أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: اللغة العربية .. وتحديات الفرانكوفونية : لطفي زغلول

  1. #1
    الصورة الرمزية لطفي زغلول شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 217
    المواضيع : 128
    الردود : 217
    المعدل اليومي : 0.03

    Post اللغة العربية .. وتحديات الفرانكوفونية : لطفي زغلول



    اللغة العربية

    وتحديات الفرانكوفونية

    لطفي زغلول





    انعقد مؤخرا في بوخارست العاصمة الرومانية ، مؤتمر الفرانكوفونية الحادي عشر الذي شاركت في اعماله بعض من الدول العربية ، الى جانب الدول الناطقة بالفرنسية . ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عن جدول اعمال المؤتمر ولا القضايا التي تناولها وبحثها . ان ما يهمنا منظور واحد يخص اللغة العربية التي تتعرض لتحديات اللغات الأجنبية ، ومنها الفرنسية لغة الفرانكوفونية .

    بداية ، فان الفرنكوفونية مصطلح فرنسي يعني مجموعة الدول والشعوب الناطقة باللغة الفرنسية وتشمل الشعوب الناطقة اصلا باللغة الفرنسية على امتداد الرقعة الجغرافية التي تشغلها من الكرة الارضية بقاراتها الست ، مضافا اليها المستعمرات الفرنسية السابقة . وقد سبق وان عقدت الفرنكفونية مؤتمر قمتها التاسع ، في العام 2004 ، في عاصمة عربية هي هي بيروت .

    ويمكن قراءة الدوافع لتأسيس هذه المنظمة من خلال حرص فرنسا على لغتها الفرنسية في الدرجة الاولى ، وعلى ثقافتها كون اللغة هي مفتاح اية ثقافة انسانية . ولا يخفى ان هناك دوافع اخرى تجسدها الرغبة في الانتشار والتوسع والتواجد على اكبر مساحة جغرافية ، وفي ذات الوقت فان عنصر التنافس بينها وبين اللغة الانجليزية الاكثر هيمنة وانتشارا أحد هذه الدوافع ، ولا ينبغي اغفاله لأسباب كثيرة .

    وعلى ما يبدو فان الانجليز لم يفكروا بايجاد مؤسسة " أنجلوفونية " لغوية ثقافية ، فلغتهم أصبحت على مدار الازمنة الحديثة اللغة الرسمية الثانية لمعظم دول العالم وفي أحيان اخرى اللغة الرسمية الاولى . وفي المقابل فقد اوجدوا بدلا منها " الكومون ولث " الذي يضم كل المستعمرات البريطانية السابقة ما عدا العربية ، وهي منظمة اشتق اسمها من الثروة المشتركة .

    ما يهمنا هنا هو منظومة الدلال والحظوة والاولوية والمكانة التي تحظى بها هاتان اللغتان في العالم العربي على حساب اللغة العربية التي يفترض وفقا للدساتير العربية انها اللغة الرسمية الى جانب كونها لغة القرآن الكريم ، والتي اصبحت مساحة تراجعها تزداد مع الايام شيئا فشيئا جراء عدم وجود قوانين او انظمة عربية تهدف الى حمايتها من الغزوين اللغوي والابجدي الفرنسي والانجليزي .

    ومما لا شك فيه ان اللغة العربية تعاني هذه الايام جراء اهمالها من قبل ابنائها سواء كان ذلك بقصد او بدونه . وهنا لا بد من الاشارة الى التقصير الذي تتصف به المجامع اللغوية العربية والتي على ما يبدو انها منشغلة بقضايا لغوية مجردة نظرية لم تصل الى سقف خطورة ما تتعرض له اللغة العربية .

    وكم يتحسر الانسان العربي الغيور على لغته وثقافته كون العالم العربي يفتقر الى مؤسسة قومية على نمط الفرنكوفونية . ان مثل هذه المؤسسة لو كتب لها ان ترى النور ذات يوم فسوف تكون متعددة الاهداف . فهي من ناحية ستعمل على حماية اللغة العربية وتطويرها وايلائها المكانة التي تستحقها ، ومن ناحية اخرى توسيع الرقعة الجغرافية التي تغطيها ، وكذلك تسهيل انتشارها وبخاصة بين الشعوب الاسلامية ، كون العربية هي لغة القرآن الكريم والصلاة والأذان والعلوم الدينية الاخرى .

    ولا تقف مثل هذه المؤسسة عند هذه الحدود المذكورة فحسب ، بل ثمة اهداف قومية اخرى يفترض ان تصل الى تحقيقها . فالعالم العربي بحاجة الى توحيد مشروعاته ورؤاه ومشاهده الثقافية في اطار يؤمن بالانفتاح على الثقافات واللغات الاخرى دون المساس بالجذور تحت مظلة قومية تكون قادرة على اثبات وجودها والتصدي للتحديات الثقافية الواردة من خارج حدود العالم العربي ، سواء تلك الآتية غزوا أو جراء تطور تقنيات الاتصال بين الشعوب . وقد يكون من اهم اهدافها - والعولمة الثقافية آخذة في الاجتياح - ان تساهم وتشارك كيلا تذوب فيها وتمحي شخصيتها وتفردها وتميزها وخصوصيتها .


    ان العالم العربي يتعرض لموجة غزو لغوي ثقافي لا انقطاع لها . ولعل أخطر ما في الامر وجود شرائح مجتمعية عربية قد أخذت على عاتقها عملية التسويق الثقافي واللغوي غير العربي متحمسة للتبشير به على انه سمة العصر والعصرنة والرقي والانطلاق الى العالمية .

    وفي هذا الصدد ليس ثمة عربي غيور على عروبته ولغته من يرفض التطور الثقافي واللغوي الايجابي للعالم العربي ، ومن المؤكد ان ازدهار سوق اللغات والثقافات الاجنبية فيه لا يشكل ادنى مشكلة لو ان هناك جهاز حماية للغة والثقافة العربيتين اللتين تتعرضان للتقلص والانكماش والتراجع والشعور بالنقص والدونية .

    ان ما تتعرض له اللغة العربية تحديدا – وهي من أسس الكيان القومي – باعتبارها احدى اعمدة الثقافة العربية الرئيسة خطير للغاية . والخطورة هنا تنبع من كونها تتآكل في اكثر من موقع بدءا بمناهج تدريس اللغة العربية العقيمة غير المتطورة في المؤسسات التعليمية التي تفرز اجيالا لا تتقن لغتها ، ومرورا بطبقة المثقفين العرب الذين على ما يبدو ان غالبيتهم في حالة خصام مع قواعد هذه اللغة نحوها وصرفها ، ووقوفا عند العاملين في حقل الاعلام الفضائي الذين ينتهكون حرمات قواعدها عشرات المرات في مراسلاتهم ونشراتهم وبرامجهم ، وانتهاء بالاسواق التجارية التي غزتها اللافتات والتسميات والعلامات التجارية غير العربية .

    ومثالا لا حصرا فثمة اسواق تجارية في عواصم ومدن عربية لا يوجد ادنى اثر فيها للغة العربية وكأنها متواجدة في عواصم ومدن اوروبية . الا ان الأخطر من هذا كله هذا الكم من الاعلانات التجارية والدعائية الاخرى باللغة العامية الركيكة ، سواء كانت شاخصات او لافتات ، او منشورة في الصحف والمجلات ، او المطبوعات الأخرى .

    ويكتمل مشهد مأساة اللغة العربية اذا ما اضيف اليه ما يدور في ساحة الاعلام الفضائي العربي الاوثق التصاقا بالجماهير العربية والاعمق تأثيرا فيها . فمن بين ما يقارب المائة وخمسين فضائية عربية تحمل اكثر من سبعين منها اسماء ورموزا بلغات اجنبية نصا وابجدية .

    ومن هذه الفضائيات ما يستخدم الفرنسية او الانجليزية في واجهات برامجها وفواصلها وشاراتها الخاصة . والأنكى من ذلك كله ، تقديم موجات متلاحقة من الاغاني المصورة العربية " الفيديوكليب " مذيلة باسماء الشركات المنتجة والاغنيات والفنانين والفنانات وبقية الكوادر والعناصر الفنية الاخرى باللغة الانجليزيـة .

    في العالم العربي هناك الكثيرون الذين يغارون على لغتهم ومنظمومة ثقافتهم ويستشعرون المخاطر التي تحيق بهما . وهم يعلمون يقينا الدوافع الكامنة وراء هذا التراجع الذي منيت به اللغة العربية والتي يمكن تصنيفها بالغزو الثقافي الذي يعمل على الاقتلاع من الجذور والخروج من الجلد ، والارتماء في احضان العولمة التي لا تعترف بالتعددية الثقافية ، ساعية الى نشر ثقافة الأقوى .

    لقد ادرك الاستعمار ان الثقافة هي العصب الذي يمكن مهاجمته وتخديره واماتته بهدف وضع " حشوة ثقافية بديلة " تحمل في تركيبتها عناصر ضعف الانتماء والتقليد الاعمى والشعور بالنقص والدونية والعجز في مقابل فوقية حضارة الآخر - وبمعنى اصح الحضارة الغربية - ولغاته وثقافته .

    كلمة أخيرة ، اننا اذا كنا غيورين حقا على لغتنا العربية ومنظومة ثقافتنا بالتالي ونخشى عليهما من التراجع والذوبان في الآخر ، واذا كنا نريد ان نكون حضاريين وعالميين فالانطلاق يكون من الجذور والأصالة والمحلية والخصوصية والتميز والفرادة . وباستطاعتنا ان تكون لنا مؤسستنا الثقافية الخاصة على نمط الفرنكوفونية على طريق تجسيد الهوية العربية وتعميق الانتماء لها ، وايجاد المكانة اللائقة للأمة العربية الناطقة بالعربية بين أمم العالم وشعوبه الاخرى .

    ويكفي اللغة العربية شرفا وكرامة انها لغة القرآن الكريم ، وان مليارا وثلاثمائة مليون مسلم يشكلون احتياطيا استراتيجيا لنشرها بينهم . لكن المطلوب اولا ارادة جماهيرية نابعة من حس قومي عقائدي انتمائي تجاه اللغة العربية بصفتها مفتاح الشخصية الثقافية العربية ، وعنصرا هاما من عناصر وجودها وكرامتها .

    ان قرار المستوى السيـاسي في تقديمها ، والعمل الجاد لكي تأخذ المكانة التي تستحقها ، والدفاع عنها وحمايتها يأتي في المقام الأول دون أدنى شك ، وينبغي تفعيله على الصعد القومية . ان اللغة العربية ، وهي مفتاح الثقافة اصيلها وحديثها ، وهي مدخلها ومستقرها ، تستحق من ابنائها مؤسسة على نمط الفرانكوفونية .

  2. #2
    الصورة الرمزية حاتم قاسم شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 91
    المواضيع : 19
    الردود : 91
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    الأخ العزيز :الأديب لطفي زغلول
    إن الهوية الثقافية هي عنوان حضارتنا و الحفاظ على اللغة العربية مقوم من مقوماتها الأساسية أمام التحديات التي تتكاثر و يتعاظم أمرها و هذا يمس بالدرجة الأولى هويتنا الثقافية و الذاتية و الحضارية
    اما ما يتعلق بمجامع اللغة العربية ومساعيها في الحفاظ على اللغة ومواكبة التطور التكنولوجي يجب أن تعمل على ايجاد المصطلحات والمفردات الجديدة التي تواكب العصر فروح أي حضارة تنبع من مقومات تستند الى الدين و اللغة و القيم و العادات و التقاليد و ارثها الثقافي و التاريخي ومن هنا يجب أن يكون فهمنا مبني على التراث الحضاري للحفاظ على الهوية الحضارية للثقافة الاسلامية فحضارة الغرب وريثة عدة حضارات يونانية و رومانية 000 الخ 0و إن طمس المعالم و تهجينها ضد هويات الشعوب و ثقافاتها من أجل اخضاعها لسيطرة حضارة واحدة تتعارض مع ثقافتنا و تقاليدنا و تبقى الثقافة العربية بجمال لغتها العربية التي امتزجت بالثقافات و تفتحت لعطاء الأجنــاس فكانت ثقافة غنية بارثها الحضــــاري
    تقبل خالص مودتي و فائق احترامي
    حاتم قاسم

  3. #3
    أديب وناقد
    تاريخ التسجيل : Oct 2006
    الدولة : الكويت _ مصر
    المشاركات : 133
    المواضيع : 5
    الردود : 133
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    الأستاذ الفاضل لطفي زغلول

    تحية تقدير ومودة

    لغتنا العربية الخالدة وما تتعرض له في مواطنها , قضية في غاية الأهمية وقد سال حبر كثير حولها لكن على ما يبدو أن من بيدهم الإسهام في إصلاح الأوضاع لا يقرأون , ولا يعنيهم الأمر .

    أشد على يديك
    وأشكرك

  4. #4
    الصورة الرمزية عبدالملك الخديدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : السعودية
    المشاركات : 3,954
    المواضيع : 158
    الردود : 3954
    المعدل اليومي : 0.60

    افتراضي

    الأستاذ : لطفي زغلول
    بارك الله فيك لإدراجك هذا الموضوع المهم للغاية.

    ..... موضوع بهذه الأهمية استغرب فعلا عدم التفاعل معه وعدم الانتباه له منا جميعا خاصة وأنه يتعلق باللغة العربية التي هي أساس تواجدنا هنا .
    ..... لغتنا العربية تواجه تحديات كبيرة جداً وأتمنى أن يأخذ هذا الموضوع أهمية كبيرة خاصة من أدباء الواحة ومفكريها وروادها وأن يعطوها قليلا من جهدهم ووقتهم للدفاع عنها والذود عن حياضها .
    ..... رجاء ممن لديه قلم في صحيفة أو في منتدى اوصوت في إذاعة أو تلفاز أن يكون من ضمن مبادئه اللغة العربية الفصحى.
    ..... رجاء من كل معلم ومعلمة أن ينسى لهجته المحلية خارج اسوار المدرسة وألا يتحدث إلا لغته العربية الخالدة لإخراج جيل يعتز بعروبته ولغته الواحدة.
    ..... رجاء ممن يعطي تصاريح المؤسسات والمحلا ت التجارية والماركات العالمية ألا يعطي أي تصريح سوى لإسم عربي واضح .
    ..... رجاء أن تكون أسماء شوارعنا ومؤسساتنا ومنتجاتنا ومعارضنا بأسماء عربية واضحة .
    نحن لا نريد الإنغلاق على أنفسنا ومحاربة اللغات الأخرى ولكن نريد الحفاظ على هويتنا قبل أن تضيع منا كما ضاع الكثير فهي آخر معاقل الكرامة والوحدة.
    فائق التحية والتقدير.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. رمضان .. شعائر وذكريات : عبد اللطيف زغلول / والد الشاعر د . لطفي زغلول
    بواسطة لطفي زغلول في المنتدى مُنْتدَى رَمَضَان والحَجِّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 13-07-2014, 09:56 AM
  2. رمضان .. شعائر وذكريات : عبد اللطيف زغلول / والد الشاعر د . لطفي زغلول
    بواسطة لطفي زغلول في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 31-08-2010, 11:25 PM
  3. اللغة العربية .. وتحديات الفرانكوفونية : دكتور لطفي زغلول
    بواسطة لطفي زغلول في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-12-2008, 10:52 PM
  4. رمضان .. شعائر وذكريات : الشاعر الراحل عبد اللطيف زغلول .. والد الشاعر لطفي زغلول
    بواسطة لطفي زغلول في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 23-09-2007, 05:18 PM
  5. الجامعة العربية .. 62 عاما من العجز والتراجع : لطفي زغلول
    بواسطة لطفي زغلول في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 22-04-2007, 01:19 AM