|
سأرحل |
سـأحـمـل دمعي في عيونـي وأرْحـَلُ |
وأعرض عن من ليس يعرف منزلي |
وأصحاب سوءٍ ودهم ليس يُأملُ |
وأقـطـع حـبل الوصـل بيني وبينهـم |
وأدفن قلبي في ضلوعي وأعقلُ |
ألا يـا غـراب البيـن أهـلاً ومـرحـبـاً |
فـكم كـنت أشتـاق الفـراقَ وأسألُ |
فقد سائني جرحي وزادت مصائبـي |
وأصبحتُ في ثوب الهموم أولولُ |
وفـارقنـي مجـدي وعزي وسؤددي |
وخارت نجومي فاستراح العواذلُ |
تحـاربنــي الأيـام تـغـتـالُ مـنـزلــي |
وكـم كـان لـي فـوق الثريـا مـنـازلُ |
وكـم مـن صـديـقٍ قـد أراه بجانبـي |
إلـى أن تـحُـل النـائـبـاتِ فـيـرحــلُ |
وكم من عهودٍ عشت أرعى زمامها |
وهـم من أطاحوا بالزمام وأوغلوا |
وكم مـن ليالـي بت والوجـد قاتلـي |
وشوقي إليهم في دجى الليل مرسلُ |
وكـم كـنـت سبـاقـاً لنـجـدة صاحبي |
إذا نـزلـت بـه الهـمـومُ الـجـحـافلُ |
أشـمـرُ عن ساقي وأرفعُ حــاجـبـي |
وأقـســمُ أن الـهــم عــنـه لـزائــلُ |
وكـم مـن رفيقٍ تاه في الدرب ركبـه |
فــكــنـت لـه ركـبـاً عـلـيـه يـُعــَولُ |
إلى أن هوت في الحادثات سفينتي |
فـلـم ألـقـى مـنـهـم واحـداً يـترجلُ |
تناسوا فعالي واستحلوا محـارمـي |
وخانوا عهودي واستباحوا وبدلوا |
وهدوا جدار العتب من غير حـكمـةٍ |
وبـانـوا فـهــم مـن الـرزائـلِ أرزلُ |
وقـدوا قـمـيص الود لمـا بحكمـتـي |
تـخليت عنهم فاستشاطوا وزُلزِلوا |
ألا يـا رفـاق السـوء عني تباعـدوا |
ولا تـفـرحـوا إن الـحـيـاة مـعـامـلُ |
فـمـن يـرتـدي ثـوب الـفـخار بيومهِ |
سـتـجـعـلـه الـدنـيـا غـــداً يـتـزلـلُ |
ومـن ظـن أن قد ضل نجمي طريقه |
فـذا مـن أبـي جـهلٍ أضل وأجهـلُ |
فـيـا عاذلي دع عنك عزلي فـإنـنـي |
مـقـيـم عـلى درب الكرامِ مـواصـلُ |
حـليـم كـريـم الـوالـديــن بــراحـتـي |
قريـض كحد السيف بل منه أصقلُ |
قـصـيد يـحـاكـي الأولـيـن ويـعـتلـي |
ويـبـقى مـدى الأيـام إن مات قائلُ |
أصـول فـلا أخـشـى مـمـاتـي وإنمـا |
أود مـن الأعــداء حــراً فــأقــتــلُ |
أقأتل أقواما فأبغي زعيمهم |
ويعلو زئيري في الفضاء يجلجلُ |
وأرجـــوا مـن الله الـكـريـمِ مـعـونـةً |
فمن غدر أصحابي أعاني وأحملُ |
صـلـى عـلـيـك الله يـا خـيـر مـرسـل |
ويا خير من تاقت إليه شمائلُ |
ويا خير من أوفي العهود ولم يخن |
وياخير من شدت إليه المحاملُ |
والآل والأصحاب ما قال قائلُ |
سأحمل دمعي في عيوني وأرحلُ |