|
/ |
بِسْمِ الذي فتقَ الزهـورَ مِنَ الْمَــدَرْ |
وأَحَـاطَ بالأفــلاكِ نجـماً وقمــــرْ |
والشمـسُ تجـري فـي مَدَاراتِ القَدَرْ |
.... |
وهــو الذي رفع السَّماءَ بلا عمـدْ |
سُبْحَـانهُ لاغيـرهُ فـــردٌ صمــــدْ |
سبحـانه نــورٌ لِسَـمعي والبصـــــرْ |
.... |
وأرى الحبيبــةَ روعـةً من خلقـهِ |
والحسنُ منـها يستثـيــرُ بـبـــرقهِ |
مَنْ لـي سِـواها والغرامُ لــهُ عِبــــرْ |
.... |
سِــرُّ الحياةِ حبيبةٌ فيـها فتــونْ |
وحديثها سحرٌ وضحكتها جنونْ |
ولـها عبـيـرُ الوردِ ســاعـةَ يُعْـتَصَـرْ |
.... |
وأَجَلُّ مـا فيـها خجـولٌ حالمـــــهْ |
والحُـبُّ ينطِقُ والملامحُ باسمةْ |
وَحياؤُهَا غَطَّى عَلى مَتْنِ الشَّـــعَـــرْ |
.... |
القلـبُ يذهبُ في الحياةِ بلا مـدَى |
لا ذَاكَ يستهوي النَّصيحة والهُدَى |
أو ذاك يُخْبـره بـآفاتِ الخطــــرْ |
.... |
لَهْفِـي على نفسي إذا ما رُمْتَُها |
زيَّنْـتُ أعمالي فـما ألْفَيتُها |
والنفسُ تَطمعُ في المخيـــلةِ والظَّفَرْ |
.... |
لَهْفِي على نفسي إذا ما خِلْتُها |
تحتَ الثرى والرُّوح قد ودَّعتُها |
والقــبرُ من يأتــيك مـنهُ با لـخـبرْ |
.... |
ما هذه الدنيا سِـــوى أيَّــامِنــا |
تمضي ويمضي العمرُ فـي آمالِنا |
والعــمرُ فــانٍ والأماني لمْ تــــذرْ |
.... |
وذكرتُ أياماً مضت لي في الصِّبا |
أعطيتُ نفسي ما تحبُّ من الطِّبا |
ونسيتُ أنِّي في الحقيقةِ في سَفــَــرْ |
.... |
كم جاءَ لي نُصْحٌ فمـا سَمْعي لـَهُ |
ويمرُّ بي زيـغٌ فـأرضى فعـلـَــــهُ |
زيـْغُ القلــوبِ خطيئةٌ لا تُغْتَفـَـــرْ |
.... |
حتّى ما يبقى في الغِوَايـةِ جـاهلٌ |
نفسٌ لـها ميلٌ وقلـبٌ غافــــلُ |
وله رجاءٌ في الكريــم إذا غَفَـــــرْ |
.... |
لاترض مِنْ سَقطِ الحياة مذلَّـــةً |
واصبر على جَهْــدِ البلاءِ مغبـةً |
والفـوز في الأخرى لمن هو قد صبرْ |
.... |
واحفظْ إلـهكَ بالصَّلاة وكنْ لهُ |
منْ يحفظِ الله الكريم أظَلَّه |
فيمنْ أحَبَّ على الصراط المُخْتَصرْ |
.... |
واقرأ كتابَ اللهِ في تنزيلِه |
واستكشف الإعجاز مِنْ ترتيلِهِ |
وحياً تنزلَ في كريمات السُّوَرْ |
.... |
لاَ تقتـرب مِنْ مجلسٍ فيهِ الأَذى |
كم من جليـسٍ سيٍّء لا يُحْتذى |
مُلِئتْ أيادِيهِ بآفاتِ الْقَذَرْ |
.... |
واحفظ لسانَك أنْ يفوهَ بزلَّـــةٍ |
وعلى اللسِّـانِ تدور كلُّ مصيبةٍ |
فامنعهُ عن سقَطٍ ومن قول الهذَرْ |
.... |
واتركْ عديمَ الصِّدقِ منبُوذاً فمَا |
أسْديتَهُ نُصحاً تَعنَّتَ واحجَما |
ويظنُّ فيكَ بكُلِّ أمرٍ محْتقََرْ |
.... |
والأرضُ لو ضاقتْ عليكَ جبالُها |
وتعسَّفتْ في مقْلتيكَ رمَالُها |
فا ستبدلِ الأرضَ التي لا تُصطبَرْ |
.... |
وإذا رُمِيتَ بسهم غدرٍ في الظَّهرْ |
وتوهَّجت منك الكواكبُ والقمرْ |
والسهمُ في كفِّ الضعيفِ قد انكَسَرْ |
.... |
هَذا زمانُ النّتِّ فاحْذرْهُ ولا |
واحفظْ لنفسِك دينَها وتجمَّلا |
والنفسُ تـُرْدَعُ با لتأمُّـلِ والفِكَـرْ |
.... |
وإذا دخلتَ مواقعاً فاحرِصْ على |
وإذا كتبتَ فإنَّ حرفَُكَ يُبْـتَلَى |
يُـحْصى عليك بمجمَلٍ وبمخْتَصَرْ |
.... |
وإذا تداعى الغبْنُ في الإنسانِ |
وتأرقَّت عيناهُ في الأحزانِ |
يَهْمِي على أَثوابهِ دمعُ القهرْ |
.... |
ويقولُ ربِّي لستُ أسوأُ منْ أرى |
وأنا المُعَذَّبُ والمغيَّبُ في الورى |
فَلِمَ الضَّعيفُ لوحدهِ مَنْ يُخْتَبَـرْ |
.... |
هي حكمةٌ للعالََمينَ فلا تكُـنْ |
قد يَبتَلِي ربُّ الأنامِ ويَمْتَحِنْ |
خلقاً كثيراً في النعيــمِ وفـي الضَّـرَرْ |
.... |
أنا لستُ أَنْصَحُ بلْ شُعوري نَاصِحٌُ |
وأَمانَةٌٌ منـِّي وعقــلٌ راجِــــحٌُ |
ونصيحتي للنَّفسِِ قبلَ بني البشَرْ |
/ |
|