وماذا أقولُ لليلٍ طويلٍ
إذا ما تداعى بحلمِ سقيـمْ
وحطّ غراب البعادِ بــداري
فزاد احتقان الوداعِ ألأليمْ
*
دعينا نغادر بؤس الثواني
ونلغي رسوم الرحيلِ غدا
ونجعلُ يومَ اللقاء قريبــاً
ونفتحُ باباً بدا مؤصـــــدا
*
وإن كنتُ أخطئ حتماً لأني
كطفلٍ بدونِ هواكِ يعانـــي
فما ضير أهلٍ بحبّ وليـــــدٍ
وإن كان يكسرُ بعضَ الأواني
*
وما كانَ ذنبي بأني وجـــدتُ
طريقَ الوصولِ إليكِ خطيـــرْ
ولستُ كموسى أشقُ طريقي
وبحرُ زماني عميقٌ مريـــــرْ
*
سأطرقُ بابكِ حتّى بدمعـي
وإن كانَ بعض البكاءِ يعيبُ
وأنزلُ ضيفاً ثقيلاً بـــــدربٍ
عليهِ مشينا كأنّي غريــــبُ
*
وأروي حكايا فؤادٍ تلظى
وليلٍ وحلمٍ وطفلٍ كبيـــــرْ
وقلبٍ تألمَ من دونِ ذنـبٍ
وبعضَ فتاتِ الوداعِ الأخير
*
لعلّ حروفي لعينيكِ تشكو
فتدري بماذا أحسّ أنــــــا
أراكِ كطيفٍ بثوبٍ جميــلٍ
فيرقصُ طيرٌ ذبيحٌ هنــــــا!