أحدث المشاركات

قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: عودة الى الادب الروسى مع بوشكين

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : مصر
    المشاركات : 2,694
    المواضيع : 78
    الردود : 2694
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي عودة الى الادب الروسى مع بوشكين



    انبهر شاعر روسيا الكبير الكسندر بوشكين بفصل الخريف ففيه تتحول أوراق الأشجار من الأخضر اليانع الى الأخضر الغامق ثم تنتقل إلى اللون الأصفر الساطع الذي سماه بوشكين في أشعاره " بالخريف الذهبي "
    وعندما تجاوز بوشكين الثلاثين وبدأ يفكر في الزواج كتب له والده قطعة ارض وأملاكا ونحو المائتين من الفلاحين وحان وقت التصرف في هذه الأملاك أدارتها
    وكان بوشكين يمتلك عمليا 200 فلاح لأن قانون تحرير الأفنان لم يكن قد صدر بعد فقد صدر بعد ذلك ب 41 عاما أي سنة 1861 بعد رحيل بوشكين في مبارزة شهيرة .
    وبسبب انتشار وباء الكوليرا آنذاك بسرعة في الأراضي الروسية وضعت الحاكميات والمحافظات تحت نظام الحظر في التنقل والاختلاط طبقا لنظام الكارنتينا
    ومعه وجد بوشكين نفسه دون ان يرغب فى ذلك سجينا في أملاكه حتى نهاية الخريف .. وهكذا شاء القدر أن يضعه في أجواء ملائمة لعمله الإبداعي وهكذا كان .
    فخلف النافذة كان المطر يهطل مدرارا بينما كانت الحديقة الوثيرة أمام المنزل تتراقص تحت حفيف الأوراق .. ومعها كان بوشكين يجلس في الأمسيات المظلمة خلف منضدة صغيرة من الخشب الأحمر عليها شمعدان يحمل ثلاث شمعات وريشة أوزن كان بوشكين يكتب بها .
    وخلال أقل من 3 أشهر وضع بوشكين عدة عشرات من المؤلفات الرائعة في مجال الشعر والنثر . فتعبير " خريف بولدينو" و ( بولدينو اسم ضيعة الشاعر) أصبح رمزا للإلهام وللسمو الإبداعي .
    وقد وصل بوشكين الى بولديننو بمشاعر مشتتة مملوءا بالهموم والمشاغل والاحاسيس السيئة .. كان يحل عليه ضجر غير مفهوم يعذب روحه .. لانه فيما يبدو كان متهيبا لتوديع حياة العزوبية بعد أن تجاوز الثلاثين من العمر مستمتعا بالحياة الحرة بينما كانت خطيبته ناتاليا جونتشاروفا التي لم تتجاوز التاسعة عشرة من العمر حبيسة موسكو ربما فى انتظاره وكان هو يتيه بها حبا وعشقا .. ويقال أن تقدم سنه النسبي وقصر قامته وقتامة وجهه بالمقارنة بها جعلته يقاسى كثيرا حتى تقبل الزواج منه ..
    كانت حالة عائلتها المادية مضطربة فالعروس قد قدمت للزواج حتى بدون " دوطة " وهى ما تقدمه العروس لعريسها لبدء حياة رضية وفق مشروع مالي أو تجارى ولكن الشاعر بوشكين تغاضى عن هذه " الدوطة " لأنه كان في عجلة من أمره .
    وقد انصبت في مجرى شعر بوشكين الحالة النفسية القلقة التي كانت تستحوذ عليه وأيضا التفكير في الحاضر والمستقبل والتجربة الشخصية والحياتية والأفكار حول الكينونة الدنيوية
    وبعد وصوله الى بولدينو بخمسة أيام كان كان بوشكين قد كتب قصيدة بعنوان " الشياطين " عكس فيها التصورات والأفكار التي كانت تجيش في صدره وفى ذلك اليوم نفسه كتب قصيدة " اليجيا" الشهيرة التى تعتبر من أروع مؤلفاته الشعرية . . كان شعرا يخشخش تارة ويبكى تارة ويصلى طورا وفيه يقول أنى أريد أن أعيش لكي أفكر و أتعذب ..

    الكتابة بشغف عظيم :-
    وإذ قام بوشكين بالتعبير عن دواخل نفسه بالكلمة فأنه انتعش فورا وكتب إلى صديقه الأديب بيوتر بلتنيف يقول له " ما هذه القرية الرائعة "؟ سهل خلف سهل بينما الجيران والانسمة بإمكانك امتطاء الجياد قدر ما تريد والكتابة في المنزل قدر ما يحلو لك . وهكذا كان تحت وطأة الشغف العظيم
    وفى رسالة بعث بها الى بلتنيف تحدث بوشكين عن محصوله الإبداعي المدهش فيقول : أقول لك أنني كتبت في بلودينو كما لم أكتب من قبل فالجزءان الثامن والتاسع الأخيران من رواية " يفجينى اونيجين " قد اصبحا جاهزين للطبع بشكل تام بالإضافة لقصة شعرية تتألف من 400 بيت وبعض المشاهد الدرامية أو تراجيديا صغيرة بعنوان " الفارس البخيل " و " موتسارت وسالييرى " و " وليمة في زمن الطاعون " و " دون جوان " بالإضافة إلى ذلك وضعت 30 قصة قصيدة شعرية قصيرة وكتبت 5 قصص نثرية .. وهذا ليس كل شئ .. وكان " هذا ليس كل شئ " عبارة عن حكايات رائعة تربت عليها في روسيا الأجيال التي أتت بعد بوشكين .
    وكان بوشكين يقوم عن الكتابة من اجل الطعام أو النزهة فقط فقد كان يستيقظ مبكرا ويشرب القهوة ويظل يعمل حتى موعد الغداء في وضعيته المحببة مستلقيا ثم يأكل وجبة مع الخبز الأسود والبطاطس التي تطهوها له طباخة ماهرة داخل الفرن الروسي
    ثم يتجول بعد الغداء متنزها حتى غياب الشمس وكان ذلك إما راكبا أو سائر على الأقدام إلا انه فى جولات تنزهه كان دائم التفكير يستوحى من الطبيعة ألحان عجائب أشعاره
    وكان المنزل سيئ الترتيب إذ لم يعش هنا أحد مدة طويلة ولكن بوشكين كان يرى عندما يخرج من البوابة حديقة مترامية الأطراف وكانت تمتد عبر الحديقة مجموعة من أشجار الزيزفون تنتهي آخرها بمقعد رائع محبب له ولا يزال المقعد محفوظا حتى الآن .
    وعلى مقعد مماثل له تماما جلست ماريا بطلة روايته " العاصفة " عندما جاء بورمين وتم بينهما ذلك الحديث النهائي والدراماتيكى والسعيد في آن واحد بينما فى الطرق المزدانة بأشجار الليلك بعث " يفجينى أونيفين " لواعجه لحبيبته ناتيانا لارينا التي قد أرسلت له رسالة تعترف فيها بحبها له
    وفى عمق الحديقة كان هناك مكان آخر يستلطفه بوشكين وهو عريش قائم بالقرب من البحيرة فأغصان الصفصاف الكثيفة المتدلية في الماء كانت توحي للشاعر بضفائر عرائس البحر وهنا ولدت التخيلات السحرية التي تجسدت فى الحكايات فيما بعد و" رأى " بوشكين ذات يوم وهو ينظر إلى التلة المواجهة للبحيرة والتي تعلوها شجرة منفردة فارسا أسبانيا يضع قبعة رائعة على رأسه مائلة على العينين ورسم الشاعر الفارس على صفحات مسودة الرواية التراجيدية " الضيف الحجري " التي هي عبارة عن أسطورة أسبانية تدور حول أسر قلوب النساء دون جوان
    إن كل الشخصيات الفنية التي أظهرها للشاعر " خريف بولدينو " يجمع ما بينها موضوع واحد وهو موضوع القدر ففي المنزل الفارغ كتب بوشكين وهو يستمع ألي صفير الرياح وصراخ الطيور المتحفزة للانطلاق " الشعر هو الأرق المكتوب فى الوقت المناسب"
    وفى ذلك شئ من التلميح وتساؤل موجه للقدر الذي آمن به طيلة حياته فالشاعر كان يدرك انه عديم القوة حباله " فليست هناك أية حماية من هذا القدر" ويقال أن بوشكين كتب ذات مرة وكان عمره 24 سنة في قصة " الغجر " وكان ذلك قبل 6 سنوات من " خريف بولدينو "وبعد 6 سنوات من " خريف بولدينو " وهى المرحلة الذهبية من حياته قتل بوشكين فى مبارزة مع شخص فرنسي عابر يدعى جورج دانتس مدافعا عن كرامة زوجته وكرامته الشخصية .
    وبعد زيارته الأولى ألي بولدينو عاد بوشكين إليها وكان قد تزوج ليزورها مرتين أخريين وكان ذلك في الخريف أيضا ووضع روائع جديدة وعادت عليه مؤلفاته التي كتبها بإيرادات كبيرة حتى وفاته وبعد موته ساعدته تلك المؤلفات على رعاية أولاده الأربعة .


    مقتطفات من كتاب الادب الروسى


  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    المشاركات : 379
    المواضيع : 23
    الردود : 379
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    إذن هي عودة إلى الأدب الرفيع الراقي

    كنت وما زلت أقول أن الأدب الروسي متفرد وربما يشابهه
    في هذا التفرد الأدب الفرنسي

    شكرا لك أيتها الياسمين على زيادة معلومتنا
    بأدب من المستوى العالي

  3. #3
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : مصر
    المشاركات : 2,694
    المواضيع : 78
    الردود : 2694
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي



    الشكر لك انت صمصام على حضورك

    وتذوقك لهذا الادب الراقى

    ولولا رقى فكرك ومشاعرك لما تذوقت رقى الادب الروسى

    شكرا لحضور يسعدنى دائما

    لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين


المواضيع المتشابهه

  1. مَوْعُدٌ مَعَ السَّحابْ
    بواسطة عبدالملك الخديدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 28-10-2014, 11:27 AM
  2. مع ألكسندر بوشكين
    بواسطة هشام النجار في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-06-2014, 03:26 PM
  3. معَ ابْنِ تيْميةَ في سجن القلعة..
    بواسطة د. مصطفى عراقي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 60
    آخر مشاركة: 12-12-2013, 02:23 PM
  4. تقرير حول أُمسية أشبال ملتقى رابطة الواحة الثقافية معَ التسجيل
    بواسطة نزار الكعبي النجفي في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 19-03-2006, 10:40 AM