|
حلَّ الوفاقُ و حلّ الفـرحُ و العيـدُ |
فلتُطْلق اليوم مـن فيـكِ الزغاريـدُ |
بالأمس كان شجونُ الحزن يغمرنـا |
واليـوم يغمرنـا سعـدٌ و تغـريـدُ |
جاد القلوبَ غمامُ الحـبّ يمطرهـا |
و جمّع الشملَ بعـد البيـن توحيـدُ |
تنفّسَ الصبحُ بعد الليـل و انقشعـت |
غيـومُ حقـدٍ فـي أجوائنـا سـودُ |
و عادت الـدار بالإخـوان مشرقـةً |
و اخضرّت الأرضُ و القيعانُ و البيدُ |
وعادت الروحُ في الأجساد واحـدةً |
و بـدّد الظلمـةَ المجنونـةَ العـيـدُ |
فاخرجْ بشعرٍ يا ابن القدس ذي مرحٍ |
و اعزفْ فنظمكَ في أسماعنا العـودُ |
و أرسلِ اللحنَ إثر الحرف يُطربُنـا |
كالعقـد فـتـانٌ يشتـاقُـه الجـيـدُ |
هذي المشاعرُ يـا أقصـى موحّـدةٌ |
فوق الربوع لها في الشعـر تمجيـدُ |
هذي المحبّـةُ يـا أقصـى موطـدةٌ |
مثل الجبال لها فـي الأرض توطيـدُ |
تفنى الجبـالُ ومـا تفنـى مودتنـا |
و يخسأُ الغـادرُ المستذئـبُ السيْـدُ |
يا قومُ إني أرى الأخطـارَ تدهمكـم |
و يدهـمُ القـدسَ تهديـمٌ و تهويـدُ |
تهـدّمُ اليـومَ أقصـانـا ثعالبُـهـم |
و يرقصُ اليومَ في الباحاتِ عربيـدُ |
ويكسرُ البـابَ و الجـدرانَ فأْسُهـمُ |
و يعتلـي القبّـةَ الصفـراءَ رعديـدُ |
يُعذّبُ القدسَ مـن صهيـونَ بطشُهـمُ |
كمـا يؤرّقُـهـا هــمٌّ و تسهـيـدُ |
و يُسلَبُ الناسُ في الأكنـافِ بيتَهـمُ |
و يَضربُ الناسَ تفريـقٌ و تشريـدُ |
القدسُ صارخـةٌ و العيـنُ دامعـةٌ |
و النارُ شاعلـةٌ و الـدربُ مسـدودُ |
و البيضُ فوق رؤوس القـومِ قائمـةٌ |
و القوسُ للرميِ يا غفـلانُ مشـدودُ |
فانهضْ بربّك إن الأرض في خطـرٍ |
جـرداءُ مقفـرةٌ يهـمـاءُ قـيـدودُ |
و اسحبْ سيوفك قد آن الأوانُ لهـا |
ما يفعلُ السيفُ شيئاً و هـو مغمـودُ |
و اجمعْ رجالـكَ كالبركـانِ ثائـرةً |
و ارمِ العـدوّ فـإنّ اليـومَ مشهـودُ |
أُسْدٌ تهـبّ تبيـرُ القـومَ صرختُهـا |
إذا تجـودُ ففـي أسيافهـا الـجـودُ |
مثل النجـوم غـداةَ الليـل ساطعـةً |
أبنـاءُ معمـعـةٍ جـنـدٌ صنـاديـدُ |
ترمـي فتفتـكُ بالأعـداء رميتُـهـا |
القـولُ مفعـولٌ و الفعـلُ محمـودُ |
هي الكتائـبُ و الأقصـى عرينُهـمُ |
و الحقُّ سيفهـمُ للقـدس مرصـودُ |
بمثلِ هذي يكـونُ النصـرُ منعقـداً |
و النصرُ باللهِ و المصقـولِ معقـودُ |