سأرحل عنك إليك ، وأمضي لألقاك في كل وقت وأرض وأحمل عهدك زادا وريا ليلحق في السير بعضي ببعضي قضيت بحكم الرحيل ؛ فهلا أبنت بماذا وحتام يقضي؟ وكيف أنفذ حكما كهذا يسد طريقي ، ويحطم نهضي؟ وكيف الرحيل بغير وداع يجدد عزمي لدى كل خوض؟ ورب وداع سرى كالشعاع ورقرق ضوءك من كل ومض سأرحل ، لكنني لن أسير أسير ادكار لشوق ممض ولن أستعيد دموع الفراق فما زلت اُغمر منها بفيض وما زلت أشربها في كؤوس كم امتلأت من حنيني ونبضي ولكنني سأحيل الدموع شموعا تصاحبني حيث أمضي أشيم بها كل حلم وضيء يرف شذاه بآفاق روضي فكم هرب البدر والليل داج وكنت إليه بسرِّيَ أفضي أناجيه وهْو البعيد القريب فيصمي النجاوى بسهد مُقِضِّ ويصمت ثم يغيم كأن لم يلح في سمائي ، فتنهلَّ أرضي سأرحل ، لكنني عائد مع الصبح يعلن عندك رفضي وما لي اسميه رفضا وعندي رجاء يداعبه أن تغضي ويهتف أن تنقضي مبرما فما أظلم الحكم من دون نقض!!