أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 27

الموضوع: جيل دولوز والسؤال الفلسفي

  1. #1
    الصورة الرمزية أمل فؤاد عبيد قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    الدولة : فلسطين
    العمر : 59
    المشاركات : 149
    المواضيع : 62
    الردود : 149
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي جيل دولوز والسؤال الفلسفي

    يفتتح جيل دولوز مقدمة كتابه القيم .. " ما هي الفلسفة " بحقيقة توصل إليها ( ذلك هو السؤال إذا ) وكأنه السؤال الحقيقي الوحيد الذي لا بد من طرحه أو الوحيد الذي يستحق التأمل والسعي إلى الإجابة عليه .. مما دفعه ذلك إلى التساؤل ( ماذا كان عليه ذلك الشئ الذي قمت به طيلة حياتي ) .. وهو سؤال يأتي حينما ( نتمتع بلحظة بهجة بين الحياة والموت ) .. حيث أننا ( لن نتمكن من طرح السؤال ماهي الفلسفة ؟ ) إلا آجلا ( حينما تقبل الشيخوخة وساعة الحديث بطريقة ملموسة ) .. مؤكدا على ضرورة التدقيق فيه كفاية .. وأن نكون مأخذوين به أكثر من أن نكون مجرد عابرين به .
    إن حالة الدهشة والاستغراب التي تغلف العبارة كافية لأن تشعرنا بأن جيل دولوز يوحي إلينا كما لنفسه .. أنه توصل أخيرا إلى السؤال الجوهري والأساسي .. والذي يفترض أنه يمثل بداية كل تفكير أو كل مشروع فلسفي .. غلا أنه عند دولوز يمثل نهاية مطاف .. أو هو الحقيقة الملموسة التي استطاع التوصل إليها بعد مشوار طويل .. ثم نراه يضع إجابة نموذجية لا تقل أهمية عن السؤال نفسه .. وهي أن الفلسفة إبداع للمفاهيم وهو الجواب الذي لم نكن نملكه سابقا وهو أيضا في نفس الوقت الجواب الذي لم يتغير ( إن الفلسفة هي فن تكوين وإبداع وصنع المفاهيم ) .


    فجيل جولوز يرى أن ( الساعة قد حانت لنتساءل عما هي عليه الفلسفة ) .. وهو سؤال ضروري ينم عن صدمة الكشف والانكشاف والترائي .. أو هو نتيجة حتمية لصدمة الوعي وتفتقه عن حقيقة كانت خافية على الكاتب / الفيلسوف .. حتى إذا ما قضى كل ذلك الوقت وجاهد فيما يقتحمه من مجاهل الفكر وبواطنه .. باحثا عن حقيقة الأشياء .. اكتشف في نهاية المطاف زيف ما كان فيه من قيم ومفاهيم مطلقة .. أخذت صفة الثبات واليقين معلنا ما توصل إليه ولتصبح الفلسفة ذات منهج مختلف لها أدواتها المغايرة عما كانت عليه في السابق .. ليقول لنا أن الفلسفة اليوم ليست قواعد ثابتة .. بل هي سلوك .. سلوك يسعى إلى إيجاد وخلق المفاهيم التي بدورها تشغل مسطحات محايثة .

    يرى جيل دولوز أن الفلسفة ( ليست تأملا ولا تفكيرا ولا تواصلا ) فهي في إطار إبداعات مفاهيمها الخاصة .. ) كما أنها ليست ( تفكيرا لأن لا أحد في حاجة إلى الفلسفة للتفكير في أي شئ كان .. ) .. وذلك أننا نعتقد ( إننا نعطي الكثير للفلسفة حينما نجعل منها فنا للتفكير ولكننا نجردها من كل شئ ) .. ولا هي أيضا تواصلا ذلك أن الفلسفة ( لا تجد أي ملجأ نهائي في التواصل الذي لا يعمل بالقوة غلا في مجال الآراء وذلك من أجل خلق إجماع وليس من أجل خلق مفهوم ) .. مما يفضي بنا ذلك على القول بأن الفلسفة ( لا تتأمل ولا تتفكر ولا تتواصل ) .. حتى وإن كانت من جهة أخرى ( يمكنها إبداع المفاهيم لهذه الأفعال والانفعالات ) .. خاصة وأن التأمل والتفكر والتواصل لا تشكل ( ميادين معرفية وإنما هي آلات لتشكيل كليات داخل مجمل الميادين ) .

    لذلك نجد أن دولوز يحاول القفز بالفلسفة على تلك الأوهام التي عبرتها سابقا .. ليأخذ بها طريقا آخر .. مفترضا سقوط الكليات التي لا تفسر شيئا .. بل هي التي يجب ان تكون موضع تفسير .. لذلك لا بد أن تجيء الفلسفة وكأنها نحو جديد وفريد ذلك لأن إبداع المفهوم إبداعا فلسفيا محضا له ( فرادة دائما ) ويحدد المعرفة من خلال تعريف حاسم للفلسفة .. ( هي المعرفة بواسطة المفاهيم الخالصة ) .. على اعتبار أنه ( ليست هناك مجال لإقامة تعارض بين المعرفة بواسطة المفاهيم .. وبين المعرفة عن طريق بناء المفاهيم .. داخل التجربة الممكنة أو الحدس ) .. يتخذ دولوز بالنزعة البنائية التي تطلب .. ( أن يكون كل إبداع بناء قائما على المسطح الذي يمنحه وجودا مستقلا ) .
    إن إبداع المفاهيم هو على الأقل القيام بفعل شيء ما .. من هنا تغيرت ( مسألة استعمال الفلسفة أو صلاحيتها ) .

    فيما يخص المفهوم فإن تدشين المفهوم لهو مهمة صعبة .. وشاقة ومهمة هامة لها خصوصيتها .. وهذا التدشين يتطلب من وجهة نظر دولوز إلى ( ذوقا فلسفيا خالصا .. يعلن بالعنف أو بالإلماح .. ويشكل داخل الفلسفة لغة للفلسفة .. ليس فقط مجرد قاموس من مفردات وإنما سياقا يرقى على مستوى سام أو إلى جمالية رائعة ) .. مما يوفر للمفاهيم عدم ( التعرض للفناء ) .. رغم كونها ( مؤرخة وموقعة ومسماة ) .. كما أن ذلك لا يمنع أن المفاهيم تخضع من جهة أخرى ( لمقتضيات التجديد والتعويض والتحويل التي تعطي للفلسفة تاريخي وكذلك جغرافيا مضطربين ) .. لكن إذا كانت المفاهيم لا تتوقف عن التغيير فأية وحدة تبقى للفلسفات كما .. ,أنه يتساءل أيضا .. ( لماذا ينبغي إبداع المفاهيم ومفاهيم جديدة دائما وفي ظل أية ضرورة ولأي استعمال ؟ ! ) .. كما وأن هناك هناك مآخذ لدولوز على الفلاسفة حيث أنهم لم يهتموا ( كفاية بطبيعة المفهوم كواقعة فلسفية .. ) وعلى أنهم فضلوا ( اعتباره معرفة أو تمثلا معطيين .. كانا يفسران بواسطة الملكات القادرة على تشكيله – التجريد أو التعميم - أو استعماله الحكم ) .. وهذا يخالف حقيقة المفهوم وطبيعته .. حيث أنه ( لا يعطى وإنما يبدع .. ويجب إبداعه .. لا يشكل ..,غنما يطرح نفسه بنفسه داخل نفسه طرحا ذاتيا .. ) .. كما وأن هذين الأمرين ( الإبداع والطرح الذاتي متطابقان ) .. فكل ما هو مبدع بالفعل له خاصة الطرح الذاتي بالضرورة .. وهي خاصية ( بليغة ذاتية نتعرف عليه واسطتها ) .. كما أن كلما تحقق المفهوم إبداعا حرا .. تحقق له إمكانية طرح ( ذاته في ذاته بطريقة مستقلة وضرورية .. ) عند دولوز كل ما هو أوفر ذاتية سيغدو الأوفر موضوعية .. كما أخذ على هؤلاء الفلاسفة الذين عملوا على توسيع الفلسفة توسيعا لا محددا .. حتى ( لم تكد تترك للعلوم والفنون حركتها المستقلة ) .. وخاصة لاحقوا كانط وعلى الأخص شيلينج وهيجل الذين أخذوا ( يدورون حول انسكلوبيديا - موسوعة – شمولية للمفهوم .. تحيل إبداع المفهوم على ذاتية خالصة .. بدل أن تحدد لنفسها مهمة أكثر تواضعا .. ) . والتي يراها دولوز ( بيداغوجيا المفهوم ) التعليم والتربية – التي من مهمتها تحليل ( شروط الإبداع كعوامل للحظات تظل فريدة ) .

    فهناك ثلاثة مناطق او حقب للمفهوم ( الانسكلوبيديا – البيداغوجيا – التكوين المهني التجاري من خلال استحواذ المعلوماتية والتسويق التجاري وفن التصميم والدعاية .. ) .. يرى دولوز أن المرحلة الأولى أو ( الحقبة الثانية وحدها التي في استطاعتها منعنا من السقوط من قمم الأولى .. وسط الكارثة المطلقة للحقبة الثالثة .. كارثة مطلقة بالنسبة للفكر .. وذلك مهما كانت بالطبع الفوائد الاجتماعية من وجهة نظر الرأسمالية الشمولية ) .


    بداية نجد أن دولوز يفرق بين الحكيم والفيلسوف ..حيث أن ( الإغريق هم الذين أكدوا موت الحكيم .. واستعاضوا عنه بالفلاسفة .. أصدقاء الحكمة .. وهم الذين يبحثون عن الحكمة لكن .. دون أن يتملكوها بشكل قطعي .. ) .. كما انه يرى .. لن تكون هناك بين الفيلسوف والحكيم اختلاف في الدرجة فقط .. إنما ( ربما كان الشيخ الحكيم القادم من الشرق .. يفكر عن طريق الصورة .. في حين يبتكر الفيلسوف المفهوم ويتفكره ) .. لذا فإن الفيلسوف هو صديق المفهوم .. بل هو ما يمكنه مضاهاته بالشخصية المفهومية التي تساهم في تحديد المفهوم .


    فصديق المفهوم ( لا يعني شخصا خارجيا .. مثالا أو ظرفا تجريبيا .. وإنما يفيد حضورا داخل الفكر .. شرطا لإمكانية الفكر ذاته .. ومقولة حية ومعيوشا متعاليا ) . كما أن الصديق ( تجاوز العلاقة مع الآخر نحو علاقة مع كلية وموضوعية ومع ماهية .. ) هنا نجد دولوز يطرح سؤالا في غاية الأهمية .. : ( ما معنى الصديق حينما يصبح شخصية مفهومية أو شرطا لممارسة الفكر ) .. يعني ذلك أن ( الصديق سوف يدرج حتى في الفكر علاقة حيوية مع الآخر .. الذي اعتقدنا إقصائه من الفكر الخالص .. )
    كما أن الصداقة ( تنطوي على حذر تنافسي مقابل الندية .. بقدر ما تنطوي على نزوع عشقي نحو موضوع الرغبة .. ) فقد يغدو الصديقات حينما .. تتحول الصداقة نحو الماهية .. بمثابة الراغب والمنافس ) .. كما أن ( المنافسة ما بين البشر الأحرار .. تعتبر رياضة معمعة .. الصراع يكون على الصداقة أن توفق بين كمال الماهية والمنافسة ما بين الراغبين ) ..
    وبما أن الفيلسوف صديق المفهوم فهو ( بالقوة مفهوم ) .. مما يفضي ذلك إلى وقله ( أن المفهوم تقتضي الإبداع وهو الأمر الذي يجعله يحيل إلى الفيلسوف كما لو كان يمتلكه بالقوة .. أم يمتلك القوة والقدرة على ذلك .. ) كما أن المفاهيم لا تكون ( في انتظارنا وهي جاهزة كما لو كانت أجساما سماوية .. ليست هناك سماء للمفاهيم .. بل ينبغي ابتكارها .. أو بالأحرى إبداعها ) .. ولأن الفيلسوف هو مبدعها الأول .. ( فلن تكون أي شيء إن كانت لا تحمل توقيع مبدعيها ) . وبعد المقدمة التي استعرض فيها أو من خلالها جيل دولوز مجمل فلسفته .. والخطوط العريضة لسؤاله الفلسفي وإجابته النموذجية .. ينتقل بنا إلى الجزء الأول ( النظري ) معرضا لنا مكونات فلسفته الجديدة .. من حيث هي إبداع للمفاهيم أو المفهوم .

    يتكون الجزء الأول من أربعة فصول متصلة .. وإن بدت منهجيا أنها منفصلة .. حيث يشرح ماهية المفهوم ومكوناته وملحقاته الضرورية .. من المسطح المحايث والشخصية المفهومية .

    كل مفهوم يملك مكوناته التي يكون محددا بها .. فهو تعددية فلا وجود لمفهوم أحادي المكون .. ولكل مفهوم تاريخا .. حيث أنه يشتمل على أجزاء ومكونات آتية من مفاهيم أخرى .. كانت قد أجابت على مشكلات أخرى ..
    فكل مفهوم جديد هو تقطيع جديد ورسم محيطات جديدة .. كما ان المفهوم له صيرورته الخاصة به .. من خلال علاقاته مع المفاهيم الأخرى .. ترابط المفاهيم مع بعضها البعض التي تكون مسطحا بعينه .. حيث أنها تجيب عن مشكلات قابلة للترابط وتساهم في إبداع مشترك وهو نسبي .. ومطلق في آن .. وارى انه نسبي بالنسبة لمركباته الخاصة .. وللمفاهيم الأخرى وللمسطح الذي يقول به جيل دولوز فهو نسبي من حيث يتعين فوقه مشكلات يفترض أنه يحلها .. ومن حيث هو تجزيئ .. إلا أنه مطلق بفعل التكثيف الذي يحققه .. من حيث هو كل وهو متناه أيضا .. بفعل حركته .. التي ترسم محيط مركباته .. ولا متناه بفعل تحليقه .. أو سرعته .

    بالنسبة للمسطح من وجهة نظر دولوز فهو يرى أنه ( إذا كانت المفاهيم هي الأحداث فإن المسطح هو أفق الأحداث .. ليس الأفق النسبي .. الذي يتغير مع المراقب .. بل هو الأفق المطلق .. المستقل عن أي مراقب .. ) فهو يعتبره الوسط الذي تتوزعه المفاهيم دون أن تلغي وحدته .. واستمرار يته .. فالمسطح يشبه الصحراء التي تؤمها المفاهيم دون أن تتقاسمها .

    ولكني أرى لو علقنا على ما حدد به دولوز مفهوم المسطح قد يكون هذا مبتكرا فيما يخص تصنيف او توحيد صفحة الأحداث والوقائع .. ولكن على مستوى الفكر والمفهوم ذاته .. يبقى مسألة بنية تتعلق في جانب منها بالمطلق المحايث أيضا ..

    أما في الفصل الرابع .. يقتحم دولوز طبقات الفلسفة أو البناء الفلسفي .. مخترقا طبقاتها ومكوناتها .. واصفا اشتغال يده .. ( كجيولوجي ) مفتتا الصخور مثل طبقات الأرض ..
    أما الجزء الثاني وهو الجزء التطبيقي حيث يتناول دولوز ارتباط أو تمايز العناصر الوظيفية ( العلم ) والمفاهيم ( الفلسفة ) وموقف كل منهما بالنسبة للسديم .. والفارق بين العلم والفلسفة يكمن في الافتراض المسبق لكل من المفهوم والوظيفة ونسبة المسطح إليهما .. أما بالنسبة للفصل التالي .. فهو بين المنطق والمفاهيم .. ليأتي الفصل الأخير .. بين المؤثر الإدراكي والانفعالي .. والمفاهيم ..
    أخيرا نستطيع القول أن كتاب ( ماهي الفلسفة ) سؤال يستبق إجابته ويؤكدها .. بل .. هو سؤال يقلب الفكر رأسا على عقب .. يحثنا على أن نتأمل ما بين أيدينا .. وما ترسب في وعينا .. من فلسفات مختلفة .. هو سؤال يشبه سؤال الوجود .. والكينونة .. وكأنه اختراق لجدار الوعي الصلب .. أو هو سؤال ميتافيزيقي .. متعال بقدر ما هو سؤال محايث تجريبي .. هو سؤال الصيرورة والتكون والخلق .. والإبداع بشكله الواقعي والحقيقي .

    ما هي الفلسفة سؤال يجيء وكأنه تحد للحيرة والقلق .. ومجاهدة النفس والوعي لإطلاق طاقاته الكامنة نحو كشف حقيقته . والواقع من حوله .. واجدا لنفسه أرضا .. أخرى ومسطحا آخر يمارس كينونته ووجوده على نحو مغاير .. معلنا مفهوما آخر .. للفلسفة .. واشتغالا آخر للتفلسف .



    أمل فؤاد عبيد
    تم نشره في الحياة اللندنية 2000

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    بعد قراة سريعة للنص، وجدت بأن دولوز يسير بنا الى مسطحات هي في الاصل لاتعدو كونها فكرا وتأملات ومفاهيم ..لان مجرد الولوج في عالم الفلسفة يتطلب من اي كائن عمقا وتأملا وفكرا ..فبدونها كيف يمكن خلق او صنع او ابداع تصورات جديدة.. مادمنا سلفا نؤمن بانه ليس هناك سماء تسقطها علينا..لذا كوجهة نظر شخصية..ارى بان دولوز.. ايضا اثار تساؤلات عن فلسفية عن الفسلفة بمنطقه الشخصي..ترسيخا لمقولته:اذا كل ما هناك حركات متفردة وخطوط متقاطعة..تريد القول بان مادام هناك الفلسفي اذا لابد ان يكون هناك ايضا في حيز ما ما يمكن ان يكون لافلسفيا..وربما يريد القول بان اللافلسفي هو عمق الفلسفة.."بالاخص فلسفة الهوية"...اكثر من الفلسفة ذاتها.. بالطبع مثلما ظهر في عالم الفن مدراس تنادي باللافن..وغيرها من هذه المدراس ..وهذا ما يجعل من امر الفلسفة ان يتعدى الفلاسفة وحدهم الى الفرد العادي ايضا بحيث يكون له ايضا الحق في خلق مفاهيم جديدة..لكن هنا يمكن التساؤل هل يتشابه الخلق هنا عند الفيلسوف وعند الفرد العادي...؟
    وما يثر نفسه ايضا هو هل دولوز ينادي بوقف عملية الخلق ..ويقول ماجدواها..او بعبارة اوضح ..لماذا يجب خلق مفهومات جديدة..؟
    هنا يمكن لنا ان نتوقف لنتامل..ولنتصور..وقبلها لنفكر..ومن ثم نضع مفاهيم..قد تكون في الاصل خلقا جديدا...؟
    لان السؤال هذا يحتاج منا الى الفكر والتأمل من اجل اخراج مفاهيم جديدة...الا تتفقون معي في هذا...اذا دولوز كغيره من الفلاسفة لم يخرج من دائرة الخلق..وطرح مفاهيم جديدة.. فكيف اذا يمكن ايقاف عملية الخلق دون انتاج فكر مفاهيم جديدة.. يمكنها ان تملي مكان سابقتها مما لايدع لحصول شرخ فكري.. وفراغ تأملي..ودولوز نفسه المؤمن بان وظيفة الفلفسة لم تنتهي.." كما يردد أنه "لم يشغل باله قط بمسألة نـهاية الفلسفة" اعتقادا منه "أن للفلسفة وظيفة ما تزال حية، وتلك الوظيفة هي إبداع التصورات".
    اذا كيف يمكن خلق او ابداع هذه التصورات..دون فكر وتأمل مفاهيم..؟
    وحسب رؤية الريماوي..يجد بان الفكر الدولوزي انبثق ضمن حركة الفكر في مجابهته لفلسفة الهوية، باعتبارها، أي الهوية، "لحظة تصالح هشة ومؤقتة.. هذه الحركة الفكرية التي انبثقت منها فلسفة الاختلاف وأعلنت انحيازها للوعي الآخر، الوعي المتصادم مع العقل وإمبراطوريته، فانحازت إلى وعي آخر يعيد الاعتبار للفن، أو للرغبة والتيه.." دولوز"، للحلم والاختلاف والكتابة "دريدا"، للمجنون والمنبوذ "فوكو"، للعقل النقدي والجدل السالب "أدورنو"، لمواجهة فلسفة الكل، فلسفة العقل والدولة باعتبارها اللاحقيقة التي تهمش الآخر وتستبعده.

    وإذا كانت فلسفة الهوية في تشييدها للكليات ترفض التعدد وتحجب المتناقض وتمحوه لتبرز الوحدة، فهي في فعلها تتحالف مع السلطة والمال والوحدة والدولة، ففلسفة كهذه تحدد الكائن كحضور ثابت، وتقدم الراهن كحقيقة، وتحرس حدود الفكر وحدود الدولة، وتقود الحركات والخطوط لتعود إلى المكان ذاته، وتجذب المتطاير إلى المركز القار، وتكرر المتشابه، وتحجب المختلف، وفي مواجهتها يقدم دولوز فلسفة:

    تنشد التقاط المباغت وتحالف المشاغب.
    تصغي للمتعدد والمقصي.
    تفكر راغبة وترتحل بالفكر إلى الرغبة.
    ترتحل خلف الأفق وتوغل في حياة أخرى.
    ترصد المنشق والمتصدع والمبعثر.
    ترقص مترنحة وتهمس هاذية

    ولااعلم هل ما يذكر هنا هو خارج او نابع من منطق اللاتفكير واللاتأمل واللامفاهيم...ام انه..يجمع كل ذلك...؟

    واتمنى ان يسمح الوقت لي بان يقع يدي على ما كتبه مالك الريماوي عن فلسفة دولوز..كاملة وليس مقتطفات مما املكه..!

    محبتي وتقديري
    جوتيار

  3. #3
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    اختي الفاضلة أمل :

    رائع ما قرأته هنا ...ولم أكن أعلم شيئا عن دولوز أبدا ..

    شكرا لك ولي عودة

    وكذلك أشكر أخي جوتيار على إضافاته

    لكما خالص تقديري وباقة ورد

  4. #4
    الصورة الرمزية أمل فؤاد عبيد قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    الدولة : فلسطين
    العمر : 59
    المشاركات : 149
    المواضيع : 62
    الردود : 149
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي عظيم ما قرأت ..

    بداية ظننت ان من قام بالرد امرأة وسعدت للوهلة الأولى ثم علمت ان السيد جوتيمار رجل وليس بامرأة .. بداية بالطبع ثراء تعليقك اضفى على القراءة الأولى الكثير .. وأنا اشكر هذا التفاعل الحي من عقول إيجابية تسعى لتحديث وجوه الحقيقة .. ومن ثم .. سعدت أكثر على هذا الإلمام الموسع والشامل مقتطفات تدور وتثار حول نقطة او بؤرة واحدة .. هي بالفعل سؤال اللحظة والواقع .. على اعتبار ان سؤال الحقيقة او السؤال الفلسفي وقع حينما وقعت كل المفاهيم او انظمة الفهم المنسوخة التي أثبتت عدم جدواها على ارض الوقاع وكل تلك الأنظمة المفاهيمية والفكرية لم تفعل ( بكسر العين ) مضامينها الحقيقة والتي نادت به على ارض الواقع ولربما سؤال دولوز هو إشارة ضمنية انه فشل في الحصول في نهاية اشتغاله وبعد طواف دام اعوام على حد قوله على إنجاز حقيقة عينية محسوسة تغير شكل الواقع او وجهه المعتم بعد كل ما تم انجازه على ارضية الفكر او ارض الواع .. فمازال هناك الكثير لم يتم الاشتغال عليه لربما قصور في التحصيل الحقيقي للمعرفة الحقيقية والقبض عليها او لربمما لوسع الهوة بين الفكر وما يتم انجازه على ارض الواقع الفعلي .. من ثم يبقى رغم اختلاط الأسئلة .ز يبقى السؤال عن الإنجاز الحقيقي قيد التحقق والتحقيق ..
    سيدي في كل ما تم وام يتم وما سوف يتم ايضا .. هو محاولات على نسج حقيقة تلاؤمنا ونستشعرها ز. وايا كان فأي سؤال يثير اسئلة كما اثرتها انت وكما أثارها دولوز من قبل .. هي محك اختبار دائم وتساؤل وتناوب وحركية تفرض نفسها على العقل والفكر والمنهج من ثم ..

    اشكرك كثير على ما اثريت به القراءة .. وانا مثلك احاول قراءة اسطح الفكر بكثير من التعقل محاولة مني إيجاد ما يمكن ان اجده من المختلف او المغاير او الثابت او المتحول او المتغير او القيم او غيره .. ونبقى جميعنا محل سؤال هو ذاته يفرض علينا توصلا بناء محاولات جادة لكثير من الإثراء والتحصيل

    تحياتي الخاصة اليك مع جل احترامي وتقديري

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    العزيزة امل..

    "سيدي في كل ما تم وام يتم وما سوف يتم ايضا .. هو محاولات على نسج حقيقة تلاؤمنا ونستشعرها ز. وايا كان فأي سؤال يثير اسئلة كما اثرتها انت وكما أثارها دولوز من قبل .. هي محك اختبار دائم وتساؤل وتناوب وحركية تفرض نفسها على العقل والفكر والمنهج من ثم .. "


    سؤال كان ولم يزل يثير نفسه في ذاتي..واظنه سؤال لاينتهي بنهايتي..لانه مرتبط بالوجود الانساني.. اذا فنهايته مرتبط بنهاية الحياة..لماذا كلما لاحت لنا حقيقة ما..اية حقيقة..كنا قبلها نحاول خلقها ايجادها..استقصاء امرها.. لكنها بعدما خلقت..لم تتناسب مع رغبة ما فينا..نحاول ان نصورها بانها غير كاملية..حقيقة ناقصة..بل نحاول تغير السنن الكونية من اجل اثبات نقصها...؟


    عذرا
    مجرد سؤال..
    محبتي لك
    جوتيار

  6. #6
    الصورة الرمزية أمل فؤاد عبيد قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    الدولة : فلسطين
    العمر : 59
    المشاركات : 149
    المواضيع : 62
    الردود : 149
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي سؤال لا يحتاج الى سؤال

    السؤال الأول دافع للوصول الى السؤال الأخير وما هو بأخير ..
    الحقيقة هلامية تبقى فرض سيطرة الحس والوجدان والعقل فوقهما .. وما السؤال إلا سؤال الوجود والوجود ممتد عبر لا نهائية او هو خلود مفترض ان يتحقق عبر الخيال .. والجمال ايضا .. على ما أظن ان الحقيقة توصل إلى حقيقة اكبر منها وهكذا نبقى اسارى الخطى الى مالا نهاية تحققا حتى نرى اليقين .. في النهاية هو ما يسعفنا سؤالنا في التحقق والوجود .. تمثلا للكمال المطلق / النسبي فينا وكما قال ديكارت انا افكر إذن انا موجود .. احقق كينونة جدديدة او يتم تحقيق كينونة جديدة في مقابل تلك المقولة .. انا أسأل .. إذن انا موجود ومتواصل ومتحقق وخالد خلود السؤال المطلق والأبدي ..
    تحياتي سيدي اليك ولتواصلك

  7. #7
    الصورة الرمزية أمل فؤاد عبيد قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    الدولة : فلسطين
    العمر : 59
    المشاركات : 149
    المواضيع : 62
    الردود : 149
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي سؤال لا يحتاج الى سؤال

    السؤال الأول دافع للوصول الى السؤال الأخير وما هو بأخير ..
    الحقيقة هلامية تبقى فرض سيطرة الحس والوجدان والعقل فوقهما .. وما السؤال إلا سؤال الوجود والوجود ممتد عبر لا نهائية او هو خلود مفترض ان يتحقق عبر الخيال .. والجمال ايضا .. على ما أظن ان الحقيقة توصل إلى حقيقة اكبر منها وهكذا نبقى اسارى الخطى الى مالا نهاية تحققا حتى نرى اليقين .. في النهاية هو ما يسعفنا سؤالنا في التحقق والوجود .. تمثلا للكمال المطلق / النسبي فينا وكما قال ديكارت انا افكر إذن انا موجود .. احقق كينونة جديدة او يتم تحقيق كينونة جديدة في مقابل تلك المقولة .. انا أسأل .. إذن انا موجود ومتواصل ومتحقق وخالد خلود السؤال المطلق والأبدي ..
    تحياتي سيدي اليك ولتواصلك

  8. #8
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    المشاركات : 804
    المواضيع : 100
    الردود : 804
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي إذا كان الفيلسوف صديقا للمفهوم، وإذا كانت المفاهيم نتاج إبداعه، فهل هذه الصداقة




  9. #9
    الصورة الرمزية أمل فؤاد عبيد قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    الدولة : فلسطين
    العمر : 59
    المشاركات : 149
    المواضيع : 62
    الردود : 149
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي إدراك ..

    إذا كان الفيلسوف صديقا للمفهوم، وإذا كانت المفاهيم نتاج إبداعه، فهل هذا يعني أن صداقة الفيلسوف للمفهوم هي نفس صداقة العالم والأديب ورجل الدين؟ هل إبداع الفيلسوف للمفهوم يختلف عن سائر انماط إبداع المفاهيم؟
    اشكرك لك سؤالك يافاطمة وهو سؤال في غاية الأهمية فعا وإذا دلل على شيء فإنما يدل على مهارتك في القراءة الواعية والتلقي الجيد الفعال النقدي .. ومحاولة الفهم .. حقيقة سؤالك لربما هو سؤال فلسفي في مادته وايضا هو سؤال معرفي في مضمونه وغايته .. اشكرك جل الشكر عليه بالفعل .. والجواب في غاية البساطة هو ان الفلسفة مهمتها صنع المفاهيم الكلية .. وليست الجزئية .. اما العلوم الأخرى تعمل عملها او فعلها لتحصيل معارف او مفاهيم جزئية لا ينطبق عليها مضمون المفهوم بمعناه الفلسفي .. بدليل ان هذه العلوم في كليتها لها فلسفة او كل منها لها فلسفة من هنا ظهر ايضا فلسفة العلوم المادية .. لتصنع من المفاهيم الجزئية او المعارف الجزئية التي تم تحصيلها مفهوما كليا يحتويها ويعطيها دلالتها النهائية او ما يدلل عليها في خندق واحد .. من هنا صنع المفهوم هو مهمة الفيلسوف عندما ينظر ويحلل كل هذا .. ويتشرب كل هذا العلوم وينسخها ليس لنرفضها او يهدمها وإنما ليخرج منها او من خلالها بمفهوم يكون كليا نستطيع في النهاية ان نوجز من خلاله منظومة مفاهيم جزئية او أفكار بمعنى اصح جزئية .. تحقق في النهاية الفهم الكلي او العام ..
    ارجو ان اكون قد واصلت لك المهم ثم الأهم ..
    والكل في النهاية صديق تجربته او تحصيله او معارفه ليصنع منها هيكل او منظومة يرتبط بها ويعشقها خلايا عقله وفكره .. على ان لا تمثل في النهاية اصناما نحتار في هدمها او هي لابد ان تكون قابلة للتغير والإزاحة والتفعيل ولا تتخذ شكل الفكرة الجامدة او النظام غير قابل التفعيل والتحوير والتدوير .. وإعادة إنتاجها بما يتلاءم وما نحياه ..

  10. #10
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    اعيد السؤال اليك ايتها العزيزة فاطمة قبل ان اخوض في الموضوع...
    وهل نظرة الفيلسوف الى الاشياء تشبه نظر العالم والاديب ورجل الدين...؟
    اذا كا توصلنا لاجابة واضحة لهذا السؤال يمكننا بعدها قول الفصل في الامر..مع ان الفسلفة والعلوم وحتى والادب بل الشرع(في بعض المسائل) لم يحسم كل شيء ويفصل فيه.

    تقديري ومحبتي
    جوتيار

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. من جيل التحرير إلى جيل البناء والتعمير
    بواسطة ساعد بولعواد في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 15-07-2017, 12:20 AM
  2. عندَ التّأَمُّلِ والسّؤَال
    بواسطة صقر أبوعيدة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 22-02-2011, 02:12 PM