كَوْثَرُ العَطْشَان
شعر/ عيسى جرابا
الخرطوم – 13/1/1428هـ
إلى السودان الحبيبة خلال زيارتي لها للمشاركة
في أسبوع الأدب الإسلامي العالمي الثالث مع التحية...
عَقْلِي وَقَلْبِي فِيْكِ مُتَّفِقَانِ
وَإِلَى رِحَابِ هَوَاكِ يَسْتَبِقَانِ
يَحْدُوْهُمَا شَوْقُ الـمُتَيَّمِ كُلَّمَا
رَفَّتْ نَسَائِمُ رَوْضِكِ الفَيْنَانِ
مُذْ أَبْصَرا هَذَا الـجَمَالَ تَدَفَّقَا
نَهْرَيْنِ مِنْ وَلَهٍ وَمِنْ خَفَقَانِ
يَتَعَانَقَانِ عَلَى يَدَيْكِ وَفِي مَدَى
عَيْنَيْكِ كَالأَنْفَاسِ يَمْتَزِجَانِ
طَارَا إِلَى لُقْيَاكِ مُتَّفِقَيْنِ صَا
غَهُمَا الـهَوَى نَاياً فَصَارَ لِسَانِي
لَوْلاكِ مَا اتَّفَقَا وَكَمْ كَانَا كَمَا
خَصْمَيْنِ فِي اللاَّ شَيْءَ يَخْتَلِفَانِ
عَقْلِي وَقَلْبِي... لا فَكُلُّ جَوَارِحِي
وَلْهَى يُذَوِّبُهَا اللِّقَاءُ الـحَانِي
يَا أَنْتِ هَاكِ يَدِي... فَلا تَقِفِي وَمُـ
ـدِّيْهَا يَداً لِلعَاشِقِ الوَلْهَانِ
عَطْشَانَ يَرْسُمُ لِلمُنَى صُوَراً... فَكَـ
ـانَ بِهَا خَيَالُكِ كَوْثَرَ العَطْشَانِ
وَافَاكِ مَشْبُوْبَ الـجَوَانِحِ لا يَرَى
إِلاَّكِ فَيْضَ مَحْبَّةٍ وَحَنَانِ
مَازَالَ يَسْتَجْدِي رِضَاكِ فَأَكْرِمِي
مَثْوَاهُ... فَالإِحْسَانُ بِالإِحْسَانِ
يَا أَنْتِ... يَا أَمَلَ الـمُسَافِرِ جِئْتُ أَنْـ
ـسُجُ مِنْ خُيُوْطِ تَلَهُّفِي أَوْزَانِي
عَبَثاً أُحَاوِلُ أَنْ أَلُمَّ مَشَاعِرِي
إِسْرَارُ قَلْبِي فِيْكِ كَالإِعْلانِ
أَنَا يَا مَلِيْحَةُ عَاشِقٌ لَمَّا يَزَلْ
يُخْفِي... وَتَفْضَحُ عِشْقَهُ العَيْنَانِ
للهِ مَا أَحْلاكِ...! حِيْنَ أَرَاكِ تَرْ
قُصُ فَوْقَ ثَغْرِ صَبَابَتِي أَلْحَانِي
لاحَتْ رُبَاكِ الـخُضْرُ فَانْتَثَرَتْ بِهَا
مِنْ كُلِّ خَفَّاقٍ عُقُوْدُ جُمَانِ
النِّيْلُ يَلْثِمُهَا فَتَبْتَسِمُ الـحُقُـ
ـوْلُ... وَلِلحَصَادِ عَلَى الشِّفَاهِ أَغَانِ
أَنَّى الْتَفَتُّ...بَسَاطَةٌ وَوَدَاعَةٌ
مَا العَيْشُ إِنْ لَمْ تَجْتَمِعْ هَاتَانِ
الأَرْضُ وَالإِنْسَانُ مَلْحَمَةُ الكِفَـ
ـاحِ وَقِصَّةٌ يَسْمُو بِهَا بَطَلانِ
فَهُمَا عَلَى طُوْلِ العَنَاءِ قَصِيْدَةٌ
كَمُلَتْ فَألْفَاظٌ زَهَتْ وَمَعَانِ
لَوْلا يَنَابِيْعُ الـهُدَى تَرْوِيْهِمَا
مَا اخْضَرَّتِ الأَوْرَاقُ فِي الأَغْصَانِ
يَا أَنْتِ... يا... وَاسْتَوْقَفَتْنِي نَجْمَةٌ
غَيْرَى... أَتَهْوَاهَا وَلا تَهْوَانِي؟!
قُلْ لِي بِرَبِّكَ مَنْ تَكُوْنُ؟! مَنِ الَّتِي
تَحْتَلُّ فِي دُنْيَا الـجَمَالِ مَكَانِي؟!
أَنَا رَبَّةُ الـحُسْنِ الفَرِيْدِ سَكَنْتُ أَجْـ
ـوَازَ الفَضَاءِ وَلَيْسَ ثَمَّةَ ثَانِ
فَأَجَبْتُهَا وَالـحُبُّ يَمْنَحُنِي مَدَىً
رَحْباً وَيُشْعِلُ أَحْرُفِي وَكِيَانِي
مَا أَرْوَعَ السُّوْدَانَ إِنْسَاناً وَتَا
رِيْخاً ثَرَى... هِيَ جَوْهَرُ الإِنْسَانِ
إِنِّي لأَعْشَقُهَا وَلا عَجَبٌ إِذَا
أَعْلَنْتُ مُغْتَبِطاً أَنَا سُوْدَانِي