أو مذهب متفرع للوجودية , فمثلا ً :

    - وجودية مارتن هيدجر - ثيمة ( الموت ) .
    - وجودية سارتر - ثيمة ( الغثيان , القلق ) .
    - وجودية ألبير كامو - ثيمة ( العبث والإنتحار ) .
    - وجودية جبريل مارسيل - ثيمة ( الأمل ) .
    - وجودية بارتيس - ثيمة ( اليأس ) .
    - وجودية كيركيجارد - ثيمة ( المسيحية ) .
    من هنا نرى ان الإنسان ( اليائس / القلق / العبثي .... الخ ) ماهي الا تعابير لبداية إحساس الإنسان بوجوده .

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة