بسم الله الرحمن الرحيم
دعاني أحد الإخوة الأعزاء للدخول والتسجيل في هذا الملتقي وعندما تصفحت
أقسامه أعجبت كثيرا بما وجدته هنا فأحببت أن ابدأ بهذه المشاركة
أتمنى أن تنال رضاكم
ذاتَ يومٍ
كُنتُ في زهوٍ أسيرْ
ومن الفرحةِ صار القلبُ كالطفل الصغيرْ
كنتُ مسروراً مضى شهرٌ وشهرانِ
فلا سيارةٌ ملغومةٌ أشلاءُ اهلي من شظاياها تطيرْ
والعصاباتُ آختفتْ في لحظةٍ
رُبَما أمرٌ أتاها
أَم تُرى ساعةَ تأنيبِ الضميرْ
مُنذُ فترة: لَمْ أرَ قتلى عَليها أثر التعذيبِ
أو شيخٌ أسيرْ
لَمْ أرَ الخطفَ ولا آلتهجيرَأو صوتَ النذيرْ
كلهم غابوا فقُمنا نحمدُ الله على صوتِ البشير
ذاتَ يومٍ
أَعلنوا عن إنتخاباتٍ جديدة
ظهرت فيها جماعاتٌ وأحزابٌ عديدة
جُلها ترغبُ كسْبَ المال في فتوى وليدة
دَخلوا في الانتخابات فجاتنا المآسي
كلهم كافحَ يبغي الفوزَ في كل الكراسي
لَمْ يراعو الشعب ليسَ الشعبُ بالشيئِ الأساسي
فَوقَفنا في ذُهول
كُلهم يطلبُ من أتباعهِ قرعَ الطبولْ
وآنبرى من ذلك الجانب معتوهٌ يقول:
نحنُ صوتَ الشعبِ في كل الفصولْ
إننا نبقى وَمن نافسنا يوماً يزولْ
ذاتَ يومٍ
من على التلفازِ جائتنا النتائجْ
فازَ قومٌ ومضى الفاشلُ بالشكوى يحاججْ
وبدا التهديدُ مِن جمع الخوارجْ
هددوا بالقتلِ والموتِ على نفس المناهجْ
بينما الناسُ لِما قاموا به من قبلُ لازالتْ تعالجْ
وتلاشَتْ كلُ أَحلامي فقد عادَ الدمارْ
رجع التفخيخُ والخطفُ على كلِ الديارْ
بدأَتْ فينا كُؤسُ الموتِ والبلوى تُدار
رَفعتْ أخزابُنا للموتِ والقتلِ شعارْ
أيُ خِزيٍ أيُ عار
ظلموا الشعبَ وَفي وَضح النَّهارْ
قتلوا بالحقدِ أطفالاً صغارْ
إنهُ منهج هولاكو وأتباع ِ التتارْ
أيُ ظلمٍ أيُ نار
قتلونا .. دمرونا..
ورَجَعْنا بينَ منعِ السيرِ أو طوقِ الحصارْ
بدأتْ تصفيةُ الأحزاب والشعبُ ضحية
ياإلهي : أيُ جُرحٍ غارَ فينا
قد حملناهُ طويلاً دونَ جُرْمٍ أَو قضيّة
ذَنبُنا إنا وُلِدْنا من أُصولٍ عربيةْ
ثُمَ إنَ الدين إسلامٌ كتبنا في الهوية
كلُ أحلامي تلاشتْ بعدَ يومِ الإنتخابْ
رَجَعَ التفجيرُ والقتلُ وقدْ عادَ الخرابْ
بدأ التشهيرُ والشتمُ وأنواعُ السبابْ
الذي فازَ ادّعى ما قالهُ عين ُ الصوابْ
وآدعى الخاسرُ تزويراً وقد طال الخطابْ
بعدَ هذا العرضِ جاءَ الوقتُ كي نحصي المكاسبْ
وزَعوا الأدوارَ وآحتلوا المناصبْ
بينَ مسرورٍ ومحتجٍ وغاضبْ
لم يكن فيها نزيهٌ وآرتشى حتى المراقبْ
وعَلا سقفُ المطالبْ
كربلاء تطلبُ التوسيعَ في رقعتها
ترغَبُ التقسيمَ للأنبارِ في خطتِها
قَد أرادتْ ضمَ جُزءٍ من أراضيها إلى دولتِها
كانت العقدةُ في كركوك من ثَروتِها
وكذا الموصل قد هددها الأكرادُ في عزتها
وأتى اليوم الذي جاَْ به.. يقصدُ الأنبار في تربتها
رُبَما آستشرى بقَومي داءُ أطماع التوسعْ
بعدَ كركوك أرى الموضوعَ قد صارَ تَطبعْ
لَم يُبالوا بدمِ الشعبِ وألوانِ التوجُعْ
تركوا الأرضَ التي يسلبُها الأغراب في يومِ التبضعْ
وأقاموا دَعواتٍ خططوا فيها لقطع الأرض في حكم التشفعْ
إنهُ العارُ وذُل القوم في وقتِ التصدعْ
ألهذا خرجَ الناسُ بيومِ الإقتراعْ؟
هَل أتى الناخبُ يَبغي الأنتفاعْ؟
إنما جاؤا ليبقى الأمن في كل البقاعْ
بَيدَ أن الأمن بعد الفرزِ قد ولى وضاعْ
فجرى دمعي وَقد غابَ الُسرورْ
لم أَعدْ أَمشي بزهوٍ
فمصيرُ الناس في دوامةِ العُنفِ مع البلوى يدورْ
مَن ننادي؟ فلقد ناديت حتى بَحَ صوتي
سمعَ الصوتَ جميعُ الكونِ حتى وصلت شكوايَ سكان القبورْ
بينما الساسة ُ ناموا
بينَ واحاتٍ وأشجارٍ أقاموا
وعلى المنطقةِ الخضراء قد صلوا وصاموا
صُمَت الآذان عن صَوتي وعن قولي تعاموا
إنني قد قلتُ سهواً :
ذاتَ يَومٍ كُنتُ في زهوٍ وفرحة
ذاتَ يومٍ كُنتُ في حُلمٍ وَفُسحة
إنها لحظةُ سعدٍ قد تلاشتْ
فدمُ الاطفال يجري
وعراق اليوم قد صارَ لرسمِ الحزن لوحة