أحدث المشاركات

ما الفرق بين ( رحمت الله) و( رحمة الله)» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» اتجاهات» بقلم بسباس عبدالرزاق » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ابتهالات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 1» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» افتكرني يا ابني» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»» جسور الأمل.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» أنا لن أحبك لأن الطريق مغلق» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»» دعاء لا يهاب ! _ أولى المشاكسات» بقلم أحمد صفوت الديب » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 16

الموضوع: مستويات تحليل النّصّ الأدبيّ

  1. #1
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي مستويات تحليل النّصّ الأدبيّ

    مستويات تحليل النص الأدبي
    النص الأدبي مؤسسة معرفية قوامها بنيتان:خارجية شكلية وداخلية مضمونية وتتوسل هذه المؤسسة إلى المتلقي بصياغات جمالية توسع الضيق وتضيق الوسيع وتمجّز الواقع وتوقّع المجاز لجعل (التماثل في اللاتماثل) في مشغل الخيال المنطلق وفق حسابات الموهبة والخبرة والتجربتين العقلية والعاطفية . وعلم تحليل النص سبيل القارئ المختص إلى إدراك مزايا النص الكامنة في حقوله المؤتلفة والمختلفة؛ والعلاقات الواضحة والمغيبة استناداً إلى مستوى ممنهج يصلح قناة محكمة بين المنتج والنص والمستهلك والشفرة، وسنقدم بين يدي هذا الفصل عدّة طرق لتحليل النص، تلك التي تعين المتلقي: الاعتيادي والمتخصص في كشف الغامض وتقعيد المنفلت وتأثيث الفوضى وسبر أعماق المتخيل وصولاً إلى إعادة إنتاج النص وتمثل تجاربه ومآزقه الفعلية والمتخيلة.

    1. المستوى التركيبي:
    يحيل هذا المستوى المحلل (كسر اللام الأولى المشددة) إلى الابتداء بدراسة الوحدات الصغيرة في النص. ثم ملاحظة أوجه الاختلاف والائتلاف بين الوحدات بغية تبويبها واستنباط العلاقات الفاعلة بينها، ودراسة الوحدات الصغيرة يثمر معرفة الوحدة الكبيرة (النص)؛ فالقصيدة مثلاً متألفة من أسطر وجمل وكلمات وإيقاع وصياغة ولا يمكن معرفة القصيدة بشكل كلي إذا لم تكن المعرفة الجزئية سبيلنا إلى ذلك والكتاب بوصفه نصاً لا يمكن تكوين فكرة متكاملة عن برنامجه الكلي مالم نصل إلى ذلك من خلال قراءتنا الكلمات فالجمل فالصفحات فالفصول.

    2. المستوى التفكيكي (الجشتالتي):
    وتحليل النص وفق جشتالت يبدأ من الكل إلى الجزء، فلابد إذن من تحليل النص إلى وحدات صغيرة ومن ثم تشريحها بمنظور كلي وصولاً (بالاستقراء) إلى استنباط قوانينه الظاهرة والغاطسة، والفكرة التي يستند إليها أتباع هذا المستوى أن طبيعة النظرة الإنسانية تبدأ من الكل ثم تصل إلى الجزء لاحقاً..

    3. المستوى الفني الجمالي:
    ويسعى هذا المستوى إلى تأشير مواطن الجمال والقبح في النص وتعليل الإشارات وفق قناعة مسبقة تقوم على أن النص الفائق هو النص الذي يبهج الروح ويشرك المتلقي في مشاغله الفنية الجميلة، ومحلل النص غالباً ما يعتمد على ذوقه ومرجعيته الشخصيين. أما القواعد والأصول التي يعتمدها فهي مقتبسة من النصوص المتميزة عبر العصور، وقلما يستعين الناقد بعلم من العلوم في تقويم النص .

    4. المستوى البنيوي:
    اتجاه نقدي استند في بداياته على دراسات العالم السويسري فرديناند دي سوسير (1857-1913) وقد سعى إلى دراسة النص من حيث هو كائن لا من حيث ينبغي أن يكون! وربما جاءت البنيوية بوصفيتها ثورة على الاتجاه المعياري؛ فكان أن جعلت وكدها في المعمار اللغوي للنص وسبيلها إلى تفكيكه هو البحث عن البنية بوصفها علاقة بين الذات والآخر؛ لكن البنيويين اليساريين هاجموا البنيوية اللغوية وطرحوا البنيوية التوليدية بديلاً منها .

    5. المستوى اللغوي:
    اتجاه في نقد النص عرفه العلماء العرب في القرنين الهجريين: الأول والثاني، وتميز فيه عمرو بن عبيد ت114هـ وأبو عمرو بن العلاء ت154 وحماد الراوية ت155 والمفضل الضبي ت168 وخلف الأحمر ت182هـ، ويعتمد هذا المستوى في تحليل النص على اختبار صياغة المبدع للعبارة وتشريح بنيات الاسم والفعل والحرف، تقديماً أو تأخيراً!! وقد استنبط الجاحظ ت255هـ فيما بعد نظرية النظم من آراء اللغويين والبلاغيين الذين سبقوه، ومازالت نظرية النظم وسيلة مهمة من وسائل المستوى اللغوي في تحليل النص .

    6. المستوى النفسي
    ضرب قديم من ضروب النقد الأدبي، أشار إليه أرسطو ت322ق.م والشاعر الروماني هوراس 8ق.م ولم يغب المستوى النفسي عن الذهنية النقدية قبل الإسلام ، وولع الشعراء بمناجاة النفس!! قارن أوس بن حجر (جاهلي):
    إن الذي تحذرين قد وقعا أيتها النفس اجملي جزعا
    وأبو ذؤيب الهذلي:
    وإذا ترد إلى قليل تقنع والنفس راغبة إذا رغّبتها
    وعنتــــرة:
    قيل الفوارس ويك عنتر أقدم ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها
    واهتم النقاد العرب في القرون الهجرية الأربعة الأولى بالعاطفة وأثرها وقد استجد نوع جديد من الأدب بسبب الفتوحات الإسلامية هو أدب الفتوح الذي ينضح مشاعر الغربة والشكوى من الدهر.. فإذا جاء العصر الحديث برز سيجموند فرويد (1856-1936) بنظرية الدافع الجنسي ومقولات العقل الباطن المتألف من (هو) ذي الدوافع اللاواعية و(أنا الأعلى) الرقيب الذي يكبت! وقد انحاز كثير من أدباء العالم إلى الفرويدية مثل جيمس جويس ولورنس ومارسيل بروست وأندريه جيد !! ، والاعتراض على هذا المستوى هو انه يفترض العصابية والاكتئاب والعقد النفسية لدى المبدعين فكأن المحلل طبيب والمبدع مريض والنص عينة تحلل داخل المختبر

    7. المستوى الاجتماعي الواقعي:
    تفرد عدد من النقاد ذوي الميول اليسارية في هذا الميدان! فالأدب عندهم تنقيب في الواقع عن الواقع وتأشير الشروخ التي تحيق بقضيتي الحرية وتوزيع الثروة، ومحلل النص يحمل منتجه أعباء رسالة مؤداها أن الأديب مطالب بأن يسهم في رقي مجتمعه من خلال كشف عيوبه وتناقضاته والنأي عن روح التفاؤل التي تهوّن الخطب وتصور الواقع بصورة الحلم! وشعرنا العربي منذ وهلته الأولى نتاج واقعه الاجتماعي، والشاعر الجاهلي أسهم في تعرية الظلم والعسف اللذين يسمان العلاقة بين الزعيم وأفراد قبيلته، ولنا أن نستذكر الشعراء من الصعاليك والغربان والذؤبان؛ فإذا أشرق الإسلام التزم شعراؤه بمبادئه وسلطوا الأضواء الكاشفة على هموم الناس ومشاكلهم! وما يقال عن ذلك العصر يمكن أن يقال عن العصر الحديث فقد ظهر الكثير من المبدعين والنقاد الذين نادوا بارتباط الأدب العربي بالواقع والتعبير عن همومه . أما في الغرب فقد تبلورت الواقعية غب الثورة الفرنسية عام 1830م ثم تبلور اتجاهها عام 1880م لكن ثورة اكتوبر في روسيا 1917 وجهت الواقعية نحو خصوصية جديدة إذ اتجه المبدعون ومحللو النص نحو الواقعية الاشتراكية التي هوّنت من شأن الأسلوب والمجازات واعتدتهما ترفاً امبريالياً- وفي أحسن الأحوال- ترفاً برجوازياً! وقد احتج الشاعر (مايكسوفسكي) وكان أحد دعاة الواقعية على الغوغاء التي سادت الحياة الأدبية وتدخل السلطة بذرائع حماية الطبقات الفقيرة، فانتحر وأحدث انتحاره شرخاً كبيراً في معمار الواقعية، وتطرف الأدباء العرب المتمثلون لأطروحة الواقعية ففضل الكثير منهم هوية النص على ماهيته، وانتماء المنتج على فنيته، حتى أن بعض نقاد هذا المستوى أشاد بأعمال هابطة فنياً وتجنب تحليل نصوص إبداعية عالية القيمة بسبب الأهواء الحزبية والعصبيات الفكرية!!

    8. المستوى التاريخي
    طالب النقاد الجاهليون الأدباء بأن يوفروا في نصوصهم إشارات لماحة عن حياة الناس وحروبهم حتى شاعت مقولة (الشعر ديوان العرب) وحين أضاء الإسلام بنوره آفاق الحياة العربية، عبّر الأدباء المسلمون عن مفردات الحياة الجديدة خير تعبير حتى عدّ أدب المغازي والفتوح فناً جديداً، ولا ضير في ذلك لأن الشعر تعبير عن الضمير الجمعي للأمة كما يقول يونغ! أما الأدب الغربي فقد شهد تبلور المستوى التاريخي في أعمال سانت بيف وتلميذه تين وتحددت ثلاثة عناصر لتشكيل هذا المستوى وهي: الجنس والعصر والبيئة وهذه العناصر مؤثرة في النص! وقد دعا سانت بيف إلى دراسة المبدع وفق حياته العائلية مع ملاحظة رغباته ورهباته وصلاته مع أصدقائه وطبق آراءه المستقاة من آليات التحليل التاريخي على فكتور هوجو! وعيب هذا المستوى من التحليل أنه يدرس شيئاً ويغفل آخر أو أنه يعمم الجزء على الكل كما فعل طه حسين في كتابه (حديث الأربعاء) حين وسم العصر العباسي بالمجون ظاناً أن عدداً محدوداً من النصوص الماجنة كافٍ لوسم عصر كامل يمتد من 132هـ -إلى- 656.

    9. المستوى الصوري (الصوفني):
    يستثمر هذا المستوى جماليات الصورة الفنية بوصفها معياراً فنياً قادراً على معرفة قيمة النص، وقد مرّ بنا ولع النقاد العرب الجاهليين بمعيار الصورة! وإذ استمر هذا الولع مع احتراز ديني من إيماءات الصورة في البعد الجاهلي الوثني، اضطر الناقد إلى أن يسمي الصورة وصفاً مرة ورسماً أخرى ومشهداً ثالثة ثم تفرّد الجاحظ فنص في كتابه الحيوان 1/144 أن (الشعر جنس من التصوير). ومازال قسم مهم من محللي النص مهتم بمعطيات الصورة ، حتى أولئك الذين زعموا أن الصورة تضلل المحلل وتلهيه عن قيم النص المركزية! وكان ازراباوند قد أولى المستوى الصوري قدراً مهماً من اهتمامه، حتى أطلق على نفسه وتابعيه: جماعة الصورة، وهؤلاء يعرفون الصورة على أنها لحظة تشابك بين عشرات الصور الجزئية المتخيلة والواقعية، وقد ظهرت منذ الخمسينات وحتى شهر ديسمبر 1999 عشرات الكتب العربية والمترجمة التي تعزز هذا المستوى. أما شعراء الصورة فقد تأثروا بجماليات قصيدة الهايكو اليابانية (قصيدة الصورة)

    10. المستوى الفطري:
    ذائقة المحلل هي المعوّل عليها في معرفة النص وتقويمه دون حاجة إلى إقحام الآليات العلمية في التحليل؛ وغالباً ما تكون أحكام الناقد ذاتية تتجاوز المنطق الموضوعي وربما النص نفسه فتسبغ عليه ماليس فيه أو تغفل فيه العناصر الأسلوبية المهمة، ويمكننا القول أن عقدة محللي النص المحدثين هي نفي تهمة أتباع الذائقة الذاتية عنهم، فهم يغلفون أحكامهم الذاتية بلبوس ثقيلة من الادعاء العلمي! وقد شاع هذا الضرب من الهرف في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين ولكنه خرج إلى الناس -كما ألمعنا- متجلبباً بالعلم والموضوعية فنال علم تحليل النص حيف كبير كما نال النص مثل ذلك وزيادة! إذ تسلّط عليهما (النص/تحليل النص) أقلام ركبت الموجة ولم تتخل عن معامل الرغبة والرهبة! وقد أطلق عليه د.كمال نشأت (المستوى الفني) وما نراه هو أن المستوى الفطري لا يمت إلى المستوى الفني بأية صلة مقنعة مع أننا نقر أن النقاد العرب (منذ أبي تمام ت232 وحتى ابن معصوم المدني ت1120) كانوا ميالين إلى استعمال ذائقتهم الذاتية في معرفة النص وآية ذلك أننا أحصينا مواقف خمسة وعشرين ناقداً من نص ابن الطثرية ت126 المشهور فوجدناها ثلاثة مواقف: مع النص/ ضد النص/ لا معه ولا عليه، ومع اختلاف المواقف فإنها تمتلك قاسماً مشتركاً مهما بينها وهو الذائقة الذاتية..

    11. المستوى التكاملي:
    ويسمى أيضاً : التوفيقي أو التلفيقي و مؤداه إن نجاح محلل النص في كشف أسرار النص كامن في عرض النص على مستويات التحليل كافة من تركيبي وتفكيكي وفني وبنيوي ولغوي ونفسي واجتماعي وتاريخي...الخ!! ونحن نرجح أن دعاة هذا المستوى متأثرون بالمنهج التعددي التاريخي الذي أثبت نجاعته في تحليل النص التاريخي بعد أن ألحقت فردانية المنهج وسطوته أذىً كبيراً بالحقائق التاريخية فتعين على ذلك خضوع نفر كبير لسطوة الوهم واستعدادهم لإيذاء أي جماعة تؤول التاريخ على نحو مختلف! فجاءت التعددية في التحليل والتأويل والترميم منقذاً من الضلال التاريخي ومنقذاً لدراسة التاريخ العلمية؛ ولكن الأمر مختلف مع النص الأدبي وكثرة مستويات تحليله تبدد شحناته وتشتت امتيازه ويكون هاجس المحلل استعراض ثقافاته ومواهبه والتنطع أمام القراء قبل هاجس خدمة النص (سيد العملية)، ونحن في عصر العلم ومن أول مبادئ العلم الاختصاص، بينا يتطلب المستوى التكاملي تعزيز آليات التحليل بخبرات كل المستويات والاختصاصات وذلك مالم يتيسر لواحد من البشر العقلاء!! وقد أطلق ستانلي هايمن على هذا المستوى (مدرسة النقد المتكامل) وتحمس له ودعا مريديه إلى تكريسه في تحليلاتهم للنصوص الأدبية،. ويمكن النظر إلى سيد قطب على أنه من أكثر النقاد العرب تأثراً بآراء هايمن ودعوته التكاملية وما كتاب السيد قطب (النقد الأدبي أصوله ومناهجه) إلا أطروحة عربية قائمة على هذا المنهج وقد حبذ الدكتور كمال نشأت معطى هذا المستوى ورأى أن (باستطاعة الناقد الواسع الثقافة العظيم الخبرة المدرب الذوق أن يضع النص الأدبي في ضوء المدارس النقدية المختلفة ويستعين بوجهات نظرها المتباينة في تفسيره وتحليله وتقييمه على قدر ثقافته وجهده وبذلك تتحقق وجهة نظر نقدية متكاملة في دراسة النص الأدبي) .

    12. مستوى منهج اللامنهج:
    ربما جاءت الدعوة إليه بسبب الأصولية المنهجية والأصولية النصية اللتين مارستا إرهاباً على محللي النص، والأصوليتان تجهّلان أي ناقد إذا حاول الخروج عليهما وتشككان بنواياه وقيمة منجزه التحليلي، ويرى د.عبدالعزيز المقالح أن الناقد هو الذي ينجح في تحليل النص فلا يعتسفه أو يحوّل وجهته عن مسارها الطبيعي. وهانحن ننقل رأي د.عبدالعزيز المقالح بالناقد د.عبد الملك مرتاض (إنه ليس بنيوياً ولا أسلوبياً؛ ولا هو من أتباع أي منهج من المناهج الاجتماعية أو اللغوية أو الفنية، إنه ناقد مفتوح القلب والوعي، وهو صاحب رؤية نقدية ليس لآفاقها حدود؛ وهي بالضرورة رؤية شمولية ترفض أن تدرس النص الأدبي دراسة جزئية. كما ترفض أن تعالج جانباً واحداً منه أو حتى عدة جوانب. وهذه الرؤية هي التي أطلق عليها الكاتب اسم أو وصف العطائية نسبة إلى ما يمكن أن يعطيه إيانا نص أدبي ما من خلال البحث في مكامنه وزواياه -العطائية- فإن أمرها يتلخص في السطر التالي من كتاب النص الأدبي من أين وإلى أين، والسطر هو وبعبارة صغيرة ولكنها جامعة؛ (إن اللامنهج في تشريح النص الأدبي هو المنهج)؛ العطائية إذن هي منهج اللامنهج في دراسة النص الأدبي الذي يتحدد وينبعث من خلال كل قراءة يقوم بها قارئ .
    (منقول)

  2. #2
    الصورة الرمزية لحسن عسيلة شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 1,324
    المواضيع : 38
    الردود : 1324
    المعدل اليومي : 0.30

    افتراضي

    موضوع رائع يعطيك فكرة مختصرة عن مناهج النقد الأدبية .

    2.
    المستوى التفكيكي (الجشتالتي):
    وتحليل النص وفق جشتالت يبدأ من الكل إلى الجزء، فلابد إذن من تحليل النص إلى وحدات صغيرة ومن ثم تشريحها بمنظور كلي وصولاً (بالاستقراء) إلى استنباط قوانينه الظاهرة والغاطسة، والفكرة التي يستند إليها أتباع هذا المستوى أن طبيعة النظرة الإنسانية تبدأ من الكل ثم تصل إلى الجزء لاحقاً..
    هذه الجملة " فلابد من تحليل النص إلى وحدات صغيرة" غير دقيقة ، لأنها ستجعل هذه الفقرة والتي قبلها سيان ،
    نظرية الجشطالت تقوم على النظرة الكلية وليس التجزيئ ، وعند الجشطالتيين الكل أكبر من مجموع أجزائه ، ومجموع الأجزاء لا يساوي الكل ، ففي النظرة الكلية ما يفوق الأجزاء مجتمعة ،
    يجب مراجعة هذه الجملة حتى تتناسب مع نظرة ونظرية الجشطالت ،
    تقديري
    حزين وحادي الأمة اليوم فرقة
    وجهل ٌوخِــــــذلانٌ وحبُّ قِيانِ

  3. #3
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لحسن عسيلة مشاهدة المشاركة
    موضوع رائع يعطيك فكرة مختصرة عن مناهج النقد الأدبية .



    هذه الجملة " فلابد من تحليل النص إلى وحدات صغيرة" غير دقيقة ، لأنها ستجعل هذه الفقرة والتي قبلها سيان ،
    نظرية الجشطالت تقوم على النظرة الكلية وليس التجزيئ ، وعند الجشطالتيين الكل أكبر من مجموع أجزائه ، ومجموع الأجزاء لا يساوي الكل ، ففي النظرة الكلية ما يفوق الأجزاء مجتمعة ،
    يجب مراجعة هذه الجملة حتى تتناسب مع نظرة ونظرية الجشطالت ،
    تقديري
    السّلام عليكم أخي الأستاذ لحسن ... شكرا لك على مداخلتك وبارك الله فيك
    اسمح لي بمخالفتك الرّأي فيما تفضّلت به من أنّ تحليل النّص إلى وحدات يتناقض ونظريّة الجشتالت ،
    تشير هذه الكلمة الألمانية الأصل (جشتالت) إلى معانٍ مختلفة في اللغة العربية فهي تعني الصيغة أو الشكل أو النمط أو الهيئة أو الصورة أو البنية.
    وهو كل متسق أو منتظم أو ذو معنى قابل للإدراك تحكمه علاقات بين مكوناته، وهذه العلاقات هي التي تعطيه صفة الكل وتميزه عن المجموع.
    حينما ينظر القارئ الى نصّ فأنه يدركه ككل أو كوحدة ذات معنى . أى أن الفرد لا يدرك الجزئيات المنفصلة المكونة للنصّ و لكنه يدركه فى أطار كلي متكامل، ثم بعد ذلك يدرك الجزئيات المفردة المكونة للنصّ كاللّغة والشّخصيّات والحدث والحبكة وما إلى ذلك...
    و بالتالى نرى أن النظرية تعبر عن النظرة الى الكل قبل الجزء من حيث أن الكل أكبر من مجموع أجزائه .
    و هذا من أهم قوانين الأدراك التى أسفرت عنها أبحاث علماء النفس الجشتالت فى العلاقة بين الوحدات و المعنى .
    حيث أن أدراك الفرد للأشياء و الموضوعات أساسه المعنى الذى يمكن أن يربط فيما بين تلك الوحدات أو المكونات .
    و من ثم يتم تفسير الجشتالت على أن الكل أكبر من مجموع وحداته، وهذا لا يعني إلغاء الوحدات أو العناصر المكوّنة للنّصًّ من أجل الكلّ ... لولا الأجزاء لما كان الكلّ وحدة قائمة بذاتها.
    تقول د. لمياء باعشن:
    " نظرية الجشتالت Gestalt النفسية التي تقدم نموذجاً وظيفياً للقراءة تتكيف فيه الأجزاء بتناسق تام فتشكل صورة ذهنية متكاملة تمكن القارئ من تنظيم المعاني التي تبدو مبعثرة وفوضوية في إطار موحد."
    في المستوى التّركيبي ينظر إلى الأجزاء أوّلا ثمّ إلى المجموع الذي تشكّله.
    أرجو أن أكون قد وفّقت في توضيح الصّورة
    تقديري وتحيّتي

  4. #4
    الصورة الرمزية فكير سهيل قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Aug 2013
    المشاركات : 1,051
    المواضيع : 97
    الردود : 1051
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    بارك الله فيك على الطرح المميز وفيه فوائد كثيرة نشكرك عليها.
    أعتقد أن إغفال الجانب الديني في النقد من شأنه تضييع قيمة النقد الحقيقية والتي تهدف إلى خدمة الأدب والذي يهدف بدوره إلى خدمة المجتمع ذلك أن النصوص الأدبية بتفرّعها تنبع من مصادر فكرية محدودة ومقيدة بمبادئ راسخة تضرب بجذورها في أعماق المجتمع وهو ما يسمى بثقافة المجتمع (مجموعة المعتقدات والعادات والتقاليد واللغات واللهجات ومختلف المفاهيم التي يتقاسمها أعضاء المجتمع). وبالتالي فإن هاته المعايير في مجموعها -دون توفر العنصر الديني- تشير إلى نظرة نقدية لائيكية تفصل تقييم النص عن العنصر الديني, فمهما كان الاتجاه الديني فإن النص قد يعتبر نصا عاليا ويتساوى هو ونصوص أخرى ذات قيمة أخلاقية عالية. طبعا أنا أتكلم عن نظرة نقدية لا تعتبر الدين عنصرا من عناصرها كما هو الشأن عند الكفار المهم أن يكون النص ذو قيمة لغوية وفكرية عالية وهذا ليس غريبا كونهم فقدوا دينهم -على تحريفه. وهذا لا يخدم أبدا الأهداف السامية للأدب واسمه يدل عليها. قد يقول القائل نحن لا نعتمد النصوص ذات القيمة الأخلاقية المنعدمة ونقوم بإبعادها من مواضيعنا فنقول أن هذا يعد نوعا من النقد وهو غير مصرح به ولا يندرج تحت إطار النقد الأدبي, فالمطلوب هو الاعتراف بالجانب الديني كعنصر من عناصر النقد الأدبي والتي يبنى عليها قيمة النص, حتى تكون النصوص في خدمة المجتمع الاسلامي.
    تقديري
    فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان
    أبو عبد الله

  5. #5
    الصورة الرمزية لحسن عسيلة شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 1,324
    المواضيع : 38
    الردود : 1324
    المعدل اليومي : 0.30

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاملة بدارنه مشاهدة المشاركة
    السّلام عليكم أخي الأستاذ لحسن ... شكرا لك على مداخلتك وبارك الله فيك
    اسمح لي بمخالفتك الرّأي فيما تفضّلت به من أنّ تحليل النّص إلى وحدات يتناقض ونظريّة الجشتالت ،
    تشير هذه الكلمة الألمانية الأصل (جشتالت) إلى معانٍ مختلفة في اللغة العربية فهي تعني الصيغة أو الشكل أو النمط أو الهيئة أو الصورة أو البنية.
    وهو كل متسق أو منتظم أو ذو معنى قابل للإدراك تحكمه علاقات بين مكوناته، وهذه العلاقات هي التي تعطيه صفة الكل وتميزه عن المجموع.
    حينما ينظر القارئ الى نصّ فأنه يدركه ككل أو كوحدة ذات معنى . أى أن الفرد لا يدرك الجزئيات المنفصلة المكونة للنصّ و لكنه يدركه فى أطار كلي متكامل، ثم بعد ذلك يدرك الجزئيات المفردة المكونة للنصّ كاللّغة والشّخصيّات والحدث والحبكة وما إلى ذلك...
    و بالتالى نرى أن النظرية تعبر عن النظرة الى الكل قبل الجزء من حيث أن الكل أكبر من مجموع أجزائه .
    و هذا من أهم قوانين الأدراك التى أسفرت عنها أبحاث علماء النفس الجشتالت فى العلاقة بين الوحدات و المعنى .
    حيث أن أدراك الفرد للأشياء و الموضوعات أساسه المعنى الذى يمكن أن يربط فيما بين تلك الوحدات أو المكونات .
    و من ثم يتم تفسير الجشتالت على أن الكل أكبر من مجموع وحداته، وهذا لا يعني إلغاء الوحدات أو العناصر المكوّنة للنّصًّ من أجل الكلّ ... لولا الأجزاء لما كان الكلّ وحدة قائمة بذاتها.
    تقول د. لمياء باعشن:
    " نظرية الجشتالت Gestalt النفسية التي تقدم نموذجاً وظيفياً للقراءة تتكيف فيه الأجزاء بتناسق تام فتشكل صورة ذهنية متكاملة تمكن القارئ من تنظيم المعاني التي تبدو مبعثرة وفوضوية في إطار موحد."
    في المستوى التّركيبي ينظر إلى الأجزاء أوّلا ثمّ إلى المجموع الذي تشكّله.
    أرجو أن أكون قد وفّقت في توضيح الصّورة
    تقديري وتحيّتي
    وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته ،

    أستاذتي كاملة حياك الله ،
    لا شك أن ترجمة النظرية من لغتها الأصل إلى لغة أخرى ستشوبها بعض الشوائب على مستوى الفهم والإدراك ،
    فهذه الجملة على سبيل المثال : " فلابد من تحليل النص إلى وحدات صغيرة" أوحت إلي بمفهوم التجزيء، وفي الحقيقة ، نظرية الجشطلت ، تنطلق من الكل المدرك إلى الجزء غير المدرك ، ومحاولة إدراك غير المدرك الذي هو الحرف مثلا ، ضمن الكل الذي هو الكلمة ، دونما تجزيء ، وذلك بأن ينطلق الأستاذ من مشهد حي يمثل الجملة القرائية التي سبق وأن عرفها التلميذ ووعاها من خلال حصة التعبير التي تسبق حصة القراءة في إطار منهجية واعية ، قلت : ينطلق من تلك الجملة القرائية التي صارت مألوفة لدى المتعلم ، إلى الكلمة إلى الحرف ، مع الحفاظ على البنية (الجملة القرائية ) كما هي ، وليدرك المتعلم الحرف الجديد نقوم بتلوينه بلون مغاير ونركز على شكله مع اعتبار رُتبته ( أي شكله عندما يكون أولا في الكلمة و وسطا في أخرى وأخيرا في كلمة أخرى ضمن الجملة القرائية ) ويكون التركيز على الحرف الجديد بالتلوين ومحاولة تقليد شكله ، بعد عملية ترديد الجملة ومناقشة معناها وقراءتها من اليمين إلى اليسار ، ومن اليسار إلى اليمين ، ومن الوسط ثم اليمين ثم اليسار إذا سمح السياق بذلك بقصد ترسيخ شكله الرمزي في الذاكرة وربطه بصوته .
    وهذا مثال لتعليم حرف الكاف في المستوى الأول الابتدائي :
    قبل أن يعرض الأستاذ المشهد / الصورة يسأل :
    ـ الأستاذ : هل تعرفون كريما ؟
    (قصة كريم هذه درسها التلاميذ قبلُ في مكون التعبير الشفوي التي تسبق مكون القراءة في إطار منهجية دقيقة بخلفية بيداغوجية معلومة عبر طرائق تعليمية تربوية معتمدة ).
    ـ أغلب التلاميذ : نعم
    ـ الأستاذ : ماذا فعل كريم ؟
    ـ أحد التلاميذ : أكل كريم سمكا .
    الأستاذ : أحسنت ،
    الأستاذ : كريم أكل ماذا ؟
    التلميذ : كريم أكل سمكا
    الأستاذ : من أكل سمكا ؟
    التلميذ : كريم أكل سمكا
    الأستاذ : يطالب التلاميذ بترديد الجملة لغايات تعليمية معروفة
    ثم بعد ذلك يطالبهم بقراءة الجملة والمشهد أمامهم .
    ثم أخيرا يقوم بتلوين حرف الكاف ضمن الجملة القرائية بلون يشد انتباه التلاميذ كما لي :

    أكــــل كـــريم سمــكــــا

    وفي مرحلة تالية يقوم بتأطير هذه الجملة بأن يضع كل كلمة في خانة مستقلة ثم يطالب التلاميذ بقراءتها من مختلف الاتجاهات الممكنة ، كل واحد على حدة باستعمال مسطرة أو ماشابه ، يكون ذلك كما يلي :

    أكــــل | كـــريم | سمــكــــا

    وبعد ذلك ، يطالبهم بالإتيان بكلمات تتضمن حرف الكاف ، ويسجل بعضها على السبورة ويسألهم عن موقعه ورتبته ليتأكد من استيعابهم لشكله ،
    وتعتبر هذه الحصة رقم 1 وتليها ثلاث حصص أخرى من باب التكرار ومزيد من الاستبصار ،
    ثم بعد هذه الحصة القرائية تأتي حصة الكتابة مباشرة وموضوعها الحرف ذاته ، وتكون دعما لما سبق وتقوية وتدريب على رسمه .

    كتبت كل هذا الكلام لأستاذتي كاملة المكرمة ، لأبين لها أننا هكذا نقدم الحرف الجديد على ضوء النظرية الجشطالتية في مؤسساتنا المغربية ، وعلى ضوء ذلك فإنني لا أرى حسب فهمي للنظرية أي تحليل إلى وحدات بمعنى التجزيء كما فهمت شخصيا .
    وكما تعلمين أستاذتي أن نظرية الجشطالت جاءت لتضرب أساسا النظرية السلوكية التجزيئية .
    حياك الله أختي كاملة ، وربما كما أسلفت المصطلحات حمالة معان تكون أحيانا غير مقصودة ،
    تقبلي تقديري ومودتي الأخوية .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    التعديل الأخير تم بواسطة لحسن عسيلة ; 15-01-2015 الساعة 03:19 AM

  6. #6
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فكير سهيل مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك على الطرح المميز وفيه فوائد كثيرة نشكرك عليها.
    أعتقد أن إغفال الجانب الديني في النقد من شأنه تضييع قيمة النقد الحقيقية والتي تهدف إلى خدمة الأدب والذي يهدف بدوره إلى خدمة المجتمع ذلك أن النصوص الأدبية بتفرّعها تنبع من مصادر فكرية محدودة ومقيدة بمبادئ راسخة تضرب بجذورها في أعماق المجتمع وهو ما يسمى بثقافة المجتمع (مجموعة المعتقدات والعادات والتقاليد واللغات واللهجات ومختلف المفاهيم التي يتقاسمها أعضاء المجتمع). وبالتالي فإن هاته المعايير في مجموعها -دون توفر العنصر الديني- تشير إلى نظرة نقدية لائيكية تفصل تقييم النص عن العنصر الديني, فمهما كان الاتجاه الديني فإن النص قد يعتبر نصا عاليا ويتساوى هو ونصوص أخرى ذات قيمة أخلاقية عالية. طبعا أنا أتكلم عن نظرة نقدية لا تعتبر الدين عنصرا من عناصرها كما هو الشأن عند الكفار المهم أن يكون النص ذو قيمة لغوية وفكرية عالية وهذا ليس غريبا كونهم فقدوا دينهم -على تحريفه. وهذا لا يخدم أبدا الأهداف السامية للأدب واسمه يدل عليها. قد يقول القائل نحن لا نعتمد النصوص ذات القيمة الأخلاقية المنعدمة ونقوم بإبعادها من مواضيعنا فنقول أن هذا يعد نوعا من النقد وهو غير مصرح به ولا يندرج تحت إطار النقد الأدبي, فالمطلوب هو الاعتراف بالجانب الديني كعنصر من عناصر النقد الأدبي والتي يبنى عليها قيمة النص, حتى تكون النصوص في خدمة المجتمع الاسلامي.
    تقديري
    النظريّات النّقديّة الأدبيّة تعاملت مع النّصوص لغة وفكرة وأسلوبا، وصنّفت النّصوص ألوانا متنوّعة، ولكلّ ميزاته، والنّصوص الدّينيّة نوع من هذه النّصوص.
    القارئ هو من يحدّد نوع الكتب التي يقرأها، وإن كان هناك كتّاب معنيّون بكتابة الأدب الدّيني الإرشادي، فليتنا نحظى منهم بكتب نقديّة علميّة تكون مراجع لغيرهم، ومؤكّد أنّ عشّاق هذا اللّون سيفرحون بذلك. نأمل تحقّق ذلك...
    شكرا لك أخي فكير على المداخلة القيّمة
    بوركت
    تقديري وتحيّتي


    ،
    التعديل الأخير تم بواسطة كاملة بدارنه ; 16-01-2015 الساعة 10:22 AM

  7. #7
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لحسن عسيلة مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته ،

    أستاذتي كاملة حياك الله ،
    لا شك أن ترجمة النظرية من لغتها الأصل إلى لغة أخرى ستشوبها بعض الشوائب على مستوى الفهم والإدراك ،
    فهذه الجملة على سبيل المثال : " فلابد من تحليل النص إلى وحدات صغيرة" أوحت إلي بمفهوم التجزيء، وفي الحقيقة ، نظرية الجشطلت ، تنطلق من الكل المدرك إلى الجزء غير المدرك ، ومحاولة إدراك غير المدرك الذي هو الحرف مثلا ، ضمن الكل الذي هو الكلمة ، دونما تجزيء ، وذلك بأن ينطلق الأستاذ من مشهد حي يمثل الجملة القرائية التي سبق وأن عرفها التلميذ ووعاها من خلال حصة التعبير التي تسبق حصة القراءة في إطار منهجية واعية ، قلت : ينطلق من تلك الجملة القرائية التي صارت مألوفة لدى المتعلم ، إلى الكلمة إلى الحرف ، مع الحفاظ على البنية (الجملة القرائية ) كما هي ، وليدرك المتعلم الحرف الجديد نقوم بتلوينه بلون مغاير ونركز على شكله مع اعتبار رُتبته ( أي شكله عندما يكون أولا في الكلمة و وسطا في أخرى وأخيرا في كلمة أخرى ضمن الجملة القرائية ) ويكون التركيز على الحرف الجديد بالتلوين ومحاولة تقليد شكله ، بعد عملية ترديد الجملة ومناقشة معناها وقراءتها من اليمين إلى اليسار ، ومن اليسار إلى اليمين ، ومن الوسط ثم اليمين ثم اليسار إذا سمح السياق بذلك بقصد ترسيخ شكله الرمزي في الذاكرة وربطه بصوته .
    وهذا مثال لتعليم حرف الكاف في المستوى الأول الابتدائي :
    قبل أن يعرض الأستاذ المشهد / الصورة يسأل :
    ـ الأستاذ : هل تعرفون كريما ؟
    (قصة كريم هذه درسها التلاميذ قبلُ في مكون التعبير الشفوي التي تسبق مكون القراءة في إطار منهجية دقيقة بخلفية بيداغوجية معلومة عبر طرائق تعليمية تربوية معتمدة ).
    ـ أغلب التلاميذ : نعم
    ـ الأستاذ : ماذا فعل كريم ؟
    ـ أحد التلاميذ : أكل كريم سمكا .
    الأستاذ : أحسنت ،
    الأستاذ : كريم أكل ماذا ؟
    التلميذ : كريم أكل سمكا
    الأستاذ : من أكل سمكا ؟
    التلميذ : كريم أكل سمكا
    الأستاذ : يطالب التلاميذ بترديد الجملة لغايات تعليمية معروفة
    ثم بعد ذلك يطالبهم بقراءة الجملة والمشهد أمامهم .
    ثم أخيرا يقوم بتلوين حرف الكاف ضمن الجملة القرائية بلون يشد انتباه التلاميذ كما لي :

    أكــــل كـــريم سمــكــــا

    وفي مرحلة تالية يقوم بتأطير هذه الجملة بأن يضع كل كلمة في خانة مستقلة ثم يطالب التلاميذ بقراءتها من مختلف الاتجاهات الممكنة ، كل واحد على حدة باستعمال مسطرة أو ماشابه ، يكون ذلك كما يلي :

    أكــــل | كـــريم | سمــكــــا

    وبعد ذلك ، يطالبهم بالإتيان بكلمات تتضمن حرف الكاف ، ويسجل بعضها على السبورة ويسألهم عن موقعه ورتبته ليتأكد من استيعابهم لشكله ،
    وتعتبر هذه الحصة رقم 1 وتليها ثلاث حصص أخرى من باب التكرار ومزيد من الاستبصار ،
    ثم بعد هذه الحصة القرائية تأتي حصة الكتابة مباشرة وموضوعها الحرف ذاته ، وتكون دعما لما سبق وتقوية وتدريب على رسمه .

    كتبت كل هذا الكلام لأستاذتي كاملة المكرمة ، لأبين لها أننا هكذا نقدم الحرف الجديد على ضوء النظرية الجشطالتية في مؤسساتنا المغربية ، وعلى ضوء ذلك فإنني لا أرى حسب فهمي للنظرية أي تحليل إلى وحدات بمعنى التجزيء كما فهمت شخصيا .
    وكما تعلمين أستاذتي أن نظرية الجشطالت جاءت لتضرب أساسا النظرية السلوكية التجزيئية .
    حياك الله أختي كاملة ، وربما كما أسلفت المصطلحات حمالة معان تكون أحيانا غير مقصودة ،
    تقبلي تقديري ومودتي الأخوية .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    شكرا لك أخي الكريم لحسن على هذا الرّد الرّائع والكلام السّلس
    نظريّات الغرب تتعبنا أحيانا بفهم المقصود منها، وليتنا نصل لمرحلة تكون لنا نظريّاتنا الخاصّة في النّقد والإبداع وغيره؛ لنستغني عمّا يصدّر لنا بعدما بذرنا بذور العلم في حقولهم وغططنا في سبات لم نستيقظ منه بعد.
    بارك الله فيك وبجهودك
    تقديري وتحيّتي

  8. #8
    الصورة الرمزية إدريس علي الواسع قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2015
    المشاركات : 123
    المواضيع : 79
    الردود : 123
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي مساهمة توضيحية حل مستويات التحليل الأدبي

    تحية ندية رقيقة للأستاذة الفاضلة كاملة بدارنة و الأستاذ الفاضل لحسن عسيلة.
    أود في مستهل هذه المساهمة أن أشكر الأستاذة كاملة على هذه الوصفة الشهية التي تناولت فيها التعريف بمختلف مستويات التحليل الأدبي و التي قدمتها في أسلوب سلس و متسلسل من حيث بناؤه، كما أشكر الأستاذ لحسن عسيلة على ملاحظاته التي أبداها بخصوص النظرية الجشتالتية و خاصة في استناده إلى الجملة " فلابد من تحليل النص إلى وحدات صغيرة"بحيث يرى " أنها غير دقيقة ، لأن نظرية الجشتالت تقوم على النظرة الكلية وليس التجزيء ، وعند الجشتالتيين الكل أكبر من مجموع أجزائه ، ومجموع الأجزاء لا يساوي الكل ، ففي النظرة الكلية ما يفوق الأجزاء مجتمعة".
    أعتقد أن الأستاذين يتكلمان نفس اللغة لكنهما ليسا على نفس الدبدبة إن صح تعبيري و ربما مرد إلى اختلافهما حول معنى لفظتي " التحليل / التجزيء".
    فبالرجوع إلى بعض الكتب المتخصصة، يتم تعريف الجشتالت كما يلي:" بنية أو شكل كلي"، و منه يمكن اعتبار المقاربة الكلية ترتبط أساسا بنظرية الجشتالت التي تعتبر الصيغة أو البنية الكلية مهمة جدا في عملية الإدراك. غير أنه ينبغي أن نميز هنا ، و بإيجاز، بين مفهومين متداخلين هما الإدراك و الاستبصار، و ذلك لأن الإدراك يأتي غالبا كمرادف للتعلم، في حين يأتي الاستبصار كمرادف للنشاط الذهني الذي يقوم به الفرد خلال عملية الإدراك (أي التعلم).
    فالاستبصار عملية ذهنية يقوم فيها الفرد بسلوكات / ممارسات استكشافية أولية للتعرف على ما يتضمنه الموضوع (البنية الكلية) من خصائص و ترابطات و علاقات وعناصر...فخلال هذه العملية يقوم الفرد بمعالجة ممنهجة للموضوع بدءا بفرز عناصره و مكونات بنيته الكلية لينتقل إلى بناء و تكوين خطوات تساعده على إيجاد و اكتشاف العلاقات الداخلية للموضوع من خلال سلوكات مضبوطة لا تستند إلى محاولات عشوائية. فعملية الاستبصار تتطلب لتحليل الموضوع و تجزيئه و تفكيكه إلى عناصر/ أجزاء/ مكونات بغية الوصول مجموعة الخصائص و العلاقات و الترابطات القائمة بينها من أجل الاستيعاب و الأدراك الفهم الجيد للموضوع
    أعتقد أنه بعد التوضيح المقتضب لمفهوم النظرية الجشتالتية، لا يمكن التمييز بين مفهومي التحليل و التجزيئ اللذين هما في نظري مجموع الممارسات و السلوكات التي تروم نفس الهدف.
    مع أصدق عبارات تقديري احترامي.

  9. #9
    الصورة الرمزية فكير سهيل قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Aug 2013
    المشاركات : 1,051
    المواضيع : 97
    الردود : 1051
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاملة بدارنه مشاهدة المشاركة
    النظريّات النّقديّة الأدبيّة تعاملت مع النّصوص لغة وفكرة وأسلوبا، وصنّفت النّصوص ألوانا متنوّعة، ولكلّ ميزاته، والنّصوص الدّينيّة نوع من هذه النّصوص.
    القارئ هو من يحدّد نوع الكتب التي يقرأها، وإن كان هناك كتّاب معنيّون بكتابة الأدب الدّيني الإرشادي، فليتنا نحظى منهم بكتب نقديّة علميّة تكون مراجع لغيرهم، ومؤكّد أنّ عشّاق هذا اللّون سيفرحون بذلك. نأمل تحقّق ذلك...
    شكلات لك أخي فكير على المداخلة القيّمة
    بوركت
    تقديري وتحيّتي


    ،
    بارك الله فيك هذا هو الاشكال وهو جعل الدين فن من الفنون الادبية تخضع نصوصه إلى نفس قواعد النقد وليس أحد أدوات النقد, ومن هنا يتضح بأن المنهاج العام لطرق النقد إنما هو منهج غربي في عمومه هدفه الاول والاخير القيمة الادبية للنص وهذا يؤدي دون شك الى أضرار أذكر منها تقديس بعض النصوص البليغة من طرف بعض الافراد ووهي تحمل في طياتها افكارا خطيرة كمن يقول "سخرية الاقدار" وغيرها من الالفاظ الغريبة والافكار الهدامة وما نراه اليوم من تأثر بعض الشباب من الشعراء بها لخير دليل وهذا بسبب اساليب النقد التي تجعل النص في قمة السلم دون بيان لاخطائه الشرعية. هاته النصوص ذات قيمة أدبية عالية والتأثر بالمبنى يؤدي إلى التأثر بالمعنى ما لو يوجد نقد للجانب الشرعي.
    المطلوب هو ادخال النقد الشرعي كأداة أساسية.
    رأيت احدهم يذكر قول زهيرـوشعره لا يخفى علينا بلاغته ـ رأيت المنايا خبط عشواء من تصب ٠٠٠تمته ومن تخطء يعمر فيهرم, ويؤكد المعنى ويقول فعلا هي خبط عشواء! والمعلوم ضرورة أنها ليست كذلك وهذا لا ريب جاء من التأثر بالجانب الأدبي.
    هذه وجة نظري

  10. #10
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إدريس علي الواسع مشاهدة المشاركة
    تحية ندية رقيقة للأستاذة الفاضلة كاملة بدارنة و الأستاذ الفاضل لحسن عسيلة.
    أود في مستهل هذه المساهمة أن أشكر الأستاذة كاملة على هذه الوصفة الشهية التي تناولت فيها التعريف بمختلف مستويات التحليل الأدبي و التي قدمتها في أسلوب سلس و متسلسل من حيث بناؤه، كما أشكر الأستاذ لحسن عسيلة على ملاحظاته التي أبداها بخصوص النظرية الجشتالتية و خاصة في استناده إلى الجملة " فلابد من تحليل النص إلى وحدات صغيرة"بحيث يرى " أنها غير دقيقة ، لأن نظرية الجشتالت تقوم على النظرة الكلية وليس التجزيء ، وعند الجشتالتيين الكل أكبر من مجموع أجزائه ، ومجموع الأجزاء لا يساوي الكل ، ففي النظرة الكلية ما يفوق الأجزاء مجتمعة".
    أعتقد أن الأستاذين يتكلمان نفس اللغة لكنهما ليسا على نفس الدبدبة إن صح تعبيري و ربما مرد إلى اختلافهما حول معنى لفظتي " التحليل / التجزيء".
    فبالرجوع إلى بعض الكتب المتخصصة، يتم تعريف الجشتالت كما يلي:" بنية أو شكل كلي"، و منه يمكن اعتبار المقاربة الكلية ترتبط أساسا بنظرية الجشتالت التي تعتبر الصيغة أو البنية الكلية مهمة جدا في عملية الإدراك. غير أنه ينبغي أن نميز هنا ، و بإيجاز، بين مفهومين متداخلين هما الإدراك و الاستبصار، و ذلك لأن الإدراك يأتي غالبا كمرادف للتعلم، في حين يأتي الاستبصار كمرادف للنشاط الذهني الذي يقوم به الفرد خلال عملية الإدراك (أي التعلم).
    فالاستبصار عملية ذهنية يقوم فيها الفرد بسلوكات / ممارسات استكشافية أولية للتعرف على ما يتضمنه الموضوع (البنية الكلية) من خصائص و ترابطات و علاقات وعناصر...فخلال هذه العملية يقوم الفرد بمعالجة ممنهجة للموضوع بدءا بفرز عناصره و مكونات بنيته الكلية لينتقل إلى بناء و تكوين خطوات تساعده على إيجاد و اكتشاف العلاقات الداخلية للموضوع من خلال سلوكات مضبوطة لا تستند إلى محاولات عشوائية. فعملية الاستبصار تتطلب لتحليل الموضوع و تجزيئه و تفكيكه إلى عناصر/ أجزاء/ مكونات بغية الوصول مجموعة الخصائص و العلاقات و الترابطات القائمة بينها من أجل الاستيعاب و الأدراك الفهم الجيد للموضوع
    أعتقد أنه بعد التوضيح المقتضب لمفهوم النظرية الجشتالتية، لا يمكن التمييز بين مفهومي التحليل و التجزيئ اللذين هما في نظري مجموع الممارسات و السلوكات التي تروم نفس الهدف.
    مع أصدق عبارات تقديري احترامي.
    مداخلة قيّمة ورائعة تزيل اللّبس النّابع مثلما تفضّل الأستاذ لحسن عن المصطلحات والنّظريات الأدبيّة مترجمة
    شكرا لك أخي الأستاذ إدريس على الإثراء والتّوضيح
    بارك الله فيك وطاقات من الودّ والاحترام
    تقديري وتحيّتي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. علم النص ونحو النص والقرائية
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-10-2016, 07:45 AM
  2. حول تحليل النص الشعري , د. حسن جبار شمسي
    بواسطة مُنتظر السوادي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 15-08-2011, 12:16 AM
  3. مستويات النحو
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى النَّحوُ والصَّرْفُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-02-2009, 10:24 AM
  4. بين مستوياتِ اللغةِ الشعرية، وأبعادِ التجربة الإبداعية
    بواسطة د. مصطفى عراقي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 20-01-2007, 12:08 PM