لوحـــــــــــــــــة
سأل الصغار زميلهم ...
- ولماذا يعيش " عائد " في خيمة
فرد الصغير :
- لأنه لا يملك غيرها
فالوطن ، أصبح حكاية ترويها الجدات لنا كل يوم ونحن نجلس على باب الخيمة ، ننتظر الحساء الجماعي الذي سيكون غذاءنا وعشاءنا ، ونسمع حكايات نسلي بها أنفسنا ، فلا ندري أينا أكثر غربة ، نحن أم الوطن
- والعودة هل يسمع عنها شيئا .. هل يبدو جديا في التفكير فيها
- ها أنت تراه أمامك شاخصا ببصره نحو طريق لم تبد ملامحه بعد
ربما ترى شوكا في بدايات الطريق ، لكن نهايته لا تبدو جيداً ونعلم كلنا أن نهايته ، ستكون يوم يتحقق الحلم بالانتصار ..
- نرى العجوز الجالسة أمام باب الخيمة في أسى ، مطرقة رأسها ومفتاح بيتها في أرضها لا زال معلقا برقبتها
من هذه العجوز ...
- هي حكاية الأرض التي ما استسلمت وما ركنت لصمت او خنوع ، هي أمي وجدتك ، أختي وخالتك
هي زهرة الحنون التي ترتسم بلونها الأحمر على الطريق فتعرف كيف تمضي والى أين تتجه ،
هي العمر الذي لم يأفل ، والروح التي لم تنتهي ، والحلم الذي لا زال فينا ...
- وهذا الطفل الذي يقف بقرب عائد ، ماذا يمسك في يديه " أهو قلم ؟ "
نعم ، قلم هو ، وعائد يمسك بالحجر ، وكلاهما سيان ولا ندري من أشد قوة من الأخر ، القلم أم الحجر
فهذا أزعج الجناة ، وذاك أرقهم وحول حياتهم إلى جهنم
كلاهما يمضيان معا ، يشبكان أيديهما في طريق العودة ونفس الطريق أماهما ولكل دوره ...
- ما أحلى كلامك ... ولكن ، نرى غيوما في السماء ... هل ستمطر
- ربما تفعلها فتمطر نارا على كل غاصب ، تزلزل الأرض تحت أقدامهم ، تبلع كل خائن وعميل ، تبلع من قتل وحارب أخيه ...
وربما تمطر فتمسح كل حقدٍ بين هذا وذاك ، توحد القلم والحجر ، وترسم حكاية الحلم القادم ...
- أسعدتنا حقا ... وأبدعت يا فتى ..
فماذا ستكون لوحتك القادمة
رفع رأسه في اعتداد
- سيعود عائد
ولسوف يرسم بدمائه ملحمة ، فوق جدار القدس ، وعلى أسوار المسجد الأقصى
مسطرة بجهاده مغروسة بدماء مغتصبيه ...
أراها قبل أن أرسمها ...
وتلوح الطريق لي ...