أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حوار للدكتور حسين علي محمد في العدد الجديد من «المجلة العربية»

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي حوار للدكتور حسين علي محمد في العدد الجديد من «المجلة العربية»

    الشاعر الدكتور حسين علي محمد:
    نقد غير السعوديين للأدب السعودي هو نقد مُجامِل!
    حوار: سعد بن عايض العتيبي
    ....................................

    (هذا هو نص الحوار الذي نشر اليوم، في العدد الأخير من «المجلة العربية»، العدد (361)، صفر 1428هـ-مارس 2008م)
    الشاعر الدكتور حسين علي محمد أستاذ الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بالرياض ـ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، من الأصوات الشعرية المعروفة التي برزت في أوائل السبعينيات الميلادية كشاعر وقاص وناقد، قدّم للمكتبة العربية مجموعة وافرة من الدراسات النقدية منها «البطل في المسرح الشعري المعاصر» و«القرآن ونظرية الفن» و«دراسات معاصرة في المسرح الشعري»، و«جماليات القصة القصيرة»، و«المسرح الشعري عند عدنان مردم بك» و«البطل المُطارد في روايات محمد جبريل»، وقدم عدداً من الدواوين الشعرية، نذكر منها «السقوط في الليل» و«أوراق من عام الرمادة» و«شجرة الحلم» و«حدائق الصوت»، و«النائي ينفجر بوحاً»، ونشر مجموعتين قصصيتين، وست مسرحيات شعرية، كما كتب للطفل ثلاثة كتب هي: «الأميرة والثعبان»، و«مذكرات فيل مغرور»، و«كان ياما كان».
    والدكتور حسين علي محمد من مواليد محافظة الشرقية بمصر عام 1950م، وهو حاصل على الدكتوراه عام 1990م في الأدب العربي، وقد كرمته إثنينية الشيخ عبد المقصود خوجة عام 1999م، وأعدت عنه رسالة ماجستير بعنوان «شعر حسين علي محمد الغنائي»، وتعد عنه رسالة ماجستير أخرى بعنوان «الفن القصصي والمسرحي عند حسين علي محمد».
    *علمت أنك في بداية حياتك الأدبية قد قابلت صاحب الرسالة « أحمد حسن الزيات»، فماذا بقى في الذاكرة من ذكريات لقائك (الوحيد) معه ؟
    -كانت مجلة "الرسالة" قد عادت إلى الظهور عام 1963م بعد توقف عشرة أعوام، فكتبت لها مقالة بعنوان "أفريقيا في شعر هاشم الرفاعي"، فنشرتها المجلة في «بريد القراء»، في العدد (1087)، في 12/11/1964م، وكنتُ في الصف الثالث الإعدادي. فذهبتُ إلى الأستاذ الكبير أحمد حسن الزيات (1885-1968م) في اليوم نفسه ـ مع ابن عمتي وكان طالباً في كلية أصول الدين.
    كنتُ حددتُ الموعد لقريبي قبل النشر، فصادف نشر المقال.
    وركبنا سيارة الأجرة من ديرب نجم إلى القاهرة التي وصلنا إليها بعد ساعتيْن تقريباً.
    وذهبنا لمقابلته في عنوان مجلة "الرسالة"، فقيل لنا إنه في مبنى إدارة الأزهر (كان الزيات في الوقت نفسه رئيساً لتحرير مجلة "الأزهر" التي كنتُ أحد المشتركين فيها ـ وكانت قيمة الاشتراك عشرين قرشاً عن سنة كاملة).
    ـ ووجدنا صاحب "الرسالة" في مبنى "إدارة الأزهر" الذي يقع بين مسجد الحسين ـ رضي الله عنه ـ ومسجد الأزهر الشريف.
    وجدت الرجل ربعة، رأسه أصلع، يلبس بدلة بنية اللون، وكان واقفاً، ومنشغلاً بأضابير كثيرة يفتحها، ويغلقها. سلّم عليْنا في سرعة وعدم اكتراث، وطلب لنا شاياً، فجلسنا.
    شكرتُه على نشر مقالتي في "بريد القراء"، وحدثته عن مكتبتي ومجلات الحائط التي أصدرها، وإنتاجي (كان هذا أول مقال يُنشر لي)، وأنني لي عدة قصائد و .. و .., والرجل يبدو من منظره أنه لا يسمع شيئاً مما أقوله أنا، أو يقوله قريبي من إطراء عليَّ وعلى تفوقي الدراسي والأدبي (!!).
    لم يعلق الرجل.
    وجلسنا حوالي ربع ساعة، والرجل لا يحس بنا، ولم يكلمنا في شيء!
    وطلبنا الإذن في الانصراف، فأشار بهزة من رأسه، معناها: تفضلوا اذهبوا!
    أرسلتُ له مقالات وقصائد بعدها لينشرها في "بريد القراء" في مجلة "الرسالة"، فلم ينشر لي شيئاً طوال الشهور الثمانية التي عاشتها المجلة بعد هذا اللقاء.
    بينما ظل صديقه الأستاذ الكبير محمد فريد أبو حديد ينشر لي في "بريد القراء" بمجلة "الثقافة"، حتى توقفت المجلتان في صيف 1965م.
    أسأل نفسي أحياناً:
    هل نشر لي أبو حديد .. لأنه لم يرني.. ولم يعرف أني مازلتُ تلميذاً في الصف الثالث الإعدادي؟
    *هل تأثرت بأحد من الشعراء؟
    -وأنا في الثالثة عشرة (في الصف الأول الإعدادي) قرأت «تهذيب الأغاني» لابن واصل الحموي، الذي كان يُنشر نصه الكامل في أجزاء أسبوعية عن دار التحرير للطبع والنشر (جريدة الجمهورية) بإشراف الأستاذين طه حسين وإبراهيم الإبياري، وحفظت معظم ما به من نصوص شعرية لكبار الشعراء كجرير وبشار بن برد .. وغيرهما، وفي الرابعة عشرة حفظت قصائد كثيرة من دواوين المعاصرين: هاشم الرفاعي، ومحمد مصطفى الماحي، والقروي ... فبداياتي بدايات تراثية، ثم قرأت الشعر المحافظ في دواوين أعلامه ـ فيما بعد ـ ومن العجب أنني بدأت بكتابة الشعر الحر، متأثراً بما كنت أقرأه في مجلة «الشعر» (التي صدرت بين عامي1964، 1965م برئاسة الدكتور عبد القادر القط) وغيرها من الصحف والمجلات التي كانت تهتم بهذا الشكل، ثم كتبتُ بعد ذلك قصائد قليلة من الشعر الخليلي.
    *هل أنت من أنصار الشعر العمودي أم الحر؟
    ـ أنا من أنصار الشعر الحقيقي في أي شكل كان!، ففي العمودي نطالع الإبداعات المتفوقة لعبد الله البردوني، ونزار قباني، وغازي القصيبي، ومحمد التهامي، ومحمود مفلح، ويحيى السماوي، وعبد الرحمن العشماوي، وفي الشعر الحر نتذوق ما يبدعه أبناء جيلنا: صابر عبد الدايم، وأحمد فضل شبلول، ومحمد سعد بيومي، وجميل محمود عبد الرحمن.
    *رغم أنك ناقد وشاعر إلا أننا لم نر لك أمسية شعرية، فهل التقصير منك أم من الجهات الثقافية في المملكة؟
    -ربما يكون التقصير مني لأني مشغول بإنجاز بعض الدراسات الأدبية، ولا أحضر إلا بعض الأمسيات الأدبية في الرياض من خلال النادي الأدبي ونادي القصة ورابطة الأدب الإسلامي العالمية.
    *أصدرتَ في الأعوام الخمسة الأخيرة ثلاث مجموعات قصصية هي «أحلام البنت الحلوة» و«مجنون أحلام» و«الدر بوضع اليد»، فكيف تهرب كقاص وشاعر من مهام الأستاذ الجامعي؟
    -أعباء الأستاذ الجامعي لا تنتهي؛ من إعداد محاضرات، إلى إلقاء الدروس في القاعات، إلى مناقشة مخططات بحوث الماجستير والدكتوراه في مجلس القسم، إلى إشراف على الطلاب في الرسائل الجامعية أو بحوث التخرج، إلى مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه، وهي مهمات تقتطع ما بين ثلاث ساعات إلى خمس يوميا، وعليك أن تخصص لنفسك ساعتين ـ على الأقل ـ لقراءاتك الخاصة فيما تحبه من شعر وقصة قصيرة، وهي مهمة شاقة، قد لا أستطيع أن أفي بها باستمرار، وبخاصة أنني أقضي ساعة أو ساعتين يوميا على الإنترنت.
    الهروب إلى الإبداع ساعة أو ساعتين يومياً، يجعلك في قلب التجربة الإبداعية، وليس بعيداً عنها، بالإضافة إلى أنني أدرس الأدب الحديث، أي أن قراءاتي الأخرى تدخل في قلب هذه التجربة الإبداعية.
    *كيف تنظر للحركة الثقافية في المملكة؟
    -أنظر لها بإعجاب كبير، فهي حركة نشطة تعج بالإبداعات المتفاوتة القيمة، ومن الصعب على المتابع أن يُحيط بكل ما ينشر في الصحف والمجلات والكتب.
    *ما رأيك في القصة السعودية؟
    -القصة القصيرة في المملكة على درجة عالية من الجودة عند بعض القاصين، وأنا أتابعها منذ منتصف الثمانينيات وقد كتبتُ عدداً من المقالات عن بعض القاصين السعوديين، ومنهم: فهد العتيق، وحسن النعمي، وجبير المليحان، ومحمد المنصور الشقحاء، وخالد اليوسف، وحسن حجاب الحازمي ... وغيرهم.
    *هل تُتابع الملاحق الأدبية؟ وما تعليقك عليها؟
    -الملاحق الأدبية مختلفة ومتنوعة، فمنها التراثي ومنها الحداثي، وقد أتابع بعضها أحياناً، لكنني كنتُ أتابع باستمرار ملحق «إبداع»بـ«المسائية»، لأنه يمثل رؤية بصيرة معتدلة، بين القديم والحديث، وهو يماثل في نظري مجلة «الأديب» اللبنانية التي ظللت أكتب فيها من عام 1970م حتى توقفت عام 1983م بصفة شبه مستمرة. ومن ثم وجدتني فيه، أو وجدت نفسي فيه.
    *هل قرأت شيئاً من إصدارات الأندية الأدبية؟
    -بالطبع، قرأت معظم إصدارات نادي جازان (التي حملها إليّ أحد الأصدقاء)، كما قرأت بعض مطبوعات نادي القصيم، ونادي الطائف، ونادي المدينة، ونادي الرياض، ونادي جدة، ونادي المنطقة الشرقية.
    *هل صادفتك في المملكة باعتبارك عضواً في هيئة التدريس بجامعة الإمام بعض المواهب الأدبية؟ وماذا قدّمت لها؟ وما دور الأستاذ الجامعي في توجيه المواهب الشابة؟
    -في الجامعة جاءتني بعض المواهب الشابة، وبعد مناقشتهم فيما يكتبون نشرت لهم في الصفحة الثقافية بمجلة «مرآة الجامعة»، ورشحت بعض نتاجهم لينشر في منابر أخرى، وقد تم نشره. أما أولئك الذين مازالوا في طور التجريب والمحاولة فنقرأ معهم بعض إبداعاتهم ونناقشهم فيما يكتبون، ونبدي ملاحظاتنا عليه، وسنكون سعداء حينما يكتبون إبداعا متفوقاً جديراً بالنشر.
    *ما رأيك في المجلات الأدبية بالمملكة؟ ولماذا لا تشارك فيها؟
    -المجلات الثقافية في المملكة متنوعة، وتقوم بدور جاد في تقديم الدراسات الأدبية التراثية والمعاصرة، كما تنشر الإبداع الأدبي (في القصة والشعر والمقالة وغيرها)، وقد نشرتُ في مجلة «الفيصل» عدداً من المقالات عن ديوان ظافر الحداد، وحياة الراعي النميري وشعره، وعلي الجارم، وأنس داود ومسرحه، وقصص حسن حجاب الحازمي، وشعر عبد العزيز العجلان، كما نشرت عدداً من الحوارات الأدبية والقصائد في «المجلة العربية»، وكانت لي مساهمات كثيرة ـ بصفة شبه أسبوعية ـ في ملحق «إبداع» في صحيفة «المسائية» المحتجبة، ونشرت منذ عشرة أعوام أكثر من عشر دراسات في صحيفة «الجزيرة»، ومثلها في مجلة «الدعوة». فأنا كما ترى مشارك في الحياة الأدبية والثقافية بالمملكة بقدر الطاقة، وبقدر ما يسمح به وقتي.
    *ما سر إعجابك بالروائي محمد جبريل، فقد قرأنا لك كتابيْن عنه، هما «تجربة القصة القصيرة في أدب محمد جبريل» و«صورة البطل المطارد في روايات محمد جبريل»؟
    -محمد جبريل من أبرز كتاب الجيل الثالث في الرواية العربية، وهو من جيل جمال الغيطاني، وصنع الله إبراهيم، وإبراهيم أصلان، وبهاء طاهر، ويوسف القعيد. وهو من أغزر أبناء جيله إنتاجاً وتنوعاً، فهو يكتب الرواية التاريخية والمعاصرة، والشكل الفني عنده متنوع وثري. إن محمد جبريل لا يجيد الدعاية لنفسه كما يفعل بعض أبناء جيله، لكنه ينتج في صمت، وقد تنبهت له الحياة الأدبية فعلاً، والدليل على ذلك كثرة الدراسات والمقالات التي نشرت عنه في المجلات الأدبية لطه وادي، وصابر عبد الدايم، ومحمد قطب، وأحمد زلط، ومراد عبد الرحمن مبروك، والداخلي طه، وحسن الجوخ ... وغيرهم.
    *هل حدثتنا عن مجلة «أصوات معاصرة» التي أصدرتها فصلية منذ عام 1980م؟
    -أصدرت العدد الأول من «أصوات معاصرة» في أبريل 1980م للشعر فصلية، وقد صدر العدد الأول في (500) نسخة، وبعض أعدادها ـ بعد ذلك ـ صدر في (500) نسخة، و (1000) نسخة، وعددان صدرا في 200 نسخة.
    بعد العدد الأول شاركني مسؤولية إصدارها الشاعران عبد الله السيد شرف ومحمد سعد بيومي، وبعد العدد الخامس اشترك معنا: د. صابر عبد الدايم (بعد أن عاد من بعثته التعليمية في ليبيا)، وبعد العدد العشرين اشتركت معنا: مديحة عامر.
    لا أستطيع أن ألخص تجربة «أصوات معاصرة» في سطور، لكنني أقول إنها تجربة جادة في الأدب العربي الحديث، من ملامحها:
    -نشرت الشعر الحر والخليلي.
    -نشرت لشعراء من مصر وسورية والعراق والبحرين والمغرب.
    -نشرت دواوين وقصائد لشعراء بارزين في الساحة الأدبية العربية ومنهم: محمد مهران السيد، أحمد سويلم، محمد يوسف، جميل محمود عبد الرحمن، بدر بدير.
    -نشرت تراجم من الشعر العالمي، أبرزها ترجمة الدكتور سمير عبد الحميد لبعض قصائد محمد إقبال، كما ترجم الدكتور علي عبد الرؤوف البمبي بعض القصائد الأسبانية.
    -نشرت الدواوين الأولى لشعراء أصبحوا معروفين، مثل عبد الله السيد شرف، ونبيه الصعيدي، ومحمد سليم الدسوقي، ونعمان الحلو.
    -نشرت أعداداً خاصة بمثابة دراسات أدبية، عن: أحمد سويلم، ومحمد يوسف، وأحمد فضل شبلول، ومصطفى النجار، وحسني سيد لبيب ... وغيرهم.
    -نشرت قصصاً وروايات لأكثر من عشرين قاصا وروائيا، منهم: حسني سيد لبيب، ومجدي جعفر، وأحمد محمد عبده، وأحمد زلط، ويس الفيل، ومحمد الحديدي ... وغيرهم.
    -قدمت عدداً من الدراسات، مثل: «محمد جبريل وعالمه القصصي» و«قراءات في أدب محمد جبريل»، والكتابان لمجموعة مؤلفين، و«روائي من بحري» لحسني سيد لبيب، و«سعد حامد وعالمه القصصي» لإبراهيم سعفان، و«الرؤية الإبداعية في شعر عبد المنعم عواد يوسف» للدكتورين خليل أبو ذياب وحسين علي محمد.
    -نشرت بعض الكتب الإبداعية والنقدية لمؤلفين سعوديين، منهم: د. محمد الربيع، ود. محمد بن سعد بن حسين، ومحمد المنصور الشقحاء، ومقعد السعدي، كما أصدرت عدداً خاصاً في طبعتين بعنوان «ملف الأدب السعودي».
    وقد جعلنا لها موقعاً على الإنترنت.
    وقد أصدرت حتى الآن (196) عدداً، ونحن نُفكر في تطويرها، وأن تُصدر عشرة كتب في السنة. والله الموفق.
    *ماذا عن تجربتك للكتابة للأطفال؟
    -أصدرت قصة شعرية لأطفال بعنوان «الأميرة والثعبان» عام 1977م، وفي عام 1993م صدرت لي مجموعة من القصص الشعري للأطفال تضم ثماني قصائد قصصية للأطفال عن رابطة الأدب الإسلامي العالمية بعنوان «مذكرات فيل مغرور»، وقد طبعت ثلاث مرات، وفي عام 2005م صدر لي كتاب في سلسلة «قطر الندى» بعنوان «كان ياما كان» يضم قصيدتين قصصيتين، فكأن مجموع ما كتبته للأطفال إحدى عشرة قصيدة قصصية.
    (يتبع)

  2. #2
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    (بقية الحوار)
    *ما رأيك في كتابات غير السعوديين عن الأدب السعودي؟
    ـ يُمكن أن نقول إن بعض النقاد الذين جاءوا إلى المملكة كتبوا مخلصين في نقد الأدب السعودي وتقديم جوانب مضيئة منه وحتى حينما رجعوا إلى بلادهم نشروا ذلك في كتب مستقلة أو في أجزاء من كتبهم ومن هؤلاء الدكتور صابر عبد الدايم في كتابه "التجربة الإبداعية في ضوء النقد الحديث" فقد كتب عددا من الدراسات المتميزة عن شعراء سعوديين منهم الأمير عبد الله الفيصل وعلي محمد صيقل وغيرهما وعن القاص عبد الله باقازي. ومنهم الدكتور السيد محمد ديب الذي له كتاب متميز عن الرواية السعودية طبع مرتين في مصر ومن هذه الطبقة "طبقة النقاد المتميزين الذين كتبوا عن الأدب السعودي" بفهم واقتدار الدكتور أحمد السعدني والدكتور يوسف نوفل والأستاذ أحمد فضل شبلول.. وغيرهم.
    لكن هناك بعض المتكسبين بالأدب والنقد الذين كتبوا كتبا كاملة عن الأدب السعودي أو مقالات نشرت في مجلات سعودية عن الأدب السعودي وهم ليسوا في مستوى النقاد الحقيقيين، وهؤلاء للأسف هم الكثرة الكاثرة مما يجعل الناقد المحايد في عموم الصورة يرى أن نقد غير السعوديين للأدب السعودي هو نقد مجامل.
    *صدرت لك في المسرح الشعري ست مسرحيات، تلجأ في بعضها للتراث ـ فلم كان ذلك اللجوء؟
    -يستطيع العرض المسرحي الذي يعتمد على النص، والتمثيل، والإضاءة … أن يقوم بنفسه، بدون العودة إلى التراث، وأن يُقدِّم مضامينه معتمداً على جمالياته الخاصة، من بناء للشخصيات، وصراع، وحوار … إلخ. لكنه قد يكون في وادٍ، والمشاهد في وادٍ آخر.
    وأرى أن المسرح الجيد هو الذي يحتوي على ثلاثية: نحن/ هنا/ الآن. والضلع الأول من أضلاع الرؤية هو "نحن"، فكيف ينفصل المؤلف المسرحي (صانع العرض الأول، وصانع بنيته الأساس) عن الذات الجمعية "المجتمع" بأحلامه، وآماله، وآلامه .. بانتصاراته الكبيرة وإحباطاته المروِّعة؟ ومن ثم فقد بدأ المسرح الشعري (والنثري من قبله) في أحضان التراث ليبرر مشروعية وجوده، ثم إن كل مشروع فني لا بد أن يفيد لاحقه من سابقه، فكان علينا ـ نحن كتاب المسرح ـ أن نفيد من تراثنا أقصى فائدة ممكنة، حتى نستطيع أن نقدِّم مسرحاً جديراً بالاعتبار.
    وبالنسبة لي ـ مؤلفاً مسرحيا ـ لم أعتمد على التراث الاعتماد المباشر، وإنما حاورته في مواجهة أقرب إلى المواجهة الملحمية، بمعنى أن أُبرز القيم التي تستحق أن تُبرز ـ وما أكثرها ـ ولأُواجه ما أراه خطأً، وقد فعلت ذلك في ثلاث مسرحيات لم تُنشر بعد، وهي: ملك وثيران (أو: رجل في المدينة)، وبيت الأشباح، والزلزال.
    إنني أرى أن التراث حيٌّ ومتجدد بقدر ما يُثير من أسئلة، وبقدر ما نٌواجهه ونحن مسلحون بالقدرة البصيرة على نقده واستيعابه وتمثله وهضم الجيد منه ـ وهو كثير ـ، ومحاورة أقله الذي جمد وعني بالتكرار وإلغاء الذائقة!
    *لماذا الشعر في المسرح؟ ولماذا لم تكتب المسرحية النثرية؟
    -ما تقوله المسرحية الشعرية لا تستطيع أن تقوله المسرحية النثرية، إن المسرحية النثرية ـ كما أراها وأرجو ألا أكون مخطئاً ـ نص مستدير على نفسه، مغلق، يقول كلمة مؤلفه، وهامش الإخراجِ والإضاءةِ والممثلين هامش منفتح قد يتجاوز قدرة النص أحياناً على البوح، والإنارة، والكشف.
    لكن المسرح الشعري يقدم نصا مفتوحا، لم يقل فيه مؤلفه الكلمة الأخيرة، ومن ثم فقدرة الإخراج المسرحي ـ وإن بدت مكبلة ـ فهي تستطيع رؤية الآني بنفس القدرة على رؤية المُتخيَّل. ومن ثم فإن الإخراج المنجز لنص مسرحي شعري ليس إلا إخراجاً واحداً يتمثل مقولتي السابقة: نحن/ هنا/ الآن.
    ومن ثم فالنص الشعري ـ في رأيي ـ نص مفتوح، يستطيع كل جيل أن يرى نفسه فيه. إن مسارح إنجلترا تُقدم مسرح شكسبير ـ وهو شعر ـ عشرات المرات في كل عقد من الزمان على امتداد أربعمائة عام، وكل إخراج يٌعطي النص لوناً جديداً ورؤيةً أخرى. ولا أظن أن النص النثري سيكون بمثل هذا الثراء!
    إن مسرحية عبد الرحمن الشرقاوي "الفتى مهران" مثلاً حين قُدِّمت في منتصف الستينيات، كانت تُوجِّه أحد الحكام حتى لا يُحارب خارج بلده، وتطلب منه أن يختلط بشعبه، لكنها لو قُدِّمت الآن فسنفهم منها أشياء أخرى في عهد التطبيع والهرولة تجاه إسرائيل!!
    و"مسافر ليل" حينما كتبها مؤلفها ـ صلاح عبد الصبور ـ عام 1969م ونشرها لأول مرة في مجلة "المسرح" كانت تُدين التسلُّط والقهر (من كل من له سلطة)، وإذا قُدِّمت الآن فستدين الجنون والقهر الذي يجتاح العالم.

المواضيع المتشابهه

  1. صدور العدد العاشر من المجلة
    بواسطة مازن لبابيدي في المنتدى مَجَلَّةُ الوَاحَةِ الثَّقَافِيَّةِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 17-09-2013, 05:18 AM
  2. حوار مجلة «حياة» مع الأديب الدكتور حسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 06-10-2006, 10:59 PM
  3. سمير الفيل يكتب عن مجموعة «مجنون أحلام» للدكتور حسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 09-05-2006, 11:10 PM
  4. قراءات في مجموعة «أحلام البنت الحلوة» للدكتور حسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 22-04-2006, 11:12 PM
  5. العروض رقميا في المجلة العربية
    بواسطة خشان محمد خشان في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-04-2004, 08:13 AM