دين التسامح خاتم الأديان
وخلاصة التوحيد والإيمان
الرحمة المهداة من رب السما
للعالمين هدىً وظل أمان
دينٌ حنيفٌ حافلٌ بمبادئٍ
ومقاصدٍ للعدل والإحسان
دينٌ أقام قواعداً شرعيةً
وضوابطاً للعيش باطمئنان
يهدي إلى النور المبين مبيناً
سُبل الرشاد بأوضح التبيان
ويُنير درب التائهين بنوره الــ
ــوضاء يوقظ مهجة الغفلان
فرسالة الإسلام أسمى دعوةٍ
نادت إلى التفكير في الأكوان
قصدت مخاطبـة العقـول وحـاورت
أهل النُهى بالحق والسلطان
ودعت إلى حسن التعامـل بين كـل الـ
ـناس والتسليم للرحمن
والاستقامة في الحياة تحملاً
لرسالةٍ سلمت من النقصان
حملت لـواء الحـق وهـو أحـق أن
يلقى قبول الواعي العقلاني
وسعت لتحرير الشعـوب فحققـت
نصراً بأقصر مدةٍ وأوان
فعقيدة التوحيد أقوى حجة
سحقت دعـاوى الكفـر والنكـران
وقفت على أن الوجود حقيقة
عقلية الاثبات والبرهان
هدمت أباطيل الضلال وظلمة الـ
ـجهـل الـذي يجثـو على الأذهـان
فانجاب ليلُ الجاهلية وانجلى
زيف الهوى والزور والبهتان
وانهار بُنيان الجحود وما بناه
الشرك والإلحاد من أوثان
وهوت عـروش الظالمـين وزُلزلـت
عمدان ملك الفرس والرومان
برسالةٍ سمحاء تمسح دمعة الـ
ـباكي وتكشف حيرة الحيران
شرعاً سماوياً نظاماً شاملاً
ضوء يضيءُ مجاهل العميان
ملأ الدُّنا حقاً وعدلاً واعتنى
تحقيق إنسانية الإنسان
وأقام قاعدة التعايش مبدأ
للسلم ظلاً وارف الأفنان
لا فرق في الاسلام بين الناس في الـ
أعراق والأجناس والألوان
ولأجله جعل السلام تحية الـ
إسلام خير وقايةٍ وضمان
ليسود في الأرض السلام ويسلمَ
الإنسـان من ظلـمٍ ومن طغيـان
فالملةُ السمحاء روحانيةٌ
تُحيي وتبعث ميت الوجدان
حبٌ وإيثارٌ وروح أخوةٍ
وتعاونٍ وتراحمٍ وحنان
سُحبٌ من الأخلاق تغسـلُ قلـب من
مسـَّت وتمسـح مـا به مـن ران
وتُطهر الإنسان من درن الأنا
والشح والأحقاد والأضغان
تقضي على بؤر الشقاق ودافع
للشر والشحناء والشنآن
وإثارة النعرات والثارات بين
الناس والإرهاب والعصيان
فالأمن والإيمان دون تفرقٍ
مترابطانِ ترابط البنيان
بهما يطيب العيش لا بسواهما
تصفو الحياة وتستطيب أماني
وأساس تقديس الحياة سلامة الـ
إنسان من شرٍ ومن عدوان
سفكُ الدماءِ جريمةٌ ما جازها
والثأر إرثٌ جاهليٌ راجعٌ
لغياب فهم حقيقة الإيمان
يُردي البريء على جناية غيره
ظلماً ويوقعه بذنب الجاني
ولقتلُ نفسٍ دون أي جريرةٍ
قتلٌ لمن في الأرض من سكان
فالثأر أول ما يكون إثارة
للشر يستشري كما السرطان
كالنار تبدأ في الهشيم شرارةً
لا تنطفي وتصير كالطوفان
يأتي على كـل الحيـاة ومـا حـوت
حتماً ويترك كل شئٍ فاني
فإذا تفشـى الجهـل فابشـر بالهـوى
والغي والإيغال في الطيشان
والنفـس والشهـوات تنـزغ بالفـتى
حتى يميل إلى الهوى الفتان
تغوي وتغـري المـرء يسلك مسلكـاً
للشر عن وحيٍ من الشيطان
بئس العدو إذا استزل قرينه
أنساه ذكر الواحد الديان
فالثأر حمق يستثير حمية
وتعصباً يفضي إلى الخسران
آثاره فيها الكثير من الأسى
والرعب والترويع والأحزان
وبلا خلافٍ قد أثار مخاوفاً
لا تختفى في السر والإعلان
كم أُسرةٍ لم يبقَ من أفرادها
غير النساء وأصغر الولدان
تأسى وتحزن إن لمست ظروفها
وتضعضع الآباء والإخوان
وقبيلة للاقتتال تفرقت
لا تستقر ببقعةٍ ومكان
كانت ملاذاً للضعيف ونصرةً
واليوم صارت في أسى وهوان
فالثأر أخطر آفةٍ وأشدها
ضرراً وأسوؤها على الأوطان
داءٌ عضالٌ لا يكون دواؤهُ
إلا بعدلٍ قائم الميزان
يقضي وينصف في الحقوق بقوةٍ
متحرياً للحق والبرهان
وَلَكُمْ حياة في القصاص تَبَيَّنوا
وتدبروا ما جاء في القرآن
إن الذين يحاربون الله في
نشر الفساد فبئس فعل الجاني
فجزاؤهم أن يُقتلوا أويُصلبوا
ويُقطَّعوا والنفي في البلدان
جـراء ما اقترفـوه من نشـر الأسـى
والخوف والإرهاب والطغيان
عمَّ البلاءُ فهل يُلبي دعوتي
في دفع هذا الداء أهل الشأن ؟
عند انتشار الداء لا ينجو من الـ
أخطار قاصٍ في الدنا أو داني
هذا ونوشك أن نُباد بدائنا
ودواؤنا في المنهج الرباني
ولذا فيجدر أن نجود جميعنا
كلٌ بما يُجدي من الإمكان
إن السلام أساس كل تقدمٍ
وتطورٍ في الفكر والعمران
فافشوا السلام فإن أسمى مبدأ
ألاَّ تُمس كرامة الإنسان
فالدين حقق في الحياة عدالةً
عُدَّت أساس الحكم والسلطان