المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إدريس قندوز الشعشوعي
أخي د.عمر قصيدتك جميلة في مبناها ، قوية في تعابيرها مؤثرة تنبي عن شاعر متمكن ..
لكنني صدقا أتحفظ على الموضوع .. لأنّ به تخصيصا للعراقيات الحرات .. و إن كان منه القصد بعض اللواتي ربما وقعن بسبب تلك الظروف التي نسأل الله أن يرفعها عن العراق و أن يدفعها عن سائر بلاد المسلمين .
العاظفة نبيلة إلى أبعد الحدود ، و بها غيرة ظاهرة .. و لكن التخصيص يؤلم ، لأفرأيت لو كنت عراقيا لغصّ الحلق مني ، و تقطع القلب لهذا التخصيص مهما كان دافعه .. و مع ذلك فالقلب يغصّ و القلب يتقطع .
و هل النساء في سائر البلدان العربية و المسلمة الأخرى لا يتلطخن بهذه الفواحش ؟؟
بل أرى الفاحشة في بلدان الرّخاء أكثر منها من في بلدان الضراء و البأساء ..و هي في بلدان الرّخاء أدعى للنقد و التوبيخ لأنها تنمّ عن مواقعة الإثم و الفاحشة بمحض إرادة و اختيار ، لا كالذي يقع في الإثم مكرها أو مضطرا و قد دفعه فقره أو حاجته لذلك .. إفلا ترى أن سيدنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قد اسقط حدّ السرقة في عام المجاعة .
و مع كلّ ذلك .. فالقصيدة بداياتها رائعة جدا ، و نسأل الله أن يلطف بنا ، و أن يصلح حال أمتنا جمعاء ، إنّه على ذلك قدير .
ساءَلْتُها : مَنْ أَنْـتِ ؟ قالـتْ : حُـرَّةٌ
وَ لِأَرضِ ( دجلةَ ) وَ ( الفراتِ ) جُذوري
أَنا مِنْ دِيـارِ العِـزِّ مِـنْ أَرضِ النَّـدى
مِـنْ نَصلـةِ الأَبـطـالِ وَ التَّحـريـرِ
مِنْ شَمْسِ أرضِ ( الرَّافدينِ ) جَدائِلـي
وَ مِن ( السَّماوَةِ ) كُحْلَتي وَ عُطُـوري
مِنْ نَخلِهـا صَـاغَ الزمـانُ قساوتـي
مِـنْ طِيبِهـا نَفَـحَ المكـانَ بُخُـوري
( فَلُّوجَـةُ ) الأَحـرارِ لا زالـتْ بِـهـا
داري وَ مَعْقِـلُ ثَورتـي وَ مَصـيـري
مِنْ ( أُمِّ قَصْرٍ ) , مِنْ حدائِقِ ( بَابِـلٍ )
شَعْـري وَ كُحْـلُ عُيونِـيَ الأُسطـوري
هَذا ( عِراقُ ) الخيرِ يَنبضُ فـي دَمـي
فَسَلِ ( العِراقَ ) عَـنِ الـدَّمِ المَهْـدُورِ
قَالـتْ وَ لا زالـتْ تـقـولُ وَ إِنَّـنـي
بَيْـنَ الحُـروفِ وَ دَمْعِهـا تَفكـيـري
شَـلَّ الكـلامُ حَصافَـتـي وَ تَعَقُّـلـي
وَ بَكـى الفـؤادُ مُصابَهـا وَ ضميـري
تقبل أخي تحياتي و مودتي ..