أضعت طريقي ، الثلوج أقفلت الطرق ـ
الطبيعة يكسوها الحزن ، يكتبها البكاء بلون أسود ـ
فقدت ملامح الحياة ، تجمد المحيط .
في مدينتي الأرصفة مزدحمة ، وهنا لاوجود للمارة .
مات النهار ، ولست أعلم كيف كان موته !
لا شهود ، ولا إعلان وفاة ، المهم كان هنا ثم رحل .
لا جديد حتى اللحظة ، كل شيء يسير دون تخطيط
هكذا أراه ـ
لا أملك في جعبتي سوى عود ثقاب مكسور ، ترتعد فرائصي
داخلي يعيش التعب ، الطريق يزداد طولا ، وينتهي ضيقا !
أنفاسي تتلاحق ، أرفض الحديث ، أرفض الإنصات ، أرفضني ـ
هذا كل شيء .
بكيت ، ولست أدري أكان المطر أم كنت أنا السبب !
خيالات توارت تذكرتها بوضوح رغم ضبابية الأفق ـ
رأيت خافقي يعلو ليضرب في عنان السماء ـ
رأيته يقسو ، وينكسر عائدا ليرتمي في غول الأفق ـ
نبض قلبي يتراشق وذاتي دونما سبب !
أردت التوقف ، لم أجد مخرجا ـ
أردت أشياء كثيرة ، لا أعرف منها سوى الهروب ، والهروب فقط
وجدتني أترنم وسط العمق الموحش ـ
لم أجد سوى ذاك المقعد لأرتمي بين أحضانه ليحتويني ـ
فراغ يحتوي الفراغ ، وشوق يأكل أطرافي
الصقيع يزداد ، وزخات المطر لا تتوقف ـ
تعزف على أوتار قلبي ، كم يحلو لها ذلك !
تنهيني ، تستوطنني ، يتآكل بعضي وتزداد حرقتي ـ
لهيب لاينطفيء رغم صقيع الجوار
بلا مقدمات يسود الهدوووء ـ يزداد السكون
أبحث عني ولا أجدني لأبكي من جديد .