أخي الكريم الأستاذ رياض بن يوسف
أشكر لك ابتداء سعة صدرك ودماثة منطقك،
الحوار عندما يكون موضوعيا ممتع ومثر للفكر، ولا يكون حوار إلا بين وجهات نظر متباينة.
ومن هذا المنطلق يسعدني أن أستمر معك في هذا الحوار.
وإليك وجهة نظري التي أبدأ بها وقد أنتهي بتعديلها حسب ما يحدثه الحوار من تعديل لقناعتي.
تكلم العرب بلغتهم فطرة وسليقة وجاء النحو راصدا محاولا وضع صيغ لضبط حركات الكلام. فالنحو تبع للكلام، وليس منشئا له، والقابل للتغيير هو أسلوب الرصد والتعبير عنه. أي أسلوب النحو.
ولكن لو جاء أحدهم وقال إن أحكام النحو قد استنفذت وبعضها صعب وعلينا تعديله، ولو طرح مثلا جواز التذكير والتأنيث في الأعداد بغض النظر عن المعدود فأجاز القول ثلاثة أولاد وثلاثة بنات. فهل هو مجدد في النحو أم مجدد في اللغة ؟
دائما أستشهد بالنحو في تبيان أمر العروض.
فالعرب قالت الشعر قبل أن تعرف العروض، والعروض تبع للشعر، واصف لأوزانه وليس منشئا لها.
وقد كان دافع الخليل لإنشاء العلمين هو وصف ما يوافق الفطرة العربية في النحو والعروض. وكما اقتصر اعتماده هو وسواه من مؤلفي المعاجم على لغة العرب الأقحاح وتجنبوا الأخذ عن اللغة التي تأثرت باختلاط العرب بسواهم. كذلك اعتمد الخليل في العروض على ما أثر عن العرب، دون سواه.
وإليك ما جاء في كتاب (أهدى سبيل إلى علمي الخليل للأستاذ محمود مصطفى) تحت عنوان (ما أحدثه المولدون في أوزان الشعر وقوافيه ) :" نظر الخليل بن أحمد الفراهيدي فيما روي عن العرب من الشعر فاستطاع أن يضبطه ويرجع أوزانه إلى خمسة عشر أصلا، وخالفه في ذلك الأخفش فجعلها ستة عشر، وكان بحر المتدارك هو الذي نفاه الخليل وأثبته الأخفش "
فالخليل لم يجهل وجود وزن المتدارك وكان مدار الخلاف مع الأخفش أن الخليل لم يجد له سندا في شعر العرب فرفض اعتباره عربيا ولم يرفض مبدأ وجوده كانتظام معين لأسباب وأوتاد أظهر ما تكون في دوائره.
ثم يضيف الأستاذ محمود مصطفى :" فكل ما خرج عن الأوزان الستة عشر أو الخمسة عشر فليس بشعر عربي"
وهكذا فهو لم ينف عنه صفة الشعر من حيث الأصل ولكنه نفى أن يكون شعرا عربيا من حيث الوزن.
وهنا وزن موجود في الشعر اليوناني أنقله لك من الرابط:
http://www.geocities.com/khashan_kh/...k-prosody.html
The "Hymn to Aphrodite" is written in the meter Sappho most commonly used, which is called "Sapphics" or "the Sapphic stanza" after her. Greek meter is quantitative; that is, it consists of alternating long and short syllables in a regular pattern. The Sapphic stanza consists of 3 identical lines and a fourth, shorter line, in the following pattern. (- indicates a long syllable, u a short syllable, and x a "syllable anceps," one that can be either long or short.)
- u - X - u u - u - -
- u - X - u u - u - -
- u - X - u u - u - -
- u u - -
In my translation, I have attempted to represent this quantitative meter by stressed and unstressed syllables. That is, the stressed syllables in my translation correspond to the long syllables in Sappho's original; the unstressed syllables correspond to the short syllables of the original
http://www.stoa.org/diotima/anthology/vandiver.shtmlوهنا ترجمة لما تقدم [ ما بين هذين القوسين مني ]
ترنيمة إلى أفرودايت على البحر الذي نظمت عليه صافو معظم أشعراها المسماة "الصافيات". ولذا سمي بالبحر الصافي (أو سميت أشعارها بالصافيات) نسبة لها. وزن الشعر اليوناني كمّيّ يتكون من تناوب مقاطع:
• قصيرة [أي u وتعادل 1]
• وطويلة [أي - وتعادل 2] ،
• [ × قد تأتي 2 أو 1 ونرمز لها هنا بالرقم 2 الأزرق]
على نحو منتظم. تتكون القصيدة (الصافيّة) من ثلاثة أبيات متساوية ورابع أقصر منها.على النحو التالي من اليسار لليمين
- u - X - u u - u - -
- u - X - u u - u - -
- u - X - u u - u - -
- u u - -
من اليمين لليسار
2 1 2 2 2 1 1 2 1 2 2=
2 1 2 2 2 1 1 2 1 2 2=
2 1 2 2 2 1 1 2 1 2 2=
2 1 1 2 2
وهذا يعادل
2 3 2 2 1 3 3 2
2 3 2 2 1 3 3 2
2 3 2 2 1 3 3 2
2 1 3 2
[يمكننا تمثيل الوزن بالتفاعيل على أنه 2 3 2 / 2 1 1 / 2 3 2 = فاعلاتن فاعلُ فاعلاتن
وعليه بأسوب الشطرين الوزن (مع الاستئذان من البحتري) :
صنت نفسي عمّ يحطّ نفسي..........ساميا عن خصلةِ كلّ جبس
وحاولت في ترجمتي أن أمثل هذا الوزن الكمي بالمقاطع المنبورة (المشددة ) وغير المنبورة (غير المشددة)، بحيث يحل المقطع المنبور في الترجمة محل المقطع الطويل [2] ويحل المقطع غير المنبور محل المقطع القصير [1].
إنتهت الترجمة.
هذا الوزن هو في الحقيقة المديد حلت فيه فاعلُ=2 11 محل فاعلن = 32=2 1 1 ه بعد حذف ساكنها، وهو ما يمكن أن نسميه (خبيب المديد الجزئي) ولو حلت فعِلاتن=231 محل فاعلاتن=232
لكان الوزن خببيا تماما
وهنا نظم على غرار ذلك
232/112/232 = فاعلاتن فاعلُ فاعلاتن
ما إلى عهدٍ لكِ من سبيلِ
تُضْرم الأشواقُ من الغليلِ
والمدى يسترسل في عويلِ
فاستمعي لي
هذه ألفاظ عريبة نزلت على وزن بحر من الشعر اليوناني.
هل ترى أن هذا مستساغ في الذائقة العربية ؟
أنا حتى لو اتفقنا – جدلا - على أنه مستساغ أقترح تسميته ( موزونا ) بمعنى أن أشطره أو أبياته لها نفس الوزن. أقترح ذلك ضنّا بالشعر أن تذروه رياح اختلاف الأمزجة والأذواق وتفاوت المرجعيات والقدرات.
عودا على بدء ألح على الإخوة الكرام في أن يتخلوا عن نظارتهم الهندسية -و خاصة الأخ خشان- و يحاولوا قراءة الأبيات قراءة مُـمَـوْسـَقــة لعلهم يدركون أن الذائقة العربية الغريبة عن منطق اليونان و هندسة أقليدس تسيغ مثل هذا الوزن مثلما أساغته آذان طلبتي في الجامعة
أوضحت لك أخي منطلقي في موقفي.
وأنا أرى أن الخليل انطلق من رصد الشعر العربي ولا يعيبه إن استعمل في تصنيف رصده الرياضيات كأداه، ولا يعيب الرياضيات أو العرب أن اليونانيون أتقنوها قبلهم.
كما لم يعب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن أبقى نظام الدواوين الروماني على حاله الرومانيه أداة دون أن ينحرف شعرة عن الوحي. فشتان بين الجوهر وأسلوب التعبير عنه أو وصفه أو خدمته.
والله يرعاك.
5- الأستاذ رياض يوسف
أشكرالأخ خشان خشان مرة أخرى على كرمه و جوده بما حباه الله من علم :
اشتملت مجموعتنا الشعرية الأولى على ثلاث و أربعين قصيدة ، إحدى
و عشرون منها عمودية و الأ ُخـَر بين تفعيلية و نثرية.وكل القصائد الموزونة اتبعتُ فيها عروض الخليل إلا القصيدة التي نشرتها في منتداكم .. فما ظنك بذوقي الموسيقي؟
لقد ابتدعتُ.. ثم استبعدتُ أشكالا موسيقية أخرى لأن ذائقتي رفضتها من قبيل " فعولن فعولن مستفعلن" و شاهدُها من نظمنا:
أيا قــلبُ هل تهوى ظبية ً تـولـَّـتْ ولـــم تـتــركْ مخبَرا
أيا قلبُ لم تـُـعرَفْ لاهيا و لازلتَ لم تـُـدْرَكْ مُـضْـجَرا
و لكن الإيقاع الجديد الذي سميته "القاصي" ألح علي إلحاحا شديدا فأثبته عالما بمخالفته التامة لروح العروض الخليلي و هو ما قلته و أعدته مرارا
و تكرارا..فالقضية عندي ليست إثبات عربية هذا الوزن بقدر ما هي إثبات مساغه و إمكان التعود عليه من طرف الأذن العربية ((( ينبغي أن نلاحظ في هذا السياق أن الخليل حصر الأوزان العربية السائدة إلى وقته والتي كانت تسيغها الذائقة العربية آنذاك و لكن الذائقة تتطور و تختلف -ولا يعني ذلك أنها تتحول إلى النقيض- حتى في البيئات التقليدية و البدوية ومن أمثلة ذلك شيوع ظاهرة الشعر النبطي و غلبته على الفصيح في البيئة الخليجية مهد العروبة
و الإسلام))) ..و الأمر يتطلب ذكاء إيقاعيا يحسن صاحبه التعامل مع الإيقاع في مستوياته المتباينة من حيث سرعة الأداء فهناك أداء إيقاعي سريع و آخر أدنى منه سرعة حتى نصل إلى الأداء الإيقاعي الأمثل..ما أريد من أخي خشان معرفته بعد فيض المعلومات الذي أفادني به حقا و صدقا وكان نعم الأستاذ علما و تواضعا هو :هل جربتَ القراءة المـُـموسقة للأبيات ؟؟ فأنا لا أرى نسبا بينها وبين الأبيات التالية التي أوردتها :
ما إلى عهدٍ لكِ من سبيلِ
تُضْرم الأشواقُ من الغليلِ
والمدى يسترسل في عويلِ
فاستمعي لي
لأن ثقل الإيقاع في هذه الأبيات شديدالظهور و لا يمكن أن نداريه بأي شكل من أشكال الأداء المموسق السريع أو الأقل سرعة لأن موضع الكسر في فاعل قتل كل انسيابية محتملة للإيقاع .. فهل أبياتي من هذا الضرب؟ لا أظن ذلك!
إنني لا أجهل القضايا العروضية و قد ألفت منذ سنوات موسوعة ميسرة في العروض أعدها للطبع إن شاء الله .. و لكنني بفضل تجربتي الطويلة في الكتابة الشعرية "20سنة " أدركت أن سر البحور لا يمكن أن تدركه إلا الأذن الموسيقية وهي الحكم الفصل فيما يجد من إيقاع سواء أكان وفيا أم لا للمنطق الدائري.
و ختاما أشكر أيضا الأخ علامة على تشجيعه و أوصيه بحسن الظن بالإخوة في المنتدى فهم جديرون بكل احترام كما أشكرالأخ صالح الشاعر و أهمس في أذنه رويدك رويدك أمهلنا و لا تعجل هكذا .. إن للقراءة الموسيقية أصولها و طرقها و "وقتها" أيضا
بارك الله فيكم جميعا و وفقنا و إياكم لخدمة لغة القرآن.
6- خشان خشان
وما يقال عن هذا التمرجع الفكري يقال عن سواه مما لا يسمح المجال هنا بذكره.
وأمر إجماع الأمة على أوزان البحور الخليلية مستمر منذ وعت هذه الأمة ذاتها. ولو أن هذا الإيقاع الذي ذكرت توفر له إجماع شبيه بالإجماع الذي توفر للدوبيت لصح لنا أن نلحق به صفة عربي كما ألحقنا بالدوبيت.
ولكن هب أننا عرضنا هذا الوزن على مجموعة من طلبة جامعة الملك سعود بالرياض أو جامعة القاهرة أو جامعة دمشق فهل سينال هذا الوزن من القبول ما ناله في جامعة قسنطينة ؟
لو غلب القبول لأمكن اعتباره عربيا، ولكن ماذا لو غلب الرفض ؟
ليت من الممكن إجراء ذلك، ولو تضافرت جهود أساتذة اللغة على إجراء ذلك لأمكن الأمر لا سيما في ظل تسهيلات التواصل عبر الشبكة، ولعل بعضهم يطلع على هذا الموضوع في هذا المنتدى الكريم فيكون ذلك بداية لعمل علمي جدي، يدشن دورا رائدا لهذا المنتدى يكون فيه قدوة لسواه.
قمت بنقل الحوار لعدة منتديات وسوف أكمل النقل مشيرا إلى رابط المنتدى فلعل بعض أساتذة اللغة والعروض يدلون بدلوهم فيما يخص تقبل ذائقتهم لهذا الوزن.وأخص من أتواصل معهم منهم وهما الأخوان االعالمان العروضيان د. عمر مخلوف والأستاذ سليمان أبو ستة.
لقد أثبت التمرجع ( وأعني بالتمرجع تغيير المرجعية والأصيلة خاصة ) في كافة المجالات أنه ككرة الثلج، يطيح بكل مرجعية ناشئة وصولا إلى اللامرجعية.
ما يسمح بذكره المجال هنا هو أن بعض رواد شعر التفعيلة في بداياته طعنوا بمرجعية الشعر- ولا أقول العمودي فسواه يحتاج التخصيص- باعتبار أن شعرهم الجديد له مرجعيته الخاصة فماذا تم بعد ذلك ؟ طعن سواهم في مرجعية شعر التفعيلة، ورغم ما اعلنه شعراء التفعيلة فيما بعد من تصالح مع الشعر- وحقا إن شعر التفعيلة في الأعم الأغلب ملتزم بإيقاعات الشعر العربي - ، رغم تصالح شعراء التفعيلة مع الشعر وذودهم عن عروض الخليل، إلا أن من تلاهم من شعراء ( النثر ) اعتبروا أن تمرجع شعر التفعيلة كان خطوة على طريق أكملتها مرجعية شعر ( النثر ).
ولك أخي أن تتلفت حولك إلى ما هو أخطر من العروض، وانظر أين وصل تخلينا في كل قضية من قضايا الأمة عن مرجعيتها الأصلية.
وعودة إلى أمر التجديد في الأوزان، ماذا لو أن اثنين وعشرين أستاذا في اثنين وعشرين جامعة عربية وضع وزنا استساغته ذائقته، وذائقة من حوله ، فماذا يحصل ؟ وأين نمضي في أمر الشعر.
لعلك تقول إن هذا موقف أيديولوجي أكثر منه أدبي وجوابي إنه أدبي لا يخلو من علاقة مع الفكري، ولكن هل موقف أرباب قصيدة النثر من الحداثيين مقتصر على الجانب الأدبي؟ فإذا كان هذا الموقف في طرفه الذي تراني أمثله ذو تواشج فكري، وهو كذلك في الطرف الذي يمثله الحداثيون، فهل يمكن أن ينفك فيما بينهما عن بعده الفكري؟.إن الارتباط بالفكري لا ينفي الجانب الأدبي، كل ما في الأمر أن الملكات والأفكار الإنسانية متصلة. وقد فهم الحداثيون ذلك فهم في هدمهم للوزن والتفعيلة يرون فيهما ظاهرة سطحية لعمق الثوابت العقدية الراسخه
فهذا ( أدونيس ) يقول :
(( مسافر تركت وجهي على زجاج قنديلي .. خريطتي أرض بلا خالق .. والرفض إنجيلي ))
// أعماله الشعرية الكاملة : 1/292 // ..
وهذه ( خالدة سعيد ) تقول :
(( الشعر يحل مكان الدين ، ويصبح ميتافيزيقيا المجتمع الحديث ، حيث يلعب الشاعر دور الآلهة التي اختفت ))
// البحث عن جذور : ص : 9 // ..
اقتبست هذين القولين :
أورد هذا وأنا أتجاوز إطار موضوعنا الأصلي إلى أفق أوسع ، راجيا أن لا يفهم من كلامي أني أساوي بين وزن أخي رياض يوسف الجديد وخاصة في بعده الفكري وشعر النثر الحداثي.
فأخي رياض ملتزم بثوابت أمته، واجتهاده في استحداث الوزن الجديد بلتزم شكل الإطار الخليلي من وجود شطرين وروي وقافية، وإن خالفه في تفاصيل أبعاده. ولعله إن واظب على الاستكشاف يأتي بالجديد من ( الموزون )الأكثر قربى لبحور الشعر.
والآن وفي ذات الإطار الممتع أعود لأعرج على بعض مقولاتك الكريمة استكمالا للحوار في خاصّه بعد عامّه
تقول :
"فالقضية عندي ليست إثبات عربية هذا الوزن بقدر ما هي إثبات مساغه و إمكان التعود عليه من طرف الأذن العربية ((( ينبغي أن نلاحظ في هذا السياق أن الخليل حصر الأوزان العربية السائدة إلى وقته والتي كانت تسيغها الذائقة العربية آنذاك و لكن الذائقة تتطور و تختلف -ولا يعني ذلك أنها تتحول إلى النقيض- حتى في البيئات التقليدية و البدوية ومن أمثلة ذلك شيوع ظاهرة الشعر النبطي و غلبته على الفصيح في البيئة الخليجية مهد العروبة و الإسلام"
إن الاختلاف بين النبطي والفصيح محدود جدا، وكثير من أبيات النبطي يمكن لفظها معربة بالفصحى، فالنبطي في عمومه وثيق الاتصال ببحور العرب الشعرية، ويكاد هذا يسري على الأدب الشعبي كله في شتى أنحاء الوطن العربي، حتى إن أحدنا ليطرب للحن من بلد عربي لا يكاد يستبين كلماته.
تقول :
"عودا على بدء ألح على الإخوة الكرام في أن يتخلوا عن نظارتهم الهندسية -و خاصة الأخ خشان- و يحاولوا قراءة الأبيات قراءة مُـمَـوْسـَقــة لعلهم يدركون أن الذائقة العربية الغريبة عن منطق اليونان و هندسة أقليدس تسيغ مثل هذا الوزن مثلما أساغته آذان طلبتي في الجامعة
...و يا خشان لا تعجل علينا و مَــوْسِــق شعرنا تجد اليقينا"
وتقول
:" فالقضية كما عرضتها تتعلق أولا و أخيرا بالأذن الموسيقية لا بالقوانين الرياضية الصارمة"
وتقول في الرابط :
"أنبه الإخوة الكرام إلى تفصيل صغير لم أجدأحدا التفت إليه وهو ضرورة تحريك الياء بالفتح في الشطر الأول لتصبح لومِيَ :
دعْ عَـنـْـكَ لـَـوْمِـيَ وَعْـزِفْ عَـنْ مَـلامَـاتِـيْ
/0 /0 / / 0// /0 /0 / 0 //0/0/0
وهكذا يستقيم الوزن لأن قطع فعلن في حشوالبسيط قبيح "
مفاعلـْتن متـْفاعلن =
3 2 2 2 2 3
البسيط = 4
3 2 2 2 2 3 1 3
لنأخذ قولك في الإيقاع الجديد
دعــيـنـيْ.. أجـتـاز الردى ............ أذل الــســـرَّ الــسّــيــــدا!!
ولنضعه في هذا السياق :
كلا
دعينيْ أجتاز الردى جَلـَدا ........... بذا
أذلّ السرّ السيدَا أمدا
مع رجاء التجاوز عن إشباع فتحة دال ( السيدا )في الحشو استكمالا للمقارنة.
كيف يمكن لهذا الوزن أن يكون
قبيحا في البسيط ، مموسقا في الإيقاع الجديد ؟
علما بأنه محفوف في البسيط بما يخفف من حدة (
قبحه) وهو في الوزن الجديد عارٍ عن أي ستر.
هنا منطقان لك:
أحدهما خليلي في البسيط وثانيهما ( رياضي لا خليلي ) في الوزن الجديد ؟
أتراهما يجتمعان؟
وعلى ذكر الموسيقى والشعر، أتمنى على أخي أن يطلع على هذا الرابط عن كتاب أوزان الألحان الذي استعرضت نبذة عنه بأسلوب رقمي.
أمتعتني وشحذت فكري، وما كنت لأقوى على ما تطلبه ذلك من تركيز ووقت لولا ثقتي بأنني أخاطب أخا عالما في قمة الائتلاق الفكري والعلمي والسمو الخلقي يشرفني باستماعه واستيعابه وموضوعي تقييمه. وحسبي فوزا شرف إخائه.
وفي الختام من حقك علي أن أصارحك بما استكشفته من أمر نفسي خلال محاورتك، وهو أني كنت مسوقا ربما بقدر كبير من اللاوعي لعرض حسنات العروض الرقمي عليك أملا في كسبك له، أما وقد علمت ذلك من نفسي فإليكه واعيا مقصودا :
كم أحلم بأن يعطي أخي بعضا من وقته للاطلاع على الرقمي كمضمون لا كشكل، وكلي ثقة أن تسخير هذه الأداة الرقمية لعلم أخي ستكون بركة على العربية.
وفي الرابط التالي ما يمثل جانبا من مضمون الرقمي:
http://www.jalt.net/jalt/jaltusr/Cur...shanJalt43.pdf
أمتعك الله وأكثر من أمثالك وزادك رفعة ودماثة وتواضعا.