أحدث المشاركات
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 12 من 12

الموضوع: بين أدبين - ابن الرومي وأبي تمام

  1. #11
    الصورة الرمزية د. عمر جلال الدين هزاع شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    الدولة : سوريا , دير الزور
    العمر : 50
    المشاركات : 5,078
    المواضيع : 326
    الردود : 5078
    المعدل اليومي : 0.75

    افتراضي

    وبعد :
    لكم تحية محب ينتظركم بلهف على قارعة صفحة تكتنز بين سطورها بخزائن الأدب
    فأهلاً بكم
    ونقول استكمالاً لما جاء على لسان أستاذنا وأديبنا الكبير : محمد الحريري
    إن ابن الرومي :
    ذلك الشاعر رائد المدرسة العقلية في الشعر ، رب المعاني الذي يقلبها حيث يشاء .
    وفيما أورده أبو القاسم دلالات وشواهد , ولا أدل على ذلك من رثائه لابنه الأوسط محمد ، فكم تحس النفس بالألم وتجهش العين بالبكاء عندما تُسمع قصيدته التي تعبر عن معاناة الشاعر بدقة متناهية ، وانظر إلى أخرى لتعيش معنى الحب واللوعة والشوق إلى المحبوب بكل صوره في قصيدته الغزلية في وحيد .
    ولكنني أحزن - بحق - عندما ينعت بأنه متشائم
    ولست أنفي عنه سمة التشاؤم أوالقلق
    ولكن ليس إلى الدرجة التي وضعت له ، ومن يقرؤ شعره , يعي معنى ذلك .
    فلماذا نهتم بجانب ونغفل جانباً آخر .
    في شعره الكثير من الحكم والمدح والحب والتفاؤل .
    ولعل الذي غلف بعض جوانب حياته باليأس ما مر به من أحداث عظيمة لو مرت بآخر لهدت قواه ومنها موت أمه و زوجته وأخيه وثلاثة من أبنائه .
    ولا ننسى سوء حظه مع نقاد عصره الذين أهملوه ، فعملوا المقارنات بين أبي تمام والبحتري والمتنبي أيهم أشعر ؟
    من أمثال أبي العلاء المعري وابن الأثير وغيرهما .

    وهو إهمال ناجم عن عدة وجوه :

    أولها
    كون ابن الرومي لم يكن عربي الأصل في وقت كانت الشعوبية تسيطر على أجواء عصر الدولة العباسية .

    ثانيها
    كون ابن الرومي غير ميّال إلى الخلفاء والأمراء والولاة للتزلف وكسب الهدايا والهبات، فلم ترد له قصص كثيرة في ذلك .

    ثالثها
    كون ابن الرومي ذا مزاج متقلب مما يوحي بغربة نفسية كان يعيشها كردة فعل لما عاناه في حياته من مآسي .

    رابعها
    طريقته الشعرية في استقصاء المعاني التي تعتبر حديثة في عصره لم يتعود عليها أبناء جيله من الشعراء والأدباء والنقاد .



    ...
    هنا مدخل آخر للبحث
    فلنشبعها تحرياً
    قبل ولوجنا بوابة أبي تمام
    تحيتي المتكررة
    والمتواصلة
    ومحبتي
    وتقديري

  2. #12
    الصورة الرمزية د. عمر جلال الدين هزاع شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    الدولة : سوريا , دير الزور
    العمر : 50
    المشاركات : 5,078
    المواضيع : 326
    الردود : 5078
    المعدل اليومي : 0.75

    افتراضي

    نقدم هنا بضع أمثلة عن شعر ابن الرومي , متلمسين فيه صدق المقولة التي نعتته بأنه رب المعاني , وهل هو حقاً يعنى بتنميق شعره وجودته على حساب فهم القارىء :
    ولنستمع لما يقوله :
    - في هجاء ابن بوران :
    قُلْ لابن بورانَ إن كان ابنَ بوران
    فان شكى فيه جلُّ ايمانى :
    ياباطلاً أوهمْتنيه مَخايلُه
    بلا دليل ولاتثبيتِ بُرهانِ
    ماأنتَ إلا خيالٌ طاف طائفة
    وما هجائيك إلا هجْرُ وسْنان
    قد كنتُ أحسبه شيئاً فأهجوه
    حتى أزاح يقيني فيه حسباني

    - في غزل وحيد :
    يا خَلِيلَيَّ تَيَّمَتْني وَحيدُ
    ففؤادي بها معنَّى عميدُ
    غادة ٌ زانها من الغصن قدٌّ
    ومن الظَّبي مُقلتان وجِيدُ
    وزهاها من فرعها ومن الخديـ
    ن ذاك السواد والتوريد
    أوقد الحسْنُ نارَه من وحيدٍ
    فوق خدٍّ ما شَانَهُ تخْدِيدُ
    وشجُوٍّ وما به تبليد
    وهي للعاشقين جُهْدٌ جهيدُ
    لم تَضِرْ قَطُّ وجهها وهو ماءٌ
    وتُذيبُ القلوبَ وهْيَ حديدُ
    ما لماءٍ تصطليه من وجنتَيْها
    غيرُ ترشاف ريقها تبريد
    مثلُ ذاك الرضاب أطفأ ذاك
    الوجدَ لولا الإِباء والتصريد
    وغَريرٍ بحسنها قال: صِفْها
    قلت: أمْران: هَيِّنٌ وشديدُ
    يسهل القول إنها أحسن الأشْـ
    ـياءِ طُرّاً، ويعْسرُ التحديدُ
    تتجلَّى للناظرين إليها
    فشقى ّ بحسنها وسعيد
    ظبية تسكن القلوب وترعا
    ها، وقُمْرِيَّة ٌ لها تغريدُ
    تتغنّى ، كأنها لاتغنّى من
    سكونِ الأوصالِ وهي تُجيدِ
    لا تَراها هناك تَجْحَظُ عينٌ
    لك منها ولا يَدِرُّ وريدُ
    من هُدُوٍّ وليس فيه انقطاع
    وسجوٍّ وما به تبليد
    مَدَّ في شأو صوتها نَفَسٌ كا
    كأنفاس عاشقيها مديد
    فتراه يموت طَوْراً ويحيا
    مستلذٌّ بسيطُه والنشيد
    ـمِ مَصوغٌ يخت النغم
    مصوغٌ يختال فيه القصيد
    طاب فُوها وما تُرَجِّعُ فيه
    كلُّ شَيْءٍ لها بذاك شهيدُ
    ثغبٌ ينقع الصدى وغناءٌ
    عنده يوجد السرورُ الفقيد
    فلها الدَّهْرَ لاثِمٌ مُسْتَزيدٌ
    ولها الدهر سامع مُسْتَعيدُ
    في هوى مثْلِها يَخفُّ حَليمٌ
    راجحٌ حلْمُه، ويَغْوى رشيدُ
    ماتُعاطى القلوب الا أصابت
    بهواها منهُنَّ حيْثُ تُرِيدُ
    والهوى لا يزال فيه ضعيفٌ
    وَتَرَ الزَّحْف فِيهِ سهمٌ شَديدُ
    وإذا أنْبَضَتْهُ للشَّرْبِ يوماً
    أيقن القومُ أنها ستصيد
    مَعْبَدٌ في الغناء، وابنُ سُرَيْجٍ
    وهي في الضرب زلزلٌ وعقيد
    عَيْبُها أنَّها إذا غنَّتِ الأحْـ
    ـرَار ظلُّوا وهُمْ لديها عَبيدُ
    واستزادت قلوبَهم من هواها
    بِرُقاها، وما لَدَيْهِمْ مَزيدُ
    وحسان عرضن لي ، قلت: مهلًا
    عن وحيدٍ فحقُّها التوحيد
    حسنُها في العيون حسنٌ وحيد
    فلها في القلوب حبٌ وحيد
    ونصيح يلومني في هواها
    ضلّ عنه التوفيق والتسديد
    لو رأى من يلُوم فيه لأضحى
    وهو المستريثُ والمستزيد
    ضلة للفؤاد يحنو عليها
    وهي تَزْهُو حَياتَه وتَكيدُ
    سحرته بمقلتيها فأضحت
    عنده والذميمُ منها حميد
    خُلِقَتْ فِتْنة ً: غِناءً وحُسْناً
    مالها فيهما جميعاً نديد
    فَهْيَ نُعْمَى يميدُ منها كَبيرٌ
    وهيَ بلْوى يشيب منها وليدُ
    عن يميني وعن شمالي وقُدّا
    مي وخلفي، فأين عنه أحيدُ
    سدَّ شيطانُ حبّها كلَّ فجٌ
    إنَّ شيطان حبِّها لَمَرِيدُ
    ليت شعري إذا أدام إليها
    كَرَّة َ الطَّرْف مُبدىء ٌ ومُعِيدُ
    أهي شئٌ لاتسأم العين منه؟
    أم لها كلَّ ساعة تجْديدُ
    بل هي العيش لا يزال متى استُعْـ
    ـرِض يملي غرائباً ويُفِيدُ
    مَنْظَرٌ، مَسْمَعٌ، مَعانٌ، من اللهـ
    عتادٌ لما يُحَبّ عتيد
    لا يَدبُّ الملالُ فيها ولا يُنْـ
    ـقِص من عَقْد سحْرِها تَوْكيدُ
    حسنُها في العيون حسنٌ جديد
    فلها في القلوب حبٌ جديد
    أخذ الله يا وحيدُ لقلبي
    منكِ ما يأخذ المديلُ المقيد
    غير أني مُعَلِّلٌ منك نفسي
    بعداتٍ خَلا لهنّ وعيد
    ما تزالينَ نظرة ٌ منك مَوْتٌ
    لي مميتٌ ، ونظرة تخليد
    ضافَنِي حُبُّك الغريبُ فألوى
    بالرقاد النسيب فهو طريد

    - وفي وصف ريحانة :
    يا حبّذا النرجسُ ريحانة ً
    لأنفِ مغبوقٍ ومصبوحِ
    كأنه مِنْ طِيبِ أرْوَاحِهِ
    رُكّب من رَوْحٍ ومن روح
    يا حسنهُ العين يا حسنه!
    من لامحٍ للشَّرْب ملموح
    كأنَّمَا الطَّلُّ عَلى نَوْرِهِ
    ماءُ عُيُونٍ غيْرُ مَطْرُوحِ

    - وفي تصوير حظه ونحسه :
    ومن نكبة ٍ لاقيتُها بعد نكبة ٍ
    رهبتُ اعتسافَ الأرض ذات المناكب
    وصبري على الأقتار أيسرُمحملاً
    عليَّ مِنَ التعرير بعد التجاربِ
    لقِيتُ من البرّ التّباريحَ بعدما
    لقيتُ من البحر ابيضاضَ الذوائبِ
    سُقيتُ على ريٍّ به ألف مطرة ٍ
    شُغفتُ لبغضِيها بحبّ المجَادِبِ
    ولم أُسْقَها بل ساقها لمكيدتي
    تَحامُق دهرٍ جَدّ بي كالمُلاعبِ
    أبَى أن يُغيثَ الأرضَ حتى إذا ارتمتْ
    برحلي أتاها بالغُيوثِ السواكب
    سقى الارض من أجلي فأضحت مزلة ً
    تَمايل صاحيها تمايُلَ شاربِ
    لتعويقِ سيري أو دحوضِ مَطيَّتي
    وإخصاب مزورّ عن المجد ناكب
    فملتُ الى خانٍ مرثٍ بناؤُه
    مَميلَ غريق الثوب لهفان لاغب
    فلم ألقَ فيه مٌستراحاً لمُتعَب
    ولا نُزُلاً ايّان ذاك لساغب؟
    فما زلتُ في خوفٍ وجوعٍ ووحشة ٍ
    وفي سهرٍ يستغرق الليل واصب
    يؤرِّقني سَقْفٌ كأَني تحته
    من الوكفِ تحت المُدْجِنات الهواضبِ
    تراه اذا ما الطين أثقل متنه
    تصّر نواحيه صرير الجنادب
    وكم خَانِ سَفْر خَانَ فانقضَّ فوقهم
    كما انقضَّ صقرُ الدجنِ فوق الأرانبِ
    ولم أنسَ ما لاقيتُ أيامَ صحوِهِ
    من الصّر فيه والثلوج الأشاهب
    وما زال ضاحِي البَّرِ يضربُ أهلَهُ
    بسوطَيْ عذابٍ جامدٍ بعد ذائب
    فإن فاته قَطْرٌ وثلج فإنه
    رَهين بسافٍ تارة ً أو بحاصبِ
    فذاك بلاءُ البرِّ عنديَ شاتياً وكم
    لي من صيفٍ به ذي مثالبِ
    ألا ربّ نارٍ بالفضاءِ اصطليتُها
    من الضِّحِ يودي لَفْحُهَا بالحواجبِ
    إذا ظلتِ البيداءُ تطفو إكامُها
    وترسُبُ في غَمْرٍ من الآلِ ناضبِ
    فدعْ عنك ذكرَ البَرِّ إني رأيتُهُ
    لمن خاف هولَ البحر شَرَّ المَهاوبِ
    كِلاَ نُزُلَيْهِ صيفُهُ وشتاؤُهُ
    خلافٌ لما أهواه غيرُ مصاقب
    لهاثٌ مميتٌ تحت بيضاء سخنة ٍ
    وريٌّ مفيتٌ تحت أسحم صائب
    يجفُّ إذا ما أصبح الرّيقُ عاصباً
    ويُغدقُ لي والرّيق ليس بعاصبِ
    فيمنع مني الماء واللوح جاهدٌ
    إليَّ وأغراني برفض المطالبِ
    وما زالَ يبغيني الحتوفَ موارباً
    يحوم على قتلي وغير موارب
    فأعطيتَ ذا سلمٍ وحربٍ وَوُصلة ٍ
    وطوراً يُمَسيني بورْدِ الشَّواربِ
    فأفلتُّ من ذُؤبانهِ وأُسودِهِ
    وحُرَّابِهِ إفلاتَ أَتوب تائبِ

    ...
    ننتظركم بما ستجودون به من رؤى ..
    تحية للجميع
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. هي ّوأبي وأنا
    بواسطة سيد يوسف مرسي في المنتدى القِصَّةُ القَصِيرَةُ جِدًّا
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 26-05-2017, 11:24 PM
  2. ابن الرومي في شرفة النسيان
    بواسطة المدني بورحيس في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 13-07-2012, 04:50 AM
  3. وقفة بين يدي أبي تمام
    بواسطة د عثمان قدري مكانسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 27
    آخر مشاركة: 06-04-2012, 08:15 PM
  4. ترحيب بأخي ابن أمي وأبي مصطفى أمين سلامة
    بواسطة محمد ذيب سليمان في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 19-08-2011, 06:42 PM