أحدث المشاركات

نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»»

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 29

الموضوع: تأملات نقدية في قصة عملية جراحية للقاص القدير حسام القاضي

  1. #1
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي تأملات نقدية في قصتي : "عملية جراحية" و"مرايا" للقاص القدير حسام القاضي


    تأملات نقدية
    في قصة عملية جراحية
    للقاص القدير حسام القاضي
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=13391
    أولا: القصة:
    عملية جراحية
    عقم يديه وارتدى القفاز واستعد لجراحة لا بد أن يجريها هو .. لا أحد غيره .تناول المبضع ونظر إلى الوجه الذي أمامه .. عليه أن يبدأ من أعلى الجبهة .. عند منبت الشعر .. جرى بالمبضع في حركة سريعة .. أحدث شقا في الجلد .. تململ الرأس الذي أمامه.. رأى آهة .. اندفع الدم بغزارة فأسرع يعالج اندفاعه ( عجبا كيف تململ الرأس على الرغم من كمية المخدر الموضعي التي رشها كما حددها الطب ) ..
    عندا زار الطبيب وجلس في غرفة الكشف , لم يكن الطبيب موجودا .. أدهشه خلو المكان من سرير الكشف .. أوغل في دهشته عندما رأى كم اللوحات المعلقة على الجدار هنا وهناك .. فيها ما فاق الحد من الحكم والمواعظ ..عندما أتى الطبيب حياه وجلس إلى مكتبه .. و ..
    وتوقف تدفق الدم .. قام برش كمية جديدة من المخدر وأكمل شق الجلد بعرض الجبهة .. لم يبال هذه المرة بالدم المتدفق .. انحرف بالمبضع نحو الأذن اليسرى .. تململ الرأس ثانية وانطلقت آهة .. توقف ونظر رغما عنه للوجه المتألم أمامه ..
    ظهرت علامات الألم على وجهه على الرغم من هدوئه عندما سمع قصته ثم تشاغل عنه قليلا بالعبث في أحد مجلداته .. كان ضخما ذا غلاف سميك كالح لونه .. كان كتابا لأفلاطون ! .. ترك الكتاب واتجه إليه بصره وبادره قائلا :
    ــ قليل من يحبك .
    ــ وهل الذنب ذنبي ؟
    ــ الذنب ليس ذنبك ولكنه ..
    ــ ذنب من إذن ؟ إذا كانت المصائب تنهال على رأسي بسبب وبلا سبب و..
    ــ هدئ من روعك .. ما أردت قوله .. أن حالتك نادرة لم تعد تحد ث من آلاف السنين .
    ــ إذن ما يقوله الناس صحيح .
    ــ وماذا يقولون ؟
    ــ يقولون أن جلدي لا يخفي شيئا تحته .
    ــ هذا ما أراه ولعلك تراه أيضا , ولكن منذ متى وهذه الحالة عندك ؟
    ــ عندما كنت طفلا كان البعض صفني بأني ناصع البياض .. حتى أن عروقي كانت تكاد تظهر من تحت جلدي وكنت أسر بلا شك لنصاعة بياضي .. ولكن معظم الأطفال كانوا كذلك, لذا لم يكن ذلك يقلقني .. ولكن ..
    ــ ولكن عندما كبرت تغيرت الأمور أليس كذلك ؟
    ــ بلى كنت كلما تقدمت في السن تزداد شفافية جلدي . أقصد جلد وجهي , وتزداد معها مشاكلي وكُره الناس لي .. حتى أنني لم يعد لدى أصدقاء .
    ــ وهل هذا يحزنك ؟
    ــ بالطبع يحزنني .. ولكن هذا ليس كل شئ فقد تأقلمت على أن أعيش وحيدا منذ زمن .
    ــ ما المشكلة إذن ؟
    ــ المشكلة أنني أصبحت مهددا في مصدر رزقي .. فما من مكان عملت به إلا وحدثت لي مشاكل زملائي ومديري .. وخصوصا المدير .. فهو أيا كان ما أن ينظر في وجهي مرة وأخرى حتى يصر على نقلي إلى مكان آخر .
    ــ إلى هذا الحد ؟
    ــ لا .. بل حاول البعض فصلي نهائيا لولا لطف الله .
    ــ …………..
    ــ عفوا دكتور .. أراك تتصفح كتابا لأرسطو .. وآخر لسارتر .. هذا بدلا من حل مشكلتي .
    ــ لا تتعجل يا بنى سأوقع الكشف عليك فورا .. ارجع برأسك للخلف ..
    شعر بألم رهيب عندما ضغط الطبيب بإبهاميه على جانبي جبهته .. و.. انفجرت آهة..
    سقط المبضع منه ..تركه وأسرع يعالج الدم المندفع عند شحمة الأذن , وما زال الألم مسيطرا على الوجه أمامه .. تجاهله هذه المرة وأسرع بالمبضع إلى أسفل نحو العنق .. ( المبضع يتحرك هنا بصعوبة فالجلد سميك ) ..
    ــ وهكذا .. بمرور الوقت أصبح الجلد الرقيق سميكا .
    ــ لا أفهم .
    ــ اسمع يا بنى .. سأشرح لك حالتك بالتفصيل , كما قلت لك من قبل إنها حالة نادرة جدا لم تعد تحدث منذ سنوات بعيدة .. الإنسان يولد وبجلده خلايا ملونة تستر ما تحته .. أما أنت فقد ولدت بدون هذه الخلايا .. هذا الأمر كان علاجه بسيطا قبل مرحلة المراهقة .. أما الآن فالأمر يستدعي جراحة .
    ــ جراحة ؟
    ــ نعم جراحة يستأصل فيها الجزء الشفاف من الجلد فتبقى تحته طبقة قابلة لأن تكون معتمة تستر ما تحتها بمجرد تعرضها للهواء .. ولكن ..
    ــ لكن ؟
    ــ لكنها غير مأمونة العواقب .
    ــ كيف ؟
    ــ نسبة النجاح فيها نادرة .. قليلون من عاشوا بعدها .
    ــ فلماذا إجراؤها إذن ؟
    ــ لأنها الحل الوحيد لك .. إن كنت تريد حلا .
    ــ ليكن .. فلنجرها .. فلم يعد لدى فارق بين الحياة والموت .. لكن كم تكلفني هذه الجراحة ؟ ومتى ستجريها لي ؟
    ــ لن يجريها أحد لك .. لا أحد يستطيع تحمل العاقبة .
    ــ ولكني سأوقع التعهد المعروف .
    ــ عاقبتها أكبر من أي تعهد . .
    استبدل المبضع بآخر أكثر طولا وشرع يخلص الجلد عند الوجنتين .. ازداد الألم .. طفرت من العين دمعات .. زاد جرعة المخدر .. أصبح لا يرى بشكل واضح .. منطقة الأنف صعبة للغاية .. الدماء تغطي الوجه بالكامل ( جراحة لا يجريها إلا خبير بالنفس ) .. قاتل الله الفلسفة .
    ــ ليست فلسفة .. هذه الجراحة مختلفة بالفعل عن أي جراحة .
    ــ هذا هو الجنون بعينه .
    ــ أحيانا يكون الجنون هو عين العقل .
    لم يبق إلا منطقة العينين .. تحرك من بعيد حولها .. ( إنها مستحيلة ) رش جرعة جديدة من المخدر .. واستخلص الجزء الباقي وانتزعه .. نظر إليه بأسى لحظات ثم ألقاه في السلة و.. وابتسم فلم يستطع الابتسام .. نظر إلى المرآة .. لم يجد شفتيه .. ولا وجنتيه .. لم يلق بالا .. انطلق خارجا ويداه بجيبي سرواله .. وصفير يتردد داخله .. للحن مفقود .
    [COLOR="Black"][B]
    =======================

    ثانيا: التأملات:
    تدور قصة "عملية جراحية" كما يصرح العنوان حول عملية جراحية
    ومن هنا حرص القاصّ ببراعة على أن نعيش معه هذه العملية بكل تفاصيلها ومراحلها، بدأ من مرحلة الاستعداد ، التي عبر عنها في افتتاح القصة:
    "عقم يديه وارتدى القفاز واستعد لجراحة لا بد أن يجريها هو .. لا أحد غيره ".
    ولكننا نكتشف من هذا المفتتح القصصي أن الطبيب ليس مجرد طبيب عادي ، بل لا بد أن ثمة صلة ما بينه وبين الطرف الآخر(المريض) تجعله مترددا مرتبكا ، كما أوحى قوله: "لا بد أن يجريها هو .. لا أحد غيره". وكأنه (الطبيب) سوف يقوم بهذه العملية مضطرا.
    وتأمل معي كيف أن القاص هنا لم يلجأ إلى تهويل العملية عبر جمل انفعالية صارخة ، من قبيل:
    يا لها من عملية خطيرة تلك العملية التي سيجريها!
    لقد أدرك قاصُّنا المبدع أنه في غنى عن هذه الأساليب المباشرة فلجأ إلى تلميحٍ فني ذكي من خلال هذه الجملة الهادئة التي هيأتنا إلى استقبال هذه العملية الخاصة،
    ".تناول المبضع ونظر إلى الوجه الذي أمامه .. عليه أن يبدأ من أعلى الجبهة .."
    وهكذا تأتي الإشارة إلى المريض الذي لم يعد بالنسبة إلى الطبيب سوى مجرد وجه أمامه.
    ولكن أي طبيبٍ هذا الذي ما يزال يستذكر ما يجب عليه وكأنه طالب يستعد لامتحان؟!
    إن هذه الجملة تمدنا باحتمالين:
    الأول : أن يكون هذا الطبيب مبتدئا غير محترف، أو يكون في العملية أو الوجه الذي أمامه ما يسبب الارتباك وغياب البديهيات حتى صار كتلميذ غير واثقٍ يردد على نفسه الخطوات الأولية.
    عند منبت الشعر .. جرى بالمبضع في حركة سريعة .. أحدث شقا في الجلد .. تململ الرأس الذي أمامه.. رأى آهة .. اندفع الدم بغزارة فأسرع يعالج اندفاعه ( عجبا كيف تململ الرأس على الرغم من كمية المخدر الموضعي التي رشها كما حددها الطب)
    هكذا (كما حددها الطب) بما يوحي بانفصال بين الطبيب ومهنته بين المعلومات النظرية والممارسة العملية. أو لعله الفارق بين المفروض والواقع أو ربما أنه لا يعرف من الطب سوى القشور!
    وتامل معي أيضا أنه في هذه اللحظة يصرح على لسان الطبيب بالتعجب . ثم في هذه اللحظة بعد أن اطمأن أننا صرنا مشدودين إلى متابعة هذه العملية الخاصة من جهة، والعجيبة من جهة أخرى يتركنا على سبيل الارتداد(الفلاش باك) إلى زمنِ ما قبل العملية:
    "عندما زار الطبيب وجلس في غرفة الكشف , لم يكن الطبيب موجودا .. أدهشه خلو المكان من سرير الكشف .. أوغل في دهشته عندما رأى كم اللوحات المعلقة على الجدار هنا وهناك .. فيها ما فاق الحد من الحكم والمواعظ .. عندما أتى الطبيب حياه وجلس إلى مكتبه .. و ..".
    إنه ليس طبيبا عاديا إذن كما توقعنا منذ البداية عبر بعض الإشارات ،
    وها هو الطرف الثاني(المريض) غير العادي أيضا يكتشف ذلك من خلال الدهشة ، وكأنه يتساءل معنا :
    أطبيب هذا أم حكيم؟
    ولعل في هذا اتصالا وثيقا بالتراث العربي حيث كان الطبيب يسمى حكيما والطب يسمى بالحكمة، ومع ذلك شعر المريض بالدهشة لأن هذه الصلة لم تعد حاضرةً كما في السابق.
    وبعد ذكر تفاصيل استقبال الطبيب للمريض يتم قطعها للانتقال مرة أخرى إلى العملية:
    وتوقف تدفق الدم .. قام برش كمية جديدة من المخدر وأكمل شقَّ الجلد بعرض الجبهة .. لم يبال هذه المرة بالدم المتدفق .. انحرف بالمبضع نحو الأذن اليسرى .. تململ الرأس ثانية وانطلقت آهة .. توقف ونظر رغما عنه للوجه المتألم أمامه". ..
    عند هذه اللحظة التي يتألم فيها وجه المريض أثناء العملية يتم الانتقال إلى ألم آخر إنه ألم الطبيب أثناء الاستقبال:
    "ظهرت علامات الألم على وجهه على الرغم من هدوئه عندما سمع قصته".
    بما يدل على تمكن القاص في تقنية القطع والربط في الوقت ذاته، القطع بين المشاهد مع العناية بالربط الشعوري بينها.
    ثم تنتقل القصة من مستوى السرد بعد أن أدى دوره في التمهيد للأحداث ووصف العملية إلى مستوى الحوار اللقصصي الدرامي المكثف الذي يلجأ إليه قاصنا المبدع حسام بصفته أداةً قصصية بارعة ينجح من خلالها في الكشف والغوص في أعماق بطليِ القصة كليهما :
    - قليل من يحبك .
    - وهل الذنب ذنبي ؟
    - الذنب ليس ذنبك ولكنه ..
    - ذنب من إذن ؟ إذا كانت المصائب تنهال على رأسي بسبب وبلا سبب و..
    - هدئ من روعك .. ما أردت قوله .. أن حالتك نادرة لم تعد تحد ث من آلاف السنين .
    - إذن ما يقوله الناس صحيح .
    - وماذا يقولون ؟
    - يقولون أن جلدي لا يخفي شيئا تحت.
    نكتشف أن الكشف أيضا غير عادي حيث يبدأ الطبيب بالسؤال عما يتعلق بالحب وقلته والسبب وراءه، ثم نكتشف أن وراء العملية الجراحية حالة نادرة تكمن في شفافية الجلد الذي لا يخفي شيئا.
    ولكنها ليست حالة نادرة لجميع المراحل وإنما بعد سن البلوغ وإلا "" فمعظم الأطفال كانوا كذلك"
    ولذلك لم تحدث المعاناة من المحافظة على شفافية الطفولة إلا :
    " كلما تقدم في السن فتتزداد معها مشاكله وكُره الناس لي وما يسبب هذا من حزن وأسى، بل وتهديد في العمل
    . كما يؤكد الحوار غرابة الطبيب من جهة أخرى كما عبر المريض قائلا:
    - عفوا دكتور .. أراك تتصفح كتابا لأرسطو .. وآخر لسارتر .. هذا بدلا من حل مشكلتي .
    (لاحظ هنا التدرج بين أرسطو الذي يشير إلى قضية النفس وهو صاحب المقولة الشهيرة(اعرف نفسك) من جهة وسارتر صاحب الفلسفة الوجودية من جهة اخرى وكأنه يريد أن يقول إن المشكلة هنا ليست طبية جراحية كما تبدو ، بل هي نفسية وجودية!
    ونتابع الحوار أثناء الكشف فنسمع الطبيب يقول:
    ــ لا تتعجل يا بنى سأوقع الكشف عليك فورا .. ارجع برأسك للخلف"
    وبينما يرجع المريض رأسه للخلف في أثناء الكشف نراه نحن (بفضل براعة القطع والمزج) يرجعها أثناء العملية:
    ..
    "شعر بألم رهيب عندما ضغط الطبيب بإبهاميه على جانبي جبهته .. و.. انفجرت آهة..
    سقط المبضع منه ..تركه وأسرع يعالج الدم المندفع عند شحمة الأذن , وما زال الألم مسيطرا على الوجه أمامه .. تجاهله هذه المرة وأسرع بالمبضع إلى أسفل نحو العنق .. ( المبضع يتحرك هنا بصعوبة فالجلد سميك "
    وفي الحوار نقف أمام قول الطبيب للمريض عن العملية:
    - لن يجريها أحد لك .
    فمن الذي يجري العملية إذن في المشاهد المعروضة أمامنا ؟!
    الآن ندرك لماذا كان القائم بالعملية غير محترف ؟
    فهل هو المريض نفسه قام بدور الطبيب حين أحجم الطبيب؟
    ثم لنا كذلك أن نكتشف أن الطبيب هنا ليس سوى طبيب نفسي وليس جراحا . بل إن العملية كلها رغم ظاهرها المادي من مخدر ومبضع وتفق للدم وألم ، لم تكن سوى جراحة نفسية ، كما نلمح في قوله:
    :" جراحة لا يجريها إلا خبير بالنفس"
    وقد أجراها المريض لنفسه أمام مرآة!
    ومن ذكاء سرد التفاصيل هنا لإحداث التأثير بمعايشة العملية (رغم رمزيتها) وكأنها عملية حقيقية أن تجيء منطقة العين في النهاية لمدى حساسيتها على المستوى الواقعي، ولكونها أكثر أعضاء الإنسان بوحا وكشفا على المستوى الرمزي.
    وفي هذا توازن بديع في التعبير عن المستووين.
    "لم يبق إلا منطقة العينين .. تحرك من بعيد حولها .. ( إنها مستحيلة ) رش جرعة جديدة من المخدر .. واستخلص الجزء الباقي وانتزعه .. نظر إليه بأسى لحظات ثم ألقاه في السلة و.. وابتسم فلم يستطع الابتسام .. نظر إلى المرآة .. لم يجد شفتيه .. ولا وجنتيه .. لم يلق بالا .. انطلق خارجا ويداه بجيبي سرواله .. وصفير يتردد داخله .. للحن مفقود ."
    وفي النهاية نفهم أن العملية قد نجحت، ولكننا نفاجأ بأن الطبيب والمريض كليهما وجهان لشخص واحد أحد هذين الوجهين يبدو في المرآة والآخر شاخصٌ أمامها
    وأنه لم يشعر بفرحة النجاح أو الشفاء من المرض النادر، ولا حتى بالابتسام؛ لأن العملية لم تكن للفرحة ولا الابتسام بل لمجرد أن يكون مثل الجميع ، فهل الجميع لدى كاتبنا بلا وجوه، وهل جميعهم يغطون وجوههم بأقنعة ويبدلون جلودهم بحسب تبدل المواقف ؟
    مهما يكن من نجاح للعملية الجراحية فقد كانت الخسارة لبطلنا أفدح ؛ لأنه وإن كان قد كسب جلدا خارجيا سميكا يخفي ما بداخله ، خسرَ في المقابل لحنه الداخلي الخاصّ .
    ويا لها من خسارة!
    أديبنا المبدع:
    أرجو أن تتقبل أسمى التحية لهذه القصة البارعة التي جسدت قضية معاناة شعور الإنسان الصادق بغربته في مجتمع استمرأ الزيف، ولم يكتف بذلك بل يحاول فرضه على الجميع.
    ولكنك عبرت عن هذه المعاني من خلال قصة رمزية وواقعية في آن.
    وقد بلغت حدا قصيًّا من الإتقان والجودة بفضل موهبة قصصية فائقة ، ثم سيطرة على الأدوات الفنية باقتدارٍ وسلاسة ، فجاءت القصة حيّةً تلمسُ قلب القارئ بصدق الشعور ، وتدعوه إلى مزيدٍ من التأمل بجمال التعبير، وروعة التصوير.
    ودمت وأسرة الواحة بكل الخير والسعادة والإبداع
    أخوك: مصطفى
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل

  2. #2
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الأخ الغالي الأديب والشاعر والناقد الفذ
    الاستاذ الدكتور مصطفى عراقي

    قصة رائعة , وتأمل رائع , هذا هو الأدب الأصيل , بين كاتب مبدع , ومتذوّق ومحلل
    ناقد , لقد أعدتني بهذه القراءة , إلى قراءة مشتركة , لنفس القصة " عملية جراحية "
    للأديب القاص حسام القاضي , التي قام بها عدد من أدباء الواحة , في فرع رابطة
    الواحة , في دولة الكويت , في إحدى الجلسات الأدبية الاسبوعية , كنت أيها الناقد
    الأديب في مقدمتهم , وأراك هنا تقدم رؤية جديدة , جعلتني أتذوّق القصة , من زوايا
    أخرى .
    بوركت هذه الجهود وبوركت هذه البصيرة .

    أخوكم
    السمان

  3. #3
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. محمد حسن السمان مشاهدة المشاركة
    سلام الـلـه عليكم
    الأخ الغالي الأديب والشاعر والناقد الفذ
    الاستاذ الدكتور مصطفى عراقي
    قصة رائعة , وتأمل رائع , هذا هو الأدب الأصيل , بين كاتب مبدع , ومتذوّق ومحلل
    ناقد , لقد أعدتني بهذه القراءة , إلى قراءة مشتركة , لنفس القصة " عملية جراحية "
    للأديب القاص حسام القاضي , التي قام بها عدد من أدباء الواحة , في فرع رابطة
    الواحة , في دولة الكويت , في إحدى الجلسات الأدبية الاسبوعية , كنت أيها الناقد
    الأديب في مقدمتهم , وأراك هنا تقدم رؤية جديدة , جعلتني أتذوّق القصة , من زوايا
    أخرى .
    بوركت هذه الجهود وبوركت هذه البصيرة .
    أخوكم
    السمان
    ========
    وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ورضوانه يا أخانا الحبيب وأستاذنا الغالي وأديبنا الصادق
    ولك الشكر جزيلا وموصولا أيها السباق إلى الخيرات والمكرُمات.
    دمت لنا وسلم الله قلبك النضير
    وكلمتك الزاهرة
    وبارك الله في لقائنا الجميل المبارك
    أخوك المُحب : مصطفى

  4. #4
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    الأديب والشاعر والناقد / الاستاذ الدكتور مصطفى عراقي .

    السلام علك ورحمة الله وبركاته ..

    قصة عملية جراحية ، لأديبنا القاص المبدع / حسام القاضي ، من القصص التي أخذت قراءتها مني وقتا غير قصير ، وكلما كنت أقرأها ، وأتوغل في معانيها ، كنت أكتشف شيء جديدا ، فهي قصة تستحق بحق هذه القراءة الرائعة التي تكرمت بها بأسلوب نقدي دقيق ، فتح أمامنا أكثر من نافذة للتأمل في هذا المجتمع الذي استطاع قاصنا أن يجمله في أسلوب قصصي رائع .

    كم سعدت أن أجد هذه القراءة التي فتحت آفاقا جدية أمامي كي أتعلم منكم أكثر ، هذه الفنيات والتقنيات في كتابة القصة وقراءتها .

    لك جزيل الشكر والإمتنان .
    تحيتي وتقديري .
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  5. #5
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء شوكت خضر مشاهدة المشاركة
    الأديب والشاعر والناقد / الاستاذ الدكتور مصطفى عراقي .
    السلام علك ورحمة الله وبركاته ..
    قصة عملية جراحية ، لأديبنا القاص المبدع / حسام القاضي ، من القصص التي أخذت قراءتها مني وقتا غير قصير ، وكلما كنت أقرأها ، وأتوغل في معانيها ، كنت أكتشف شيء جديدا ، فهي قصة تستحق بحق هذه القراءة الرائعة التي تكرمت بها بأسلوب نقدي دقيق ، فتح أمامنا أكثر من نافذة للتأمل في هذا المجتمع الذي استطاع قاصنا أن يجمله في أسلوب قصصي رائع .
    كم سعدت أن أجد هذه القراءة التي فتحت آفاقا جدية أمامي كي أتعلم منكم أكثر ، هذه الفنيات والتقنيات في كتابة القصة وقراءتها .
    لك جزيل الشكر والإمتنان .
    تحيتي وتقديري .


    حقا يا أختاه إن قصة أخينا الأستاذ حسام مثل قصصه كلها تُغري بالتأمل والمعايشة

    فلك الشكر يا أختنا الفاضلة والأديبة الصادقة الأستاذة وفاء
    لهذا الحضور الرائع والتواضع الجميل
    وكم انا سعيد لرضاك الغالي عن قراءتي
    فأنت بكل الصدق أديبة مبدعة وقاصة تمكتلك أدوات القص ببراعة واقتدار

    ودمت بكل الخير والسعادة والفضل






    و

  6. #6
    أديب وناقد
    تاريخ التسجيل : Oct 2006
    الدولة : الكويت _ مصر
    المشاركات : 133
    المواضيع : 5
    الردود : 133
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    أستاذنا الشاعر المبدع والناقد القدير الدكتور مصطفى عراقي

    أجئ لأستعيد شيئا من الفرح الذي نعمنا به معكم في واحدة من رائق أمسياتنا على شاطئ الخليج
    في صحبة الفكر والفن والأنس الذي لا ينسى

    أعود للاستمتاع بالاثنين معا القصة والقراءة النقدية الحصيفة التي تمتح من روافد عديدة
    الثقافة التراثية والثقافة المعاصرة والعلم والذائقة الرفيعة وقبل ذلك وربما بعده خبرة الحياة
    وهكذا يخرج القارئ بجملة من الاستفادات المضمخة ببخور المتعة
    ولعمري كيف يكون الفن مفيدا إن لم يكن ممتعا ؟


    تحياتي ومودتي

  7. #7
    أديب وناقد
    تاريخ التسجيل : Oct 2006
    الدولة : الكويت _ مصر
    المشاركات : 133
    المواضيع : 5
    الردود : 133
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    أعود _ وما أحلى طيب العودة _ للتثبيت تقديرا لنموذجين رفيعين من الفن القصصي والقراءة النقدية .

  8. #8
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.إيهاب النجدي مشاهدة المشاركة
    أستاذنا الشاعر المبدع والناقد القدير الدكتور مصطفى عراقي
    أجئ لأستعيد شيئا من الفرح الذي نعمنا به معكم في واحدة من رائق أمسياتنا على شاطئ الخليج
    في صحبة الفكر والفن والأنس الذي لا ينسى
    أعود للاستمتاع بالاثنين معا القصة والقراءة النقدية الحصيفة التي تمتح من روافد عديدة
    الثقافة التراثية والثقافة المعاصرة والعلم والذائقة الرفيعة وقبل ذلك وربما بعده خبرة الحياة
    وهكذا يخرج القارئ بجملة من الاستفادات المضمخة ببخور المتعة
    ولعمري كيف يكون الفن مفيدا إن لم يكن ممتعا ؟
    تحياتي ومودتي
    أخي الغالي وصديقي الصدوق : الدكتور إيهاب
    بارك الله فيك أيها القديرُ علما وأدبا وإخلاصا
    وكرما ونبلا وفضلا
    ودمت لنا دليل خير
    ورفيق درب
    شاعرا متألقا وأديبا ساميا وناقدا واعيا وباحثا مدققا


    محبك: مصطفى

  9. #9
    الصورة الرمزية د. سلطان الحريري أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    الدولة : الكويت
    العمر : 58
    المشاركات : 2,954
    المواضيع : 132
    الردود : 2954
    المعدل اليومي : 0.39

    افتراضي

    أستاذي الحبيب الدكتور مصطفى:
    لا أريد أن أكرر التعبير عن الفرحة بعودة إلى ذلك اللقاء الذي جمعنا لنقرأ هذه القصة المتفردة قراءات نقدية متعددة ، بل دخلت لأقف عند هاجس الاكتشاف الذي يراود عالمك ، وقد عرفناك ناقدا حاذقا ، ومتذوقا سامقا ، وأديبا كبيرا ، ومع نقدك نعيش في مسافات أبدية التجدد والتحول ..
    هكذا أنت أستاذنا في كل قراءة لك .
    تحيتي لقلمك الباذخ ، وتحية أخرى للحبيب المبدع حسام القاضي الذي تفوق على نفسه في هذه القصة ..
    ستبقى أستاذنا معلما كبيرا نتعلم منه ، ونفيد من علمه.
    لك حب تلميذك .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سلطان الحريري مشاهدة المشاركة
    أستاذي الحبيب الدكتور مصطفى:
    لا أريد أن أكرر التعبير عن الفرحة بعودة إلى ذلك اللقاء الذي جمعنا لنقرأ هذه القصة المتفردة قراءات نقدية متعددة ، بل دخلت لأقف عند هاجس الاكتشاف الذي يراود عالمك ، وقد عرفناك ناقدا حاذقا ، ومتذوقا سامقا ، وأديبا كبيرا ، ومع نقدك نعيش في مسافات أبدية التجدد والتحول ..
    هكذا أنت أستاذنا في كل قراءة لك .
    تحيتي لقلمك الباذخ ، وتحية أخرى للحبيب المبدع حسام القاضي الذي تفوق على نفسه في هذه القصة ..
    ستبقى أستاذنا معلما كبيرا نتعلم منه ، ونفيد من علمه.
    لك حب تلميذك .
    أخي الحبيب القريب الصديق الغالي والأديب الصادق والعالم السامق الأستاذ الدكتور: سلطان الحريري
    ما أكرمك يا أخي وأنت تهل فينا كنسيم كريمٍ : كلمةً طيبةً، وشعورا جميلا بمداد الصدق والود والنورِ !
    وما أجملك وأنت تغدق علينا كغيث مبارك : قلبا نضيرا ، وحُبًّا نميرا بفيوض الفضل والكرم والسناء!
    وما أجلَّك وأنت أنتَ أخا مخلصا
    وأديبا مدهشا
    وإنسانا عظيما
    فلك الشكر يا راصد الأحلام ، وقانص الهواجس على ما رصدت وقنصت هنا بقلبك الشفيف ورؤيتك الثاقبة.
    ودمت بكل الخير والسعادة والنور
    محبك: مصطفى

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قصة قصيرة عملية جراحية
    بواسطة حسام القاضي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 84
    آخر مشاركة: 10-04-2021, 05:09 PM
  2. قراءة تحليلية في قصة "جرح بملامح انسان" للقاص حسام القاضي
    بواسطة أحمد عيسى في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 16-05-2012, 03:38 AM
  3. قراءات أدبية في قصة " ربطة عنق " للقاص حسام القاضي
    بواسطة د. محمد حسن السمان في المنتدى فَرْعُ دَولَةِ الكوَيتِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 22-03-2010, 09:20 PM
  4. عملية جراحية ...
    بواسطة ليلك ناصر في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 24-09-2006, 12:41 AM