أخي الحبيب
أبا رامي
توقفت كثيرا أمام تواضعك الشامخ ، وكدت أمضي بلا كلمة أخطها ، بيد أن ما في كلامك كبير وكثير مما
لا أقدر على الوفاء به .
فلم تكن الأبيات غير تهنئة عاجزة ، أقدمها إليك على استحياء ، وما كان لها أن تكون درة لولا قبولك
إياها ، وتكرمك بإسعاد أخيك حين قلت ما قلت ، فزادت ديون فضلك .
هل من الممكن أن اقوم برد الدين – ولن أرده حتى ولو صرت مليادريرا ؛ مع أني أعد مدوينديرا
( أعني مديونا بالمليلديرات من فضل الكرام) – على نظام الأقساط ؟
وهل من الممكن أن تستحضر قول ربنا ( جل في علاه ) :
وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون "؟
وهل تقبل مصارحتي إياك بأنني سأظل معسرا أمام كرمك ما حييت؟
ليس لك من خيار – حينذ – إلا أن تتصدق ( وأمرك لله) ؛ فهذا خير لي ولك .
وإن لم تتصدق – وهذا حقك – فتحمل هروبي من السداد ، وتوقع أن أعلن إفلاسي – وقد بدت
ملامحه من الآن – ثم احكم بما شئت.
لكني أحبك في الله برغم كل ذلك ؛ فاقبل حبي ، وأعني على السداد بصدقة تطوع .
أي أنني - بكل جراة - سأسدد الدين الذي لا استطيع حصره مما تتصدق به .
أرايت إلى أي مدى يشط الحب ؟
كل عام وأنت بالخير محفوف ، وبعين الله محفوظ
.