الحوارية الأولى مع
صقر الصواعق الحزين


لأنك لم تكن مثلي
بلا مغزى, ولا معنى
لأنك تقطفُ الثمرات
منحازا إلى الفقراء
وترضى بالذي يبقى
وصوُتك نافذٌ كالسهمِ
كالنورِ المصوبِ فى جدار الصدرِ
كالروحِ النقيةِ
أيها المولود فى قيظ البداوةِ
فى فجاج القبح والغشم الغبيِّ
كنبتةٍ خضراء في وادى السمومِ
معانقا هذى السماء براحتيك
مراقبا أملاً يضئُ لناظريك
بقوةِ التاريخِ
والقدرِ المقيدِ في الصدور
تلِحُّ كنجمةٍ تضوي
وتخبو في الفراغِ
اليوم
اركعُ زائغ العينين
لا أبدو سوى بشرٍ
أجوعُ كسائرِ السارين خلفك
اشترى خبزا يقيم عصارتي
وأصولُ محتجا عليك
فلا تبدو على رحيمْ
هيَ الأحلامُ والوجعُ الأليم
وجمرك المنثورُ في كل الأماكن
حارقا أقدامنا بلهيب وطئك
ساكنا بين الضلوعْ
هواؤك الأبوي يغمرُ ساحتي
وضياؤك المبثوثُ يسلب طاقتي
(رفقا على جسدي سأضيع فى البدد)
وتضحكُ مثقلاً بالهمِّ
مثقولا بألوانٍ من الخيبة
كاْنى لم اسرْ يوما على نعليك؟
كاْنى لم أشم عبير هذا الثوب؟
وتضحكُ مثقلا بالهم
واضحكُ مثقلا بالهم
كلانا لم يذق أبدا رحيق الزهر
كلانا عاش محروما من الضحكات
فلا تضحك
فتأكلني النبوءات
أأنت سمعت ما أتلو من الكلمات؟
أأنت تعانق الفارين من عينيك
أأنت الضحكُ والفجرُ؟
أأنت الليلُ والنزواتْ
(رفقا على جسدي سأضيع فى البدد)
(وأنت ترمقني مفتت الكبد)
(رفقا على جسدي)
شعر/ شريف الدمناوى